دخلت لأحد المطاعم أنا و زميلي في العمل لوجبة الإفطار
كانت جميع الطاولات مشغولة ما عدا طاولة واحدة فجلسنا عليها
فدخل شخص لم أتعرف على جنسيته ولكني عرفت انه عربي
لاحظت أنه يلتفت يميناً ويسار وجميع الطاولات مشغولة
فقلت له"حياك تفضل" وأنا أُأشر على المكان الفارغ بالطاولة
التي جلسنا عليها لكي يجلس معنا فجلس، طلبنا انا وزميلي ما نريد
كذلك الشخص الذي جلس طلب ما يريد، بعد قليل وصل طلبه
قبلنا فقال لنا"تفضلوا" فقلت له "فيه العافية ان شاء الله"
وكان مبتسم وتظهر عليه علامات الراحة من جلوسه معنا
جلسنا نحن الثلاثة نأكل حتى انتهى هو قبلنا وخرج قليلاً
ثم عاد ونحن على وشك الانتهاء من الوجبة فقال"خلصت الحساب"
للوهلة الأولى لم أفهم ولكن ولثواني انتبهت انه دفع حساب الفطور عنا
فقلت له"لا ما يصير" وأصر هو على ان الحساب قام بدفعه وعندما
عرفت انه مصر على ذلك قلت له"ما قصرت رحم الله والديك الله يغنيك"
فعلاً أن الأخلاق هي تربية للنفس لم اكن اتوقع ان تكون بضعة كلمات
رسمت الابتسامة على وجهه وبدا سعيد ليقوم بدفع حساب الفطور عني
وعن زميلي في العمل، لم أكن أعرفه ولم اعرف ديانته وجنسيته ولكني عرفت
أن الأخلاق والمبادئ شيء لا يقدر بثمن لم أكن راضي عن قيامه بالدفع
نيابة عنا ولكنه قام بالدفع ليبرهن لنا انه استأنس الجلوس معنا
هذه من المواقف التي لا يمكن ان انساها
بتاريخ اليوم 8-5-2014