الجفيري
New member
على الرغم من أنه شارك في مباريات دولية أكثر من أي لاعب كرة قدم آخر في بلاده ولعب من مباريات كأس العالم أكثر من أي لاعب في تاريخ اللعبة وأحرز بطولة كأس العالم وكان قائدا لمنتخب بلاده كما حصل على لقب أفضل لاعب على المستويين العالمي والاوروبي .... مازال الالماني لوثر ماتيوس يجد صعوبة في تقبل الاخرين له.
وليس هناك ثمة شك أن لاعبا كهذا في أي بلد آخر كان سيحظى بمكانة من النادر أن يدانيه فيها أحد في اللعبة ولكن ليس في ألمانيا. فاللاعب السابق/44 عاما/ الذي سجل رقما قياسيا للاعب ميداني (ليس حارس مرمى) في المشاركة في بطولات كأس العالم حيث شارك في خمس نهائيات مازال يصارع من أجل إحراز تقدم في مشواره المهني كمدرب في ألمانيا.
وجاءت آخر إخفاقات ماتيوس في ألمانيا من خلال نادي نورمبرج الذي يقبع في ذيل قائمة فرق دوري الدرجة الاولى الالماني لهذا الموسم حيث رفض خدمات ماتيوس المدرب الحالي للمنتخب المجري الاول والذي أعلن صراحة عن رغبته في تولي تدريب أحد الاندية الالمانية.
وبدا نورمبرج الذي أقال مدربه فولفجانج فولف موقعا مناسبا لماتيوس حيث كانت ستمثل عودة حقيقية للوطن.ونشأ ماتيوس في مدينة هيرتسوجيناوراخ التي تقع على مسافة 25 كيلومترا من المدينة الالمانية الجنوبية.
الا أن الامر لم يتم بعد مواجهة موجة كبيرة من الاعتراضات الجماهيرية التي شملت تهديدات بالمقاطعة والاعتصام والاضراب عن الطعام مما دفع مسئولي الفريق إلى اتخاذ قرارهم بأن ماتيوس ليس الرجل المناسب.
وبعد هذا القرار تحول نورمبرج إلى البحث عن طريقة لتحسين وضعه بالدوري المحلي بينما أصبح أمام ماتيوس مهمة جديدة لصون كرامته بعد تعرضه لموقف رفض جديد سبق أن واجهه مع أندية فرانكفورت وباير ليفركوزن وبوروسيا مونشينجلادباخ.
ووصف مارتن بادر مدير الكرة في نورمبرج إنهاء علاقة النادي بماتيوس قائلا " إنك لا تدخل في زواج وأنت مصاب بمغص .. في بساطة كانت الانتقادات حادة".
بينما رأى ماتيوس أو "المرشح الابدي للتدريب" كما وصفته صحيفة "فرانكفورتر الجامينة تسايتونج" الامور بطريقه مختلفة بعض الشيء حيث ألقى باللوم على نورمبرج. وقال ماتيوس إن نورمبرج أعلن عن اسمه حتى قبل لقائه بمسئولي النادي.
وأضاف "كنت أنا من رفض تدريب نورمبرج. لا أريد إيذاء نورمبرج في الوضع الراهن لانني لاحظت قدرا من الاضطرابات داخل وحول النادي".
وبينما أشارت صحيفة "دي فيلت" إلى أن ماتيوس يواجه "مشكلة مع صورته العامة" أكدت صحيفة "فاتز" أن ماتيوس "يحمل صورة عامة تكونت من أجزاء صغيرة على مر السنين".
فلاعب خط الوسط والدفاع السابق الذي فاز بالعديد من ألقاب مسابقات الدوري في ألمانيا وإيطاليا لم يخجل قط من الاعلان صراحة عن آرائه مما أكسبه سمعة بأنه رجل "ثرثار" ويسعى للشهرة. وهذا الامر وإن كان قد أكسبه العديد من الاصدقاء فقد أكسبه العديد من الاعداء أيضا.
وأثناء مشواره المهني كلاعب وقعت خلافات بين ماتيوس ويورجن كلينسمان مدرب المنتخب الالماني الحالي. حتى أن ماتيوس وصف كلينسمان العام الماضي "بالقاتل" بسبب ما يراه من حدة من كلينسمان كمدرب للمنتخب الوطني. وذلك برغم دأب ماتيوس على الثناء على العمل الذي يقوم به كلينسمان مع المنتخب الالماني في عموده الاسبوعي بصحيفة "سبورتس بيلد" الرياضية.
وقد أراد ماتيوس نفسه الحصول على موقع كلينسمان الحالي عندما كادت حالة من اليأس تسيطر على مسئولي لاتحاد الالماني لكرة القدم في البحث عن خليفة لرودي فولر الذي استقال من تدريب المنتخب الالماني في أعقاب خروج ألمانيا من نهائيات بطولة كأس الامم الاوروبية الماضية يورو 2004 بالبرتغال.
ولكن يبدو أن المسئولين الالمان لم يصلوا إلى درجة من اليأس تدفعهم للجوء إلى ماتيوس الذي وصفوه بأنه يفتقر بشدة إلى الخبرة ليتحولوا إلى كلينسمان برغم أنه أصغر سنا وأقل خبرة.
وربما يتمتع ماتيوس بسيرة ذاتية مشرفة تضم الفوز ببطولة الدوري الالماني ست مرات مع بايرن ميونيخ والدوري الايطالي مرة واحدة من إنتر ميلان إلى جانب العديد من الانجازات الاخرى الا أن الامر تحكمه شروط أخرى.
فعندما نشر ماتيوس مذكراته اليومية بكأس العالم 1994 بالولايات المتحدة في إحدى الصحف خسر اللاعب السابق الكثير من تعاطف الجماهير معه وأدى الامر إلى نشوب خلاف بينه ومدرب المنتخب الالماني آنذاك بيرتي فوجتس الذي استبعده من المنتخب الالماني قبل نهائيات بطولة كأس الامم الاوروبية 1996 بإنجلترا.
ثم جاءت النهاية المريرة لايام ماتيوس مع بايرن ميونيخ الذي كان قد تحدث في مرحلة ما عن تعيين قائد فريقه السابق في منصب إداري كبير. ولكن بعد اختلاف ماتيوس مع النادي بشأن دخله من مباراة اعتزاله ألقى مدير الكرة بالنادي أولي هونيس بيانه القاسي والشهير بأنه لن يعين ماتيوس في بايرن ميونيخ أبدا. كما واجه ماتيوس العديد من الخلافات في منصبه التدريبي الاول بفريق رابيد فيينا النمساوي الذي استقال من العمل فيه خلال بضعة أشهر بسبب تهديدات باللجوء للقضاء.
ورغم نجاح ماتيوس لاحقا في قيادة فريق بارتيزان بلجراد الصربي إلى إحراز لقب الدوري المحلي .. الا أنه لم يلبث أن استقال من تدريب الفريق ثم ادعى لاحقا أن النادي يدين له بمبلغ 600 ألف دولار نصيبه من صفقة بيع أحد اللاعبين.
وفي الاونة الاخيرة قرر نادي باوك سالونيكا اليوناني اتخاذ الاجراءات القانونية ضد ماتيوس بدعوى أنه خرق اتفاقا شفهيا بتولي تدريب النادي.
ووفقا لصحيفة "زودويتشه تسايتونج" فإن مصداقية اللاعب الدولي السابق لم يساعدها توليه وظيفة "تهريجية" كمدرب لفريق "بوروسيا بانانا" في مسلسل وثائقي تليفزيوني لقناة "آر تي إل 2" الاعلانية والذي يحاول من خلاله تعليم فريق من المبتدئين كيفية لعب كرة القدم.
وقال ماتيوس في وقت سابق "لقد اكتسبت المزيد من الاحترام". حيث يبدو أنها مسألة وقت فقط بالنسبة له حتى يحصل أخيرا على الفرصة لاثبات ذاته كمدرب في ألمانيا.
وينتهي عقد ماتيوس مع المنتخب المجري الذي يمتد لعامين فقط بنهاية العام الجاري وبرغم فشله في قيادة المجر إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا الا أن رئيس الاتحاد المجري لكرة القدم إمري بوزوكي قال إنه يود بقاء ماتيوس في منصبه.
وكان فرانز بيكنباور رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006 تحدث عن ماتيوس قائلا إنه يتمتع بكل صفات المدرب الناجح.
كما يمكن ضم المدرب الالماني السابق أودو لاتيك لمعسكر ماتيوس. فلاتيك الذي سبق له الفوز بثمانية ألقاب في الدوري الالماني مع بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشينجلادباخ وقاد بايرن ميونيخ لاحراز الكأس الاوروبية قال إنه يأسف لعدم تولي ماتيوس تدريب نورمبرج.
وأضاف لاتيك "إن شخصيات مثل ماتيوس الذي يلمع كالنجم القطبي تنتمي ببساطة إلى دوري الدرجة الاولى الالماني".