في الأول من حزيران/ يونيو..
سنين طويلة.. انقضتْ.. رحلتْ دونما عودة.. دون وداع يُذكر.. انطوت مع مذكرات الزمنِ الغابر.. هي أيــام عمري..
الأول من حزيران/يونيو.. في كل عام أعود من جديد لأسرد قصة عمري الطويل.. أو ربما القصير..
في الأول منـه.. نجحت والحمدللــه في أن أقف على قدمايّ حاضنةً أمي.. ومقبلة رأس والدي.. ناطقة بحروف اللا شـيء..
أما عامهُ الثاني والثالث.. فلا شيء سوى مرح طفولي.. وبراءة راائعة..
في الرابعة والخامسة دخلتُ الروضة .. فعلاً طفولة هناك.. فلم أعرف غير الدموع والبكاء.. أتذكر الأطفال هناك .. كيف نأكل ونلعب..
المدرسة في السادسة.. خوف.. بكاء مستمر.. تفوق في الدراسة :notworthy .. حتى الخامسة عشر.. فكل يوم أصحى في الصباح.. أرتدي زيّ المدرسة.. أقف أمام المرآة.. والنعاس في عينايّ التي تكادُ تُغلق.. كل شيء يتبدل ويتغيّر حولي.. إلا أنا كما أنا.. لا زلتُ صاحبة ابتسامة أحبها أنا.. ولا زلتْ سريعة الدمعة..
بين الخامسة والسادسة عشر من هذا اليوم.. تغيّرت نوعاً ما.. فأصبحت أرتدي زيّ أزرق للمدرسة.. فعلاً حياة جديدة.. ولكن لا زلتُ لا أرى تغيّر مميز في حياتي.. إلا كذب الزمان.. والتاريخ الطويل..
السابعة عشر.. حدِّث ولا حرج.. تغيرات.. وحتى تحولات.. ((ههههه)) وهذه هي أنــا..
//
//
يوم مميز جداً.. لا تهليلات.. أو زغردات تُذكر حولي.. فقط خفائف.. ولكن.. في نفسي شيء آخر تماماً عن الواقع الذي أعيشه..
فقط.. أضع صوري الطفولية وصوري الآن.. شعور غير عادي.. كيف كنت.. وكيف أصبحت..
اليـــــوم: ذكرى اللا شيء تعود في مخيلتي من جديد.. تحطمني.. أشياء لا داعي لها.. كالعادة أنظر للوجوه حولي.. أرى الابتسامة فيها.. أو ربما كما أراها دائماً .."خُـدع".. ابحث عن شيء يصدقه قلبي.. أو حتى عقلي.. لا يهم.. المهم يُصدّق..
تستوقفني همسات.. أعرفها جيداً.. أشتاق للصدق فيها.. أهل أنا الكاذبة لأني أراهم كلهم كذلك..!!!
//
//
لا شيء يجعلني لا أشتاق لكل ما مضى من حياة.. وللأسف الغابر.. لا شيء يجلبه الشوق إلا جرعة ألم زائدة..
أهذهِ أنــا.. مضيّتُ سبعةَ عشرَ عاماً.. واليوم أصل للثماني عشرَ.. وفي كل عام مثل هذا اليوم.. أودعُ سنة.. تاركةً كل مخلفاتها ورائي.. من بؤس.. أفراح.. أحزان.. أعياد.. لقاء ووداع.. مناسبات سعيدة وتعيسة.. مواقف.. أترك كل شيء لأستقبل عام جديد من عمري.. لا أعلم ماذا ينتظرني.. أو ماذا انتظر.. أجعل من القدر نصف الأمل.. وأترك الباقي لأفكاري وطموحاتي التي أرجو أن تكون أفضل..
أملٌ على يأس.. ضحكة على دمعة.. وهذهِ الحياة.. دائماً تمضي فقط.. من دون استئذان من حضرة سماحة الزهور..
//
//
أقف اليوم.. لاستقبال عامي الجديد.. أولاً أودع مدرستي.. ثم أمضي حيث القدر المحتوم..
أرجو أن يكون عيدي هذا العام أجمل من كل عام.. فبعد أيام سأنسى أني طالبة في المدرسة.. وسأرتدي زي التخــــــــرج..
//
//
يومي العزيز.. كن كما أريدك دائماً.. ولا تخيب أملي في أن أسعد في يوم لي أنــا..
مضيّتِِ يا باقة اسبع عشر زهرة ذابلة.. فلأستعد لباقة لا أعلم ما تحمله معها في طياتها من زهور..
شكراً إلهي.. شكراً أمي وأبي..
كلُ عام..وزهور عمري بألف خيــر..!!
أنتظركم أحبــتي.. واعتذر على الإطالة..