قالوا.. أحذر
حتماً سيمر بدربك غدا
كما يَمُّر الخيال فوق
المدى
"أحذر.. وأختفي منه إذا ما بدا"
حاولت الاختفاء
وكان اختفائي سدى
فالقلب بهِ جمرة .. ولا سبيل
أن يوصدا
" و شِفَاهِيٌّ عطشى لقطرات الندى"
/
\
وجاء يسألني موعدا
ونادى .. وما كان لي أن أُلبيَّ
النِدا
لولا الربيعُ في عينيهِ
يَمُدُّ لقلبي العليل
اليــدَا
وكان النهارُ على مُحَيَّاهُ
بديع النهايةِ
والمبتدا
فلم أدر
كيف لبيتُ له النداء
وكيف همستُ .. أراكَ
"غدا"
/
\
"أحببته "
وتجاوزت معه في الحب كلَّ
المدى
أعرفُ أني تسرعتُ
فالحب نار .. وهيهات للنارِ أن
تخمدا
ولكن .. الربيع في "عينيهِ"
ينادي .. تَعالْ كي
نسعدا
يحدثني عن الهوى
وكم كان في الهوى "منشدا"
فكيف أرد له النداء
وحديثه يُسحرني كطير قد
شدا
فكم أودُ لو طال اللقاء
وكم أرجو منه تكرار
الموعدا
فهو الحياة
فكيف أهرب منه إذا ما
ابتدا..؟؟
وحنانهُ الساجي له عمري
وعيناي .. "الفدا"
/
\
وذهب
وقد لا يعود .. فما عدت أدري له
موعدا
وعرفتُ
أن الأماني "هباء"
وعرفت أن أيامي "دونه"
كم تمضي سدى
فهذا أنا
صوت تحطم في حواشيه
الصدى
وسراب دنيا من خيالات تلقفها
الردى
وحطام سوسنة
تلاشى العطر فيها والندى
ودموع ليل أطفأت فيه الدياجى
فرقدا
/
\
ولكن
لم يزل في الفؤاد.. شعاع
من الوهمِ لم يزلْ
موقدا
"فخيال"
الأمس يسرى في حياتي
مُسعدا
ولم يزل هناك "صوت"
أصيخ إليهِ .. وراء المدى
فأسمعه ُ.. بين حين .. وحين
يقول .. "حتماً" سيأتي غدا
حتماً سيأتي
"غدا"