خالد طالب عرار
New member
- إنضم
- 19 فبراير 2009
- المشاركات
- 39
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
قبلَ أنْ أَصحوَ مِنْ نَوْمِي
زرتُ عكا ذاتَ يومٍ في منامي ....
آه ما أجملَ عكا !
سرتُ فوق السورِ حيناً
قربَ ذكرى جدّنا الجزار حيناً
طفتُ حولَ الأمويّ ،
وقرأتُ النصرَ في كلّ زقاقٍ
رحتُ نحو البحر استرجعُ ما فات
لعلّ الأمسَ يأتي
قلتُ للبحر : أيا بحرُ ما سرُّ جراحي ؟
قلتُ : كيف انقلبَ الموجُ جحيماً ؟
كيفَ صرنا مثل غيم الصيف في كلّ اتجاهٍ ؟
كيف متنا دون موتٍ ؟
ودُفنّا دون قبرٍ ؟
كيف يا بحرُ وكلُّ العرب قالوا : لن نساوم
والسموألُ لم يخن عهداً
وأطراف البوادي تسرجُ الخيل لتغزو
وصهيل الخيل دوّى
في فضاء الحرب دوّى .. لن نهادن .
كيف يا بحر أجبني ...؟
فأنا بعضي مع الماضي
وبعضي تائهٌ بين النصوص
أتبع السجع وأغترف القوافي
فإذا قال قفا نبكِ .. بكيتْ
وإذا غار المهلهل نحو شيبان .. أغرتْ
وإذا قال .. أقيموا يا ابن أُمي مُطْيَكُمْ معهم أقمت
فأنا يا بحر نصفي خلف صحراء العروبةِ منهكٌ
وبقايايَ تظنُّ النصرَ موتْ ..!!
وتساءلتُ .. هتفت ..
أَلَكَ ابنٌ آخرٌ تفديه عنا يا سموأل ؟
فاجأتني موجةٌ عذراء قالت : ما جنيت
أيها المنسيّ من كلّ كتابٍ
كيف تأتي .. ولما سبل الماضي سلكتْ ؟
قلتُ عذراً أيها البحر
فحلمي عالقٌ بين الدهور
وصغاري داخل الحلم تركتْ
قال يا ضيفُ أجبني
مَنْ تكون ؟
قلتُ : من هذي الديار .
واسمُ جدّي صابرٌ
وأبي في حقله المنسيّ يزرع عزّةً
وشقيقي تحتَ هذا الرمل يحيا ،
وأبن عمي في سجون الظلم ينسج للصغيرة
قبلةً تأتي مع الفجر الضحوك ..
والعصافير تغنّيها لتكتمل الحكاية ،
واسمُ أختي ثورةٌ .
قالت الموجةُ : لكنّي أرى فيكَ غريباً !
أغريبٌ عن ديارك سيدي ؟!
أحفرتَ البؤسَ في خديكَ صرحاً
واحترفتَ الألما ؟!
قلتُ : كلاّ .. فأنا عنوان بيتي عنه تهت
بين مدّ الدهر والجزر علقتْ
ولذا قرّرتُ أن أصبح أنت
علّني يا بحر أحضنُ دميتي
وأزيل القيد عنها منشداً..
عكا عروس البحر ..
رمز العزم ..
قاهرة الغزاة .
وصحوت ..
فوجدتُ الحلم سرباً من عصافير صغيرة
ووجدتُ العين تبكي
وملاييناً من الأعراب تهتفُ .. ستعود !
فاعتذرت ..
تأليف .. خالد طالب عرار
رام الله - فلسطين