- إنضم
- 17 يوليو 2004
- المشاركات
- 9,227
- مستوى التفاعل
- 27
- النقاط
- 48
لقد أثار مشاعري ولفت إنتباهي منظر الناس عند دخولي أحد محال التسوق
كان المحل مكتظ والعربات مليئة بالمأكولات والمواد الخاصة بالمطبخ وغيرها
قمت وزوجتي بأخذ علبة "شربت" عصير، ولكن بعد توجهنا إلى المحاسبة
رأيت طابور بشري طويل يصطف والعربات مليئة جداً حتى البعض لديه عربتان
تركت ما حملته بيدي من الإزدحام الموجود هناك وخرجت دون شراء أي شيء !
فقلت في نفسي هل فعلاً هذا الشهر الذي يراد منه الإحساس بالفقير
وهل هذا هو الشهر الذي يريد الله فيه أن يتساوى الغني والفقير ليشعر
الإنسان بقدر النعمة التي هو فيها ويعرف مقدار الألم الذي يشعر به الفقراء
الذين لا يجدون المأكل والملبس؟
لقد فرض الله الصوم على الناس ليشعر الجميع بنوع من المساواة في الجوع
وأن يتلاقى الناس في أماكن العبادة بشكل متساوي، في المساجد
في المجالس القرآنية يتساوى الناس كلباس الحُجاج
الفقير والغني يلبس هذا اللباس سواء كان غني أم فقير ليشعر
الناس أنهم متساوون جميعاً ولا فرق بينهم بعيداً عن الطبقات الإجتماعية
بعيداً عن الحالة المادية !
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «إنَّما فرض الله عزَّ وجلَّ الصِّيام ليستوي به الغنيُّ والفقيرُ؛ وذلك أنَّ الغنيَّ لم يكن ليجسد مسَّ الجوع فيرحم الفقير؛ لأنَّ الغنيَّ كلَّما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله عزَّ وجلَّ أن يسوِّي بين خلقه، وأن يذيق الغنيَّ مسَّ الجوع والألم، ليرقَّ على الضَّعيف فيرحم الجائع».
فعلاً موقف أثر فيني
وقلت في نفسي هل نحن في حالة حرب والكل يشتري خوفاً من الخروج
للشارع أم ماذا؟
هل لا يمكن لكل هذه الناس الإنتظار لليوم التالي لشراء وجبة ذلك اليوم وحاجياته؟
فهل نصوم الساعات قبل الأذان وبعدها تكون بطوننا متخنة بحيث لا يمكننا الحراك
من كثرة تنوع الأطباق؟
هل فعلاً حاولنا ونحاول في هذا الشهر أن نكون جميعاً في مستوى واحد؟
وهل فكرنا أن هنالك الكثير من الناس في حالة صعبة ويرثى لها؟
نعم نحب أن نأكل ونجتمع على السفرة ولكن في حدودها المعقولة والغير
مبالغ فيها من غير أن نقوم بعد الإفطار لنلقي بباقي الطعام في القمامة !
يا الله !!
هذا هو شهر الله شهر رمضان المبارك الذي أُنزل فيه القرآن
هو ليس شهر كباقي الأشهر وفي وقتنا الحالي وفي ظل تواجد
كل هذه التقنية الحديثة علينا البحث والقراءة لنصل إلى قدر من
الإحساس والشعور بهذا الشهر الفضيل وأن نعطيه حقه فهو غذاء
للروح وترويض لها.