رد: أول قصة كتبتها
أشكرك أختي على المتابعة.. كما أشكر الإعضاء جميعا على القراءة..
ولكم جزء جديد.. أتمنى ان تعجبكم..
كانت تفكر فيه ومازالت أيضاً، وفاء الموظفة الناجحة التي صعدت سلم النجاح بفضل اجتهادها في الحياة، ووالداها الفخوران بها جدا.. هكذا تكون للإنسان كينونة ذو قيمة سامية.. عندما يكون الإنسان ناجحا في الحياة.. تكون له قيمة على الصعيد الأسري والاجتماعي في الدولة نفسها، تحيط بها كل كلمات الإعجاب والتقدير، على هذا الجهد المبذول الذي يرفع المجتمع إلى المحطات التي يصبوا إليها الناجحون، حقا (وفاء).. ولكنها متوترة بعض الشيء ومرتبكة من هذا (طارق).. هل هو نكره فعلا..؟ لا أعلم ما الذي يحصل عندما أراه يتكهرب جسمي من هيئته.. أصبح فوق الإحساس.. أفرح بخوف.. وبصمت محبب.. لا أعلم لماذا؟؟!! هو إنسان غامض.. فيه الحزن الجاثم .. ووجهه الغائم.. وشكله المقلوب.. لا لا..
تتلاعب الهواجس بها؛ تارة ترفعها للسماء وتارة ترميها إلى أسفل الهاوية.. تتضارب الخلجات فيما بينها.. طارق ووفاء (هما تناقض صارخ، ونقيض لا حد له)..
تهندم طارق في بدله رجل الأعمال، وأنطلق إلى موعده المنشود، نظر طارق فور وصولة إلى موظفة الاستقبال، يسألها عن موعده.. ولكنه تلعثم في كلامه.. من شدة النظرة التي أصابته منها.. أجال بوجهه ناحية الباب ودخل بخطوات ثقيلة بعض الشيء..
- أهلا.. أهلا بالعزيز..
- أهلا..
- كيف أحوالك اليوم يا طارق؟
- على مايرام.. (متصبرا على مضض)
بتطلع في وجهه بنظرة فاحصة..
- ما الذي حل بك يا طارق؟! لونك شاحب، وأنفاسك لاهثة!!
- لا .. لا تهم نفسك بيّ..
- والعشرة يا طارق.. الخبز والملح؟
- .. تعبان فقط لا أكثر.. ومتوتر قليلاً..
- لا عليك، لا عليك.. ضغط على زر من الهاتف الذي بجانبه وطلب العصير..
- شكرا لك ..
- المهم.. لقد وجدت لك وظيفة..
بانت أساريره مُغاتبطاً..
- حقاً.!؟
- نعم.. ووظيفتك ان تكتب الرسائل على الآلة الطابعة.. وبعض التقارير التي تصدرها الشركة، ومسماك الوظيفي (مساعد أداري).
- جيد.
- هيا قم معي في جولة.. لأعرفك على زملائك في العمل.. وأريك مكتبك أيضاً.
- أنت وذلك.
بدأ ماهر بتعريفه جوانب الوظيفة وماهية وجوده اليومي المنتظم للعمل المتتابع، كما عرفه على زملائه في العمل، ولكنه نسي أن يعرفه على سكرتيرته النشطة.. ظن طارق إن الموضوع (علاقة وطيدة) بينهما.. وخاصتاً بكونها سكرتيرته، فرفض التدخل حتى في معرفة أسمها.. تسلم طارق الوظيفة على مكتبة الخشبي، وبجنبه رجلان دمثان، استراحت نفسه منهما، فهما لا يتكلمان إلى مع بعضهما، وهو لا يريد إلا الصمت.. هو بطبيعته أخرس اللسان.. لا يحب أن يتكلم مع الناس، فقد أصبح طموراً، حتى عندما يفرح أو يغضب.. عندما يبكي ويتألم .. لا يشكي لأحد عدا أمه.. كأنه طفل يشكي ويبكي بجانبها فقط.. ولكن عندما وكله المدير بقيام أعمالة المترتبة عليه فإنه يجيدها بأحسن صورة.. ويكتبها بأفضل العبارات، أنه اليوم الأول للعمل، ويجب عليه إبراز كل ما لديه من مهارة، يجب أن يبصم بطابع خاص ذو جودة وكفاءة جديرة بالذكر.. عند انتهاء وقت العمل، لملم طارق حاجياته البسيطة وهب للمغادرة.. لكنه تفاجأ بوقوف وفاء بجانب مكتبة، وابتسمت له للتحية..
- أهلا ومرحبا، بالموظف الجديد..
- أهلا.. (بدا متوترا)
- مدت يدها لتسلم عليه.. تردد بعض الشيء ولكنه مد يده ليرد السلام ..
- أنا وفاء سكرتيرة المدير العام.. والأخ؟ (مُشيرتاً إليه)
- أنا.. طارق..
تفرست في وجهه الغائم، لتبحث عن أسئلة، لتطيل اللقاء، ولكن عبثا منها.. لم تستطع؛ فمحياه تمحي كل الأسئلة، نظراته الباردة الشاردة.. تجعلها تائهة في وسط زخم الذهول والضياع.. أنسحب طارق من مكتبه ليعود إلى البيت، حيث أمه قلقة عليه هناك.. لما رأته يهم بالخروج أردفت بالقول متسائلة على وجه السرعة:
- أين تسكن يا طارق؟
أستصعب السؤال.. للوهلة الأولى، ولكنه أردف:
- في الحي القديم..
مثلت دور المتعجبة والمتصادفة..
- حقا..!؟ وأنا أيضا..
هز برأسه ورحل.. ارتسمت على محياها البسمة المتأكدة من شكوكها، لقد تيقنت أخيرا بأنه هو الذي دخل ذلك البيت عندما رأيته.. نعم هذا هو.. نظرت إلى مكانه الخالي.. ورحلت..
***
أشكرك أختي على المتابعة.. كما أشكر الإعضاء جميعا على القراءة..
ولكم جزء جديد.. أتمنى ان تعجبكم..
كانت تفكر فيه ومازالت أيضاً، وفاء الموظفة الناجحة التي صعدت سلم النجاح بفضل اجتهادها في الحياة، ووالداها الفخوران بها جدا.. هكذا تكون للإنسان كينونة ذو قيمة سامية.. عندما يكون الإنسان ناجحا في الحياة.. تكون له قيمة على الصعيد الأسري والاجتماعي في الدولة نفسها، تحيط بها كل كلمات الإعجاب والتقدير، على هذا الجهد المبذول الذي يرفع المجتمع إلى المحطات التي يصبوا إليها الناجحون، حقا (وفاء).. ولكنها متوترة بعض الشيء ومرتبكة من هذا (طارق).. هل هو نكره فعلا..؟ لا أعلم ما الذي يحصل عندما أراه يتكهرب جسمي من هيئته.. أصبح فوق الإحساس.. أفرح بخوف.. وبصمت محبب.. لا أعلم لماذا؟؟!! هو إنسان غامض.. فيه الحزن الجاثم .. ووجهه الغائم.. وشكله المقلوب.. لا لا..
تتلاعب الهواجس بها؛ تارة ترفعها للسماء وتارة ترميها إلى أسفل الهاوية.. تتضارب الخلجات فيما بينها.. طارق ووفاء (هما تناقض صارخ، ونقيض لا حد له)..
تهندم طارق في بدله رجل الأعمال، وأنطلق إلى موعده المنشود، نظر طارق فور وصولة إلى موظفة الاستقبال، يسألها عن موعده.. ولكنه تلعثم في كلامه.. من شدة النظرة التي أصابته منها.. أجال بوجهه ناحية الباب ودخل بخطوات ثقيلة بعض الشيء..
- أهلا.. أهلا بالعزيز..
- أهلا..
- كيف أحوالك اليوم يا طارق؟
- على مايرام.. (متصبرا على مضض)
بتطلع في وجهه بنظرة فاحصة..
- ما الذي حل بك يا طارق؟! لونك شاحب، وأنفاسك لاهثة!!
- لا .. لا تهم نفسك بيّ..
- والعشرة يا طارق.. الخبز والملح؟
- .. تعبان فقط لا أكثر.. ومتوتر قليلاً..
- لا عليك، لا عليك.. ضغط على زر من الهاتف الذي بجانبه وطلب العصير..
- شكرا لك ..
- المهم.. لقد وجدت لك وظيفة..
بانت أساريره مُغاتبطاً..
- حقاً.!؟
- نعم.. ووظيفتك ان تكتب الرسائل على الآلة الطابعة.. وبعض التقارير التي تصدرها الشركة، ومسماك الوظيفي (مساعد أداري).
- جيد.
- هيا قم معي في جولة.. لأعرفك على زملائك في العمل.. وأريك مكتبك أيضاً.
- أنت وذلك.
بدأ ماهر بتعريفه جوانب الوظيفة وماهية وجوده اليومي المنتظم للعمل المتتابع، كما عرفه على زملائه في العمل، ولكنه نسي أن يعرفه على سكرتيرته النشطة.. ظن طارق إن الموضوع (علاقة وطيدة) بينهما.. وخاصتاً بكونها سكرتيرته، فرفض التدخل حتى في معرفة أسمها.. تسلم طارق الوظيفة على مكتبة الخشبي، وبجنبه رجلان دمثان، استراحت نفسه منهما، فهما لا يتكلمان إلى مع بعضهما، وهو لا يريد إلا الصمت.. هو بطبيعته أخرس اللسان.. لا يحب أن يتكلم مع الناس، فقد أصبح طموراً، حتى عندما يفرح أو يغضب.. عندما يبكي ويتألم .. لا يشكي لأحد عدا أمه.. كأنه طفل يشكي ويبكي بجانبها فقط.. ولكن عندما وكله المدير بقيام أعمالة المترتبة عليه فإنه يجيدها بأحسن صورة.. ويكتبها بأفضل العبارات، أنه اليوم الأول للعمل، ويجب عليه إبراز كل ما لديه من مهارة، يجب أن يبصم بطابع خاص ذو جودة وكفاءة جديرة بالذكر.. عند انتهاء وقت العمل، لملم طارق حاجياته البسيطة وهب للمغادرة.. لكنه تفاجأ بوقوف وفاء بجانب مكتبة، وابتسمت له للتحية..
- أهلا ومرحبا، بالموظف الجديد..
- أهلا.. (بدا متوترا)
- مدت يدها لتسلم عليه.. تردد بعض الشيء ولكنه مد يده ليرد السلام ..
- أنا وفاء سكرتيرة المدير العام.. والأخ؟ (مُشيرتاً إليه)
- أنا.. طارق..
تفرست في وجهه الغائم، لتبحث عن أسئلة، لتطيل اللقاء، ولكن عبثا منها.. لم تستطع؛ فمحياه تمحي كل الأسئلة، نظراته الباردة الشاردة.. تجعلها تائهة في وسط زخم الذهول والضياع.. أنسحب طارق من مكتبه ليعود إلى البيت، حيث أمه قلقة عليه هناك.. لما رأته يهم بالخروج أردفت بالقول متسائلة على وجه السرعة:
- أين تسكن يا طارق؟
أستصعب السؤال.. للوهلة الأولى، ولكنه أردف:
- في الحي القديم..
مثلت دور المتعجبة والمتصادفة..
- حقا..!؟ وأنا أيضا..
هز برأسه ورحل.. ارتسمت على محياها البسمة المتأكدة من شكوكها، لقد تيقنت أخيرا بأنه هو الذي دخل ذلك البيت عندما رأيته.. نعم هذا هو.. نظرت إلى مكانه الخالي.. ورحلت..
***