نجمة الأحزان
مشرفة الضحك والفرفشة
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
و عليه نتوكل و به نستعين
الحمدُ للهِ ربّ العالمين بارئِ الخلائقِ أجمعين و الصلاة و السلام عل حبيبه و مصطفاه الصادق الأمين محمد و آله الطاهرين المعصومين و على صحبه المنتجبين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
صاحبَ الجلاله حمد بن عيسى آل خليفه ملك مملكة البحرين حفظه الله .
بعد التحية و الإكرام..
يطيب لي أن أتقدم باسم سماحة العلامة سيدي الوالد السيد جواد الوداعي بجزيل الشكر و عظيم الامتنان لجلالتكم على هذا القُدوم المبارك ، كما و أُثمِّن زيارتكم لنا في منزلنا . قدِمتُم أهلاً إلى بيتكم و حَلَلتُم سهلاً بين أهلِكم .
إنّنا في الوقت الذي نستقبل فيه جلالتكم ، و نرحّب بقُدومِكم إلينا أجمل ترحيب . نضع بين أيديكم أموراً هامةً و قضايا ضرورية و مشكلاتٍ تنتظر الحل السريع نعرضها عليكم لتقوموا أنتم بدوركم في إحالتها إلى مستشاريكم كلٍّ حسْبَ حقله و مجال عمله الذي أُنيط به ، ثم إصدار أوامركم السامية بوجوب التنفيذ بشكلٍ يخدم الوطن و المواطنين و يبني المجتمع البحريني بكلِّ أطيافه على أسسٍ رصينةٍ و قوية و يُشيْد صروح الدولة على قواعدَ صُلْبة لا تَعْصِف بها العواصف مهما قَوِيَت و لا تُزِيلها القَواصِف مهما اشتدّت .
و الآن سأحاولُ أن أُجمِل هذه الأمور و القضايا و المشكلات و المطالب في بنود :
الأول : المواصلة الجِديّة و الفاعلة لبرنامجكم الإصلاحي و التفعيل المدروس والدقيق لأصوله و بنوده بحيث تتجاوز الأقوال إلى الأفعال و يُترجَم التصوّر إلى التصديق .
الثاني : إنّ ملف التجنيس العشوائي لا زال يشكل هاجسا مُخيفاً و شبحاً مُرعباً . فالأمل أن تُطَمئنوا شعبكم لكلمة من شأنها أن تبعث الاطمئنان في نفوس أبناء الشعب و تكون بارقة أمل في أن القيادة تسعى دائماً لخير الوطن و المواطنين و إشاعةَ الهدوء و الاستقرار .
هذه جملةٌ من مطالبنا و احتياجاتنا و مجموعة من قضايانا و همومنا قدّمناها لجلالتكم في هذا اللّقاء و الأمل فيكم وطيدٌ أن تكون موضع عنايتكم و رجاؤنا الإسراع في تنفيذها .
الثالث : تفويت الفرصة على كل من يحاول بوجه أو بآخر تكريس الطائفية البغيضة بين صفوف المجتمع البحريني المسلم بالعمل على توحيد الصف و وحدة الكلمة و نبذ الفرقة ثم السعي الحثيث من أجل تحقيق الشفافية بأبهى صورها و على كل الصُعُد لكي ينعم هذا التراب و القاطنين على هذه الأرض بنعمة الاعتصام بحبل الله و التمسك بالإسلام المحمدي الأصيل .
الرابع : إن تفاقم لغة الإساءة لبعض الرموز الدينيّة و بعض المذاهب التي تحتل مساحة كبيرة في البلد ، و محاولات الاستفزاز التي تظهر بين حينٍ و آخر على مواقع الإنترنت و صفحات الصحف المحلية ، ثم التّشكيك في الانتماء الوطني لطائفة كبيرة من أبناء هذا الوطن المعطاء ليشكل إرباكاً للسّاحة كما أنه يجرّ إلى تداعياتٍ خطيرة و يؤدي إلى نتائج وخيمةٍ لها سلبياتها على العمل السياسي و يهدد في الأخير بانهيار البرنامج الإصلاحي .
انصحوا هؤلاء بالعودة إلى الصف الوطني و الوحدة الإسلامية ، و ارشدوهم لسلوك لاحبِ الجادّة و واضح الطريق لينصهر الجميع في بوتقة الإسلام المحمدي الأصيل .
الخامس : إن التعايش فيما بين المذاهب الخمسة قائمٌ على قدمٍ و ساقٍ منذ القدم في هذا الأرخبيل ، و آفاق التفاهم الواسعة فيما بين مختلف أطيافه جليَّةٌ و واضحة _ لا تفتقر إلى نقاش _ مارستها في غابر الأيام أجدادُنا و آباؤنا و عليها نشأ في الحاضر أبناؤنا ، و في دربها اللّاحب تسير في المستقبل أجيالنا . من هذا المنطلق سبق و ان أكدنا و ها نحن نؤكد على ضرورة إدخال المذهب الجعفري في جميع المراحل الدراسية بدءً بالمرحلة الابتدائية و مرورا بالمرحلة الإعدادية و الثانوية و انتهاءً بالمعاهد و الجامعات .
السادس : إن قانون ( الجمعيات السياسية ) سبق و أن عُرِض على مجلس النواب لمناقشته فتمّت الموافقة عليه و أقره بعد ذلك مجلس الشورى و هذه الموافقة و هذا الإقرار قد أثارا زوبعة في صفوف المعارضة و لكن سرعان ما هدأت . و الحقيقة التي يجب أن تُقال : أن القانون _ في واقع الأمر _ يتنافى و برنامجكم الإصلاحي الداعي إلى الحرية في التعبير و الشفافية و ممارسة الطقوس الدينية و الشعائر المتّزنة كلٌّ حسْب مذهبه و طريقته . و قد لا نجانب الحقيقة عندما نصرّح بالقول أن قانون الجمعيّات السياسية هو عودة لقانون أمن الدولة الذي تكرمتم بإلغائه و ايقاف العمل به .
فالقانون مرفوض من قبل الجماهير جملة و تفصيلاً ، و كلنا أمل في أن تُصدروا أوامركم بإلغاء هذا القانون أو على الأقل إيقاف العمل به .
السابع : إنّنا نرفض و بضرسٍ قاطع أن يقع قانون الأحوال الشخصية تحت المظلّة الرسمية و الوضعية و ندعوا _ دائماً _ مختلف الشرائح المسلمة لعقد حوارات مع العلماء لحل كل الإشكالات .
الثامن : التأكيد على مبدأ الحوار في كل المسائل العالقة لتزول بذلك في السّرعة الممكنة كل العقبات عن طريق العمل في إحقاق الحقّ و إزهاق الباطل .
التاسع : إنّ المشكلة الدستورية التي أُثيرت و ربما سبّبت غلياناً في الشارع لبعض الوقت هي مطلب صفوفِ المعارضة بالتعديلات الدُستورية في بعض بنود ميثاق العمل الوطني . و هذا المطلب حق طبيعي يضمنه الدستور لكل مواطن كما أن لكل فردٍ ينتمي لتراب هذا الوطن شرعية ممارسته لهذا الحق و ليس لأحد حق معارضته و الوقوف في طريقه .
العاشر : إن مشكلة الإسكان ما فتأت تشكل العقبة الكأداء في طريق الكثيرين من أبناء هذا الوطن . فهناك من العوائل قد لا تملك مأوى ملائماً لسكنى الآدميين . و البعض الآخر قد يسكن في بيت آيلٍ للسقوط . و قد نما إلى علمنا أن جلالتكم قد تبنَّى مشروعاً تُحصرُ فيه كل البيوت الآيلة للسقوط في كل المحافظات ثم هدمُها و بناؤها أو ترميمها _ إن كانت قابلة للترميم _ إلا أن هذه البيوت التي أُعيدَ بناؤها أو تم ترميمها قد تم بالفعل تسليمها بالفعل إلى أهلها إلا أنها ناقصة الخدمات . إننا في هذه اللحظات نطالب بتوسيع المشاريع الإسكانية في البلد ، ولا يتم ذلك إلّا بإصدار توجيهاتكم إلى الجهات المعنية في وزارة الأشغال و الإسكان لينهض هؤلاء المسئولون عن ملف الإسكان بعمل مخططات تقام عليها مجمّعات إسكانية و استحداث و بناء مدن سكنية تكفي لسد حاجات الكثيرين من أبناء الشعب .
الحادي عشر : وجوب النظر في أمور حياة موظفي المملكة ذوي الدخل المحدود في القطاع الحكومي و الطبقة العاملة في القطاع الخاص ثم السعي الجاد على تحسين أوضاعهم المعاشية و ذلك بترفيع مرتَّباتهم و تنظيم معاشاتهم بشكل يواجه هذه الطفرة الفاحشة في الأسعار إلى حدٍّ عجز فيه ذووا الدخل المحدود العاملون في القطاع الخاص من توفير أقل الخدمات الضرورية ، أو إيجاد كل ما تطلبه العائلة من حاجيات .
و الآن و بعد الوقوف على حالات بائسة كهذه نناشدكم الحلَّ السريع في سبيل انقاذ هؤلاء من خطر المجاعة الماحق أو الإنفِلات في شراك الجريمة الذي بات يهددهم كل حين فالبدار البدار في انتشال هؤلاء من فقر مُذقِع إلى غنىً يكفّهم _ على أقل التقادير _ من ذل السؤال .
الثاني عشر : غلق ملف البطالة في البلد و الذي راح يمثّل مارداً مرعباً يطارد كل العاطلين عن العمل أينما كانوا و أنى كانوا ليغتال كرامتهم و يريق ماء وجههم على صخرة الذل و الهوان . و مطلبنا في هذا المجال هو الإسراع في إيجاد فرَص عمل لهؤلاء الذين هم في سن المراهقة ، و هذا السن _ كما لا يخفى عليكم _ هو من أخطر أيام الإنسان في هذه الحياة سقوطا و انحداراً في مستنقعات الرذيلة و مهاوي السُفْل السلوكي و الانحطاط الخلقي و لكي تُحفظ لهؤلاء كرامتهم و تُصان من ذُل السؤال نضارة وجوههم .
لِيعملْ الجميع من القمة للقاعدة متعاونين في إيجاد الدواء الناجح لجراح هؤلاء و بمساعدة جدية من السيد وزير العمل و بممارسة عملية بالمضيّ في خطوات سريعة و ذلك بالاتصال المتواصل مع إدارات المؤسسات و الشركات و بالتعاون المُثمر الذي يُبديه رجال الأعمال و بفضل الجهود المتظافرة من كل الشرائح تذلّل كل الصعاب و تنحَل بذلك أعظم معضلة يعيشها الآلاف من الشباب .
الثالث عشر : العمل الجاد و الدؤوب للقضاء على كل بُؤَر الفساد المُستشري في البلد و المحاربة الشديدة لكل أنواع الانحراف كغلق حانات الخمر و هدم دُور الدعارة أينما كانت و منع تعاطي الخمور في الفنادق أو الشاليهات أو المقاهي و غيرها ثم مطاردة كل المنحرفين و إنزال أقسى العقوبات بكل المجرمين و المفسدين في الأرض على أن يكون الحكم على أولئك وفق ما جاء في كتاب الله و سنّة رسوله (ص) .
الرابع عشر : أكّدنا و نؤكد : أنّ ملفّي القضاء و الأوقاف يرجعان في كلّ الأحوال إلى المختصّين في مسائل و أحكام القضاء و الأوقاف و هم العلماء و رموز المِلّة ، كما أنه ليس لأحد حق ممّن لا صلة له بالأمور الشرعية و لا اضطلاع له كافٍ بالمسائل الفقهية التلاعب في هذين الملفّين . هذا هو رأينا لا نحيد عنه و لا قيد أنملة و سنبقى عليه مصرّين لأنه يجسّد الأمانة التي أمرنا الله بأدائها و فَرَض علينا المحافظة عليها .
الخامس عشر : استحداث و تطوير مراكز صحية في كل أنحاء المملكة و بشكل يلبي حاجيات و متطلبات المواطنين من توفير الأدوية و العقاقير الطبية و سد حاجات المرضى بوفرة الممرّضين و الممرّضات و التوظيف لأَعداد من الأطبّاء و الطبيبات و بحيث يجد كل من يرتاد المركز الصحي أو المستشفى من يعالجه و يعتني به .
السادس عشر : تأسيس و بناء مدارس لجميع المراحل لتحتضن الأعداد الهائلة من البنين و البنات ، و إعداد معلّمين يمتازون بالكفاءة العلمية و السلوكية ليقوموا بواجب التربية و حقّ التعليم في كل المدارس و المعاهد ، كما أنني لا أنسى أن أُلفِت نظرَ المسئولين في حقل التربية أن يعملوا جادين على تطوير المناهج بتأليف كتُب تعتمد الكفاءة العقلية و الثقافة الواسعة و الاضطلاع الموضوعي حتى يصل فيه الطلبة إلى مستوى علمي راقٍ . أما الكتب و المناهج الحالية _ فاسمحوا لي أن أقول أنّها _ قد أكل الدهر عليها و شرِب و صارت عديمة الجدوى فلا فائدة فيها و لا طائل تحتها و الطلبة الدارسون لهذه الكتب يتخرجون من مدارسهم و هم أمّيون أو أنصاف أمّيون و بلغ من أمر بعضهم أنهم لا يُتقنون القراءة الصحيحة و لا يُجيدون الكتابة .
هذه جملةٌ من مطالبنا و احتياجاتنا و مجموعة من قضايانا و همومنا قدّمناها لجلالتكم في هذا اللّقاء و الأمل فيكم وطيدٌ أن تكون موضع عنايتكم و رجاؤنا الإسراع في تنفيذها .
و في الأخير نكرر شكرنا لكم على هذه الزيارة و على هذا اللقاء آملين أن تجد هذه المطالب طريقها إلى التنفيذ .
أخذ الله بأيدينا جميعا إلى طريق الخير و الصّلاح و الرّشاد إنّه مولانا سميع الدعاء قريبٌ مجيبٌ .
]و لكم منّا فائق الاحترام و التقدير
و آخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين
ظهر الاثنين : 9 / رجب / 1426هج - 15 / أغسطس / 2005م
أُلقيَت في منزل السيد جواد الوداعي – قرية باربار – بمناسبة زيارة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لسماحة السيد جواد الوداعي
تحياتي [/align]
و عليه نتوكل و به نستعين
الحمدُ للهِ ربّ العالمين بارئِ الخلائقِ أجمعين و الصلاة و السلام عل حبيبه و مصطفاه الصادق الأمين محمد و آله الطاهرين المعصومين و على صحبه المنتجبين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
صاحبَ الجلاله حمد بن عيسى آل خليفه ملك مملكة البحرين حفظه الله .
بعد التحية و الإكرام..
يطيب لي أن أتقدم باسم سماحة العلامة سيدي الوالد السيد جواد الوداعي بجزيل الشكر و عظيم الامتنان لجلالتكم على هذا القُدوم المبارك ، كما و أُثمِّن زيارتكم لنا في منزلنا . قدِمتُم أهلاً إلى بيتكم و حَلَلتُم سهلاً بين أهلِكم .
إنّنا في الوقت الذي نستقبل فيه جلالتكم ، و نرحّب بقُدومِكم إلينا أجمل ترحيب . نضع بين أيديكم أموراً هامةً و قضايا ضرورية و مشكلاتٍ تنتظر الحل السريع نعرضها عليكم لتقوموا أنتم بدوركم في إحالتها إلى مستشاريكم كلٍّ حسْبَ حقله و مجال عمله الذي أُنيط به ، ثم إصدار أوامركم السامية بوجوب التنفيذ بشكلٍ يخدم الوطن و المواطنين و يبني المجتمع البحريني بكلِّ أطيافه على أسسٍ رصينةٍ و قوية و يُشيْد صروح الدولة على قواعدَ صُلْبة لا تَعْصِف بها العواصف مهما قَوِيَت و لا تُزِيلها القَواصِف مهما اشتدّت .
و الآن سأحاولُ أن أُجمِل هذه الأمور و القضايا و المشكلات و المطالب في بنود :
الأول : المواصلة الجِديّة و الفاعلة لبرنامجكم الإصلاحي و التفعيل المدروس والدقيق لأصوله و بنوده بحيث تتجاوز الأقوال إلى الأفعال و يُترجَم التصوّر إلى التصديق .
الثاني : إنّ ملف التجنيس العشوائي لا زال يشكل هاجسا مُخيفاً و شبحاً مُرعباً . فالأمل أن تُطَمئنوا شعبكم لكلمة من شأنها أن تبعث الاطمئنان في نفوس أبناء الشعب و تكون بارقة أمل في أن القيادة تسعى دائماً لخير الوطن و المواطنين و إشاعةَ الهدوء و الاستقرار .
هذه جملةٌ من مطالبنا و احتياجاتنا و مجموعة من قضايانا و همومنا قدّمناها لجلالتكم في هذا اللّقاء و الأمل فيكم وطيدٌ أن تكون موضع عنايتكم و رجاؤنا الإسراع في تنفيذها .
الثالث : تفويت الفرصة على كل من يحاول بوجه أو بآخر تكريس الطائفية البغيضة بين صفوف المجتمع البحريني المسلم بالعمل على توحيد الصف و وحدة الكلمة و نبذ الفرقة ثم السعي الحثيث من أجل تحقيق الشفافية بأبهى صورها و على كل الصُعُد لكي ينعم هذا التراب و القاطنين على هذه الأرض بنعمة الاعتصام بحبل الله و التمسك بالإسلام المحمدي الأصيل .
الرابع : إن تفاقم لغة الإساءة لبعض الرموز الدينيّة و بعض المذاهب التي تحتل مساحة كبيرة في البلد ، و محاولات الاستفزاز التي تظهر بين حينٍ و آخر على مواقع الإنترنت و صفحات الصحف المحلية ، ثم التّشكيك في الانتماء الوطني لطائفة كبيرة من أبناء هذا الوطن المعطاء ليشكل إرباكاً للسّاحة كما أنه يجرّ إلى تداعياتٍ خطيرة و يؤدي إلى نتائج وخيمةٍ لها سلبياتها على العمل السياسي و يهدد في الأخير بانهيار البرنامج الإصلاحي .
انصحوا هؤلاء بالعودة إلى الصف الوطني و الوحدة الإسلامية ، و ارشدوهم لسلوك لاحبِ الجادّة و واضح الطريق لينصهر الجميع في بوتقة الإسلام المحمدي الأصيل .
الخامس : إن التعايش فيما بين المذاهب الخمسة قائمٌ على قدمٍ و ساقٍ منذ القدم في هذا الأرخبيل ، و آفاق التفاهم الواسعة فيما بين مختلف أطيافه جليَّةٌ و واضحة _ لا تفتقر إلى نقاش _ مارستها في غابر الأيام أجدادُنا و آباؤنا و عليها نشأ في الحاضر أبناؤنا ، و في دربها اللّاحب تسير في المستقبل أجيالنا . من هذا المنطلق سبق و ان أكدنا و ها نحن نؤكد على ضرورة إدخال المذهب الجعفري في جميع المراحل الدراسية بدءً بالمرحلة الابتدائية و مرورا بالمرحلة الإعدادية و الثانوية و انتهاءً بالمعاهد و الجامعات .
السادس : إن قانون ( الجمعيات السياسية ) سبق و أن عُرِض على مجلس النواب لمناقشته فتمّت الموافقة عليه و أقره بعد ذلك مجلس الشورى و هذه الموافقة و هذا الإقرار قد أثارا زوبعة في صفوف المعارضة و لكن سرعان ما هدأت . و الحقيقة التي يجب أن تُقال : أن القانون _ في واقع الأمر _ يتنافى و برنامجكم الإصلاحي الداعي إلى الحرية في التعبير و الشفافية و ممارسة الطقوس الدينية و الشعائر المتّزنة كلٌّ حسْب مذهبه و طريقته . و قد لا نجانب الحقيقة عندما نصرّح بالقول أن قانون الجمعيّات السياسية هو عودة لقانون أمن الدولة الذي تكرمتم بإلغائه و ايقاف العمل به .
فالقانون مرفوض من قبل الجماهير جملة و تفصيلاً ، و كلنا أمل في أن تُصدروا أوامركم بإلغاء هذا القانون أو على الأقل إيقاف العمل به .
السابع : إنّنا نرفض و بضرسٍ قاطع أن يقع قانون الأحوال الشخصية تحت المظلّة الرسمية و الوضعية و ندعوا _ دائماً _ مختلف الشرائح المسلمة لعقد حوارات مع العلماء لحل كل الإشكالات .
الثامن : التأكيد على مبدأ الحوار في كل المسائل العالقة لتزول بذلك في السّرعة الممكنة كل العقبات عن طريق العمل في إحقاق الحقّ و إزهاق الباطل .
التاسع : إنّ المشكلة الدستورية التي أُثيرت و ربما سبّبت غلياناً في الشارع لبعض الوقت هي مطلب صفوفِ المعارضة بالتعديلات الدُستورية في بعض بنود ميثاق العمل الوطني . و هذا المطلب حق طبيعي يضمنه الدستور لكل مواطن كما أن لكل فردٍ ينتمي لتراب هذا الوطن شرعية ممارسته لهذا الحق و ليس لأحد حق معارضته و الوقوف في طريقه .
العاشر : إن مشكلة الإسكان ما فتأت تشكل العقبة الكأداء في طريق الكثيرين من أبناء هذا الوطن . فهناك من العوائل قد لا تملك مأوى ملائماً لسكنى الآدميين . و البعض الآخر قد يسكن في بيت آيلٍ للسقوط . و قد نما إلى علمنا أن جلالتكم قد تبنَّى مشروعاً تُحصرُ فيه كل البيوت الآيلة للسقوط في كل المحافظات ثم هدمُها و بناؤها أو ترميمها _ إن كانت قابلة للترميم _ إلا أن هذه البيوت التي أُعيدَ بناؤها أو تم ترميمها قد تم بالفعل تسليمها بالفعل إلى أهلها إلا أنها ناقصة الخدمات . إننا في هذه اللحظات نطالب بتوسيع المشاريع الإسكانية في البلد ، ولا يتم ذلك إلّا بإصدار توجيهاتكم إلى الجهات المعنية في وزارة الأشغال و الإسكان لينهض هؤلاء المسئولون عن ملف الإسكان بعمل مخططات تقام عليها مجمّعات إسكانية و استحداث و بناء مدن سكنية تكفي لسد حاجات الكثيرين من أبناء الشعب .
الحادي عشر : وجوب النظر في أمور حياة موظفي المملكة ذوي الدخل المحدود في القطاع الحكومي و الطبقة العاملة في القطاع الخاص ثم السعي الجاد على تحسين أوضاعهم المعاشية و ذلك بترفيع مرتَّباتهم و تنظيم معاشاتهم بشكل يواجه هذه الطفرة الفاحشة في الأسعار إلى حدٍّ عجز فيه ذووا الدخل المحدود العاملون في القطاع الخاص من توفير أقل الخدمات الضرورية ، أو إيجاد كل ما تطلبه العائلة من حاجيات .
و الآن و بعد الوقوف على حالات بائسة كهذه نناشدكم الحلَّ السريع في سبيل انقاذ هؤلاء من خطر المجاعة الماحق أو الإنفِلات في شراك الجريمة الذي بات يهددهم كل حين فالبدار البدار في انتشال هؤلاء من فقر مُذقِع إلى غنىً يكفّهم _ على أقل التقادير _ من ذل السؤال .
الثاني عشر : غلق ملف البطالة في البلد و الذي راح يمثّل مارداً مرعباً يطارد كل العاطلين عن العمل أينما كانوا و أنى كانوا ليغتال كرامتهم و يريق ماء وجههم على صخرة الذل و الهوان . و مطلبنا في هذا المجال هو الإسراع في إيجاد فرَص عمل لهؤلاء الذين هم في سن المراهقة ، و هذا السن _ كما لا يخفى عليكم _ هو من أخطر أيام الإنسان في هذه الحياة سقوطا و انحداراً في مستنقعات الرذيلة و مهاوي السُفْل السلوكي و الانحطاط الخلقي و لكي تُحفظ لهؤلاء كرامتهم و تُصان من ذُل السؤال نضارة وجوههم .
لِيعملْ الجميع من القمة للقاعدة متعاونين في إيجاد الدواء الناجح لجراح هؤلاء و بمساعدة جدية من السيد وزير العمل و بممارسة عملية بالمضيّ في خطوات سريعة و ذلك بالاتصال المتواصل مع إدارات المؤسسات و الشركات و بالتعاون المُثمر الذي يُبديه رجال الأعمال و بفضل الجهود المتظافرة من كل الشرائح تذلّل كل الصعاب و تنحَل بذلك أعظم معضلة يعيشها الآلاف من الشباب .
الثالث عشر : العمل الجاد و الدؤوب للقضاء على كل بُؤَر الفساد المُستشري في البلد و المحاربة الشديدة لكل أنواع الانحراف كغلق حانات الخمر و هدم دُور الدعارة أينما كانت و منع تعاطي الخمور في الفنادق أو الشاليهات أو المقاهي و غيرها ثم مطاردة كل المنحرفين و إنزال أقسى العقوبات بكل المجرمين و المفسدين في الأرض على أن يكون الحكم على أولئك وفق ما جاء في كتاب الله و سنّة رسوله (ص) .
الرابع عشر : أكّدنا و نؤكد : أنّ ملفّي القضاء و الأوقاف يرجعان في كلّ الأحوال إلى المختصّين في مسائل و أحكام القضاء و الأوقاف و هم العلماء و رموز المِلّة ، كما أنه ليس لأحد حق ممّن لا صلة له بالأمور الشرعية و لا اضطلاع له كافٍ بالمسائل الفقهية التلاعب في هذين الملفّين . هذا هو رأينا لا نحيد عنه و لا قيد أنملة و سنبقى عليه مصرّين لأنه يجسّد الأمانة التي أمرنا الله بأدائها و فَرَض علينا المحافظة عليها .
الخامس عشر : استحداث و تطوير مراكز صحية في كل أنحاء المملكة و بشكل يلبي حاجيات و متطلبات المواطنين من توفير الأدوية و العقاقير الطبية و سد حاجات المرضى بوفرة الممرّضين و الممرّضات و التوظيف لأَعداد من الأطبّاء و الطبيبات و بحيث يجد كل من يرتاد المركز الصحي أو المستشفى من يعالجه و يعتني به .
السادس عشر : تأسيس و بناء مدارس لجميع المراحل لتحتضن الأعداد الهائلة من البنين و البنات ، و إعداد معلّمين يمتازون بالكفاءة العلمية و السلوكية ليقوموا بواجب التربية و حقّ التعليم في كل المدارس و المعاهد ، كما أنني لا أنسى أن أُلفِت نظرَ المسئولين في حقل التربية أن يعملوا جادين على تطوير المناهج بتأليف كتُب تعتمد الكفاءة العقلية و الثقافة الواسعة و الاضطلاع الموضوعي حتى يصل فيه الطلبة إلى مستوى علمي راقٍ . أما الكتب و المناهج الحالية _ فاسمحوا لي أن أقول أنّها _ قد أكل الدهر عليها و شرِب و صارت عديمة الجدوى فلا فائدة فيها و لا طائل تحتها و الطلبة الدارسون لهذه الكتب يتخرجون من مدارسهم و هم أمّيون أو أنصاف أمّيون و بلغ من أمر بعضهم أنهم لا يُتقنون القراءة الصحيحة و لا يُجيدون الكتابة .
هذه جملةٌ من مطالبنا و احتياجاتنا و مجموعة من قضايانا و همومنا قدّمناها لجلالتكم في هذا اللّقاء و الأمل فيكم وطيدٌ أن تكون موضع عنايتكم و رجاؤنا الإسراع في تنفيذها .
و في الأخير نكرر شكرنا لكم على هذه الزيارة و على هذا اللقاء آملين أن تجد هذه المطالب طريقها إلى التنفيذ .
أخذ الله بأيدينا جميعا إلى طريق الخير و الصّلاح و الرّشاد إنّه مولانا سميع الدعاء قريبٌ مجيبٌ .
]و لكم منّا فائق الاحترام و التقدير
و آخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين
ظهر الاثنين : 9 / رجب / 1426هج - 15 / أغسطس / 2005م
أُلقيَت في منزل السيد جواد الوداعي – قرية باربار – بمناسبة زيارة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لسماحة السيد جواد الوداعي
تحياتي [/align]