مشاركة: قصة الزوجة العذراء
ًالجزء الاخير **********
ترى هل كان فتاة في يوم ما .. إن هذا يفسر كل شيء .. لا تحتاج ابداً لتفسير أكثر من هذا .. واقشعر بدنها من بشدة وهي تتخيل أنها تعيش مع فتاة كزوج وزوجة ..
وأغمضت عينيها وكأنها تنفي هذا الإحتمال .. ولكن .. لماذا ياربي .. لماذا يكون هذا هو نصيبها من الدنيا .. أرادت أن تعيش بسعادة فعاشت التعاسة كلها ..
وفكرت هل تكمل قراءة هذه المذكرات .. ولكنها تشعر بغثيان شديد .. فأسرعت إلى الحمام لتلقي ما في جوفها .. واستسلمت إلى الاريكة بعد ما لاقته .. وأغمضت عينيها لترتاح قليلاً ولكنها نامت .. نامت دون أن تدري وفتحت عينيها لتجده أمامها بكامل ثيابه والمفكرة في يده .. تذكرت ماحدث .. فشعرت بالخوف يسري في بدنها كله .. وأحست أنها مريضة .. مريضة جداً نظر إليها بقلق ويداه ترتجفان .. وقدماه ترتعدان .. أن بدنه كله يهتز بعنف ..
وبدرها قائلاً ونظرات القلق واضحة في عينيه :
- سارة .. جاوبيني بصراحة .. ماذا عرفت بالضبط .. وماذا قرأت في هذه المفكرة ..
تكلمت دون أن تنظر إليه ..
- عرفت كل شيء ..
- ماذا عرفت بالضبط ؟ ..
- عرفت كل ما ينبغي أن أعرفه منذ زمن بعيد .. ولآن يجب أن أفهم ماموقفي بالضبط .. وماهو دوري الذي من المفروض أ ن أقوم به في حياتك ..
- سارة .. سأقول لك كل شيء ولك حرية الاختيار ..
ولكن عديني أولاً .. أن كل مايقال بيننا لايعرفه أحد ..
همست بصوت مبحوح .
- أعدك ..
- لقد كنت اتمنى أن أصارحك بكل شيء منذ البداية .. ولكنني خفت .. خفت أن تسيئي فهمي ..
وخفت أكثر أن تخبري أهلك بما أقوله لك فتحدث الكارثة ..
- إنني .. ؟
- أرجوك لاتقاطعيني حتى أتم حديثي معك .. صدقيني كنت أنوي أن أخبر ك ولكنني كنت أضعك تحت الاختبار .. وفعلاً خلال تلك الأيام .. لم تصدر منك أية كلمة .. ولتتأكدي من صدق نواياي .. لقد كنت سأخبرك بكل شيء الليلة .. أنا وأمي .. ولأثبت لك هذا فإن أمي اتصلت بك اليوم لتدعونا عندها الليلة .. أليس كذلك ؟..
وأومأت برأسها دون أن تتحدث .. كانت متعطشة لتعرف كل شيء .. كل شيء .. وتابع سعيد حديثه ..
- لقد كنت فتاة .. نعم فتاة .. أذهب إلى المدرسة وألعب .. وكل شيء أفعله كبقية الفتيات ولكنني كنت حائرة .. أشعر بأن هذا العالم ليس عالمي .. وهذه الدنيا ليست دنياي .. وفعلاً بعد أن ذهبت للطبيب لإجراء فحص .. طلب الطبيب بأن تجرى جراحة عاجلة لأتحول إلى ذكر
همست سارة وكأنها تخاف أن تجرحه ..
- أعرف هذا ..
ورد سعيد
- ولكنك لاتعرفين ماحدث بعد هذا .. صحيح أمي فرحت وأبي رقص طرباً .. وأخواتي جميعاً افتخروا بي .. إلا أنني كنت أتمزق .. أشعر بأنني باهت الشخصية .. ليست لي ملامح معينة .. لا أنتمي لأي جنس .. وعشت فترة رهيبة قاسيت فيها الأمرين .. وكنت أتعذب فعلاً لم اندمج لعالم الرجال .. وأشعر بحنين جارف لعالمي الأول .. عالم النساء ....
فذهبت إلى الطبيب طالباً منه أن أعود كما كنت فرفض رفضاً قاطعاً وطردني من عيادته .. ولما رأت أمي حالتي تلك رأت أن تزوجني ..
تكلمت سارة بهدوء ..
- وأنا كنت من وقع عليها الاختيار .. ولكن لماذا ؟
صمت سعيد قليلاً قبل أن يقول :
- ولكن .. لن تغضبي لو أخبرتك ؟
أشاحت بوجهها وهي تقول :
أعلم .. لأنني انسانة قبيحة شوهاء وبالتأكيد سأوافق بسرعة .. وسأرضى بأي شيء ولن أتكلم ..
ابتسم سعيد ورد عليها بصوت هادئ :
_ ليس هذا بالضبط .. ولكنني كنت مقدماً على تجربة رهيبة وخطيرة جداً بالنسبة لي شئ لم يحدث أبداً في حياتي ..
ورأت أمي أن أجرب ولن أخسر شيئاً .. وقالت لتكن زوجتك فتاة بسيطة لاتعترض على شئ ..
ونظر إليها طويلاً قبل أن يتابع :
_ وهذا ماحدث ..
وسألته سارة :
_ ولكن لماذا تنام كل ليلة في بيت أمك ..؟
_ قلت لك بأنني قررت أن أجرب .. ولكن في ليلة الزواج كرهت الفكرة ككل .. وأحسست بأنني أشمئز من كل شي .. ولم أطق البقاء في بيت واحد معك .. وأشعر بأنني أظلمك معي دون ذنب ارتكتبه .. وكانت أمي تحاول أن تعيدني إليك ولكنني كنت أرفض رفضاً قاطعاً ..
_ إذن .. لماذا تعود كل يوم على هذه الحالة المزرية ؟..
_ أشعر بصراع نفسي رهيب .. أريد أن أعود الى حالتي الأولى ولكن وجودك في عالمي يقيدني يجعلني أحس أنني رجل وأن هناك زوجة تنتظرني .. ولكنني كنت أتمزق فكنت في كل صباح وبعد أن أصحو من النوم أذهب الى المستشفى وأطلب مقابلة الطبيب .. ويرفضون لأنهم يعرفوني فأصرخ بأعلى صوتي طالباً أن أعود الى حالتي الاولى ..
فيلقون بي في الخارج وأعود مرة أخرى وأفتعل الشجار معهم ليدخلوني .. وأبقى أنتظر الطبيب حتى الحادية عشر لأنه بعد ذلك كنت مصراً على يعيدني إلى حالتي الأولى ..
تكلمت سارة فخرج صوتها مهتزاً مرتجفاً ..
_ ولآن ..
_ الآن لك أنت كل الخيار .. أما أن تحتمليني على هذه الحلة التى أنا فيها الآن .. ربما أعود فتاة ربما أعود رجلاً .. أو الفراق ..
_ ولماذا لم تحدد ماتريد قبل أن تتزوجني ..
_ لم أكن أعلم أن هذا سيحدث لي .. أقنعتني أمي بأن حالي سيتحسن بعد الزواج .. وسأصبح رجلاً ككل الرجال .. ولكنها أخطأت بالتأكيد فظلمتك معي ..
ولكن ربما سأتجاوز هذه الفترة بنجاح بفضلك وأبقى مديناً لك بقية الحياة ..
وجاء صوتها بارداً لاحياة فيه :
_ ولماذا أبقى .. هل تحبني ؟
_ أنني لم أحب في حياتي إلا شخصاً واحداً ..
_ أعرف .. وأين هو هذا الشخص ..
_ لقد تركني منذ فترة طويلة .. وأعتقد الآن أنه متزوج ولديه أطفال ..
هل أترك لك فرصة لتفكرين ..
_ لاوقت للتفكير .. أريد أن أعود الى بيت أهلي وأتمنى أن نبقى أصدقاء ..
_ كما تشائين .. ولكن كيف أطلقك ونحن لم نتزوج إلا منذ فترة بسيطة .. ماذا سيقول أهلك ..؟
وماذا سيقول الناس ؟.
_ لايهم .. أنا أعرف كيف أتصرف ..
وفعلاً عادت سارة إلى بيت أهلها في نفس الليلة .. بعد أن اتفقت مع سعيد على أن يختفي شهراً على الأقل .. وأخبرت أهلها بأنه سافر في مهمه تتعلق بالعمل وواجهت نظراتهم المتسائلة بدهشة .. ..
بنظرات قويه .. لاتخشى شيئاً .. وبعد شهر وصلتها ورقة الطلاق وسط صرخات أمها وبكاء أختها وجزع أبيها وقلق أخوتها .. ولكنها بقيت كما هي لاتهتز لها شعرة .. لا تتكلم ولا حتي تبكي .. أخذتها أمها على انفراد وهي تسألها ..
- ما الذي حدث ياسارة .. لماذا طلقك بهذه السرعة ؟
- لا أدري ..
- كيف لا تدرين وانت لم تعيشي معه إلا أياماً ..
- لا أدري ..
_ كيف لاتدرين وأنت لمتعيشي معه إلا أياماً ..
_ لاأدري..
لم تخبر ـمها بشئ ولم تظفر منها أمها بطائل ..
وتناقشت أمها مع أبيها طويلاً في موضوع طلاقها .. ورفض أبوها أن يذهب أليه ليتفاهم معه ..
ورفضت هي أن تعود .. وبقيت الأم تبكي وتلطم خديها وتعي حظ ابنتها الثانية مريم قائلة بأن هذا سيؤثر على مستقبلها في الزواج ..
وبعد ستت أشهر من طلاقها .. حضرت فتاة لزيارتها .. استقبلتها أمها بدهشة فلم يسبق أن زارت سارة صديقة .. ولكن أخبرت الأم بأنها صديقة سارة منذ أيام زواجها ..
ابتسمت سارة وهي تستقبلها وقالت لها بفرحة ..
_ أذن تحدد مستقبلك ..
إنها زوجها سعيد عاد الى أصله وطبيعته .. وجاءت لزيارتها
ومشكورررررررررررين على عدم التواصل