أسير الأحساس
New member
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بنوره كان للمكنات ظهورها بعد عدمها، وبتدبيره تمَّ لها نظامها على تفرّقها، الحمد لله الذي أجمعت العقول على معرفته مع تباينها، وهو الجامع ب القلوب المتنافرة لتناكُرها، يفعَل ما يشاء، وهو على كل شيء قدير.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وزادهم تحية وبركة وسلاماً.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، والأخذ بالدّين القيّم وقد قال سبحانه في كتابه العزيز:{... أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ...}(13). ولا تجد نفس هداها، ولا تبلغ غايتَها إلا بالدّين القيّم، وتوحيد الله سبحانه. وقضيتا التوحيد والشرك واردتان في الفكر والشعور والسلوك، والمجاهدة عند المكلّف للثبات على صراط التوحيد تملأ كلَّ مساحة الحياة، وكلُّ المعركة مع النفس من أجل كمالِها وسعادتها مجاهدةٌ لها لتثبت على هذا الطريق الذي ينحدر بها عنه الجهلُ والغفلةُ والنزوةُ والغرور.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولاخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعلنا من أخلص أهل توحيدك، وأدومهم في طاعتك، وأنزههم عن معصيتك، وأقربهم إلى رحمتك، وأرضاهم عندك، وأكبرهم منزلة لديك يا معطي، يا محسن، يا جواد، يا كريم، يارحمن يارحيم.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين، وعلى عليٍّ أمير المؤمنين وإمام المتّقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة.
وعلى الأئمة الهادين المعصومين: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجّل فرج ولي أمرك القائم المنتظر، وحُفَّه بملائكتك المقرَّبين، وأيِّده بروح القدس يا رب العالمين.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، المجاهد على طريقك، والممهد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك.
أما بعد أيها الكرام من المؤمنين والمؤمنات فالحديث في شأن واحد:
المنهج الرسمي للتربية الدّينية:-
هذا المنهج فيه عبادات توافق مذهباً إسلامياً وتُخالف مذهبا آخر من مذاهب الإسلام، هذه العبادات تُفرض على الجميع فتوقع طائفة من الطلاب في بطلان العبادة حسب مذهبهم إذا لم يتلقّوا تربية أخرى تُصحِّح لهم صورة العبادة طبقاً لما هم عليه من مذهب.
فيه قذفٌ وتكفيرٌ من طائفة لأُخرى من المسلمين، هذا القذف والتسفيه والتكفير عل الطالب من الطائفة الشيعية أن يعترف به على نفسه كُرهاً، وأن يُقدِّم إجابات في امتحانات المادّة تعترف بكفره، وخروجه على الإسلام حتّى ينجح في الامتحان، وإلا واجه هبوط الدرجة أو الرسوب في المادة.
عليَّ وأنا الطالب الشيعي أن أقول بأنّي كافر في إجابة الامتحان لممارسة زيارة القبور مثلاً وإلا سبّبتُ لنفسي الرسوب.
وأيُّ تربية هذه تكره الطالب من أجل نجاح الامتحان أن يشهد على نفسه بالكفر؟! كم تفعل من سلبية في نفسية هذا الطالب، وكم تفعل من ذلّة ومن هوان، ومن تعلّمٍ لأن يتسلّق إلى الدنيا على حساب الدين؟! في المنهج فتنة وشر لا بد أن يُتخلّص منه، وقد أُحصيت موارد التجنّي والتكفير والتسفيه والسبّ والشتم ورُفعت إلى الجهة الرسمية.
كان ما أكّدته قناةٌ رسميّة رفيعة المستوى جدّاً وما أشارت الصحافة إلى أصله أخيرا من غير تفصيل أن الديوان الملكي كان تصميمه وقراره الحاسم ومن خلال الملك نفسه أن لا يُبقي هذا المنهج على سوئه، وأن يُلغي منه كل ما يفرِّق، وكل ما هو من تكفير وتسفيه لمذهب إسلامي غالبية المواطنين هنا يأخذون بهذا المذهب. هذه خطوة تصحيحية ضرورية ومنصفة وفيها تدارك جميلٌ لحالة شاذّة وظالمة، وبرغم كونها حقّاً طال غيابه وانتظاره إلا أنها مع ذلك تستحق التقدير.
وقبل أن ينتشر الخبر بعزم تصحيح المنهج انطلق صوتٌ يعترض على التطهير من التكفير، يعترض على عملية تطهير المنهج من التكفير والسب والشتم لمذهب حقّ من مذاهب الإسلام، والغريب أن استجابة سريعة بالتوقيف للمشروع، وإحالته للدراسة صدرت من جهة رسمية عالية أيضاً.
كان ذلك الصوت يُطالب بالتحقيق في ما هو من أكبر المناكر وأشدّها، وما يعني خروجاً عن الإسلام إلى الكفر وذلك حين لا يُتعرّض لمذهب أهل البيت عليهم السلام بالإساءة.
نوّابٌ آخرون تتحرك غيرتهم على دين الله ووحدة الوطن فيجتمعون بوزير الشؤون الإسلامية ويناقشون المسألة، ويناقشون هذه الانحرافة الكبيرة المتمثّلة في رفع السبّ والشتم والتكفير عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.
نسأل: بأي ميزان إسلامي يا حكومة يُسبّ مذهب أهل البيت عليهم السلام في مناهج التربية؟ بأي ميزان إسلامي يُفرض على الطلاب من أبناء هذا المذهب أن يحفظوا سبّهم وتكفيرهم ويقبلوا به، ولا ينجحوا في الامتحان حتى يقرّوا بصحته وهم صاغرون؟ بأي ميزان وطنيٍّ أو دستوري، حقوقي أو عرفي أو ذوقي يكون هذا؟! أهذا من الدين؟! من المروءة؟! من الخلق الكريم؟! من حقوق الإنسان؟! من حقوق المواطنة؟! من حقوق المحكوم على الحاكم؟! من حرية العقيدة والمذهب؟! من شعار الأسرة الواحدة؟! قولوا لنا: في أي وضع نحن؟ في أي وضع سخرية؟ وفي أي وضع استهزاء؟ وفي أي وضع هوان؟
إنه لا سكوت على هذا بعد اليوم، ولن نقبله أبداً، والصحيح أن يتمرّد كل الطلاب والطالبات بدفع من أولياء أمورهم على دراسة أي مادة تمسّ المذهب، وتسيء إلى المعتقد، وتغرِّر بالطالب في مقام تعلّم العبادة، ولا حضور لأي درس من هذا النوع، ولا تقديم لأي امتحان في مادة السب والشتم والتكفير للمذهب. ينبغي أن تتخذ الطائفة قرارها الجازم الحاسم في هذا الأمر وإلا فهي المهزلة.
إذا لم ينجح ولدي في الامتحان إلا بأن يسب مذهبي ومذهبه وبأن يُسفّه مذهب أهل البيت عليهم السلام فلا ينجح.
اسمعي يا دنيا منطق عدد من النوّاب: إبقاء المنهج على وضعه بما فيه من تكفير للمؤمنين، وفتنة وتهميش للمواطنين، ومخالفة لحرية المعتقد، وتجهيل لطائفة كبيرة من الطلاب والطالبات، وتغرير مذهبي بهم في المجال العقيدي والعبادي هو الأحفظ للوحدة الوطنية، بل لا وحدة وطنية إلا بها.
سبّ مذهب لمذهب، تكفير طائفة لأخرى ثابتة الإسلام، شديدة الإيمان، والظلمُ في العقيدة هو محور الوحدة الوطنية وحافظها! وهو الذي تقوم به الأخوّة، وتتمتّن العلاقة، ويقوى عن طريقه الصف!
ألا يعني هذا أن العدل يهدم ويُفسد؟! وأن الظلم يبني ويُصلح؟! وأن الكلمة الطيبة مفرّقة؟! والكلمة الخبيثة جامعة؟! كأنه كذلك في منطق الاخوة.
ألا يعني هذا بأن أخوّتي لك لا تصدق حتى تسبّني وتشتمني وتكفّرني؟! وأن أخوّتك لي لا تصدق إلاّ بأن أفعل ذلك؟! تسبّني وأسبّك، تكفّرني وأكفّرك، هذا الطريق إلى الأخوّة في نظر هؤلاء الاخوة.
أتنتظرون منطقا أقوم من هذا المنطق؟! وقولاً بالحق أصدق من هذا القول؟! وسعيا للوحدة أحرص عليها من هذا السعي؟!
لطفاً أيّها النوّاب، راجعوا منطقكم هذا لعلّكم تكتشفون أنه خطأٌ تماماً.
أيها النّاس:
دين الدولة الإسلام، ومنهج التربية الدينية يتحرّك ضمن هذا الإطار، فهل الصلاة المأخوذة من الإمام جعفر الصادق تُخرج عن الإسلام وتهدمه؟! وتقوِّض الأوطان؟! ولا تبقي للمسلمين وحدة بينهم على الإطلاق؟!
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولأخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
يا من يكفي من كلّ شيء، ولا يكفي منه شيء، يا ما لك كل شيء، يا من بيده الأسباب كلّها، سبّب لنا أسباب الخير، ولقّنا إيّاه، وجنّبنا أسباب الشر، وحُل بيينا وبينه، اكفنا ربّنا شر الدنيا والآخرة، واكتب لنا خيرهما يا كريم يا رحيم.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
الحمد لله الذي بنوره كان للمكنات ظهورها بعد عدمها، وبتدبيره تمَّ لها نظامها على تفرّقها، الحمد لله الذي أجمعت العقول على معرفته مع تباينها، وهو الجامع ب القلوب المتنافرة لتناكُرها، يفعَل ما يشاء، وهو على كل شيء قدير.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وزادهم تحية وبركة وسلاماً.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، والأخذ بالدّين القيّم وقد قال سبحانه في كتابه العزيز:{... أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ...}(13). ولا تجد نفس هداها، ولا تبلغ غايتَها إلا بالدّين القيّم، وتوحيد الله سبحانه. وقضيتا التوحيد والشرك واردتان في الفكر والشعور والسلوك، والمجاهدة عند المكلّف للثبات على صراط التوحيد تملأ كلَّ مساحة الحياة، وكلُّ المعركة مع النفس من أجل كمالِها وسعادتها مجاهدةٌ لها لتثبت على هذا الطريق الذي ينحدر بها عنه الجهلُ والغفلةُ والنزوةُ والغرور.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولاخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعلنا من أخلص أهل توحيدك، وأدومهم في طاعتك، وأنزههم عن معصيتك، وأقربهم إلى رحمتك، وأرضاهم عندك، وأكبرهم منزلة لديك يا معطي، يا محسن، يا جواد، يا كريم، يارحمن يارحيم.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين، وعلى عليٍّ أمير المؤمنين وإمام المتّقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة.
وعلى الأئمة الهادين المعصومين: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن المهدي المنتظر القائم.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجّل فرج ولي أمرك القائم المنتظر، وحُفَّه بملائكتك المقرَّبين، وأيِّده بروح القدس يا رب العالمين.
عبدك وابن عبديك، الموالي له، المجاهد على طريقك، والممهد لدولته، والفقهاء العدول، والعلماء الصلحاء، والمجاهدين الغيارى، والمؤمنين والمؤمنات أجمعين وفّقهم لمراضيك، وسدِّد خطاهم على طريقك.
أما بعد أيها الكرام من المؤمنين والمؤمنات فالحديث في شأن واحد:
المنهج الرسمي للتربية الدّينية:-
هذا المنهج فيه عبادات توافق مذهباً إسلامياً وتُخالف مذهبا آخر من مذاهب الإسلام، هذه العبادات تُفرض على الجميع فتوقع طائفة من الطلاب في بطلان العبادة حسب مذهبهم إذا لم يتلقّوا تربية أخرى تُصحِّح لهم صورة العبادة طبقاً لما هم عليه من مذهب.
فيه قذفٌ وتكفيرٌ من طائفة لأُخرى من المسلمين، هذا القذف والتسفيه والتكفير عل الطالب من الطائفة الشيعية أن يعترف به على نفسه كُرهاً، وأن يُقدِّم إجابات في امتحانات المادّة تعترف بكفره، وخروجه على الإسلام حتّى ينجح في الامتحان، وإلا واجه هبوط الدرجة أو الرسوب في المادة.
عليَّ وأنا الطالب الشيعي أن أقول بأنّي كافر في إجابة الامتحان لممارسة زيارة القبور مثلاً وإلا سبّبتُ لنفسي الرسوب.
وأيُّ تربية هذه تكره الطالب من أجل نجاح الامتحان أن يشهد على نفسه بالكفر؟! كم تفعل من سلبية في نفسية هذا الطالب، وكم تفعل من ذلّة ومن هوان، ومن تعلّمٍ لأن يتسلّق إلى الدنيا على حساب الدين؟! في المنهج فتنة وشر لا بد أن يُتخلّص منه، وقد أُحصيت موارد التجنّي والتكفير والتسفيه والسبّ والشتم ورُفعت إلى الجهة الرسمية.
كان ما أكّدته قناةٌ رسميّة رفيعة المستوى جدّاً وما أشارت الصحافة إلى أصله أخيرا من غير تفصيل أن الديوان الملكي كان تصميمه وقراره الحاسم ومن خلال الملك نفسه أن لا يُبقي هذا المنهج على سوئه، وأن يُلغي منه كل ما يفرِّق، وكل ما هو من تكفير وتسفيه لمذهب إسلامي غالبية المواطنين هنا يأخذون بهذا المذهب. هذه خطوة تصحيحية ضرورية ومنصفة وفيها تدارك جميلٌ لحالة شاذّة وظالمة، وبرغم كونها حقّاً طال غيابه وانتظاره إلا أنها مع ذلك تستحق التقدير.
وقبل أن ينتشر الخبر بعزم تصحيح المنهج انطلق صوتٌ يعترض على التطهير من التكفير، يعترض على عملية تطهير المنهج من التكفير والسب والشتم لمذهب حقّ من مذاهب الإسلام، والغريب أن استجابة سريعة بالتوقيف للمشروع، وإحالته للدراسة صدرت من جهة رسمية عالية أيضاً.
كان ذلك الصوت يُطالب بالتحقيق في ما هو من أكبر المناكر وأشدّها، وما يعني خروجاً عن الإسلام إلى الكفر وذلك حين لا يُتعرّض لمذهب أهل البيت عليهم السلام بالإساءة.
نوّابٌ آخرون تتحرك غيرتهم على دين الله ووحدة الوطن فيجتمعون بوزير الشؤون الإسلامية ويناقشون المسألة، ويناقشون هذه الانحرافة الكبيرة المتمثّلة في رفع السبّ والشتم والتكفير عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.
نسأل: بأي ميزان إسلامي يا حكومة يُسبّ مذهب أهل البيت عليهم السلام في مناهج التربية؟ بأي ميزان إسلامي يُفرض على الطلاب من أبناء هذا المذهب أن يحفظوا سبّهم وتكفيرهم ويقبلوا به، ولا ينجحوا في الامتحان حتى يقرّوا بصحته وهم صاغرون؟ بأي ميزان وطنيٍّ أو دستوري، حقوقي أو عرفي أو ذوقي يكون هذا؟! أهذا من الدين؟! من المروءة؟! من الخلق الكريم؟! من حقوق الإنسان؟! من حقوق المواطنة؟! من حقوق المحكوم على الحاكم؟! من حرية العقيدة والمذهب؟! من شعار الأسرة الواحدة؟! قولوا لنا: في أي وضع نحن؟ في أي وضع سخرية؟ وفي أي وضع استهزاء؟ وفي أي وضع هوان؟
إنه لا سكوت على هذا بعد اليوم، ولن نقبله أبداً، والصحيح أن يتمرّد كل الطلاب والطالبات بدفع من أولياء أمورهم على دراسة أي مادة تمسّ المذهب، وتسيء إلى المعتقد، وتغرِّر بالطالب في مقام تعلّم العبادة، ولا حضور لأي درس من هذا النوع، ولا تقديم لأي امتحان في مادة السب والشتم والتكفير للمذهب. ينبغي أن تتخذ الطائفة قرارها الجازم الحاسم في هذا الأمر وإلا فهي المهزلة.
إذا لم ينجح ولدي في الامتحان إلا بأن يسب مذهبي ومذهبه وبأن يُسفّه مذهب أهل البيت عليهم السلام فلا ينجح.
اسمعي يا دنيا منطق عدد من النوّاب: إبقاء المنهج على وضعه بما فيه من تكفير للمؤمنين، وفتنة وتهميش للمواطنين، ومخالفة لحرية المعتقد، وتجهيل لطائفة كبيرة من الطلاب والطالبات، وتغرير مذهبي بهم في المجال العقيدي والعبادي هو الأحفظ للوحدة الوطنية، بل لا وحدة وطنية إلا بها.
سبّ مذهب لمذهب، تكفير طائفة لأخرى ثابتة الإسلام، شديدة الإيمان، والظلمُ في العقيدة هو محور الوحدة الوطنية وحافظها! وهو الذي تقوم به الأخوّة، وتتمتّن العلاقة، ويقوى عن طريقه الصف!
ألا يعني هذا أن العدل يهدم ويُفسد؟! وأن الظلم يبني ويُصلح؟! وأن الكلمة الطيبة مفرّقة؟! والكلمة الخبيثة جامعة؟! كأنه كذلك في منطق الاخوة.
ألا يعني هذا بأن أخوّتي لك لا تصدق حتى تسبّني وتشتمني وتكفّرني؟! وأن أخوّتك لي لا تصدق إلاّ بأن أفعل ذلك؟! تسبّني وأسبّك، تكفّرني وأكفّرك، هذا الطريق إلى الأخوّة في نظر هؤلاء الاخوة.
أتنتظرون منطقا أقوم من هذا المنطق؟! وقولاً بالحق أصدق من هذا القول؟! وسعيا للوحدة أحرص عليها من هذا السعي؟!
لطفاً أيّها النوّاب، راجعوا منطقكم هذا لعلّكم تكتشفون أنه خطأٌ تماماً.
أيها النّاس:
دين الدولة الإسلام، ومنهج التربية الدينية يتحرّك ضمن هذا الإطار، فهل الصلاة المأخوذة من الإمام جعفر الصادق تُخرج عن الإسلام وتهدمه؟! وتقوِّض الأوطان؟! ولا تبقي للمسلمين وحدة بينهم على الإطلاق؟!
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولأخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
يا من يكفي من كلّ شيء، ولا يكفي منه شيء، يا ما لك كل شيء، يا من بيده الأسباب كلّها، سبّب لنا أسباب الخير، ولقّنا إيّاه، وجنّبنا أسباب الشر، وحُل بيينا وبينه، اكفنا ربّنا شر الدنيا والآخرة، واكتب لنا خيرهما يا كريم يا رحيم.
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}