[frame="9 10"]
{1} مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وصحيح ابن حبان عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
{2} مصنف ابن أبى شيبة عن أنس بن مالك رضى الله عنه
{3} صحيح البخارى عن ابن عمر رضى الله عنه
لقد خصَّ الله هذه الأُمة بختام الأنبياء والمرسلين، وجعله رسولاً للناس كافة منذ زمنه إلى يوم الدين، وجعله نبياً رءوفاً ورحيماً يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وجعل في شريعته أحكاماً لكل الخلق على اختلاف أزمنتهم وألسنتهم وبلدانهم وأحوالهم، لأن هذا الدين هو دين الختام وفيه كل ما يتعلق بكل مصالح الأنام منذ بعثته إلى يوم الزحام.
فجعل فيه أحكاماً للشباب، وأحكاماً للشيوخ، وأحكاماً للنساء، وأحكاماً للرجال، وأحكاماً للعرب، وأحكاماً لسكان المناطق الباردة، وأحكاماً لسكان البلدان الحارة، وأحكاماً لأهل زمانه، وأحكاماً لكل أهل زمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كل ذلك بيَّنه وفصَّله الحَبيب صلى الله عليه وسلم في زمن بعثته الذي كان قصير الأمد في الدنيا، ولكن الله منَّ عليه بفضله وجوده وكرمه فأصدر الأحكام التي تتعلق يجميع المكلفين المؤمنين به إلى يوم الدين، فترك ثروة تشريعية فوق طاقة أى فرد من البشر، جمعها الناس من بعده وهم الصحابة والتابعين وفَصَّصوها ووضحوها وبينوها أبلغ بيان.
لكنهم كانوا كما علَّمهم النبي العدنان صلى الله عليه وسلم أحرص ما يحرصون عليه أن يكونوا مجتمعين غير متفرقين، متوحدين غير مختلفين، لأننا جميعاً والأولين والمعاصرين والآخرين لا نختلف في العقيدة، فربنا واحد ونبينا صلى الله عليه وسلم واحد، وكتابنا واحد، والكعبة قبلتنا جميعاً، وفرائض الله التى فرضها علينا لا نختلف في شأنها، فلا يوجد في جماعات المسلمين من جعل الصلوات ستاً أو أربعاً، بل الكل يتفق على خمس صلوات وعلى عدد ركعاتها وعلى توقيتاتها، والكل يجتمع على صيام شهر رمضان، والكل يتفق على أنصبة الزكاة، والكل يتفق على حج بيت الله من وقته ومناسكه وكيفيته، لأن ذلك كله ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا وُجد خلاف آناً أو أحياناً بين بعض المسلمين فليس في أصول هذا الدين، ولا في عقيدة الإيمان التي يتفق عليها جميع المؤمنين، حتى أن الخلافات لا تصل إلى الفروع، لكنها أمور هامشية ينبغي أن يكون أقوى منها وأحرص عليها نحن جميعاً الأُخُوة الإيمانية التى بيننا جماعة المؤمنين.
هذا يرفع يديه في تكبيرة الإحرام وهذا لايرفع، هذا يبدأ الفاتحة بالبسملة وهذا يبدأها بالحمد لله رب العالمين، هذا يجهر بختام الصلاة وهذا يختمه في سره، والإثنان يختمان الصلاة، أمور هامشية لا تدعو للفُرقة والتشيع بين الأُمة الإسلامية لأن الله حذر من ذلك أبلغ تحذير فقال في آياته القرآنية: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} الأنعام159
هؤلاء خارج الدين وخارج منهج سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
الصحابة المباركون كانوا يختلفون لكنهم جعلوا شعارهم: {الخلاف لا يُفسد للود قضية} لا تجريح ولا اعتراض ولا سب ولا شتم ولا لعن ولا خروج عن طبيعة الإسلام والإيمان لأن المسلم قال فيه النبي المُصطفى صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ ولاَ اللَّعَّانِ ولا الفَاحِشِ ولا البَذِيِّ}{1} والمؤمن يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {مَا هُوَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ}{2}
كانوا يختلفون ويئتلفون، والخلاف لا يؤدى إلى إعراض هذا عن ذاك، كانوا يخرجون مع نبينا صلى الله عليه وسلم مجاهدين في الغزو، منهم من يصوم ومنهم من يفطر، لا يعيب الصائم على المفطر ولا يرى أنه بصيامه أفضل عند الله من أخيه المفطر، لأن التقوى محلها القلب، والله وضع قانونها فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات13
قال لهم النبي وهو ذاهب إلى حصار بني قريظة في أمر صريح: {لا يُصَلِّينَّ أَحدٌ العصرَ إِلاّ في بني قُرَيظةَ، فأَدركَ بعضَهمُ العصرُ في الطريقِ، فقال بعضُهم: لا نُصلِّي حتى نأْتِيَها، وقال بعضُهم: بل نُصلِّي، لم يُرَدْ منا ذلكَ. فذُكِرَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فلم يُعَنِّفْ واحداً منهم}{3}
فَقِهَ قوم من حديث رسول الله أن يبدأوا أولاً بصلاة العصر ثم يتجهوا إلى بني قريظة، وفهم آخرون أنهم يؤخرون صلاة العصر حتى يذهبوا إلى بني قريظة، لا هؤلاء اعترضوا على هؤلاء ولا هؤلاء سفَّهوا هؤلاء لأن الإثنين معاً صلُّوا العصر، هؤلاء صلُّوا العصر في أول وقته، وهؤلاء صلُّوا العصر في آخر وقته، والكل استجاب وذهب حيث ينفذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان أمرهم في كل الخلافات التي تنشأ بينهم، ويرجعون بعد ذلك إلى علمائهم ليحكموا بينهم، وليوفقوا بينهم، المهم أن تكون الأُمة الإسلامية كلها في نظرهم عاملة بقول الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} آل عمران103
فجعل فيه أحكاماً للشباب، وأحكاماً للشيوخ، وأحكاماً للنساء، وأحكاماً للرجال، وأحكاماً للعرب، وأحكاماً لسكان المناطق الباردة، وأحكاماً لسكان البلدان الحارة، وأحكاماً لأهل زمانه، وأحكاماً لكل أهل زمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كل ذلك بيَّنه وفصَّله الحَبيب صلى الله عليه وسلم في زمن بعثته الذي كان قصير الأمد في الدنيا، ولكن الله منَّ عليه بفضله وجوده وكرمه فأصدر الأحكام التي تتعلق يجميع المكلفين المؤمنين به إلى يوم الدين، فترك ثروة تشريعية فوق طاقة أى فرد من البشر، جمعها الناس من بعده وهم الصحابة والتابعين وفَصَّصوها ووضحوها وبينوها أبلغ بيان.
لكنهم كانوا كما علَّمهم النبي العدنان صلى الله عليه وسلم أحرص ما يحرصون عليه أن يكونوا مجتمعين غير متفرقين، متوحدين غير مختلفين، لأننا جميعاً والأولين والمعاصرين والآخرين لا نختلف في العقيدة، فربنا واحد ونبينا صلى الله عليه وسلم واحد، وكتابنا واحد، والكعبة قبلتنا جميعاً، وفرائض الله التى فرضها علينا لا نختلف في شأنها، فلا يوجد في جماعات المسلمين من جعل الصلوات ستاً أو أربعاً، بل الكل يتفق على خمس صلوات وعلى عدد ركعاتها وعلى توقيتاتها، والكل يجتمع على صيام شهر رمضان، والكل يتفق على أنصبة الزكاة، والكل يتفق على حج بيت الله من وقته ومناسكه وكيفيته، لأن ذلك كله ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا وُجد خلاف آناً أو أحياناً بين بعض المسلمين فليس في أصول هذا الدين، ولا في عقيدة الإيمان التي يتفق عليها جميع المؤمنين، حتى أن الخلافات لا تصل إلى الفروع، لكنها أمور هامشية ينبغي أن يكون أقوى منها وأحرص عليها نحن جميعاً الأُخُوة الإيمانية التى بيننا جماعة المؤمنين.
هذا يرفع يديه في تكبيرة الإحرام وهذا لايرفع، هذا يبدأ الفاتحة بالبسملة وهذا يبدأها بالحمد لله رب العالمين، هذا يجهر بختام الصلاة وهذا يختمه في سره، والإثنان يختمان الصلاة، أمور هامشية لا تدعو للفُرقة والتشيع بين الأُمة الإسلامية لأن الله حذر من ذلك أبلغ تحذير فقال في آياته القرآنية: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} الأنعام159
هؤلاء خارج الدين وخارج منهج سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
الصحابة المباركون كانوا يختلفون لكنهم جعلوا شعارهم: {الخلاف لا يُفسد للود قضية} لا تجريح ولا اعتراض ولا سب ولا شتم ولا لعن ولا خروج عن طبيعة الإسلام والإيمان لأن المسلم قال فيه النبي المُصطفى صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ ولاَ اللَّعَّانِ ولا الفَاحِشِ ولا البَذِيِّ}{1} والمؤمن يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {مَا هُوَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ}{2}
كانوا يختلفون ويئتلفون، والخلاف لا يؤدى إلى إعراض هذا عن ذاك، كانوا يخرجون مع نبينا صلى الله عليه وسلم مجاهدين في الغزو، منهم من يصوم ومنهم من يفطر، لا يعيب الصائم على المفطر ولا يرى أنه بصيامه أفضل عند الله من أخيه المفطر، لأن التقوى محلها القلب، والله وضع قانونها فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات13
قال لهم النبي وهو ذاهب إلى حصار بني قريظة في أمر صريح: {لا يُصَلِّينَّ أَحدٌ العصرَ إِلاّ في بني قُرَيظةَ، فأَدركَ بعضَهمُ العصرُ في الطريقِ، فقال بعضُهم: لا نُصلِّي حتى نأْتِيَها، وقال بعضُهم: بل نُصلِّي، لم يُرَدْ منا ذلكَ. فذُكِرَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فلم يُعَنِّفْ واحداً منهم}{3}
فَقِهَ قوم من حديث رسول الله أن يبدأوا أولاً بصلاة العصر ثم يتجهوا إلى بني قريظة، وفهم آخرون أنهم يؤخرون صلاة العصر حتى يذهبوا إلى بني قريظة، لا هؤلاء اعترضوا على هؤلاء ولا هؤلاء سفَّهوا هؤلاء لأن الإثنين معاً صلُّوا العصر، هؤلاء صلُّوا العصر في أول وقته، وهؤلاء صلُّوا العصر في آخر وقته، والكل استجاب وذهب حيث ينفذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان أمرهم في كل الخلافات التي تنشأ بينهم، ويرجعون بعد ذلك إلى علمائهم ليحكموا بينهم، وليوفقوا بينهم، المهم أن تكون الأُمة الإسلامية كلها في نظرهم عاملة بقول الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} آل عمران103
{1} مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وصحيح ابن حبان عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
{2} مصنف ابن أبى شيبة عن أنس بن مالك رضى الله عنه
{3} صحيح البخارى عن ابن عمر رضى الله عنه
[/frame]