• أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.

هجرة من الدنيا إلى الأخرة

حلم مطر

New member
إنضم
19 أكتوبر 2014
المشاركات
44
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
30
الهجرة الأولى التى هجرها كل أصحاب رسول الله سواء فى المدينة أو خارج المدينة هى هجرة المعاصى بالكلية وهجروا المحرمات الواردة كلها جملة واحدة ، والمعاصى التى لا يعتبرها المسلمون الآن معاصى ويتسلون بآدائها فهذه مصيبة المصائب مَن فى المسلمين الآن يعُد الكذب معصية؟


الأغلبية يعتبرونه فهلوة وشطارة ومَن مِن المسلمين الآن يعتبر أن الغيبة والنميمة وقيعة ينبغى عليه الإقلاع عنها؟ قلَّ وندر، تسالى الناس فى هذا الزمان فى القيل والقال فلابد من هجرة كل ذلك وننفذ ما أمرنا به الله وحتى ندخل فى قوله صلى الله عليه وسلم: {وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ}


إذا استطاع الإنسان أن يهاجر هذه الهجرة فيرتقى منها إلى هجرة أعظم ، فيرتقى إلى هجرة بفضل الله من الدنيا إلى الآخرة فيرى الأعمال التى وصفها الله فى القرآن بأنها هى الدنيا ولا يأخذ منها إلا الضرورات متأسياً بحَبيب الله ومُصطفاه ، وهمه يكون كله فى الأعمال التى توصله إلى رضوان الله فى الدار الآخرة ، ما الدنيا يارب؟ قال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} الحديد20


{لَعِبٌ} ، لو أننى فى لعب إذاً أنا فى الدنيا كمن يجلسون على قهوة يلعبون الطاولة أو الدومينو للتسالى – ليس على مال فهو قمار - فهؤلاء فى الدنيا والحكم فى ذلك حكم به النبى صلى الله عليه وسلم فقال: {اللاَّعِبُ بالنَّرْدِ ، (قماراً) ، كآكِلِ لحمِ الخِنْزِيرِ ، واللاَّعِبُ بِهَا عن غيرِ قمارٍ كالمُدَّهِنِ بِوَدَكِ الخِنْزِيرِ}{1}


الخنزير نجس ، إذاً لماذا يضع الإنسان يده فى هذه النجاسات فبدلاً من أن أمسك الزهر أمسك بالمسبحة فأستغفر الله أو أذكر الله أو أصلى على رسول الله فأدخل فى قول الله: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} الكهف46


{وَلَهْوٌ} وكذلك اللهوكالذهاب إلى السينمات والمسارح ، الترويح مطلوب وحبب النبى صلى الله عليه وسلم فيه وقال: {ثَلاَثٌ يَجْلِينَ الْبَصَرَ: النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ ، وَإِلَى الْمَاءِ الْجَارِي ، وَإِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ}{2}


فإذا تنزه الإنسان فى حديقة يكون دائما فى خاطره: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} يونس101


ينظر ليعتبر: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} آل عمران190


فيكون كل نظره للعبرة فأى شئ ينظر إليه يجد فيه عبرة ويجد فيه ذكرى ويجد فيه عظة بليغة لكن لا يُضيع وقته فى مثل هذا اللهو ، الكل مطالب أن يمارس رياضة لكن مشاهدة القنوات الرياضية ما الفائدة منها؟ الذين يلعبون يكسبون ولو تأخر عنهم المكسب لما لعبوا لأنها أصبحت حرفة ، لكن ما مكسبى أنا؟


يجب على المؤمن دائماً أن يستغل كل نَفَس فيما يحقق له ربحاً إما فى الدنيا أو الآخرة فبدلاً من الجلوس لمدة ساعتين لمشاهدة مباراة أنظر فى كتاب الله أو أقرأ باب من العلم النافع أو غير ذلك من هذا القبيل لكن لا بأس من ممارسة الرياضة


والأصعب من ذلك هو التعصب للأندية فتجد الحوارات والنقاشات التى لا فائدة منها ، إلا أنه قطع الوقت فيما لا يفيد وهذا اسمه اللغو ، فاللغو هو الكلام الذى لا يفيد ، وما صفة المؤمنون يارب؟ قال: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} المؤمنون3


لكن لو غيبة أونميمة فإن لها محاضر فورية ولا يتم حفظ أى محضر إلا بمصالحة صاحب المحضر نفسه ليتنازل عن القضية ، فالمؤمن ليس عنده وقت للغو ولا للهو ولا للسهو وإنما دائماً وأبداً ذاكرٌ لمولاه وخاصة أن الله قال لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} الأحزاب41

وكثيراً ليس لها حدود


{وَزِينَةٌ} والزينة هى التى تشغل عن الله ، لكن كونك مؤمن فأنت مطالب أن تتجمل: {إِنَّ الله يُحِبُّ أَنْ يرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ}{3}


لكن لا يجب على الإنسان أن يهتم بمظهره زيادة عن اللزوم وينشغل به حتى عن عمله: {إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ}{4}


ولكن بشرط ألا يشغل البال ، كيف؟ قال رجل لأحد الصالحين: أريد أن أُحضر لك ثوباً، قال له: لا مانع بشرط أن تأتينى بثوب يخدمنى لا ثوباً أخدمه


فالمؤمن نظيف يحب النظافة وجميل يحب الجمال ولكن بشرط ألا تشغل الإنسان هذه الأشياء عن طاعة الله وذكر الله والإقبال على الله وإلا ستكون من الحياة الدنيا


وقال فى ذلك رجل من الصالحين: {كل ما شغل الإنسان عن الله من مال أو ولد فهو مشئوم}{5}


أقوم للولد بواجبى نحوه لكن لا يشغلنى عن طاعة الله وعن عبادة الله وعن رضا الله​



{1} سنن البيهقي الكبرى عن عبدالله بن عمر

{2} ورد في جامع المسانيد والأحاديث (ك) في تاريخهِ عن عليّ وعن ابنِ عمروٍ (أَبو نعيم ) في الطُّب عن عائشةَ (الْخرائطي في اعتِلاَلِ الْقلوب ) عن أَبي سعيدٍ رضيَ اللَّهُ عنهُمْ

{3} مسند الإمام أحمد عن أبى هريرة

{4} صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما ،ونص الحديث: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: «إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ. الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ»

{5} جامع العلوم والحكم





http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CB%C7%E4%EC%20%C7%CB%E4%ED%E4&id=77&cat=4


منقول من كتاب {ثانى اثنين}

اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً



https://www.youtube.com/watch?v=Th5bRnCWUF0


7fbdaab15da3033713c5edb9d0ccba7b.jpg
 
عودة
أعلى