- إنضم
- 5 يوليو 2006
- المشاركات
- 2,171
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
لقد قرأت جميع المواضيع في قسم العام ورأيت بأنها مواضيع جيدة وليست بمستوى الأمتياز، لذا قررت أن أشارك معكم بموضوع يستحق النقاش فيه لتحريك القسم وأتمنى أن تشاركوني حتى نرتقي للمستوى المطلوب..
هل الأصل في الإنسان الظلم أم العدل
هذا السؤال كان دائما يؤرقني, وكنت ابحث عن إجابة, حتى انتهيت إلى الحقيقة التالية إن:
الظلم طبيعة أصيلة في الإنسان وأصل أصيل ومتأصل في البنية التحتية لكينونة الإنسان وإنما قد يمنعه الظلم لوجود مانع..
يقول إبراهيم البليهي:
(الإنسان لا يكون عادلا من تلقاء نفسه ولا مستجيبا لأحكام الإنصاف من غيره، والإنسان بطبعه لا يكون منصفا إلا بكابح يحمله على هذا الإنصاف، والجور طبع أما العدل فهو تطبع, وإن الظلم انسياب تلقائي من الطبيعة البشرية, أما الإنصاف فهو تكلف ومجاهدة، لذلك الأديان كلها جاءت لرسالة تحقيق العدل)..
يقول أرسطو:
(الظلم من طبع النفوس , وإنما يصدها عن ذلك احدُ علتين: إما علة دينية لخوف معاد, أو علة سياسية لخوف سيف).
وإلا فالأصل هو الظلم, يقول احد الحكماء: (الظلم مكمون في النفس تظهره القوة ويخفيه العجز)..
ورأيت في القرآن والأحاديث وأقوال الحكماء ما يؤكد ذلك
يقول أكبر شاعر عربي وهو المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ****** ذا عفــة فلعلـة لا يظلــم
ويقول بشار بن برد:
والظلم طبعٌ ولولا الشر ما حَمَدَت*****في صنعهِ البيض لا هندٌ ولا يمنٌ
يقول أحد الأئمة (ع) : " في داخل كل منا فرعون"..
في أمريكا اجروا تجربة بأن أعطوا فريقا دور السجانين وآخرين دور المسجونين فتبين أن ثلثي البشر عندهم استعداد أن يتحولوا إلى فراعنة
لذلك من الخطر المحدق إعطاء إرادة الجماعة في إرادة الفرد
ف(السلطة المطلقة مفسدة مطلقة) كما يقول ابن خلدون أو الكواكبي:
(القوة هي المشكل)..
وقد أشار القرآن إلى هذا "إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى"
هل العدل فطرة إنسانية؟ أم الظلم هو الفطرة الإنسانية ؟!
لا أتصور أبدا إن العدل هو فطرة إنسانية, فكل المؤشرات تشير إلى أن الظلم والتعدي هي المتجذرة في الفطرة وليس العدل، وإذا أردنا أن نعرف الحقيقة ما علينا إلا أن نراقب سلوك الطفل , فالطفل يتصرف بسجيته ونوازعه الأولى البدائية البدوية وفطرته غير المكتسبة, فهو لا يخشى محرما ولا عاقبة ولا رادعا, ولا مجاملة ولا خوفا من النقد ولا تكلف ولا تصنع ولا تحسب لمصلحة ولا تخوف من مضرة, فنراه دائم التعدي والتجاوز لأن بوصلته الأنا، فعندما يكبر يغير مساره أما خوفا أو طمعا , سواء كان هذا الخوف والطمع ديني أو اجتماعي أو تربوي، وهنا يلح علينا سؤال مركزي وهو:
هل الأصل في الإنسان انه "خيِّر" أم "شرير" ؟
فالبعض يعتقد إن الإنسان مفطور فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه معنى ذلك مفطور على الخيرات وحدها!!
الحقيقة أن نوازع الخير والشر كامنة في الإنسان (وهديناه النجدين) (فألهمها فجورها وتقواها)، فلا شك أن الخير والشرور رابضة في الإنسان , ولكن الخير يحتاج إلى مجاهدة للنفس لذلك سماه النبي (ص) "جهاد النفس" وكذلك سماه الله سبحانه, ولكن الشر جاهز يقظ متحفز مستنفر لا يحتاج إلى مجاهدة ولا مطالبة ولا تطلب وإنما يحتاج إلى كبح ومقاومة, لذلك الآية الكريمة قدّمت الفجور على التقوائية
(وهديناه النجدين): لا يعني إننا فُطرنا على الخير إنما يعني أن الله بثّ فينا التمييز بين الخير والشر.
فالإنسان يعرف إن العدل حسن والظلم قبيح على مستوى المعرفة والإحساس , إنما على مستوى التطبيق تطغى أناه فيظلم، والنجدان: إشارة إلى العلو والارتفاع وإنهما مميزان واضحان ظاهران على علو وارتفاع وبروز، فلا يعني إن الأصل في الإنسان هو الظلم إن الإنسان لا يعلم أن العدل حسن والظلم قبيح والبعض يشتبه عليه الأمر فيظن إن الظلم هو صناعة شيطانية ولولا الشيطان لما ظلم الإنسان ودور الشيطان يقتصر على التحريض والتحريك والتشجيع والتنبيه والإغراء والتزيين فيحرك كوامن الشر والظلم الكامنة والرابضة في سلوك الإنسان.
هناك خلايا نائمة من الظلم في أعماق كل منا
خلاصة القضية توجز في عبارة : ( لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية) فإن لم نجد من نظلمه فإننا نظلم الحيوانات أو الزرع أو الجماد
حتى المعارضين الذين كانوا ينزفون دما من الظلم والضيم والقهر والاضطهاد عندما تسنموا سدة الحكم جعلوا عاليها سافلها
وحتى القوميين والعروبيين أنصار الحرية ودعاة الاستقلال عاثوا في الأرض فسادا بعد "القوة" ، وما حزب البعث في سوريا والعراق عنا ببعيد, بل وحتى المعتزلة أصحاب الاتجاه العقلي والعقلائي لم يرحموا معارضيهم فأمعنوا فيهم قتلا وتنكليلا، وحتى الأقليات إذا اشتد عودها واخضر طغت واستكبرت وقامت بدور الجلاد..
إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى، لذلك كثير من المناضلين الأحرار يتوقون للحرية وينشدونها ولكن فعلا وواقعا يضيقون بحرية الآخرين , فالليبرالي إقصائي مثل الديني الإقصائي, عندما يتكلم عن الحرية يعدها حقا من الحقوق الأصيلة لكل إنسان وعندما يتحدث عن خصومه من الإسلاميين يقصيهم غاية الإقصاء , فأكثر دعاة الحرية مجرد منظرين شعاراتيين..
والإسلامي السياسي يطالب بالديمقراطية وأمير الجماعة لم يتم اختياره بالانتخاب فكل رجل شيطان يغطيه ملاك ويحشد لعدوانيته ألف ألف مبرر وأسوأ الطغاة يعتقد في نفسه انه هبة الله إلى أهل الأرض وسيف الرب المسلط على الظالمين والفاسدين والمفسدين "البليهي" ويبقى سؤال مركزي :
لماذا الظلم هو الأصل في الإنسان؟
لأن الإنسان بطبعه أناني, وبفطرته عنده حب التملك، والله تعالى يقول على لسان احد أنبيائه " الملك عقيم "ونجد الإنسان منذ سن الطفولة عنده حب السيطرة والهيمنة والتسلط والتحكم والإعتداء على الآخر والأشياء وماذا يعني إن الإنسان عنده حب التملك والأنانية؟ الظلم ما هو إلا تعدي على حقوق الآخرين وحب التملك والاستحواذ والهيمنة.
و الأنا العليا هي التي تدفعه إلى ذلك وتقوده إليه
فالإنسان إذا ملك فسد وسفك الدماء وقد حكى وأشار إلى ذلك القرآن الكريم إشارة بليغة ( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟!!) البقرة :30
فالملائكة اتهمته بالفساد وسفك الدماء وهما عادة دافعها الظلم والقران يؤكد أصالة الظلم في الإنسان(وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب :72، فكما أن الأصل فيه الجهل فان الأصل فيه الظلم أيضا وقد سبقت كلمة الظلم كلمة الجهل في الآية وهذه إشارة لها معنى.
فالإنسان مستعد أن يقطع الشجرة من اجل الثمرة والغريب في هذا الإنسان الأكثر جدلا ظلمه وصل إلى أن يأكل لحم أخيه ميتا وهذا لا يفعله أضرى حيوان مفترس ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات: 12، بل إن ظلمة غير مقتصر على (الغير) إنما يشمل أيضا (النفس) قال تعالى : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)..
فالسؤال المطروح هنا (هل الإنسان مبني على الشر أو الخير؟؟) أتمنى أن تساهموا معنا بالإجابة على السؤال من خلال مشاركاتكم وأتمنى أن يكون الموضوع صالحا للنقاش ..
أطيب التحايا – انين العاشقين
هل الأصل في الإنسان الظلم أم العدل
هذا السؤال كان دائما يؤرقني, وكنت ابحث عن إجابة, حتى انتهيت إلى الحقيقة التالية إن:
الظلم طبيعة أصيلة في الإنسان وأصل أصيل ومتأصل في البنية التحتية لكينونة الإنسان وإنما قد يمنعه الظلم لوجود مانع..
يقول إبراهيم البليهي:
(الإنسان لا يكون عادلا من تلقاء نفسه ولا مستجيبا لأحكام الإنصاف من غيره، والإنسان بطبعه لا يكون منصفا إلا بكابح يحمله على هذا الإنصاف، والجور طبع أما العدل فهو تطبع, وإن الظلم انسياب تلقائي من الطبيعة البشرية, أما الإنصاف فهو تكلف ومجاهدة، لذلك الأديان كلها جاءت لرسالة تحقيق العدل)..
يقول أرسطو:
(الظلم من طبع النفوس , وإنما يصدها عن ذلك احدُ علتين: إما علة دينية لخوف معاد, أو علة سياسية لخوف سيف).
وإلا فالأصل هو الظلم, يقول احد الحكماء: (الظلم مكمون في النفس تظهره القوة ويخفيه العجز)..
ورأيت في القرآن والأحاديث وأقوال الحكماء ما يؤكد ذلك
يقول أكبر شاعر عربي وهو المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ****** ذا عفــة فلعلـة لا يظلــم
ويقول بشار بن برد:
والظلم طبعٌ ولولا الشر ما حَمَدَت*****في صنعهِ البيض لا هندٌ ولا يمنٌ
يقول أحد الأئمة (ع) : " في داخل كل منا فرعون"..
في أمريكا اجروا تجربة بأن أعطوا فريقا دور السجانين وآخرين دور المسجونين فتبين أن ثلثي البشر عندهم استعداد أن يتحولوا إلى فراعنة
لذلك من الخطر المحدق إعطاء إرادة الجماعة في إرادة الفرد
ف(السلطة المطلقة مفسدة مطلقة) كما يقول ابن خلدون أو الكواكبي:
(القوة هي المشكل)..
وقد أشار القرآن إلى هذا "إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى"
هل العدل فطرة إنسانية؟ أم الظلم هو الفطرة الإنسانية ؟!
لا أتصور أبدا إن العدل هو فطرة إنسانية, فكل المؤشرات تشير إلى أن الظلم والتعدي هي المتجذرة في الفطرة وليس العدل، وإذا أردنا أن نعرف الحقيقة ما علينا إلا أن نراقب سلوك الطفل , فالطفل يتصرف بسجيته ونوازعه الأولى البدائية البدوية وفطرته غير المكتسبة, فهو لا يخشى محرما ولا عاقبة ولا رادعا, ولا مجاملة ولا خوفا من النقد ولا تكلف ولا تصنع ولا تحسب لمصلحة ولا تخوف من مضرة, فنراه دائم التعدي والتجاوز لأن بوصلته الأنا، فعندما يكبر يغير مساره أما خوفا أو طمعا , سواء كان هذا الخوف والطمع ديني أو اجتماعي أو تربوي، وهنا يلح علينا سؤال مركزي وهو:
هل الأصل في الإنسان انه "خيِّر" أم "شرير" ؟
فالبعض يعتقد إن الإنسان مفطور فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه معنى ذلك مفطور على الخيرات وحدها!!
الحقيقة أن نوازع الخير والشر كامنة في الإنسان (وهديناه النجدين) (فألهمها فجورها وتقواها)، فلا شك أن الخير والشرور رابضة في الإنسان , ولكن الخير يحتاج إلى مجاهدة للنفس لذلك سماه النبي (ص) "جهاد النفس" وكذلك سماه الله سبحانه, ولكن الشر جاهز يقظ متحفز مستنفر لا يحتاج إلى مجاهدة ولا مطالبة ولا تطلب وإنما يحتاج إلى كبح ومقاومة, لذلك الآية الكريمة قدّمت الفجور على التقوائية
(وهديناه النجدين): لا يعني إننا فُطرنا على الخير إنما يعني أن الله بثّ فينا التمييز بين الخير والشر.
فالإنسان يعرف إن العدل حسن والظلم قبيح على مستوى المعرفة والإحساس , إنما على مستوى التطبيق تطغى أناه فيظلم، والنجدان: إشارة إلى العلو والارتفاع وإنهما مميزان واضحان ظاهران على علو وارتفاع وبروز، فلا يعني إن الأصل في الإنسان هو الظلم إن الإنسان لا يعلم أن العدل حسن والظلم قبيح والبعض يشتبه عليه الأمر فيظن إن الظلم هو صناعة شيطانية ولولا الشيطان لما ظلم الإنسان ودور الشيطان يقتصر على التحريض والتحريك والتشجيع والتنبيه والإغراء والتزيين فيحرك كوامن الشر والظلم الكامنة والرابضة في سلوك الإنسان.
هناك خلايا نائمة من الظلم في أعماق كل منا
خلاصة القضية توجز في عبارة : ( لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية) فإن لم نجد من نظلمه فإننا نظلم الحيوانات أو الزرع أو الجماد
حتى المعارضين الذين كانوا ينزفون دما من الظلم والضيم والقهر والاضطهاد عندما تسنموا سدة الحكم جعلوا عاليها سافلها
وحتى القوميين والعروبيين أنصار الحرية ودعاة الاستقلال عاثوا في الأرض فسادا بعد "القوة" ، وما حزب البعث في سوريا والعراق عنا ببعيد, بل وحتى المعتزلة أصحاب الاتجاه العقلي والعقلائي لم يرحموا معارضيهم فأمعنوا فيهم قتلا وتنكليلا، وحتى الأقليات إذا اشتد عودها واخضر طغت واستكبرت وقامت بدور الجلاد..
إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى، لذلك كثير من المناضلين الأحرار يتوقون للحرية وينشدونها ولكن فعلا وواقعا يضيقون بحرية الآخرين , فالليبرالي إقصائي مثل الديني الإقصائي, عندما يتكلم عن الحرية يعدها حقا من الحقوق الأصيلة لكل إنسان وعندما يتحدث عن خصومه من الإسلاميين يقصيهم غاية الإقصاء , فأكثر دعاة الحرية مجرد منظرين شعاراتيين..
والإسلامي السياسي يطالب بالديمقراطية وأمير الجماعة لم يتم اختياره بالانتخاب فكل رجل شيطان يغطيه ملاك ويحشد لعدوانيته ألف ألف مبرر وأسوأ الطغاة يعتقد في نفسه انه هبة الله إلى أهل الأرض وسيف الرب المسلط على الظالمين والفاسدين والمفسدين "البليهي" ويبقى سؤال مركزي :
لماذا الظلم هو الأصل في الإنسان؟
لأن الإنسان بطبعه أناني, وبفطرته عنده حب التملك، والله تعالى يقول على لسان احد أنبيائه " الملك عقيم "ونجد الإنسان منذ سن الطفولة عنده حب السيطرة والهيمنة والتسلط والتحكم والإعتداء على الآخر والأشياء وماذا يعني إن الإنسان عنده حب التملك والأنانية؟ الظلم ما هو إلا تعدي على حقوق الآخرين وحب التملك والاستحواذ والهيمنة.
و الأنا العليا هي التي تدفعه إلى ذلك وتقوده إليه
فالإنسان إذا ملك فسد وسفك الدماء وقد حكى وأشار إلى ذلك القرآن الكريم إشارة بليغة ( وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟!!) البقرة :30
فالملائكة اتهمته بالفساد وسفك الدماء وهما عادة دافعها الظلم والقران يؤكد أصالة الظلم في الإنسان(وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب :72، فكما أن الأصل فيه الجهل فان الأصل فيه الظلم أيضا وقد سبقت كلمة الظلم كلمة الجهل في الآية وهذه إشارة لها معنى.
فالإنسان مستعد أن يقطع الشجرة من اجل الثمرة والغريب في هذا الإنسان الأكثر جدلا ظلمه وصل إلى أن يأكل لحم أخيه ميتا وهذا لا يفعله أضرى حيوان مفترس ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات: 12، بل إن ظلمة غير مقتصر على (الغير) إنما يشمل أيضا (النفس) قال تعالى : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)..
فالسؤال المطروح هنا (هل الإنسان مبني على الشر أو الخير؟؟) أتمنى أن تساهموا معنا بالإجابة على السؤال من خلال مشاركاتكم وأتمنى أن يكون الموضوع صالحا للنقاش ..
أطيب التحايا – انين العاشقين