نجمة الأحزان
مشرفة الضحك والفرفشة
الاسم : جون بلانكارد ، جندي في الجيش الأمريكي.
الزمان : ايام الحرب العالمية الثانية .
المكان : محطة القطار الكبرى بنيويورك.
كيف بدأت القصة ؟؟
كان جون في المكتبة المركزية لآستعارة بعض الكتب ، لقد كانت القراءة هي هوايته المفضلة التي كان يقضي بها معظم وقته .. بعد البحث وقعت عينيه على كتاب ، قرأ العناون وفتح الصفحة الأولى فرأى اسم مكتوب بقلم رصاص..
أعجبته الطريقة والخط الذي على الورقة وهو اسم لفتاه ... الآنسة هولي ، وقال محدثاً نفسه لابد انها التي كانت مستعيرة هذا الكتاب قبلي ..
سأل عنها المسئول عن إعارة الكتب في المكتبة وقال له : اسمها الآنسة هولي مايلين وهي تعيش في نيويورك ، وأعطاه عنوانها البريدي ..
كتب لها رسالة .. وعرفها عن نفسه .. وأخبرها بأنه يريد التعرف عليها ..
ولكن لسوء الحظ بعد أن أتاه الرد منها وقبل أن يقابلها بدأت الحرب العالمية الثانية واستدعي للجيش وخلال يومين كان في طريقه إلى هناك ..
ومن هناك استمرت الرسائل بينهما .. وكانت كل رسالة تصل تزيد من عمق العلاقة بينهما حتى أصبحت تلك الرسائل الشيء الوحيد الذي يحرص على انتظاره .. وهكذا مع كل رسالة كان يشعر بأنه يعرفها وبأنها تعرفه ، وكانت كل رسالة تعطيه العزيمة والشجاعة والتفاؤل بالعودة وخصوصا عندما كان الموت من خلال الحرب يحيط به من كل اتجاه.
في إحدى الرسائل طلب منها أن يتعرف عليها أكثر وأخبرها بأن ترسل له صورتها ..
فقالت له : ليس من المهم أن تعرف شكلي إذا كنت أنا مهمة بالنسبة لك إلا إذا كنت تحبني وترسل لي الرسائل لحرصك على معرفتك شكلي فقط ؟؟
استمرت الرسائل بينهما طوال فترة الحرب وبعد انتهائها بعث لها برسالة وأخبرها بأنه عائد من أوروبا وبأنه يريدها أن تكون أول شيء يراه عند عودته ، وقال لها بأنه سوف يكون الساعة السابعة مساءً في محطة القطار المركزية وأعطاها رقم الرحلة ...
فأرسلت له رسالة وقالت له : سأكون بانتظارك وستعرفني من خلال وردة حمراء سأضعها على قميصي ..
سأترك الآن الجندي جون يصف لكم ما حدث ...
أخيرا وبعد طول انتظار أتى الموعد .. وصل القطار .. نزلت مسرعاً باحثاً عن الفتاة التي لم أعرفها والتي عرفها قلبي ، الفتاة ذات الوردة الحمراء .. أخذت أنظر في جميع الاتجاهات ، تارة أبحث في الوجوه وتارة أخرى أنظر إلى ملابس الناس في المحطة .. وفجأة رأيت سيدة فائقة الجمال تشير لي وسارت باتجاهي .. كانت صغيرة العمر .. ذات قوام وجسم رائع .. شعرها البني الطويل متدلياً على صدرها .. عيونها زرقاء تشبه ورود الربيع .. شفتان رقيقتان تحيط بفم مبتسم .. وترتدي فستان أخضر طويل ..
عندما رأيتها شعرت بأن الحياة قد عادت إلي من جديد بعد فترة الحرب والعذاب التي عشتها منتظراً لقائها ..
ركضت مسرعاً نحوها ، وعندما وصلت نظرت إلى قميصها ولكني لم أجد الوردة الحمراء التي اتفقنا عليها ..
قالت لي : السيد جون ؟
قلت : نعم
قالت : السيدة هولي تبحث عنك ، وأشارت إلى سيدة كانت تقف خلفها ، وذهبت مسرعة ..
نظرت إلى تلك السيدة التي أشارت إليها ، وهنا كانت المفاجأة ...
سيدة تجاوزت الخمسين من العمر ، تضع قبعة قديمة تغطي شعرها الأبيض ، وترتدي معطف طويل يظهر من تحته حذاء خفيف يبدوا إنها لا تملك غيره .. وكانت تحمل في يدها وردة حمراء ...
شعرت كأنني قد انقسمت إلى قسمين وشعرت بأن الأرض تختفي تحت قدماي .. كنت أريد الهرب .. أو الصراخ أو أن أفعل أي شيء يجعلني أختفي من أمام تلك السيدة التي ساقها القدر أمامي .. هل هذه هي التي كنت متلهفاً لرؤيتها طوال تلك السنين ؟ هل هذه هي التي كانت تمدني بالقوة والأمل عندما كنت في أقسى الأوقات ؟
توقفت وحاولت السيطرة على أفكاري ..
نظرت إليها مرة أخرى .. نظرت إلى وجهها الشاحب الذي بدى لي بالرغم من التجاعيد التي عليه يحمل شيئاً من الطيبة والوداعة والحنان .. نظرت إلى عيناها ورأيتها تشع وتتلألأ دفء وعطف ومحبة .. لم أدري ما الذي فعلته ولكنني لم أتردد بعد النظر إلى تلك العينين لحظة واحدة ، أخرجت الكتاب الذي عرفني عليها..
شعرت لحظتها بأن الذي حصل بيننا لا يمكن أن تطلق عليه كلمة حب .. بل هو شيئاً أغلى وأثمن بكثير من هذه الكلمة .. ربما هو شيء أفضل من الحب .. هل هذه هي ما يقال عنها الصداقة ؟ وجدت نفسي لا أستطيع أن قدم شيئاً يساوي ما فعلته معي تلك السيدة .. التي من خلال رسائلها أعطتني الأمل والقوة والشجاعة على الاستمرار والكفاح في وقت كنت فيه بين الحياة والموت.. شعرت بأن كل الدنيا تدور من حولي .. حاولت أن أتماسك أمام تلك السيدة حتى لا أقع أمامها .. وبعد لحظات رفعت الكتاب أمامها وضحكت ، لا اعلم ماذا قلت لها لأنه في تلك اللحظات لم أسمع ماذا قلت لها .. حاولت أن أعرف عن نفسي وقلت لها أنا جون بلانكارد وأعتقد بأنك السيدة هولي ، أنا جداً سعيد بمعرفتك ، هل أستطيع أن أدعوك للعشاء ..؟
نظرت إلي السيدة العجوز بوجهها الذي بدا عليه الابتسام وقالت لي : يا بني أنا لا أعلم لماذا حصل كل هذا ، ولكن السيدة التي كانت معي ذات الفستان الأخضر طلبت مني وترجتني بشدة أن أحمل تلك الوردة وقالت لي لو طلب منك هذا الرجل أن يدعوك على العشاء فقولي له بأنني أنتظره في المطعم المقابل لمحطة القطار ... وعندما سألتها لماذا ؟ قالت لي إنه نوع من الاختبار ..
ليس من الصعوبة أن نفهم ما الحكمة التي كانت تقصدها السيدة هولي من هذا الاختبار أليس كذلك ؟؟
عندما نحب ..
عندما نختار الصديق..
ليس مهماً الشكل أو الجسم ... بل المهم هي الروح التي تسكن ذلك الجسم .. وهي التي تعطي الأمل والقوة والشجاعة
-النهاية-
الزمان : ايام الحرب العالمية الثانية .
المكان : محطة القطار الكبرى بنيويورك.
كيف بدأت القصة ؟؟
كان جون في المكتبة المركزية لآستعارة بعض الكتب ، لقد كانت القراءة هي هوايته المفضلة التي كان يقضي بها معظم وقته .. بعد البحث وقعت عينيه على كتاب ، قرأ العناون وفتح الصفحة الأولى فرأى اسم مكتوب بقلم رصاص..
أعجبته الطريقة والخط الذي على الورقة وهو اسم لفتاه ... الآنسة هولي ، وقال محدثاً نفسه لابد انها التي كانت مستعيرة هذا الكتاب قبلي ..
سأل عنها المسئول عن إعارة الكتب في المكتبة وقال له : اسمها الآنسة هولي مايلين وهي تعيش في نيويورك ، وأعطاه عنوانها البريدي ..
كتب لها رسالة .. وعرفها عن نفسه .. وأخبرها بأنه يريد التعرف عليها ..
ولكن لسوء الحظ بعد أن أتاه الرد منها وقبل أن يقابلها بدأت الحرب العالمية الثانية واستدعي للجيش وخلال يومين كان في طريقه إلى هناك ..
ومن هناك استمرت الرسائل بينهما .. وكانت كل رسالة تصل تزيد من عمق العلاقة بينهما حتى أصبحت تلك الرسائل الشيء الوحيد الذي يحرص على انتظاره .. وهكذا مع كل رسالة كان يشعر بأنه يعرفها وبأنها تعرفه ، وكانت كل رسالة تعطيه العزيمة والشجاعة والتفاؤل بالعودة وخصوصا عندما كان الموت من خلال الحرب يحيط به من كل اتجاه.
في إحدى الرسائل طلب منها أن يتعرف عليها أكثر وأخبرها بأن ترسل له صورتها ..
فقالت له : ليس من المهم أن تعرف شكلي إذا كنت أنا مهمة بالنسبة لك إلا إذا كنت تحبني وترسل لي الرسائل لحرصك على معرفتك شكلي فقط ؟؟
استمرت الرسائل بينهما طوال فترة الحرب وبعد انتهائها بعث لها برسالة وأخبرها بأنه عائد من أوروبا وبأنه يريدها أن تكون أول شيء يراه عند عودته ، وقال لها بأنه سوف يكون الساعة السابعة مساءً في محطة القطار المركزية وأعطاها رقم الرحلة ...
فأرسلت له رسالة وقالت له : سأكون بانتظارك وستعرفني من خلال وردة حمراء سأضعها على قميصي ..
سأترك الآن الجندي جون يصف لكم ما حدث ...
أخيرا وبعد طول انتظار أتى الموعد .. وصل القطار .. نزلت مسرعاً باحثاً عن الفتاة التي لم أعرفها والتي عرفها قلبي ، الفتاة ذات الوردة الحمراء .. أخذت أنظر في جميع الاتجاهات ، تارة أبحث في الوجوه وتارة أخرى أنظر إلى ملابس الناس في المحطة .. وفجأة رأيت سيدة فائقة الجمال تشير لي وسارت باتجاهي .. كانت صغيرة العمر .. ذات قوام وجسم رائع .. شعرها البني الطويل متدلياً على صدرها .. عيونها زرقاء تشبه ورود الربيع .. شفتان رقيقتان تحيط بفم مبتسم .. وترتدي فستان أخضر طويل ..
عندما رأيتها شعرت بأن الحياة قد عادت إلي من جديد بعد فترة الحرب والعذاب التي عشتها منتظراً لقائها ..
ركضت مسرعاً نحوها ، وعندما وصلت نظرت إلى قميصها ولكني لم أجد الوردة الحمراء التي اتفقنا عليها ..
قالت لي : السيد جون ؟
قلت : نعم
قالت : السيدة هولي تبحث عنك ، وأشارت إلى سيدة كانت تقف خلفها ، وذهبت مسرعة ..
نظرت إلى تلك السيدة التي أشارت إليها ، وهنا كانت المفاجأة ...
سيدة تجاوزت الخمسين من العمر ، تضع قبعة قديمة تغطي شعرها الأبيض ، وترتدي معطف طويل يظهر من تحته حذاء خفيف يبدوا إنها لا تملك غيره .. وكانت تحمل في يدها وردة حمراء ...
شعرت كأنني قد انقسمت إلى قسمين وشعرت بأن الأرض تختفي تحت قدماي .. كنت أريد الهرب .. أو الصراخ أو أن أفعل أي شيء يجعلني أختفي من أمام تلك السيدة التي ساقها القدر أمامي .. هل هذه هي التي كنت متلهفاً لرؤيتها طوال تلك السنين ؟ هل هذه هي التي كانت تمدني بالقوة والأمل عندما كنت في أقسى الأوقات ؟
توقفت وحاولت السيطرة على أفكاري ..
نظرت إليها مرة أخرى .. نظرت إلى وجهها الشاحب الذي بدى لي بالرغم من التجاعيد التي عليه يحمل شيئاً من الطيبة والوداعة والحنان .. نظرت إلى عيناها ورأيتها تشع وتتلألأ دفء وعطف ومحبة .. لم أدري ما الذي فعلته ولكنني لم أتردد بعد النظر إلى تلك العينين لحظة واحدة ، أخرجت الكتاب الذي عرفني عليها..
شعرت لحظتها بأن الذي حصل بيننا لا يمكن أن تطلق عليه كلمة حب .. بل هو شيئاً أغلى وأثمن بكثير من هذه الكلمة .. ربما هو شيء أفضل من الحب .. هل هذه هي ما يقال عنها الصداقة ؟ وجدت نفسي لا أستطيع أن قدم شيئاً يساوي ما فعلته معي تلك السيدة .. التي من خلال رسائلها أعطتني الأمل والقوة والشجاعة على الاستمرار والكفاح في وقت كنت فيه بين الحياة والموت.. شعرت بأن كل الدنيا تدور من حولي .. حاولت أن أتماسك أمام تلك السيدة حتى لا أقع أمامها .. وبعد لحظات رفعت الكتاب أمامها وضحكت ، لا اعلم ماذا قلت لها لأنه في تلك اللحظات لم أسمع ماذا قلت لها .. حاولت أن أعرف عن نفسي وقلت لها أنا جون بلانكارد وأعتقد بأنك السيدة هولي ، أنا جداً سعيد بمعرفتك ، هل أستطيع أن أدعوك للعشاء ..؟
نظرت إلي السيدة العجوز بوجهها الذي بدا عليه الابتسام وقالت لي : يا بني أنا لا أعلم لماذا حصل كل هذا ، ولكن السيدة التي كانت معي ذات الفستان الأخضر طلبت مني وترجتني بشدة أن أحمل تلك الوردة وقالت لي لو طلب منك هذا الرجل أن يدعوك على العشاء فقولي له بأنني أنتظره في المطعم المقابل لمحطة القطار ... وعندما سألتها لماذا ؟ قالت لي إنه نوع من الاختبار ..
ليس من الصعوبة أن نفهم ما الحكمة التي كانت تقصدها السيدة هولي من هذا الاختبار أليس كذلك ؟؟
عندما نحب ..
عندما نختار الصديق..
ليس مهماً الشكل أو الجسم ... بل المهم هي الروح التي تسكن ذلك الجسم .. وهي التي تعطي الأمل والقوة والشجاعة
-النهاية-