• أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.

في ذكرى العروج : هكذ ا امضى الإمام الخميني المقدس ايامه الاخيرة

إنضم
10 يوليو 2006
المشاركات
628
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
33
المصدر: http://www.alintiqad.com

تعالوا معنا لنراجع سيرة هذا الرجل الذي غير مسير الكون، بفضل الله اولاً و الإيمان والإصرار والتحدي في طلب الحق، سيرته فقط في الايام الاخيرة قبل العروج..

ففي الثامن عشر من ايار/مايو عام 1989 اكتشف الفريق الطبي المشرف على صحة الإمام الراحل وجود حالة نزيف في الجهاز الهضمي للإمام، وبعد سلسلة فحوصات، تبين وجود جرحين في معدته رضوان الله عليه الاول سطحي والآخر عميق.

وكي يشخص الاطباء بدقة وضع الحالة، قاموا بإجاء جراحة بالمنظار كشفت عن وجود اكثر من ما كان متوقعاً واحد منها وصل طوله الى 4ـ5 سنتم، وحافته بارزة ومتورمة وكان هناك دماء متخثرة.

وفي اليوم الحادي والعشرين من ايار/مايو 1989، استكملت التشخصيات، ودرست حالة قلب الإمام تمهيداً لاتخاذ أي قرار، كون موضوع القلب لمريض في عمر الإمام كان من الحساسية بمكان.

اجتمعت الهيئة الطبية وبعد مداولات تقرر ان العلاج وحده لا يكفي ولذا يجب القيام بعملية جراحية، لأن حالة الإمام ومضاعفاتها كانت تهدد حياة الإمام بخطرين:

الأول: هو استمرار النزيف الغزير الذي لا يمكن السيطرة عليه، والثاني هو احتمال اتساع الجروح الموجودة في جدار المعدة الى داخل فراغ البطن وذلك ما يؤدي الى وفاة المريض او الى إجراء عملية جراحية سريعة في ظل ظروف غير مناسبة، وخطرها اكثر مما لو تنفذ في ظل ظروف طبيعية.

الوضع الصحي للإمام يزداد تدهوراً، والفحصوات تشير الى اتساع الجروح وزيارة رقة جدار المعدة الذي كان معرضاً للتمزق بين لحظة وأخرى..

كل هذه المعطيات استوجبت القرار الحاسم في اسرع وقت، تداول الاطباء مع السيد احمد (نجل الإمام) في موضوع الجراحة، وقام بدوره بطرحه على كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية واجمعوا على اجراء العملية..

بقي رأي الإمام رضوان الله عليه.. فقال وكما عادته بإيجاز: "اعملوا بما ستستوجبه الحالة"..

وبدات التحضيرات للعملية، وفي مساء الحادي والعشرين من ايار/مايو 1989 أدخل الإمام الى المستشفى، وأجريت الفحصوات التمهيدية للعملية.. ولكنه بقلب هادىء ومطمئن أسرّ لأحد المقربين انه لن يعود إلى منزله مرة اخرى..

فحصوات القلب التمهيدية اظهرت دقة فائقة في العمل أفضل من أي وقت مضى.. وتم تزويد الإمام بوحدتي دم لتعويض النزيف المستمر في المعدة..

في تلك الليلة، لم يترك العبد الصالح صلاة الليل.. شاهده الشعب الايراني باكمله يؤديها..
وبعيد صلاة الفجر أخذ المسافر إلى مقره الأبدي يستعد للعملية.. الاخيرة

عند الساعة السابعة صباحاً زود الإمام بانبوبين دقيقين في جسد الإمام، الاول من اجل مده بالغذاء، والآخر لقياس ضغط الوريد المركزي في العروق.

عند الساعة السابعة والدقيقة الخامسة والاربعين نقل الإمام بسرير متحرك الى غرفة العمليات..

عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً وبعد اجراءات التخدير بدأت العملية، جراحين وطبيب الامام واخصائيو القلب وممرضة غرفة العمليات..

بعد حوالي الساعتين انتهت العملية ونقل الإمام الى غرفة العناية الفائقة.. للراحة.

يوم الثالث والعشرين من ايار/مايو 1989 أذاع تلفزيون الجمهورية الاسلامية بيناً مقتضباً جاء فيه:
"ان الإمام كان يعاني من نزيف في الجهاز الهضمي، وقد اجريت له عملية ناجحة وصحته عادية حالياً".

انتاب القلق الشعب الايراني فبدأت الحشود تتوافد على مقر الامام ومكتبه للاطمئنان، وعمل التلفزيون على اذاعة تقارير عن صحة الامام بشكل دوري ليطمئن الشعب..

ولكن عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم الثالث من حزيران/ يونيو 1989، أذاع تلفزيون الجمهورية الاسلامية بياناً صادراً عن مكتب الإمام أثار القلق مجدداً وبشكل أشد في اوساط الشعب، إذ دعا أبناء الشعب الايراني الى الابتهال الى الله عز وجل لشفاء سماحته، إثر التدهور المفاجىء الذي طرأ على صحته في الساعة الثالثة بعد الظهر، وقال البيان ان الاطباء يبذلون قصارى جهودهم لمعالجة الإمام رضوان الله عليه.

خرج مئات الالوف من الايرانيين الى محيط "جماران" للإطمئنان على صحة قائدهم..
وبعيون باكية افترشوا الارض بانتظار أي خبر.. واستمر الحال هكذا وصولاً الى صباح يوم الرابع من حزيران/يونيو 1989، إذ سمعوا الخبر ـ الصاعقة من راديو الجمهورية الاسلامية في اخبار السابعة..

"إنا لله وإنا اليه راجعون..."

تبقى هنيهات.. لابد من ذكرها..ففي الساعات الاخيرة التي كان الإمام يغيب فيها عن الدنيا ويعود، وفي آخر مرة أفاق فيها، قال مخاطباً احد الاطباء وبصوت ضعيف:
"إن كانت جهودكم من اجل بقائي حياً هي من اجل الشعب، فافعلوا ما تشاؤون وان كان من أجلي فاتركوني وشاني.."
حتى في رحيله لم يرغب في ان يشغل الآخرين به..

وغاب مجدداً.. واستمر غائباً عن الوعي لعدة ساعات وصولاً الى الساعة العاشرة والدقيقة العشرين من ليل الثالث من حزيران/ يونيو 1989 حيث سجل هبوطاً كبيراً في ضغط الدم.. وتوقف قلب الإمام عن النبض.. ومضى .. الى مقره الملكوتي..

رجل من اهل قم.. حمل الراية، ومهد وأوصل السفينة الى شاطىء أمان، ومضى..

لم ترهبه أساطيل الدنيا، ولا عسكر الكون كله.. أرجف الاعداء.. واستخباراتها إلى درجة قال أحد عملاء CIA بعد ان خرج من طهران وذهب يتقاعد في إحدى الولايات الاميركية البعيدة.."عشرون عاماً من العمل..حطمها هذا الرجل بسبّحته".
__________________
 
عودة
أعلى