حنين الشوق
New member
- إنضم
- 17 مارس 2005
- المشاركات
- 1,190
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- العمر
- 124
- الإقامة
- ..::اينما توجد احبتي::..
ست الحسن
ثنائي الحلقة: ( ريم / حازم )
عندما قررت أن أتزوج فكرت في امرأة خرافية الحسن، فلم تكن ذائقتي متواضعة إلى حد أن أقبل زوجة بمقاييس جمالية عادية، حتى أني بت مثار استهزاء وسخرية من أقرب الناس لي، فثمة من قائل إني مغرور وأحمق ولم أعبأ بكل هذه النعوت طالما كنت مؤمناً بقناعاتي، وبررت أني أبحث عن هذه الحسناء لأغض بصري عن كل نساء الأرض طالما أعيش في وفرة محاسن تشبعني كرجل.
كانت والدتي تقطع الدروب وتنهب الطرقات بحثاً عن ضالتي هذه وتعود بأكداس من الإحباطات والخيبات، تعنّفني ساخرة وهي تضرب كفّاً بأخرى ((لم نعثر بعد على ست الحسن))، وكان أبي يتهكّم بمرارة يائس ((قدّم طلباً إلى إحدى قنوات الفضاء وانتظر الرد)).
كنت أريدها فارعة كعارضات الأزياء ولن أتنازل عن المتر والسبعين سانتي وبوزن سبع وخمسين كيلو غرام وذات عيون ملونة وشعر أشقر طويل ويهمني لون البشرة فالأبيض هو لوني المفضل ربما لأني درست في أمريكا استسغت الشقراوات وتبلورت ذائقتي وفق هذا النوع من الجمال، فبنات بلدي مصنفات بأوصاف متشابهة وعادية ولن يثرن اهتمامي أبداً وحدها الشقراء شهلاء العيون من ستتميز عنهن وستكون محط إعجابي.
عجزت أمي بعد أن أعياها البحث قائلة: ((لا توجد فتاة بهذه المواصفات، لابد أن تتنازل عن بعض الشروط قد نجدها شقراء لكنها قصيرة، وقد نجدها فارعة نحيفة بيد أنها سمراء، لما أنت متشدد بهذا الشكل ومتزمت في هذه المقاييس أخشى يا ولدي أن تبدد عمرك في هذه الأوهام فتضيع عليك الفرص الجيدة)).
ويأبى عليّ ذوقي أن يتنازل قيد أنملة، تصبرت وجاهدت وكافحت حتى عثرت عليها صدفة، كنت ذاهباً ذلك الصباح إلى إحدى المصارف المالية لإجراء معاملة عاجلة لمحتها جالسة خلف القاطع الزجاجي استطال عنقها بشكل ملفت، بدت طويلة، نحيفة، مشرقة، متألقة كنجمة سينما، دنوت منها لإجراء المعاملة، ابتسمت لي تلك الابتسامة التي تسقط رهبة الموقف وتحتوي مسافة التلاقي، تلصّصت على اسمها عبر البطاقة المعلقة على قميصها واحتفظت بالاسم غيباً وجنّدت على الفور مخابراتي السرية كي أستجمع كافة المعلومات عنها، وعرفت أن أمها إنجليزية، تخرجت لتوها من جامعة بريطانيا لتباشر عملها في البنك، عزباء، انطوائية، لا تخرج عن محيطه العائلي المحفوف فخير لي أن أصطاد هذه الغزالة قبل أن يسبقني أحد إليها.
استعدت أمي وبعض نساء العائلة لخطبتها، وكانت المشكلة في أمها التي لا تجيد التحدث بالعربية فاستعنت بابنة خالتي لتباشر مشروع الخطبة وذلك لأني وحيد الأسرة ليس لي أخ أو أخت.
كانت ((ريم)) تعيش في وسط عائلي بسيط جداً وعلى ما يبدو هي الابنة الوحيدة، تمّت الموافقة دون تعقيد لأني عرّيس لقطة فعائلتي ميسورة الحال، وأنا مهندس مدني ووسيم كنت ولازلت حلم العذارى الجميلات.
في فترة الخطبة وتجهيز لوازم الفرح كنت أتردد على ((ريم)) لم أذهب راجلاً بل طائراً في فضاء الشوق والهيام تطيّبت بأزكى العطور وتهندمت بأغلى ما عندي من ثياب، أستغل في الغالب أيام الإجازات لأقضي معها صباحات منعشة وأجاذبها عذب الأحاديث وكل ما يخص مستقبلنا المنتظر وأيامنا المرتقبة.
وكعادتي أضرب جرس الباب وأظل واقفاً لفترة طويلة بانتظار الخادمة تهلّ علي بوجهها الرحيم لتدخلني إلى الصالون أقول لها محبطاً:
((أيقظي سيدتك ((ريم)) ))
تذهب للحظات ثم تعود لتلقي عليّ نظرة إشفاق وبصوت خافت
((نائمة))!
يتبع,,,
ثنائي الحلقة: ( ريم / حازم )
عندما قررت أن أتزوج فكرت في امرأة خرافية الحسن، فلم تكن ذائقتي متواضعة إلى حد أن أقبل زوجة بمقاييس جمالية عادية، حتى أني بت مثار استهزاء وسخرية من أقرب الناس لي، فثمة من قائل إني مغرور وأحمق ولم أعبأ بكل هذه النعوت طالما كنت مؤمناً بقناعاتي، وبررت أني أبحث عن هذه الحسناء لأغض بصري عن كل نساء الأرض طالما أعيش في وفرة محاسن تشبعني كرجل.
كانت والدتي تقطع الدروب وتنهب الطرقات بحثاً عن ضالتي هذه وتعود بأكداس من الإحباطات والخيبات، تعنّفني ساخرة وهي تضرب كفّاً بأخرى ((لم نعثر بعد على ست الحسن))، وكان أبي يتهكّم بمرارة يائس ((قدّم طلباً إلى إحدى قنوات الفضاء وانتظر الرد)).
كنت أريدها فارعة كعارضات الأزياء ولن أتنازل عن المتر والسبعين سانتي وبوزن سبع وخمسين كيلو غرام وذات عيون ملونة وشعر أشقر طويل ويهمني لون البشرة فالأبيض هو لوني المفضل ربما لأني درست في أمريكا استسغت الشقراوات وتبلورت ذائقتي وفق هذا النوع من الجمال، فبنات بلدي مصنفات بأوصاف متشابهة وعادية ولن يثرن اهتمامي أبداً وحدها الشقراء شهلاء العيون من ستتميز عنهن وستكون محط إعجابي.
عجزت أمي بعد أن أعياها البحث قائلة: ((لا توجد فتاة بهذه المواصفات، لابد أن تتنازل عن بعض الشروط قد نجدها شقراء لكنها قصيرة، وقد نجدها فارعة نحيفة بيد أنها سمراء، لما أنت متشدد بهذا الشكل ومتزمت في هذه المقاييس أخشى يا ولدي أن تبدد عمرك في هذه الأوهام فتضيع عليك الفرص الجيدة)).
ويأبى عليّ ذوقي أن يتنازل قيد أنملة، تصبرت وجاهدت وكافحت حتى عثرت عليها صدفة، كنت ذاهباً ذلك الصباح إلى إحدى المصارف المالية لإجراء معاملة عاجلة لمحتها جالسة خلف القاطع الزجاجي استطال عنقها بشكل ملفت، بدت طويلة، نحيفة، مشرقة، متألقة كنجمة سينما، دنوت منها لإجراء المعاملة، ابتسمت لي تلك الابتسامة التي تسقط رهبة الموقف وتحتوي مسافة التلاقي، تلصّصت على اسمها عبر البطاقة المعلقة على قميصها واحتفظت بالاسم غيباً وجنّدت على الفور مخابراتي السرية كي أستجمع كافة المعلومات عنها، وعرفت أن أمها إنجليزية، تخرجت لتوها من جامعة بريطانيا لتباشر عملها في البنك، عزباء، انطوائية، لا تخرج عن محيطه العائلي المحفوف فخير لي أن أصطاد هذه الغزالة قبل أن يسبقني أحد إليها.
استعدت أمي وبعض نساء العائلة لخطبتها، وكانت المشكلة في أمها التي لا تجيد التحدث بالعربية فاستعنت بابنة خالتي لتباشر مشروع الخطبة وذلك لأني وحيد الأسرة ليس لي أخ أو أخت.
كانت ((ريم)) تعيش في وسط عائلي بسيط جداً وعلى ما يبدو هي الابنة الوحيدة، تمّت الموافقة دون تعقيد لأني عرّيس لقطة فعائلتي ميسورة الحال، وأنا مهندس مدني ووسيم كنت ولازلت حلم العذارى الجميلات.
في فترة الخطبة وتجهيز لوازم الفرح كنت أتردد على ((ريم)) لم أذهب راجلاً بل طائراً في فضاء الشوق والهيام تطيّبت بأزكى العطور وتهندمت بأغلى ما عندي من ثياب، أستغل في الغالب أيام الإجازات لأقضي معها صباحات منعشة وأجاذبها عذب الأحاديث وكل ما يخص مستقبلنا المنتظر وأيامنا المرتقبة.
وكعادتي أضرب جرس الباب وأظل واقفاً لفترة طويلة بانتظار الخادمة تهلّ علي بوجهها الرحيم لتدخلني إلى الصالون أقول لها محبطاً:
((أيقظي سيدتك ((ريم)) ))
تذهب للحظات ثم تعود لتلقي عليّ نظرة إشفاق وبصوت خافت
((نائمة))!
يتبع,,,