في يوم العاشر من المحرم لما نظر الأمام الحسين (ع)إلى كثرة من قتل من أصحابة قبض على شيبته المقدسة ثم نادي بصوت حزين عال :أما من ناصر ينصرنا إما من مغيث يغيثنا أما من ذاب عن حرم رسول الله يذب عنا
فلما نادي بهذا النداء تزلزلت أركان العرش وقوائمه وبكت السماوات وضجت الملائكة واضطربت الأرض فقالوا باجمعهم : ياربنا هذا حبيبك وقرة عين حبيبك فإذن لنا النصرة وهو بهذه الحالة روحي فداه إذا وقعت صحيفة من السماء في يده الشريفة فلما فتحت ورأى أنها العهد المأخوذ عليه بالشهادة قبل خلق الخلق في هذه الدنيا فلما نظر (عليه السلام )إلى ظهر تلك الصحيفة فإذا هو مكتوب عليه بخط واضح جلي (نحن ياحسين ما حتمنا الموت وما ألزمنا الشهادة فلك الخيار ولا ينقص حظك عندنا فان شئت أن نصرف عنك هذه البلية فاعلم إنا قد جعلنا السماوات والارضين والملائكة والجن كلهم في حكمك فأمر فيه بما تريد من إهلاك هؤلاء الفجرة فاذا بالملائكة قد ملئوا بين السماوات والأرض بأيديهم حراب من نار ينتظرون لحكم الحسين (عليه السلام ) وامره من إعدام هؤلاء الفسقة فلما عرف (عليه السلام ) مضمون الكتاب وما تحوي هذه الصحيفة رفعها إلى السماء ورمى ما بها إليها وقال (وددت أن اقتل سبعين مرة وأحيى في طاعتك ومحبتك واني قد سامت من الحياة بعد قتل الأحبة سيما إذا كان قتلي فيه نصرة دينك وإحياء أمرك وحفظ ناموس شريعتك ثم اخذ( عليه السلام )رمحه ولم يأذن للملائكة بشيء وباشر الحرب بنفسه ألشريفه وجاد بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود