Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على من انبع الهدى
السلام على من اتبع الائمة
السلام عليكم يا اسرة ملتقى الشعراء الغالي
اليوم أتيت لكم لكي اجلب لكم موضوع في قمة الأهمية
يعني
في كل سبوع راح نختار شخصية من الشخصيات العظيمة التي نقتذي بها
يعني في خلال هذا السبوع نختار شخصية من الشخصيات العظيمة اللي نقتدي بها
ونكتب كل ما نعرفة عنهم عن سيرتهم وحياتهم وهكذا إلى يوم وفاتهم
وها أنا أبتدي بحبيبنا وسيدنا وقائدنا و ورسولنا الاعظم محمد ابن عبدالله (ع)
وهذا وكما أتمنى أن أرى تفاعلكم وولائكم لأهل بيت رسول الله
وحبكم إلى بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
سيدنا وحبيب قلوبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
سيرة حياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب واسم عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم، واسم هاشم، عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف، المغيرة بن قصي واسم قصي، زيد بن كلاب واسم كلاب، حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، واسم النضر، قيس بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، واسم مدركة، عامر بن الياس بن مضر، واسم مضر، عمرو بن نزار بن معد بن عدنان.
ونسبه (ص) إلى عدنان متفق عليه وبعد عدنان فيه اختلاف كثير. وكنيته أبو القاسم.
وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمها برة بنت أسد بن عبد العزى، وكان وهب سيد بني زهرة قد خطبها لعبد الله وزوجه بها أبوه عبد المطلب وكان سن عبد الله يومئذ أربعا وعشرين سنة.
لما حملت به أمه قالت: فما وجدت له مشقة حتى وضعته، ثم خرج أبوه عبد الله وأمه حامل به في تجارة له إلى الشام فلما عاد نزل على أخواله بني النجار بالمدينة فمرض هناك ومات ورسول الله (ص) حمل، وقيل كان عمره سنتين وأربعة اشهر وقيل كان عمره سبعة اشهر وقيل شهرين وكان عبد الله فقيرا لم يخلف غير خمسة من الإبل وقطيع غنم وجارية اسمها بركة وتكنى أم ايمن وهي التي حضنت النبي (ص).
ولد (ص) بمكة يوم الجمعة أو يوم الاثنين عند طلوع الشمس أو عند طلوع الفجر أو عند الزوال على اختلاف الأقوال السابع عشر من شهر ربيع الأول على المشهور بين الإمامية وقال الشيخ الكليني لاثنتي عشرة ليلة مضت منه وهو المشهور عند غيرهم. واتفق الرواة على انه (ص) ولد عام الفيل بعد خمسة وخمسين يوما أو خمسة وأربعين أو ثلاثين يوما من هلاك أصحاب الفيل لأربع وثلاثين سنة وثمانية اشهر أو لاثنتين وأربعين سنة مضت من ملك كسرى انوشروان ولسبع بقين من ملكه.
كفل النبي (ص) بعد أبيه جده عبد المطلب وقام بتربيته وحفظه احسن قيام ورق عليه رقة لم يرقها على ولده وكان يقربه منه ويدنيه ولا يأكل طعاما إلا أحضره وكان يدخل عليه إذا خلا وإذا نام ويجلس على فراشه فيقول دعوه. ولما صار عمره ست سنين وذلك بعد مجيئه من عند حليمة بسنة أخرجته أمه إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ومعه أم ايمن تحضنه فبقيت عندهم شهرا ثم رجعت به أمه إلى مكة فتوفيت بالابواء بين المدينة ومكة فعادت به أم ايمن إلى مكة إلى جده عبد المطلب وبقيت تحضنه فبقي في كفالة عبد المطلب من حين وفاة أبيه ثمان سنين. وتوفي عبد المطلب وعمره ثمانون سنة فلما حضرته الوفاة أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله (ص) وحياطته وكفالته ولم يكن أبو طالب اكبر اخوته سنا ولا أكثرهم مالا فقد كان الحارث أسن منه، والعباس أكثرهم مالا، لكن عبد المطلب اختار لكفالته أبا طالب لما توسمه فيه من الرعاية الكافية لرسول الله (ص)، ولأنه كان على فقره أنبل اخوته وأكرمهم وأعظمهم مكانة في قريش وأجلهم قدرا فكفله أبو طالب وقام برعايته احسن قيام.
وكان يحبه حبا شديدا لا يحب ولده مثله وكان لا ينام إلا إلى جنبه ويخرج فيخرج معه وكان يخصه بالطعام وكان أولاده يصبحون شعثا ويصبح رسول الله (ص) كحيلا دهينا وكان أبو طالب توضع له وسادة بالبطحاء يتكئ عليها أو يجلس عليها فجاء النبي (ص) فجلس عليها فقال أبو طالب أن ابن أخي هذا ليحس بنعيم وخرج به معه إلى الشام وهو ابن اثنتي عشرة سنة بعد ما عزم على إبقائه بمكة لكنه أبى إلا أن يصحبه معه حتى بلغ به بصرى، ولم يزل أبو طالب يكرمه ويحميه وينصره بيده ولسانه طول حياته.
زواجه بخديجة:
وخرج (ص) إلى الشام في تجارة لخديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة مع غلامها ميسرة وكانت خديجة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في تجارتها ولما علم أبو طالب بأنها تهيئ تجارتها لإرسالها إلى الشام مع القافلة قال له: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وقد بلغني أن خديجة استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته فهل لك أن أكلمها؟ قال ما أحببت، فقال لها أبو طالب: هل لك أن تستأجري محمدا فقد بلغنا انك استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة بكار، فقالت لو سالت ذلك لبعيد بغيض فعلنا، فكيف وقد سألته لحبيب قريب، فقال له أبو طالب: هذا رزق وقد ساقه الله إليك، فخرج (ص) مع ميسرة بعد أن أوصاه أعمامه به وباعوا تجارتهم وربحوا أضعاف ما كانوا يربحون وعادوا فسرت خديجة بذلك ووقعت في نفسها محبه النبي (ص) وحدثت نفسها بالتزوج به وكانت قد تزوجت برجلين من بني مخزوم توفيا وكان قد خطبها أشراف قريش فردتهم فتحدثت بذلك إلى أختها أو صديقة لها اسمها نفيسة بنت منية، فذهبت إليه وقالت: ما يمنعك أن تتزوج؟ قال: ما بيدي ما أتزوج به، قالت: فان كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة الا تجيب؟ قال: فمن هي؟ قالت: خديجة، قال: كيف لي بذلك، قالت: عليّ ذلك، فأجابها بالقبول وخطبها إلى عمها أو أبيها وحضر مع أعمامه فزوجها به عمها لان أباها كان قد مات وقيل زوجها أبوها واصدقها عشرين بكرة وانتقل إلى دارها وكان ذلك بعد قدومه من الشام بشهرين وأيام وعمرها أربعون سنة، وكانت امرأة حازمة جلدة شريفة آمنت برسول الله (ص) أول بعثته وأعانته بأموالها على تبليغ رسالته وخففت من تألمه لخلاف قومه.
وقد جاء انه إنما قام الإسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب ولذلك كان رسول الله (ص) يرى لها المكانة العظمى في حياتها وبعد وفاتها التي كان لا يراها لواحدة من أزواجه.
أبناؤه:
1 ـ القاسم: وبه كان يكنى عاش حتى مشى ومات بمكة.
2 ـ عبد الله: ويلقب بالطيب والطاهر لولادته بعد الوحي ولد بمكة بعد الإسلام ومات بها وبعضهم يعد الطيب والطاهر اثنين.
3 ـ فاطمة: وهي صغرى بناته تزوجها علي (ع) بعد الهجرة.
4 ـ زينب: وهي كبراهن تزوجها قبل الإسلام أبو العاص.
5 ـ رقية.
6 ـ أم كلثوم.
وأم الكل خديجة.
7 ـ إبراهيم بن مارية القبطية ولد بالمدينة ومات وهو ابن ثمانية عشر شهراً.
سيرته:
كان النبي (ص) احكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ولا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ثم يعود إلى قوت عامه، فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام، أن لم يأته شيء وكان يجلس على الأرض وينام عليها ويخصف النعل ويرقع الثوب ويفتح الباب ويحلب الشاة ويعقل البعير ويطحن مع الخادم إذا أعيى (تعب) ويضع طهوره (ماءه الذي يتوضأ به) بالليل بيده ولا يجلس متكئا ويخدم في مهنة أهله ويقطع اللحم ولم يتجشأ قط، وكان يقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ولا يأكل الصدقة ولا يثبت بصره في وجه أحد، وكان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، ويأكل ما حضر ولا يرد ما وجد ولا يلبس ثوبين بل يلبس بردا حبرة يمنية وشملة وجبة صوف والغليظ من القطن والكتان واكثر ثيابه البياض، ويلبس القميص من قبل ميامنه وكان له ثوب للجمعة خاصة، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه (قديمها) مسكينا وكان يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن، ويكره الريح الردية ويستاك عند الوضوء ويردف خلفه عبده أو غيره (يركبه خلفه على دابته) ويركب ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار ويركب الحمار بلا سرج ويمشي راجلا ويشيع الجنائز ويعود المرضى في أقصى المدينة يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتألف أهل الشر بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم، إلا بما أمر الله ولا يجفو على أحد، ويقبل معذرة المعتذر إليه وكان اكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه القرآن وربما ضحك من غير قهقهة لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا في ملبس، وما شتم أحدا بشتمةٍ ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنةٍ ولا لاموا أحدا إلا قال دعوه، ولا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يغفر ويصفح، ويبدأ من لقيه بالسلام وإذا لقي مسلما بدأه بالمصافحة وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته واقبل عليه وقال ألك حاجة؟ وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك وكان اكثر ما يجلس مستقبل القبلة وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته وكان في الرضى والغضب لا يقول إلا حقا وكان يأكل القثاء بالرطب والملح وكان احب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب واكثر طعامه الماء والتمر وكان يشرب اللبن بالتمر ويسميهما الاطيبين وكان احب الطعام إليه اللحم ويأكل الثريد باللحم وكان يحب القرع وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده وكان يأكل الخبز والسمن وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ومن الصباغ الخل ومن التمر العجوة ومن البقول الهندباء وكان يمزح ولا يقول إلا حقا.
بنيت الكعبة وهو ابن خمس وثلاثين سنة وكانت قد تصدعت من السيل فخافت قريش من هدمها ثم أقدمت عليه فلما بلغ البناء موضع الحجر الأسود اختلفت بينها فيمن يضعه في مكانه وكل قبيلة أرادت ذلك لنفسها حتى كادت أن تقع الفتنة ثم رضوا بحكم النبي (ص) فحكم أن يوضع الحجر في ثوب ويحمل أطرافه من كل قبيلة رجل فرضوا بذلك ثم أخذه من الثوب ووضعه في مكانه.
كتابه إلى النجاشي (ملك الحبشة):
كان أول رسول بعثه رسول الله (ص) عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام ويتلو عليه القرآن وكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة، سلام عليك فإني احمد إليك الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن واشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى، حملته من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وان تتبعني وتوقن بالذي جاءني فإني رسول الله وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى.
أرسله مع دحية بن خليفة الكلبي سنة سبع من الهجرة وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى الحارث ملك غسان، ليدفعه إلى قيصر. قال صاحب السيرة الحلبية: فأرسل الحارث معه عدي بن حاتم ليوصله إلى قيصر. وقال ابن اسعد: فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر وهو يومئذ بحمص ماش في نذر عليه أن ظهرت الروم على فارس أن يمشي من القسطنطينية إلى ايليا (القدس) فلما اخذ قيصر الكتاب وجد عليه عنوان كتب العرب فدعا المترجم فقرأه فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فان توليت فإنما عليك إثم الاكاريين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة، سواء بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون.
قال قيصر: انظروا لنا من قومه أحدا نسأله عنه، وكان أبو سفيان بغزة مع رجال من قريش في تجارة زمن هدنة الحديبية قال فاتانا رسول قيصر فانطلق بنا إليه وهو في بيت المقدس وعليه التاج وعظماء الروم حوله فقال لترجمانه سلهم أيهم اقرب نسبا لهذا الرجل الذي يزعم انه نبي فقال أبو سفيان: أنا، فقال ما قرابتك منه؟ قال: ابن عمي، قال: ادن مني، ثم أمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري وقال لهم: إنما جعلتكم خلف ظهره لتردوا عليه إذا كذب، قال أبو سفيان: فوالله لو لا الحياء أن يردوا علي لكذبت، فصدقت وأنا كاره لبغضي إياه ومحبتي نقصه ثم قال لترجمانه: قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم؟، قلت: هو منا ذو نسب، قال: هل قال هذا القول أحد منكم قبله؟، قلت: لا، قال: هل كنتم تتهمونه بالكذب؟، قلت: لا، قال: هل كان من آبائه ملك؟ قلت: لا، قال: كيف عقله ورأيه؟ قلت: لم نعب عليه عقلا ولا رأيا قط، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: فهل يزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطا لدينه؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر إذا عاهد؟ قلت: لا، ونحن الآن منه في ذمة، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف حربكم وحربه؟ قلت: دول وسجال، قال: فما يأمركم به؟ قلت: امرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا ويأمرنا بالصلاة والزكاة ويأمرنا بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة، فقال لترجمانه: قل له إني سألتك عن نسبه فزعمت انه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل هذا القول قاله أحد منكم قبله فزعمت أن لا فلو كان أحد منكم قال هذا القول قبله لقلت هو يأتم بقول قيل قبله وسالتك هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه ملك فقلت لا فلو كان من آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فقلت ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل لان الغالب أن أتباع الرسل هم أهل الاستكانة وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت انهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد منهم سخطه لدينه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا حصل به انشراح الصدور وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قاتلتموه فقلت نعم وان حربكم وحربه دول وسجال وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك ماذا يأمركم به فزعمت انه يأمركم بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة فعلمت أنه نبي.
كتابه إلى كسرى (ملك الفرس):
أرسله مختوما مع عبد الله بن حذافة السهمي وقيل مع غيره، فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله.
أدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين أسلم تسلم فان أبيت فعليك إثم المجوس الذين هم أتباعك.
قال عبد الله: فأتيت إلى بابه وطلبت الأذن عليه حتى وصلت إليه فدفعت إليه كتاب رسول الله (ص) فقرىء عليه فأخذه ومزقه.
كتابه إلى المقوقس (ملك القبط):
واسمه جريح بن مينا أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة اللخمي عندما انصرف من الحديبية وفيه:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فإنما عليك إثم القبط، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمه سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون.
وختم الكتاب وجاء به حاطب حتى دخل على المقوقس بالاسكندريه فلما قرأه قال ما منعه أن كان نبيا أن يدعو على من خالفه أن يسلط عليهم فقال له حاطب ألست تشهد أن عيسى بن مريم رسول الله؟ فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يقتلوه أن لا يكون دعا عليهم؟ قال: أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم، واكرم حاطباً وأهدى إلى النبي (ص) جاريتين مارية أم إبراهيم وسيرين وبغلة بيضاء وهي دلدل ولم يكن في العرب يومئذ غيرها، وكتب إلى النبي (ص) قد علمت أن نبياً قد بقي وكنت أظن انه يخرج بالشام وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم أهديت لك كسوة وبغلة تركبها ولم يزد على هذا ولم يسلم، ووضع كتاب النبي (ص) في حُق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جارية له.
مواعظه:
نصر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها فكم من حامل فقه إلى من هو افقه منه، ثلاثة لا يغل عليها قلب عبد مسلم، إخلاص العمل لله والنصيحة لائمة المسلمين واللزوم لجماعتهم، فان دعوتهم محيطه من ورائهم، المسلمون اخوة تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم.
ومن خطبة له (ص) يذكر فيها شهر رمضان:
أيها الناس قد اقبل إليكم شهر رمضان بالبركة والرحمة والمغفرة شهره ابرك الشهور وأيامه افضل الأيام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات وقد دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه مناهل كرامته أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فالشقي من حرم غفران الله فيه، فاذكروا بجوعكم وعطشكم، جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه، أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه، أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس، يتحنن الله على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها افضل الساعات، ينظر الله عباده فيها بالرحمة، ويجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.
أيها الناس من حسن في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن خفف فيه عما ملكت يمينه، خفف الله حسابه، ومن كف فيه شره، كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه، وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة، كتب له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا، كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن كثر فيه من الصلاة ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له اجر من ختم القرآن في غيره، ألا إن أبواب الجنة مفتحة فيه أسالوا ربكم أن لا يغلقها عنكم وأبواب النار مغلقة فأسالوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فأسالوا ربكم أن لا يسلطها عليكم.
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي (عج)....
محمد قرَّبهُ ربه حتى كقوسين غدا قًرْبُهٌ
محمد حسبي في شدتي طوبى لمن محمد حسبه
صلى عليه وعلى من هم عترته صفوته صحبته
صلى عليه وعفى رحمة عن مسلمين ربهم ربه
اسمه ونسبه:محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وينتهي نسبه
الشريف الى النبي ابراهيم (عليه السلام).
أمه:آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب…
كنيته:أبوالقاسم، وأبو ابراهيم.
القابه: المصطفى، وله أسماء وردت في القرآن الكريم مثل: خاتم النبيين، والأمّي، والمزمل، والمدثر،والنذير، والمبين، والكريم، والنور، والنعمة، والرحمة، والعبد، والرؤوف، والرحيم، والشاهد، والمبشر، والنذير، والداعي، وغيرها.
نبذة عن حياة النبي محمد (ص): ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الإثنين 17 وقيل 12 من شهر ربيع الأول عام الفيل بمكة، وقد مات أبوه وهو في بطن أمه، وتوفيت أمه وعمره ست سنين فكفله جده عبدالمطلب ولما بلغ عمره ثمان سنين توفى جده فكفله عمه أبو طالب وأحسن كفالته، وكان لا يفارقه ليلا ولا نهارا، وصحبه في أسفاره إلى الشام للتجارة، ولما بلغ الأربعين سنة من عمره الشريف نزل عليه الوحي بالنبوة وكان في غار حراء، وأول آية نزلت عليه: (إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق). فأخبر خديجة فصدقت به، وأخبر علي بن أبي طالب (ع) فصدق به، وأخذ في نشر دعوته سرا، ثم أعلنها فأسلم جماعة من العرب فعذبتهم قريش وهاجر إلى المدينة بعد أن أسلم جماعة من أهلها، وأخذ في نشر الدعوة وحاربته قريش والعرب فانتصر عليهم وفتح مكة. وبعد أن أكمل نشر دعوته وانتشر الإسلام في جزيرة العرب توفاه الله تعالى.
وقد عاش (ص) ثلاثا وستين سنة، أربعين منها قبل أن يبعث بالرسالة، وثلاثا وعشرين سنة نبيا رسولا قضى منها (13) سنة في مكة و ( 10) سنين في المدينة.
أخلاقه (ص):إمتاز النبي محمد (ص) بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة. فقد كان بعيدا عن كل ما يشين سمعته سواء في أقواله أو أفعاله، متواضعا عفيفا صادقا أمينا حتى لقبته قريش بالصادق الأمين. وكان (ص) حليما كريما سخيا شجاعا أوفى العرب ذمة، صبورا على المكاره والأذى في سبيل نشر دعوته. وكان لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها، سفيقا لأصحابه كثير التردد إليهم، يقبل معذرة من اعتذر إليه، يحب الفقراء والمساكين ويأكل معهم، قليل الأكل، يختار الجوع على الشبع مواساة للفقراء. وكان (ص) يجلس على التراب ويرقع ثوبه ويخصف نعله بيده الكريمة.وكان لا يجلس ولا يقوم إلا ذكر الله تعالى. وقد مدحه الله جل جلاله بقوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم). صدق الله العلي العظيم.
كيفية الصلاة عليه (ص):قال النبي (ص): (( لا تصلوا علي الصلاة البتراء، قيل ما البتراء يا رسول الله؟ قال : أن تصلوا علي ولا تذكروا آلي))... فيجب على كل مسلم إذا ذكره (ص) أن يقول (صلى الله عليه وآله وسلم). وإذا أراد الصلاة عليه (ص) أن يقول (اللهم صلي على محمد وآل محمد)).
من حكمه (صلى الله عليه وآله وسلم): 1- رضى الرب في رضى الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين.
2- سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه.
3- الرحم معلقة بالعرش تقول اللهم صِلْ من وصلني واقطع من قطعني.
4- التاجر الأمين الصدوق مع الشهداء يوم القيامة.
5- حسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس.
6- إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه فليجلسه معه، فإن لم يجلس معه فليناوله أكلة أو أكلتين.
7- إتقوا الله في الضعيفين، المرأة الأرملة والصبي اليتيم.
8- إتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا، فإنها ليس دونها حجاب.
9- من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله.
10- من لا يَرْحم لا يُرْحَمْ.
11- الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله.
12- لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهْدَ له.
13- قل الحق ولو على نفسك؟
14- إياك وقرين السوء فإنك به تُعْرَفْ.
15- من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فقد كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته.
مبعثه:بعث بمكة في 27 رجب بعد أن بلغ عمره الشريف أربعون سنة.
تعاليمه: جاء (ص) بالمساواة بين جمع الخلق، وبالاخوّة، والعفو العام عمّن دخل في الاسلام، ثم سنّ شريعةً باهرةً وقانوناً عادلاً تلقاه عن الله عزّوجلّ ثم تلقاه المسلمون منه.
معجزاته:كثيرة ولا يسع المجال لذكرها جميعا ولكن نذكر أعظمها:
الأولى:القرآن الكريم الذي عجزت قريش والعرب جميعا عن معارضته والإتيان بمثله.
الثانية:وضعه الشريعة الإسلامية المطابقة للحكمة والموافقة لكل عصر وزمان مع كونه أميا لا يقرأ
ولا يكتب وقد نشأ بين قوم أميين.
ولا بأس بذكر بعض من معجزاته الأخرى كنبوع الماء من بين أصابعه، وإشباع الخلق الكثير من قليل الزاد، ومجئ الشجر، وحنين الجذع، وإخباره بالمغيبات.
أما المغيبات التي أخبر عنها فهي كالتالي:
أخبر النبي صلى الله عليه وآله بحوادث كثيرة وقعت بعد وفاته، منها قوله (ص) لعلي عليه السلام،
"أنت تقاتل بعدي الناكثين(وهم أهل الجمل بالبصرة)، والقاسطين (وهم معاوية وأهل الشام في صفين)،
والمارقين (وهم الخوارج بالنهروان). وإن قاتِلُك إبن ملجم. وإخباره بسم الإمام الحسن (ع) وقتل الإمام
الحسين (ع) بكربلاء. وقوله (ص) ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار،
فقُتِلَ عمار في معركة صفين. وقوله (ص) لفاطمة عليها السلام: "أنت أول أهل بيتي لحاقا بي".
وإخباره بظهور الدولة الأموية وظهور دولة بني العباس.
دعوته:دعا الناس في مكة الى التوحيد سراً مدة ثلاث سنين، و دعاهم علناً مدة عشر سنين.
هجرته:هاجر من مكة الى المدينة المنورة في بداية شهر ربيع الاول بعد مرور 13 عاماً من مبعثه،وذلك لشدة اذى المشركين له ولأصحابه.
حروبه وغزواته:أذن الله عزوجلّ للرسول (ص) بقتال المشركين والكفار والمنافقين، فخاض معهم معارك كثيرة نذكر هنا ابرزها: بدر ـ أحد ـ الخندق (الاحزاب) ـ خيبر ـ حنين.
زوجاته: خديجة بنت خويلد (رضوان الله عليها)، وهي الزوجة الأولى؛ أما الأخريات فهن: سودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وغزية بنت دودان (ام شريك)، وحفصة بنت عمر، ورملة بنت أبي سفيان (أم حبيبة)، وأم سلمة بنت أبي أميّة، وزينب بنت جحش، وزينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث، وجويرية بنت الحارث، وصفية بنت حييّ بن أخطب.
أولاده: وهم: 1 ـ عبدالله. 2 ـ القاسم. 3 ـ ابراهيم (عليهم السلام). 4 ـ فاطمة (عليها السلام). وقيل: زينب ورقية وام كلثوم.
اعمامه:له تسعة اعمام، وهم أبناء عبدالمطلب: الحارث ـ الزبير ـ أبو طالب ـ حمزة ـ الغيداق ـ ضرار المقوّم ـ أبو لهب ـ العباس.
عماته:وله عمات ست من أمهات شتى وهنّ: أميمة ـ أم حكيمة ـ برّة ـ عاتكة ـ صفيّة ـ أروى.
أوصياؤه: اثنا عشر وصياً، وهم: 1 ـ أميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، 2 ـ الحسن بن علي
(عليهما السلام)، 3 ـ الحسين بن علي (عليهما السلام)، 4 ـ علي بن الحسين (عليهما السلام)،
5 ـ محمد بن علي (عليهما السلام)، 6 ـ جعفر بن محمد (عليهما السلام)، 7 ـ موسى بن جعفر
(عليهما السلام)، 8 ـ علي بن موسى (عليهما السلام)، 9 ـ محمد بن علي (عليهما السلام)،
10 ـ علي بن محمد (عليهما السلام)، 11 ـ الحسن بن علي (عليهما السلام)، 12 ـ الحجة بن الحسن (عج).
بوابه: أنس بن مالك.
شعراؤه:حسان بن ثابت، عبدالله بن رواحة، كعب بن مالك.
مؤذنوه:بلال الحبشي: ابن أم مكتوم، سعد القرط.
نقش خاتمه:(محمد رسول الله).
مدة عمره:63 عاماً.
مدة نبوته: 23 سنة.
تاريخ وفاته: 28 صفر 11 هـ
مكان وفاته: المدينة المنورة.
محل دفنه: المدينة المنورة في المسجد النبوي الشريف.
عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وبشيرا للناس أجمعين ، وكان الله تبارك وتعالى ، قد أخذ الميثاق {1} على نبي بعثه قبله بالإيمان به ، والتصديق له ، والنصر له على من خالفه يقول الله عز وجل مخاطبا النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه . قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين 2
وكان أول ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوحي ، الرؤية الصادقة ، تقول عائشة بنت أبي بكر الصديق ، رضي الله عنها: إن أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من النبوة ، حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به ، الرؤيا الصادقة ، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح وقالت عائشة رضي الله عنها : وحبب الله تعالى إليه الخلوة ، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حين أراد الله كرامته ، وابتدأه بالنبوة ، إذا خرج لحاجته أبعد حتى تحسر {3} عنه البيوت ، ويفضى {4} إلى شعاب {5} مكة وبطون أوديتها فلا يمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله
بدء الوحي
اعتاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يعتكف شهرا في كل عام في غار حراء ، يتفكر في آلاء الله عز وجل ويبتعد عن فجور أهل مكة وعاداتهم الذميمة ، فإذا انتهى ذلك الشهر ، كان أول ما ينتهي إليه قبل أن يذهب إلى بيته ، الكعبة ، فيطوف بها سبعا ، ثم يرجع إلى بيته إلى أن كان الشهر الذي أراد الله تعالى فيه ما أراد من كرامته ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك الشهر هو شهر رمضان ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كعادته إلى غار حراء ، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ، جاءه جبريل عليه السلام ، بأمر الله تعالى ، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " فجاءني جبريل ، وأنا نائم ، بنمط {6} من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ ، قال: قلت: ما أقرأ {7} ؟ قال: فغتني {8} به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني {9} فقال: اقرأ ، قال: قلت ما أقرأ ؟ قال: فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني ، فقال: اقرأ ، قال: قلت: ماذا اقرأ ؟ قال: فغتني به ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال: اقرأ ، قال: قلت: ماذا أقرأ ؟ ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي فقال
اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم 10
قال: فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني ، وهببت من نومي ، فكأنما كتبت في قلبي كتابا قال: فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل ، سمعت صوتا من السماء يقول: يا محمد ، أنت رسول الله وأنا جبريل ، قال: فرفعت رأسي إلى السماء أنظر ، فإذا جبريل في صورة رجل يقول: يا محمد ، أنت رسول الله وأنا جبريل قال: فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر ، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء ، قال: فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفا أتقدم أمامي وما أرجع ورائي ، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ، فانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة ، فجلست إلى فخدها مضيفا {11} إليها ، فقالت: يا أبا القاسم ، أين كنت ؟ فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا لي ، ثم حدثتها بالذي رأيت ، فقالت: أبشر يا بن عم وأثبت فهو الذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة وقد ابتدىء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بالتنزيل في شهر رمضار المبارك ، لقول الله تبارك وتعالى
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان 12
ولقوله عز وجل
إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر 13
براحه نزلو يعني مو في مرة وحدة تنزلون سيرة حياته وزواجه وما ادري شنو
واتمنى ان تستفيدون من هذه الشخصيات العظيمة
سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين
هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام
هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .
ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !
فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر
فـمـن هــو ؟
هو أمير المؤمنين الإمام الكريم : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه .
كُنيته : أبو الحسن .
وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك .
مولده : وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه .
فضائله : فضائله جمّـة لا تُحصى
ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا .
ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـد له الرافضة مناقب موضوعة ، هو غنى عنها .
قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد .
وكتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه " .
وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه .
وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من فضائله رضي الله عنه :
أول الصبيان إسلاماً .
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .
قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره .
وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق .
وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه : ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .
روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً .
شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي .
وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه .
وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
وكان علي رضي الله عنه أحد الشورى الذين نص عليهم عمر ، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها ، فعدل عنه إلى عثمان ، فقبلها فولاه ، وسلم عليّ وبايع عثمان .
ولم يزل عليّ رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم متصديا لنصر العلم والفتيا .
الإمام هو الإنسان المخبر عن الله بواسطة النبي (ص). ولما كان المقصود من إرسال الأنبياء والرسل هو إرشاد الخلق وهدايتهم، إقتضت الحكمة وجود شخص يقوم مقام النبي في رفع الفساد والإنتصاف للمظلوم من الظالم وحفظ الشريعة من الزيادة والنقصان وإقامة الحدود وإجبار الناس على فعل الطاعات واجتناب المحرمات.
صفات الإمام: هي عين الصفات التي يتصف بها النبي (ص).
كيفية نصب الإمام:لنصب الإمام طريقان:
1- النص من الله أو من نبيه أو من إمام قبله منصوص عليه.
2- ظهور المعجزة على يده.
من الإمام بعد النبي (ص)؟ الإمام بعد النبي محمد (ص) هو ابن عمه وأخيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.
الدليل على إمامة علي (ع) : إن آية التطهير وهي قوله تعالى: (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (1) أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))، نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين "صلوات الله عليهم " لما جمعهم النبي ووضع عليهم الكساء، فثبت أن علياً من هؤلاء الخمسة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وقد أوضح رسول الله (ص) الأمر فجعله جليا بقوله لعلي (ع) : ( لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ). وهذا نص صريح في كونه خليفته، بل نص جلي في أنه لو ذهب ولم يستخلفه كان قد فعل ما لا ينبغي أن يفعل، وهذا ليس إلا لأنه كان مأمورا من الله عز وجل باستخلافه كما ثبت في تفسير قوله تعالى: (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)). ولا ننسى قول الرسول الكريم (ص) في هذا الحديث(( أنت ولي كل مؤمن بعدي)). فإنه نص في أن علي (ع) ولي الأمر ووليه والقائم مقامه فيه.
من النصوص الواردة بحق علي (ع):
1- قوله تعالى: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)). ونزلت هذه الآية بحق علي لما تصدق بخاتمه وهو يصلي في المسجد.
2- آية المباهلة وهي: (( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)). والمقصود من أنفسنا هو الإمام علي (ع) ولو كان غيره أفضل منه أو أقدم لقدمه النبي معه للمباهلة.
من النصوص الواردة من النبي (ص) في إمامته:
1- قوله (ص) يوم غدير خم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار).
2- لما جمع النبي (ص) عشيرته وصنع لهم طعاما ودعاهم إلى الإسلام قال (ص) : (من يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي) فقال علي (ع): أنا يا رسول الله. فأخذ برقبته وقال: (هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا).
3- قوله (ص) : (إن علياً من وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي لا يؤدي عني إلا أنا وعلي).
4- قوله (ص) : (لكل نبي وصي ووارث وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب).
ولا يخفى ما فيه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة على أن عليا ولي عهده (ص) وخليفته من بعده، وكيف جعله صلى الله عليه وآله وليه في الدنيا والآخرة، آثره بذلك على سائر أرحامه، وكيف أنزله بمنزلة هارون من موسى عندما خرج (ص) في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي (ع) : أخرج معك؟ فقال (ص) : (لا) فبكى علي فقال له الرسول (ص) : (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أن ليس بعدي نبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي).
ونحن نعلم أن أظهر المنازل التي كانت لهارون من موسى وزارته له وشد أزره به وإشراكه معه في أمره، وخلافته عنه، وفرض طاعته على جميع أمته بدليل قوله"(( واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري)). وقوله: (( أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)). وقوله عز وعلا: (( قد أوتيت سؤالك يا موسى)).
فعلي بكم هذا النص خليفة رسول الله في قومه ووزيره في أهله، وشريكه في أمره - على سبيل الخلافة عنه لا على سبيل النبوة - وأفضل أمته، وأولاهم به حيا وميتا، وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي - بوزارته له - مثل الذي كان لهارون على موسى.
الإمام علي(عليه السلام) وليد الكعبة
أحست السيدة فاطمة بنت أسد بوجع الولادة وهي في الشهر التاسع من الحمل، وأقبلت إلى المسجد الحرام وطافت حول الكعبة، ثم وقفت للدعاء والتضرع إلى الله تعالى ليسهل عليها أمر الولادة، قائلة: يا رب إني مؤمنة بك وبكل كتاب أنزلته، وبكل رسول أرسلته...
ومصدقة بكلامك وكلام جدي إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وقد بنى بيتك العتيق، وأسألك بحق أنبياءك المرسلين، وملائكتك المقربين وبحق هذا الجنين الذي في أحشائي..
إلا يسرت عليّ ولادتي.
انتهى دعاء السيدة، وانشق جدار الكعبة من الجانب المسمى (بالمستجار) ودخلت السيدة فاطمة بنت أسد إلى جوف الكعبة، وارتأب الصدع، وعادت الفتحة والتزقت وولدت السيدة ابنها علياً هناك(2).
من المعلوم: أن للكعبة باباً يمكن منه الدخول والخروج، ولكن الباب لم ينفتح، بل انشق الجدار ليكون أبلغ وأوضح وأدل على خرق العادة، وحتى لا يمكن إسناد الأمر إلى الصدفة.
والغريب: أن الأثر لا يزال موجوداً على جدار الكعبة حتى اليوم بالرغم من تجدد بناء الكعبة في خلال هذه القرون، وقد ملأوا أثر الانشقاق بالفضة والأثر يرى بكل وضوح على الجدار المسمى بالمستجار، والعدد الكثير من الحجاج يلتصقون بهذا الجدار ويتضرعون إلى الله تعالى في حوائجهم.
روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة ـ في أماليه ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام): كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق بني عبد العزى إزاء بيت الله الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكانت حاملة بأمير المؤمنين (عليه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام، فوقفت إزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، ورمت بطرفها نحو السماء وقالت...
إلى آخر كلامها الذي تقدم.
ووصل الخبر إلى أبي طالب، فأقبل هو وجماعة وحاولوا ليفتحوا باب الكعبة حتى تصل النساء إلى فاطمة ليساعدنها على أمر الولادة، ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب، فعلموا أن هذا الأمر من الله سبحانه وتعالى.
وحدثت السيدة فاطمة بما جرى عليها في الكعبة، قالت: فجلست على الرخامة الحمراء ساعة، وإذا أنا قد وضعت ولدي علي بن أبي طالب ولم أجد وجعاً ولا ألماً.
وبقيت السيدة في الكعبة ثلاثة أيام، وانتشر الخبر في مكة، وجعل الناس يتحدثون به حتى النساء، وازدحم الناس في المسجد الحرام، ليشاهدوا مكان الحادثة، حتى كان اليوم الثالث، وإذا بفاطمة قد خرجت ـ من الموضع الذي كان قد انشق لدخولها ـ وعلى يدها صبي كأنه فلقة قمر وأسرعت الجماهير المتجمهرة إليها فقالت: معاشر الناس، إن الله عز وجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن مضى قبلي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سراً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً، ومريم بنت عمران، حيث هانت ويسرت ولادة عيسى فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطباً جنياً وإن الله تعالى اختارني (فضلني) عليها وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وأرزاقها...الخ(3).
وبعد هذا كله لم يبق مجال للشك في هذه الحادثة والاستبعاد من قدرة الله تعالى وإرادته، وما المانع أن يختار الله لمولد وليه أشرف بقاع الأرض حتى يكون مولده في ذلك المكان من مزاياه التي تفرد بها عن الخلق أجمعين؟؟ وما المانع أن يمنح الله عباده المقربين هذه العطايا والمنح كي تكون لهم دليلاً على كرامتهم عند الله.
فقد ذكر الشيخ المفيد (ره) المتوفى سنة 431هـ في الإرشاد مولد الإمام في البيت الحرام، وكذلك من جاء بعده كالشيخ الطوسي والنسابة علي بن أبي الغنائم والشهيد في مزاره والسيد ابن طاووس في المصباح والعلامة الحلي المتوفى سنة 736هـ في كتابه كشف الحق وكشف اليقين.
وتطرق السيد الحميري في نظمه إلى هذه المفخرة وهو من شعراء القرن الثاني وهو قوله:
ولدته في حرم الإله وأمنــــه والبيت حيث فناؤه والمسجـد
ما لف في خرق القوابل مثله إلا ابن آمنة النبي محمــــــــد
وكذلك الشاعر محمد بن منصور السرخسي، وهو من شعراء القرن السادس أشار إلى هذه الفضيلة بقوله:
ولدته منجبة وكان ولادهـــــا في جوف كعبة أفضل الأكنان
ولم ينفر أساطين الشيعة وعلماؤهم بذكر هذه المأثرة، بل شاركهم الكثير من علماء السنة، كالمسعودي في مروج الذهب وإثبات الوصية وعبد الحميد خان الدهلوي، في سيرة الخلفاء وغيرهما من المحدثين.
وأشار عبد الباقي العمري وعبد المسيح الأنطاكي أيضاً إلى هذه الحادثة وأنها من الأمور المتفق عليها، وأنها من خصائص الإمام ولم يشاركه أحد قبله ولا بعده في هذه المكرمة، حتى قال محمود الآلوسي في شرح قصيدة عبد الباقي العمري ما هذا نصه: (وفي كون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة...
ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه كما اشتهر وضعه، وأحرى بإمام الأئمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، سبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين).
استقبل سيدنا أبو طالب السيدة فاطمة بنت أسد مهنئاً، وأخذ أبو طالب وليده الحبيب وضمه إلى صدره ثم رده إلى أمه، وأقبل رسول الله وذلك قبل أن يبعث فلما رآه علي جعل يهش ويضحك كأنه ابن سنة، من حيث المشاعر والإدراك فأخذه النبي (صلّى الله عليه وآله) وقبله وحمد الله على ظهور هذا المولود الذي كان يعلم أنه سيكون له أحسن وزير وخير أخ وأول مؤمن به، وتتحقق به آمال رسول الله وأمانيه بنشر دينه الذي سيبعث به فسلم علي على رسول الله ثم قرأ هذه الآيات: (بسم الله الرحمن الرحيم.
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)(4) إلى آخر الآيات، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد أفلحوا بك.
وقرأ تمام الآيات إلى قوله (أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)(5).
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أنت والله أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون.
وأذن أبو طالب في الناس أذاناً جامعاً وقال: هلموا إلى وليمة ابني علي.
قال: ونحر ثلاث مائة من الإبل وألف رأس من البقر والغنم واتخذوا وليمة عظيمة وقال: معاشر الناس، ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا وطوفوا بالبيت سبعاً سبعاً، وادخلوا وسلموا على ولدي علي فإن الله شرفه(6).
وهنا سؤالان: الأول كيف تكلم علي وهو ابن ثلاثة أيام، والسؤال الثاني كيف قرأ آيات القرآن والقرآن بعد لم ينزل على النبي؟
أما الجواب عن السؤال الأول: إن القرآن الكريم يصرح بتكلم عيسى لما حملته أمه مريم وجاءت به إلى قومها، فسألها قومها عن عيسى (فأشارت إليه) أي سلوا الطفل فإنه يخبركم عن الحقيقة.
قال اليهود: كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟ قال (عيسى): (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً) فإذا أمكن أن يتكلم عيسى في المهد صبياً فما المانع أن يتكلم علي وهو طفل فإن كان عيسى نبياً فعلي خليفة نبي ووصيه وليس ذلك على الله بعزيز، وليس هذا بمستحيل أمام قدرة الله تعالى فإن الله على كل شيء قدير.
والجواب عن السؤال الثاني: أن القرآن الحكيم يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)(7) مع العلم أن القرآن نزل على النبي (صلّى الله عليه وآله) في خلال ثلاث وعشرين سنة، من يوم مبعثه إلى أيام قبل وفاته، فما المقصود من هذه الآية المباركة التي تصرح بنزول القرآن في ليلة القدر؟
هناك أحاديث متواترة عن أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير هذه الآية مفادها: أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ومن السماء الدنيا نزل تدريجياً ومن هنا يستفاد أن القرآن كان موجوداً في السماء قبل نبوة محمد (صلّى الله عليه وآله).
فالطفل الذي اختار الله له الكعبة مولداً وأنطق لسانه يوم ولادته لا مانع عند العقل أن يلهمه الله شيئاً من كتابه المخلوق الموجود في السماء.
وكانت ولادته يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب، بعد مضي ثلاثين سنة من عام الفيل.
أدري بتقولون هذي شدخلها في مواضيع الشيعة بس آنا وايد أحب هذي الشخصية وأحترمها وأحب الشخصيات اللي من نسله .. سامحوني على رزة ويهي ..
*****************************
عِبر من سيرة الإمام علي (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيّبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات المؤمنون ورحمة الله وبركاته.
أهم ما تميزت به خلافة الإمام علي (عليه السلام)
أودّ أن أشير باختصار إلى ظاهرة برزت في الفترة الأخيرة من الحياة الجهادية لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما تولى زمام الخلافة الإسلامية في ذلك الوقت. وكما تعلمون أنه (عليه السلام) تصدى للخلافة نتيجة لإقبال شعبي هائل من قبل المسلمين لأجل الرجوع إلى الحكم الإسلامي الأصيل، الذي عرفوه في زمن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولذا تميزت فترة حكمه (عليه السلام) بإصراره الشديد على إرجاع مجريات الحياة الإسلامية إلى أصالتها واستقامتها بالشكل الذي خطّه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
ونتيجة لهذا الموقف لأمير المؤمنين (عليه السلام) والذي حملته جماعة من أصحابه، وجاهدوا من أجله حتى استشهدوا في سبيله، في الوقت الذي تخلت عنه جماعة أخرى فانحرفوا ذات اليمين وذات الشمال، بينما وقف آخرون موقف المتفرج، ومنهم من تبع معاوية طلباً للمال أو السلطان أو غيرها من إغراءات الحياة الدنيا.
أما معاوية بن أبي سفيان فقد تظاهر برفع شعارات خادعة كالخلافة الإسلامية ورفعه للمصاحف في واقعة صفين طلبا للتحكيم!
التضحية من أجل الإسلام
ومن أهم العبر التي لابد أن نستخلصها من هذا الموقف لأمير المؤمنين (عليه السلام) وأتباعه الذين عرفوا الإسلام حق معرفته هو مواصلة السير في طريق الإسلام وترسيخ قواعده الصحيحة، والجهاد من أجله حتى الشهادة، ولذا فنحن في الحقيقة عندما نعمل من أجل إقامة الإسلام لا نبغي من وراء ذلك رئاسة أو جاهاً أو سلطاناً، وإنما نريد من وراء بذل دماء الشهداء وسبي العيال وتشريد الأطفال، ومن وراء هذا الظلم الشديد الذي ينزل بالمستضعفين والمحرومين، نريد من وراء كلّ هذه المظالم تحقيق حكومة العدل الإلهي، كي يعيش الإنسان حياة العزّة والكرامة.
الحياة الكريمة بالتزام الولاية وهذه الحياة الكريمة إنما تتحقق إذا التزمنا بالخط الأصيل للإسلام المتمثل بولاية الفقيه، بخط أهل البيت (عليهم السلام) وبخط المرجعية الدينية المتمثل اليوم بالسيد الإمام الخميني (قدّس سرّه)، وما لم نلتزم بهذا الخط فسوف تتحول كل التضحيات التي قدّمها شعبنا، ـ والتي تعلمون الكثير منها ـ إلى خسائر يستفيد منها الاستعمار والإمبريالية.
وما لم نلتزم بالخط الأصيل للإسلام ونستمر عليها ونكون يداً واحدة وصفّاً واحداً فسوف يتآمر الاستعمار على قضيتنا كما تآمر من قبل، فيكتفي بتبديل وجه انكشف قبحه بوجه قبيح آخر يتستر تحت هذا الشعار أو ذاك.
وإنما أذكر هذه القضية لأن أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ الذي نحي ذكراه اليوم ـ قد جاهد في أيام خلافته من أجل ترسيخ الخط الإسلامي الأصيل، وخلافه الرئيسي مع معاوية إنما كان بسبب هذا الأمر، وإلاّ فإن معاوية رفع شعار الإسلام وتطبيق أحكامه وإقامة شعائره.
إن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يريد أن يعيد للإسلام أصالته وروعته التي جاء بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينما كان معاوية وأتباعه يتآمرون على الإسلام من أجل أن يحوّلوا المكاسب العظيمة التي تحققت بفضل الرسالة الإسلامية والتي جاء بها الإسلام إلى مجموعة من المصالح الشخصية والأفكار الجاهلية وبالتالي القضاء عليها.
وهذا هو الخلاف الأساسي والرئيسي بين ما أراده الإمام علي (عليه السلام) وبين ما أراده معاوية وليس خلافهما في الشعارات والمظاهر.
ولذلك لابدّ لنا أن نسير على خط الإمام علي (عليه السلام) الذي هو خط أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وخط المرجعية الدينية وخط الإمام الخميني (دام ظله) حتى نكون في موضع الرضا من الله سبحانه وتعالى ومن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن أئمتنا (سلام الله عليهم)، وحتى يمكننا إما أن نحظى بشرف الشهادة إن أدركنا الموت أو بشرف نصرة الإسلام إن حقق الله سبحانه وتعالى لنا ذلك، كما ونسأله تعالى أن يستجيب لنا وأن يحقق لنا النصر القريب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإمام علي بن أبي طالب (أمير المؤمنين) (ع) :
أول أئمة المسلمين وخليفة الله في العالمين بعد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ابن عمه محمد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" علي بن أبي طالب "عليه السلام" بن عبدالمطلب بن هاشم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
صفاته (عليه السلام) :امتاز الإمام علي (ع) بالصفات الفاضلة والأخلاق الحميدة نذكر منها:
1- الإيمان: هو أول من آمن بالله وصدق رسوله ولم يشرك بالله طرفة عين، ولم يسجد لصنم قط.
2- العلم: كان أعلم الناس بعد رسول الله ، وكان الصحابة يرجعون إليه في كثير من المسائل. وقد شهد له النبي (ص) بالعلم بقوله: ( أقضاكم علي ). وقوله (ص) : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).
3- الزهد: كان أزهد الناس، قوته خبز الشعير ولباسه الخام الغليظ، وحمائل سيفه ليف، وكانت الأموال تجبى له من الأقطار، ومات ولم يخلف شيئا.
4- العبادة: لا خلاف أنه كان أعبد الناس، ومنه تعلم الناس صلاة الليل والأدعية والمناجاة.
5- الشجاعة: أما شجاعته فلا تحتاج إلى دليل فإنه أشجع الخلق، ومواقفه في الحروب تغني عن شرح شجاعته.
6- الجهاد: هو سيد المجاهدين، شهد غزوات النبي (ص) كلها وأبلى فيها بلاء حسنا إلا غزوة تبوك فإن النبي (ص) خلفه نائبا عنه في المدينة وقال له: ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
7- العدالة: كان أعدل الناس لا يفرق بين رئيس ومرؤوس في الحق وهو الذي ساوى بين الناس في العطاء وأخذ كأحدهم.
8- الفصاحة: هو إمام الفصاحة وسيد البلغاء ويكفي دلالة على فصاحته كتاب نهج البلاغة.
9- الكرم: كان (ع) أسخى الناس، يصوم ويطوي ويؤثر بزاده، وفيه نزلت الآية الكريمة .. (( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا )).
10- حسن الخلق: كان لين الجانب شديد التواضع طليق المحيا كثير التبسم.
11- الحلم: كان حليما كثير الصفح، ظفر بعدوه مروان بن الحكم يوم الجمل فصفح عنه، ومنع معاوية وأهل الشام الماء عنه (ع) فلما ملكه أباحه لهم.
اخواتي قد اكون انا غافل او سأكون ان مشغول في هذهِ الفترة
وكل ما اتمناه منكم ان تواصلوا في هذا الموضوع
لان وقتي لا يسمح لي بأن اقوم بأتمام هذا الموضوع بأكمل وجه