عاشق الإمام
New member
- إنضم
- 17 مايو 2005
- المشاركات
- 13
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- العمر
- 39
سيدة الوفاء في ذكرى رحيلها
[align=center]
بسم العزيز الجبّار الرحيم الرحمن..
وله ما يستحق من الحمد والثناء والمجد والعظمة..
اللهم صلِ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك وإلعن ظالميها وغاصبيها وعجّل فرج المنتقم لها من ظالميها..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه سيرة مختصرة لسيدة جليلة القدر، عظيمة المنزلة عند الله ورسوله وآله الكرام، وكذلك عندكم شيعة آل محمد.. لها من الكرامات ما لا يُعد، وما زالت كذلك فما توسل بها أحد إلى الله إلا وإستجاب الله له كرامةٌ لها ولما قدمت في سبيله.
عظّم الله أجورنا وأجوركم بذكرى إستشهاد سيدة الوفاء فاطمة أم البنين سلام الله عليها، وجعلنا الله وإياكم ممن ينال شفاعتها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم..
فاطمة الكلابية * أم البنين * سيدة الوفاء
اسمها ونسبها:
إن أم البنين (ع) غلبت كنيتها على اسمها لأمرين:
1. أنها كُنِّيَت بـ أم البنين تشبهاً وتيمناً بجدتها ليلى بنت عمرو حيث كان لها خمسة أبناء.
2. التماسها من أمير المؤمنين (ع) أن يقتصر في ندائها على الكنية، لئلا يتذكر الحسنانِ (ع) أمَّهما فاطمة (ع) عندما يناديها في الدار.
واسمها هو: (فاطمة الكلابيّة) أهلُها من سادات العرب، وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين، وأبوها أبو المحل، واسمُه: حزام بن خَالد بن ربيعة.
نشأتها:
نشأت أم البنين (ع) بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب والعقل، وقد حَبَاهَا الله سبحانه وتعالى بجميل ألطافه، إذ وهبها نفساً حرةً عفيفةً طاهرة، وقلباً زكياً سليماً، ورزقها الفطنة والعقل الرشيد.
فلما كبرت كانت مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد، فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأن تكون قرينةَ أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع).
الاقتران المبارك:
أراد الأمير (ع) أن يتزوج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام، يضربون في عروق النجابة والإباء، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية، ولهذا طلب أميرُ المؤمنين (ع) من أخيه عقيل - وكان نسّابة عارفاً بأخبار العرب - أن يختار له امرأةً من ذوي الأصول والشجاعة، فأجابه عقيل قائلاً: (أخي! أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها).
ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً فأخبره أنه قادم عليه يخطب ابنتَه الحرة إلى سيد الأوصياء علي (ع).
فلما سمع حزام ذلك هَشَّ وَبَشَّ، وشعر بأن الشرف ألقى كلاكله عليه، إذ يصاهر ابنَ عم المصطفى (ص)، ومَن يُنكر علياً (ع) وفضائله، وهو الذي طبق الآفاق بالمناقب الفريدة.
فذهب حزام إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة، فعاد وهو يبشر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفت به البشارة.
وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنه رسول الله (ص) في زوجاته وابنته فاطمة (ع)، وهو خمس مئة درهم.
مجمع المكارم:
أم البنين (ع) من النساءِ الفاضلاتِ، العارفات بحق أهل البيت (ع)، وكانت فصيحة، بليغةً، ورعة، ذات زهدٍ وتقىً وعبادة، ولجلالتها زارتها زينبُ الكبرى (ع) بعد إنصرافها مِن واقعة الطف، كما كانت تزورها أيام العيد.
فقد تميزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية، وإن مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها هي: (الوفـــاء)، فعاشت مع أميرِ المؤمنين (ع) في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته (ع) مدّة طويلةً لم تتزوج من غيره، إذ خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث، فامتنعت.
وقد روت حديثاً عن علي (ع) في أن أزواج النبي والوصي لا يتزوجن بعده.
وذكر بعض أصحاب السير أن شفقتها على أولاد الزهراء (ع) وعنايتها بهم كانت أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة - العباس وأخوته - (ع)، بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم وأخيهم أبي عبد الله الحسين (ع)، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه.
فداءً لابن الزهراء:
عندما رجعت قافلة سبايا آل محمد لمدينة جدهم المصطفى (ص)، أرسل الإمام السجاد (ع) بِشر لينعى خبر إستشهاد والده الحسين (ع)، فتقدم بشر ونعى الإمام الحسين (ع)، وفخرج أهل المدينة ليستكشفوا خبر الناعي، فكان من بين الذين خرجوا أم البنين (ع) فقالت له: أخبرني عن سيدي ومولاي الحسين (ع)، فسأل عنها فقيل له بأنها أم العباس، فأراد أن يخفف شدة الخبر عليها، فقام يعدد لها مصارع أبناءها جعفر وعون وعبدالله، وهي تكرر عليه لم أسألك عن أولادي وإنما أسألك عن سيدي ومولاي الحسين (ع)، فقال لها عظّم الله لكِ الأجر بالعباس، وقام يُفصّل في مصيبة قمر بني هاشم (ع) فإشتد بكاؤها وقالت: فداءً للحسين جميع أبنائي، أنشدك بالله إلا ما أخبرتني عن سيدي ومولاي الحسين (ع)، فقال لها: هذا رأسه على السنان يتقدم ركب السبايا، فإشتد بكاؤها وعلا نحيبها، ثم قالت: يا ليتني أنجبت 70 فارساً كالعباس يذهبون كلهم فداءً للحسين ويبقى هو سالماً.. أ فداءٌ أكثر من هذه التضحية والفداء..
ثم نصبت (ع) مأتم العزاء والبكاء على الحسين وآله وجعلت هذا العزاء والمأتم صرخة فجرت من خلاله كيان الطاغية يزيد، حيث كان واليه على المدينة آنذاك عمر بن سعيد يكتب لطاغية الشام ما سببت ام البنين له من ازعاج وكانت الحوراء زينب (ع) تشاطرها بالمصاب أيضا حتى أمر يزيد بإخراج السيدة الصغرى زينب الكبرى من المدينة فالتزمت الشام لحين وفاتها بها، وكانت العقيلة زينب (ع) أيضا تزور أم البنين في دارها لتشاطرها المصاب على أولادها، وهذا دليل على عظمة مقامها وشأنها، وذكر المؤرخون ان ام البنين بعد الفاجعة بفقدان الحسين وأولادها الأربعة، خطت خمسة قبور (من باب الرمز والتشبيه) في مقبرة البقيع، تبكي عليهم واستمرت لوعتها وأحزانها حتى وفاتها (ع).
يتبع
...
..
.
[/align]
[align=center]
بسم العزيز الجبّار الرحيم الرحمن..
وله ما يستحق من الحمد والثناء والمجد والعظمة..
اللهم صلِ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك وإلعن ظالميها وغاصبيها وعجّل فرج المنتقم لها من ظالميها..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه سيرة مختصرة لسيدة جليلة القدر، عظيمة المنزلة عند الله ورسوله وآله الكرام، وكذلك عندكم شيعة آل محمد.. لها من الكرامات ما لا يُعد، وما زالت كذلك فما توسل بها أحد إلى الله إلا وإستجاب الله له كرامةٌ لها ولما قدمت في سبيله.
عظّم الله أجورنا وأجوركم بذكرى إستشهاد سيدة الوفاء فاطمة أم البنين سلام الله عليها، وجعلنا الله وإياكم ممن ينال شفاعتها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم..
فاطمة الكلابية * أم البنين * سيدة الوفاء
اسمها ونسبها:
إن أم البنين (ع) غلبت كنيتها على اسمها لأمرين:
1. أنها كُنِّيَت بـ أم البنين تشبهاً وتيمناً بجدتها ليلى بنت عمرو حيث كان لها خمسة أبناء.
2. التماسها من أمير المؤمنين (ع) أن يقتصر في ندائها على الكنية، لئلا يتذكر الحسنانِ (ع) أمَّهما فاطمة (ع) عندما يناديها في الدار.
واسمها هو: (فاطمة الكلابيّة) أهلُها من سادات العرب، وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين، وأبوها أبو المحل، واسمُه: حزام بن خَالد بن ربيعة.
نشأتها:
نشأت أم البنين (ع) بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب والعقل، وقد حَبَاهَا الله سبحانه وتعالى بجميل ألطافه، إذ وهبها نفساً حرةً عفيفةً طاهرة، وقلباً زكياً سليماً، ورزقها الفطنة والعقل الرشيد.
فلما كبرت كانت مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد، فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأن تكون قرينةَ أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع).
الاقتران المبارك:
أراد الأمير (ع) أن يتزوج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام، يضربون في عروق النجابة والإباء، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية، ولهذا طلب أميرُ المؤمنين (ع) من أخيه عقيل - وكان نسّابة عارفاً بأخبار العرب - أن يختار له امرأةً من ذوي الأصول والشجاعة، فأجابه عقيل قائلاً: (أخي! أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها).
ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً فأخبره أنه قادم عليه يخطب ابنتَه الحرة إلى سيد الأوصياء علي (ع).
فلما سمع حزام ذلك هَشَّ وَبَشَّ، وشعر بأن الشرف ألقى كلاكله عليه، إذ يصاهر ابنَ عم المصطفى (ص)، ومَن يُنكر علياً (ع) وفضائله، وهو الذي طبق الآفاق بالمناقب الفريدة.
فذهب حزام إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة، فعاد وهو يبشر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفت به البشارة.
وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنه رسول الله (ص) في زوجاته وابنته فاطمة (ع)، وهو خمس مئة درهم.
مجمع المكارم:
أم البنين (ع) من النساءِ الفاضلاتِ، العارفات بحق أهل البيت (ع)، وكانت فصيحة، بليغةً، ورعة، ذات زهدٍ وتقىً وعبادة، ولجلالتها زارتها زينبُ الكبرى (ع) بعد إنصرافها مِن واقعة الطف، كما كانت تزورها أيام العيد.
فقد تميزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية، وإن مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها هي: (الوفـــاء)، فعاشت مع أميرِ المؤمنين (ع) في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته (ع) مدّة طويلةً لم تتزوج من غيره، إذ خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث، فامتنعت.
وقد روت حديثاً عن علي (ع) في أن أزواج النبي والوصي لا يتزوجن بعده.
وذكر بعض أصحاب السير أن شفقتها على أولاد الزهراء (ع) وعنايتها بهم كانت أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة - العباس وأخوته - (ع)، بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم وأخيهم أبي عبد الله الحسين (ع)، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه.
فداءً لابن الزهراء:
عندما رجعت قافلة سبايا آل محمد لمدينة جدهم المصطفى (ص)، أرسل الإمام السجاد (ع) بِشر لينعى خبر إستشهاد والده الحسين (ع)، فتقدم بشر ونعى الإمام الحسين (ع)، وفخرج أهل المدينة ليستكشفوا خبر الناعي، فكان من بين الذين خرجوا أم البنين (ع) فقالت له: أخبرني عن سيدي ومولاي الحسين (ع)، فسأل عنها فقيل له بأنها أم العباس، فأراد أن يخفف شدة الخبر عليها، فقام يعدد لها مصارع أبناءها جعفر وعون وعبدالله، وهي تكرر عليه لم أسألك عن أولادي وإنما أسألك عن سيدي ومولاي الحسين (ع)، فقال لها عظّم الله لكِ الأجر بالعباس، وقام يُفصّل في مصيبة قمر بني هاشم (ع) فإشتد بكاؤها وقالت: فداءً للحسين جميع أبنائي، أنشدك بالله إلا ما أخبرتني عن سيدي ومولاي الحسين (ع)، فقال لها: هذا رأسه على السنان يتقدم ركب السبايا، فإشتد بكاؤها وعلا نحيبها، ثم قالت: يا ليتني أنجبت 70 فارساً كالعباس يذهبون كلهم فداءً للحسين ويبقى هو سالماً.. أ فداءٌ أكثر من هذه التضحية والفداء..
ثم نصبت (ع) مأتم العزاء والبكاء على الحسين وآله وجعلت هذا العزاء والمأتم صرخة فجرت من خلاله كيان الطاغية يزيد، حيث كان واليه على المدينة آنذاك عمر بن سعيد يكتب لطاغية الشام ما سببت ام البنين له من ازعاج وكانت الحوراء زينب (ع) تشاطرها بالمصاب أيضا حتى أمر يزيد بإخراج السيدة الصغرى زينب الكبرى من المدينة فالتزمت الشام لحين وفاتها بها، وكانت العقيلة زينب (ع) أيضا تزور أم البنين في دارها لتشاطرها المصاب على أولادها، وهذا دليل على عظمة مقامها وشأنها، وذكر المؤرخون ان ام البنين بعد الفاجعة بفقدان الحسين وأولادها الأربعة، خطت خمسة قبور (من باب الرمز والتشبيه) في مقبرة البقيع، تبكي عليهم واستمرت لوعتها وأحزانها حتى وفاتها (ع).
يتبع
...
..
.
[/align]