اليوم الآخر
شاعر وقلم مميز
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
لقد خطب فاطمة (عليها السلام) الكبار من المهاجرين كأبي بكر وعمر والكثير من شباب الأنصار فردّهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ينتظر من يكون كفؤاً لها وهي بهذا المقدار من العلم والشرف والعبادة والأخلاق فهو يعمل أن لا كفؤاً لها إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمعرفته إياه حق المعرفة يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (لولا الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لفاطمة ما كان لها كفؤ على وجه الأرض) فلو كانت الكفاءة بالنسب فما أكثر أبناء عم النبي ، ولو كانت الكفاءة في هذا الجانب في الإسلام فما أكثر المسلمين، ولكن هناك سر في الإمام علي (عليه السلام) وسر في فاطمة (عليها السلام) لا يعلمه إلا الله فهو شيء من غيبه، ولكن هناك شيئ يلتقي به علي بفاطمة وهو أنهما عاشا معاً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علماً وروحاً وأخلاقاً بما لم يحظ به أي صحابي أو صحابية، لأن علياً وفاطمة (عليهما السلام) كانا معه في الليل وفي النهار، وكان (صلى الله عليه وآله) يعمل ليربيهما على صورته استجابة لنداء الله (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) وعندما انكفأت عنه عشيرته كان أقرب عشيرة إليه إيماناً وروحاً علي وفاطمة.
لهذا كله كان النبي (صلى الله عليه وآله) ينتظر أن يتقدم علياً (عليه السلام) لخطبتها، ولم يمنع علياً من ذلك سوى حالته المادية البسيطة والحياء من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذلك علمه بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) ينتظر أمر الله فيها، فلا يريد أن يتحدى الوحي الإلهي إلى أن هبط جبرائيل من السماء وهو يقول للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): (إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي)(2).
عندئذ ذهب علي (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فسلم على الرسول (صلى الله عليه وآله) فجلس ينظر إلى الأرض حياءً فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) ما حاجتك.. فكل حاجة لك مقضية فقال: يا رسول الله غذيتني بغذائك وأدبتني بأدبك وقد أحببت أن يكون لي بيت أسكن إليه وقد أتيتك خاطباً لفاطمة فهل أنت مزوجني يا رسول الله.
فتهلل وجه الرسول (صلى الله عليه وآله) فرحاً مسروراً ثم تبسم لعلي قائلاًً: فهل معك شيء أزوجك به؟
فقال علي (عليه السلام): فداك أبي وأمي: ما يخفى عليك أمري، لا أملك إلا سيفي ودرعي وبعيري فقال رسول الله: أما سيفك فهو الذي تجاهد به في سبيل الله وأما بعيرك فتحمل عليه رحلك في سفرك وتروي به نخلك ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك مهراً.. يا علي أبشر أن الله قد زوجك فاطمة في السماء قبل أن أزوجك في الأرض.. فاستبشر علي (عليه السلام) بما سمعه وذهب إلى السوق فباع درعه بأربعمائة درهم اشترى بها فراشاً من نسيج تلف الكتان محشواً بالصوف ووسادة من جلد حشوها من ليف النخل وعباءة خيبرية وقربة ماءٍ وجراراً حملها بلالٌ وسلمان إلى رسول الله.
لقد ضربت الزهراء (عليها السلام) المثل الأعلى بزواجها من خلال مواقفها فأعطت بذلك دروساً بليغة للمرأة المسلمة. فرغم أنها بنت سيدة المرسلين وخيرة النساء إلا أن مهرها كان متواضعاً بحيث استطاعوا به تجهيز بيت الزوجية بكل باليسير والمتواضع من الحاجات في وقت كان بالإمكان تجهيزه بالغالي والنفيس من الديباج والحرير والرخام والعاج والجواهر والدرر. ولكن أبت بنت الرسالة إلا أن يكون زواجها نموذجاً لباقي النساء، فهي تتزوج علياً ليس لماله وثروته بل لدينه وإخلاصه ومبادئه لأن الزواج في عرف الإسلام رابطة روحية إنسانية تتعالى على المادة والحاجات التافهة.
منقول
سلامي[/align]
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
لقد خطب فاطمة (عليها السلام) الكبار من المهاجرين كأبي بكر وعمر والكثير من شباب الأنصار فردّهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ينتظر من يكون كفؤاً لها وهي بهذا المقدار من العلم والشرف والعبادة والأخلاق فهو يعمل أن لا كفؤاً لها إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمعرفته إياه حق المعرفة يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (لولا الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لفاطمة ما كان لها كفؤ على وجه الأرض) فلو كانت الكفاءة بالنسب فما أكثر أبناء عم النبي ، ولو كانت الكفاءة في هذا الجانب في الإسلام فما أكثر المسلمين، ولكن هناك سر في الإمام علي (عليه السلام) وسر في فاطمة (عليها السلام) لا يعلمه إلا الله فهو شيء من غيبه، ولكن هناك شيئ يلتقي به علي بفاطمة وهو أنهما عاشا معاً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علماً وروحاً وأخلاقاً بما لم يحظ به أي صحابي أو صحابية، لأن علياً وفاطمة (عليهما السلام) كانا معه في الليل وفي النهار، وكان (صلى الله عليه وآله) يعمل ليربيهما على صورته استجابة لنداء الله (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) وعندما انكفأت عنه عشيرته كان أقرب عشيرة إليه إيماناً وروحاً علي وفاطمة.
لهذا كله كان النبي (صلى الله عليه وآله) ينتظر أن يتقدم علياً (عليه السلام) لخطبتها، ولم يمنع علياً من ذلك سوى حالته المادية البسيطة والحياء من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذلك علمه بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) ينتظر أمر الله فيها، فلا يريد أن يتحدى الوحي الإلهي إلى أن هبط جبرائيل من السماء وهو يقول للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): (إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي)(2).
عندئذ ذهب علي (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فسلم على الرسول (صلى الله عليه وآله) فجلس ينظر إلى الأرض حياءً فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) ما حاجتك.. فكل حاجة لك مقضية فقال: يا رسول الله غذيتني بغذائك وأدبتني بأدبك وقد أحببت أن يكون لي بيت أسكن إليه وقد أتيتك خاطباً لفاطمة فهل أنت مزوجني يا رسول الله.
فتهلل وجه الرسول (صلى الله عليه وآله) فرحاً مسروراً ثم تبسم لعلي قائلاًً: فهل معك شيء أزوجك به؟
فقال علي (عليه السلام): فداك أبي وأمي: ما يخفى عليك أمري، لا أملك إلا سيفي ودرعي وبعيري فقال رسول الله: أما سيفك فهو الذي تجاهد به في سبيل الله وأما بعيرك فتحمل عليه رحلك في سفرك وتروي به نخلك ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك مهراً.. يا علي أبشر أن الله قد زوجك فاطمة في السماء قبل أن أزوجك في الأرض.. فاستبشر علي (عليه السلام) بما سمعه وذهب إلى السوق فباع درعه بأربعمائة درهم اشترى بها فراشاً من نسيج تلف الكتان محشواً بالصوف ووسادة من جلد حشوها من ليف النخل وعباءة خيبرية وقربة ماءٍ وجراراً حملها بلالٌ وسلمان إلى رسول الله.
لقد ضربت الزهراء (عليها السلام) المثل الأعلى بزواجها من خلال مواقفها فأعطت بذلك دروساً بليغة للمرأة المسلمة. فرغم أنها بنت سيدة المرسلين وخيرة النساء إلا أن مهرها كان متواضعاً بحيث استطاعوا به تجهيز بيت الزوجية بكل باليسير والمتواضع من الحاجات في وقت كان بالإمكان تجهيزه بالغالي والنفيس من الديباج والحرير والرخام والعاج والجواهر والدرر. ولكن أبت بنت الرسالة إلا أن يكون زواجها نموذجاً لباقي النساء، فهي تتزوج علياً ليس لماله وثروته بل لدينه وإخلاصه ومبادئه لأن الزواج في عرف الإسلام رابطة روحية إنسانية تتعالى على المادة والحاجات التافهة.
منقول
سلامي[/align]