بصراحة تفاجات كثيرا بعنوان القصيدة
لان جدحفص هو اسم منطقة من مناطق البحرين ..
وشككت ان تكون هذه المنطقة هي المقصودة خصوصا ان تنسيق الخط المستخدم
احدث تباعد بين الحروف فقرأتها " جد حفص" يعني اصبحت كلمتين
وحين قرأت باقي القصيدة رأيت انها تشير للمكان "سقا الله حبيباً حلَّ جد حفص بسحساحِ"
فإن كان ظني في محله والمقصود هنا هو منطقة جدحفص بالبحرين فنحن سعداء لوصول
صيت هذه المنطقة لدولة قطر الشقيقة..
اما عن القصيدة فمفرداتها قوية وتعابيرها جميلة ..
واتمنى عليكم شرحها لي لاستفيد اكثر
شكرا جزيلا ونترقب منكم الجديد المتميز كما عهدناكم
تحياتي
شكر الله لك أختي الكريمة
ريحانة البحرين على تكرمك بالمرور تفضلم بالحضور..
وصدقتِ فيما ذهبتِ إليه
فأنا أعني وأقصد منطقة
جدحفص التي تقع في شمال مملكة البحرين الشقيقة
وحبي ل
جدحفص كحبي لسائر مناطق البحرين الحبيب
لكن خاصية
جدحفص كما ذكر الشاعر:
وما حب الديار لحب أرضٍ *** ولكن حبُّ من سكن الديارا
ولا فرق بين البحرين وقطر
اللهم لون العلم عندنا يمكن أغمج من الأحمر شوية
وأما بخصوص شرح الأبيات فأبشري وقرّة عين فسأعطيك المختصر المفيد على كل بيت:
- بس الله يعطيكم طولة البال على الشرح -
بجد حفص بجد حفص إذا ساءلت يا صاحي
في هذا البيت تقديم وتأخير حيث قدمت ذكر الإجابة على ذكر السؤال للإثارة وجذب الإنتباه..
ومعنى البيت واضح اي:
إذا ساءلت عن جد حفص يا صاحي فإن به.. والجواب في البيت الثاني:
-صاحي يعني يا صاحبي بس للترخيم - والدلع حذف آخر حرف والعرب تفعل هذا في الأسماء فتقول عامر : عام ..و خالد : خالَ..وفاطمة: فاطمَ ..-
هوىً يرمض في قلب فتى بالعشق ملتاح
هنا الجواب سؤال الصاحب في البيت الأول:
فكأني أقول: إن بجدحفص إذا ساءلت عنه يا صاحبي هوىً وحبٌّ يرمض في قلب فتى متألمٍ متوجعٍ من العشق..
ويرمض: يعني يتقلب من الحرارة
ملتاح : يعني ملتاع ومتألمٍ ومتعذب
يسير النومِ خفّاقٍ غزيز الدمع برَّاحِ
هذا البيت تابع للذي قبله وهنا أذكر صفات هذا الفتى الملتاع الملتاح من شدة العشق فهو:
يسير النوم يعني قليل النوم , خفاقٍ من الخفقان والإضطراب , غزيز الدمع يعني كثير البكاء
برّاح يعني في كرب وشدة "من البرح وهو الشدة"
- الله يفرج همّه -
يداوي حُرَقَ القلب بتزفيرٍ وتسفاحِ
هذا العاشق المسيكين يعالج ما في قلبه من حُرَق وألم بتزفير يعني بإخراج الآهات والزفرات
وتسفاح يعني بإذراف الدموع
ويرعى الأنجم الزُّهْرَ بهمٍّ غير منزاحِ
مواصلة للوصف السابق:
هذا المسكين لا ينام فهو يرعى النجوم المضيئة بهمٍّ لا يزوح ولا يرحل عنه
ورعي النجوم كناية عن السهر والأرق وهو معنى مشهور عند الشعراء منذ الجاهلية..
كذوب الثغر بالبسمة مشحونٍ بأتراحِ
لازلنا في صفات هذا المسكين:
فهو أيضاً كذوب الثغر بالبسمة يعني : يبتسم إبتسامةً كاذبة غير صادق فيها لأنه يريد أن يظهر التجلد والتصبر أمام الناس فيبتسم إبتسامةً كاذبة من ثغره وفمه
مشحون يعني مملوء ومثخن بأتراح يعني بأحزان شديدة..
مُسِحٍّ حمم الدَّمْعِ من امساءٍ لاصباحِ
لازلنا في وصف ذلك الفتى:
إنه أيضاً .. مُسّحٍ يعني مسكب ومريق ومهمر ومذرف إذرافاً شديداً
حمم الدمع أي الدمع الحار الشديدة الحرارة
والحمم جمع حميم وهو الماء الشديدة الحرارة
من المساء إلى الصباح!!
على من لو رأت بلواه صكّـت خدّها الضاحي
والآن هنا الإنتقالة إلى الحبيبة - أشوه - فكل تلك المشاعر وكل ذلك البكاء على :
من لو رأت حاله وبلوته لصكّت - الصك اللطم الخفيف - خدّها الضاحي يعني الخدها المشرق
وفي هذا البيت ذكر من هي السبب وراء بلوى ذلك الفتى المسكين..
وقالت: لك من صبٍّ تجنّيت بإتراحي
هنا مواصلة في البيت يعني
لصكّت خدّها الضاحي وقالت -عالطول بعد الصك - : يا لك من صبّ - الصبّ بشد الباء العاشق الشديد الصبابة -
تجنيت بإتراحي يعني هي قالت : يا لك من عاشق جنيت عليَّ بحبك لي لأنك أجبرتني على الحزن لك والشفقة من حالتك البائسة..
أما تبقي على قلبي وما فيه من افراحِ
مواصلة لكلامها - هي تقول ألا أبقيت على شيئ من الإفراح في قلبي فإن حبك لي يجبرني
على الحزن الشديد الذي لا فرحة فيه ولم يبق في قلبي من الأفراح إلا مكان بسيط
" وفي هذين البيت وصف لحال هذه الفتاة فهي كذلك حزينة شديدة الحزن متألمةٌ على حال ذلك الفتى المكسين" - يعني على قولتهم الحال من بعضه -
ألا يا بؤس ذا العشق وكم للعشق من لاحي
هنا فاصل بعد سرد تلك الصفات أقول فيه تعليقاً على كل ما سبق:
يا بؤساً لمثل هذا العشق المفجع..
وكم هناك ممن يذم العشق
- ولاحي: يعني ذامٌّ ومُعيب -
على أنيَ إن عوتبتُ مستبسلُ ألواحِ
الآن أنتقل إلى الفخر الذاتي -
- فأقول:
أنني رغم العتاب الذي أتعرض له بسبب عشقي ووجدي مستبسل الألواح
ومستبسل ألواح هنا استعارة يعني متماسك البنية وقوي الأضلاع والعظام وإن أصبحت مثل اللوح من الضعف والنحول
والمعروف أن العاشق يضعف وتصبح عظامه بارزة من الجوى
أعفُّ الفَمَ والطرفَ بغضّي وبإصلاحي
هنا ذكر الصفات التي أفخر بالتحلّي بها:
أني عفيف الفم بإصلاح الكلام فلا أنطق فاحشاً أو عاراً
وعفيف الطرف والبصر بالغض عن الحرام
نسأل الله أن نكون كذلك حقاً
وأمضي العزمَ بالحزمَ ولا أُغْفِلُ نصَّاحي
مواصلة للصفات:
وأيضاً أنني أُمضي عزمي بحزمي ولا أغفل عن النصيحة والمشورة
والعزم هو الهمّ بالعزيمة والحزم فعلها دون تردد برشد..
وأحتزُّ رؤوس الأمل الصعب بتسراحي
وأحتز يعني أقطع رأس الأمل الصعب بتسراحي يعني بسيري وسرحاني في الأرض..
ومعنى البيت أنني أبلغ أملي - بفضل الله - بجهدي وسيري نحوه بجد
ولا أتبع ما يكره من أسألُ إلحاحي
وأيضاً هذه صفة أنني لا ألحُّ على أحدٍ أسأله سؤالاً يكر الإجابة عليه وأتركه لحاله
والبيت فيه تقديم وتأخير وهو هكذا :
ولا أُتبع إلحاحي للذي أسأله شيئاً يكرهه
وهذا البيت بمعنى أنني لا احب التطفل والتدخل في شؤون الآخرين الخاصة
- يعني مو ملقوف
-
سقا الله حبيباً حلَّ جد حفص بسحساحِ
هنا ختام الأبيات بالدعاء بالسقية للحبيب الذي سكن وحل جدحفص بمطر كثيرٍ غزيزٍ
متتابع الهطل ..السحساح يعني الرقراق والمدرار..
بغيثٍ مترع الهطل ثقيل السير سفَّاحِ
في هذا البيت توضيح وتفصيل :
هذا المطر والغيث يسير عن طريق سحاب ثقيل السير من كثرة المطر الذي يحمله والإتراع الإمتلاء..
سفّاح يعني سكّاب وهمّار..وكريمٌ في عطاءه..
يواري عاري الأرض متى سال بصحصاحِ
هذا المطر إذا حل وسال بأرض مستويه - صحصاح - فهو يستر بسيله
و يغطّي بالذي سيأتي ذكره في البيت التالي:
بجنّاتٍ و غدرانٍ وقطعانٍ وأفراحِ
هنا تفصيل للبيت الذي قبله:
يعني أن هذا السيل والغيث يغطّي الأرض القاحلة - وشبهتها بالعارية - بجنّاتٍ من الأزهار والنباتات
التي تخرج بعد هطول الغيث بفضل الله وكذلك يغطيها بغدران المياه - غدران جمع غدير- ويغطّيها بقطعان الحيوانات البرية من غزلان
و ظباء التي تخرج بعد هطول المطر وحلول الربيع لترتعي وتلهو على المروج والروضات
وفي النهاية يغطّيها بالأفراح التي تمتلأ المكان من حلول الربيع ونزول المطر..
لعينَي ظبي جد حفص أهازيجي وأصداحي
هنا نهاية المقطع الأخير من القصيدة حيث أقول أنَّ أشعاري وأناشيدي هي لعين ظبي جدحفص
وما أدراك ما جدحفص إن ساءلت يا صاحي
والبيت الأخير واضح المعنى
وهذه القصيدة دائرية لأن البيت الأخير فيه طلب سؤال
يعني جني أقول وش دراك وشهو جدحفص يا صاحبي
فهنا يسأل هذا الصاحب : وشهو جدحفص يا فيلسوف زمانه؟؟
فأعيد الأبيات من أول وأنشد: بجدحفص بجدحفص إلخ...
- بل! :shy: الحين اللي يشوف الشرح من فوق بقول :
هاي إيش يايبه اهني !! - من فاضي يقرا له :hypo: -
أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بالشرح وبالقصيدة الآن بعد كشف غموضها ..
" صج إني ذكرتهم بالمدرسة - والبعض لايع جبده من شي اسمه شرح الأبيات
"
لكن أتمنى أن أكون وفقت في طريقة العرض..:wink1:
وأرجو أن يكون الشرح واضحاً
أختي ريحانة البحرين فأنت من طلبته؟؟
تحياتي لجميع الأخوة المشكورين الذين مروّا بهذا الموضوع والذين سيمرّون عليه فيما بعد
و الذين لم يمرّوا عليه مطلقاً
دمتم بعافية وود..