http://assafeir.jeeran.com/ذاتُ-الجلبابِ-الأسودِ.htm
[align=center]ذاتُ الجلبابِ الأسودِ
وأُمسيةٍ كغولِ البيدِ أنْشبَ بي *** مخالبَه بما اسْتشرى من الرُّعُبِ
يُخيِّمُ بالظلامِ الأُفْقُ مُؤْتَزِراً *** بأغْشيةٍ قواتمَ رثّةٍ جُنُبِ
بعُتْمتِها السكونُ أشاحَ عن قمرٍ *** سناهُ بآخَرٍ من حالكِ الحُجُبِ
كأنّه والنّجومُ بلا هُدىً حلزو *** نُ في صَدَفٍ حِراكُه شُلَّ من تعبِ
على طَلَلٍ لغُصنٍ رابِضٌ بومٌ *** يَهُزُّ شجاهُ صمتَ الليلِ بالصخبِ
كأنّ الليلَ من كدرٍ عقاربُه *** بسُمِّ الفتكِ تلسَعُني ومن كُرَبٍ
وحيدٌ والدُّجى سِجنٌ عقاربُهُ *** سلاحِفُ تقطَعُ القدمين في حُقَبِ
فأطْلقْتُ العِنانَ إلى مُخيِّلتي *** إلى زمنٍ يفوحُ بنكهةِ الرّطبِ
هُنالك حيث يصفو البالُ مُنشرِحا *** ويحلو العيشُ في جوٍّ من اللّعِبِ
فمن عبقِ التّراثِ أشُمُّ رائحةً *** تضوعُ غِنىً بعطرِ طفولةٍ خَصِبِ
أطيرُ بخاطري أبداً إلى قممٍ *** منَ القيمِ النبيلةِ والجناحُ أبي
أُفتِّشُ عن عوالمَ أرفعَ ازْدهرتْ *** بلونِ الضوءِ وانْكفأ الظلامُ غبي
تلألأَ في السماءِ مُجدِّدا ألقٌ *** أضاءَ له الفضاءُ بخارِقِ الشُّهُبِ
تشُعُّ ضحىً شُذورُ وميضِه وزهى *** بإشْعاعاتِه في الكونِ نورُ نبي
أطلَّ الفجرُ من قُمْرِيَّةِ السّحرِ *** يُبدِّدُ بالضّياءِ اللّيلَ عن كَثَبِ
يخالِطُ ما بقى لهجيعِه غَبَشٌ *** تسَلَّلَ عبْره فجرُ الهدى الرّطِبِ
أفاقَ النّورُ من غيبوبةٍ وصحا *** يُحاكُ به وِشاحُ الصّبحِ بالقُشُبِ
بريقُ سنا الصّباحِ عشى خفافيشا *** غشتْ بيدٍ على بصرٍ لِمُلْتَهَبِ
أزاحَ ببسمةٍ قُزحيَّةٍ ظُلَماً *** لتَرْتَسِمَ ابْتسامتُه على السُّحُبِ
هناك الشّمسُ ترْسلُ من أشعَّتِها *** خيوطاً حيكَ منها المشرِقُ الذّهبِيْ
على هدى اسْتقامتِه سعتْ اُممٌ *** تُرتِّلُ ما تلاهُ الحقُّ من عَذِبِ
مع الأيامِ حيثُ الإنفتاحِ غزى *** تنصّلَ بعضُنا عن منهجِ النُّجُبِ
تعودُ الجاهليّةُ مرّةً أخرى *** ولكنْ في ملامحَ مُسلمٍ عربي
لذا سُرعانَ ما أخذَ التُّقى يخبو *** كما قد يضمحِلُّ الوُدُّ من عتبِ
أُبطِّئُ والإناثُ يثِبنَ من حولي *** هنا وهناك أنغاماً بلا طرَبِ
أسيرُ كأنّما في حقل ألغامٍ *** عسى ألاّ يُفَجِّرَ فِيَّ مِنْ غضبِ
وبينَ أوْلئكَ اسْتظْرَفْتُ فاتنةً *** تُطيحُ بذي النُّهى أرضاً إلى إرَبِ
أُشَدُّ لها، كمُغناطيسَ تجذُبُني *** لِتأْسُرَني بفِتْنتِها بلا نَصَبِ
إذِ اتّشحتْ بجلبابٍ يُجسِّدُ ما *** علا في صدرِها وانْداحَ كالهِضَبِ
تُلَفِّعُ رأسَها بالشّال مُضْطَرِباً *** يكادُ يقولُ لا أُغني مِنَ الرِّيبِ
بِعيْنيْها مِدادُ الكُحْلِ مُكْتَتِبٌ *** بسِحْرِهِ لمْسةَ الإغراءِ بالعُصَبِ
تنقُّلها هنا وهنا بجامعةٍ *** ليُربِكُني لضيقِ مسافةٍ لها بي
صُدِمْتُ بها فهِجْتُ لِما شَعُرْتُ به *** مِنَ اللينِ الوثيرِ سرى إلى عصبِ
رَطَمْتُ مؤخّراً بمُقدَّمي صُدَفاً *** فكادَ الماءُ يقْطُرُها مِنَ اللهبِ
فدُرْتُ تجاوُزاً وإذا أحُطُّ يدي *** على شيءٍ كعُنقودٍ مِنَ العِنبِ
وحكَّ مؤخّري دَعةً مؤخّرَها *** تُثارُ لواعِجي كالنّارِ في الحطبِ
أحارُ من الوُجوهِ إذا بها بَلَقٌ *** أمن صِدقٍ بهذا الطبعِ أم كذِبِ
أغضُّ الطرفَ بل مُتَجَنِّبٌ لَمْساً *** وتِلْكَ صبِيَّةٌ أسفاً تُثيرُ صبي
تُهَنْدِمُ قِدَّها فُرُطاً بِزِبْرِجَةٍ *** وتُنْهِكُه بثوبٍ ضيِّقٍ لَزِبِ
تُخاطبني أتوقُ له - بلا خجلٍ *** فما ضيْرُ اتِّشاحِ الضيِّقِ الرَّحُبِ
تهجُّمُكَ انْتهاكٌ صارخٌ بل قُل *** تعدٍّ - سيّدي- قاسٍ بِلا سببِ
أنا نفسي بهديِ الشَّرعِ مُلْزَمَةٌ *** كذلكَ حضَّني أمي كذا وأبي
أنا عصريّةٌ اهوى مواكبةَ *** جديدِ ردائها وتلمُّسِ القُشُبِ
أنا لا للْرِّجال تجمُّلي، حسبي *** أُمجِّدُ أنعُمَ المولى عليَّ وبي
لماذا لا تُقِرُّ بأنّه عيبٌ *** بكُم. لِيَكُّفَ معشَرُكم عن اللّجُبِ
أجبتُ سؤالَها فَلِمَ اعْتديْتِ على *** فحولتِنا بما افْتُتِنَتْ بِلا طلبِ
زِني إيقاعكِ أختاهُ مُحْتشِماً *** وغنِّ لعِفّةٍ ترنيمةَ الأدبِ[/align]
[align=center]ذاتُ الجلبابِ الأسودِ
وأُمسيةٍ كغولِ البيدِ أنْشبَ بي *** مخالبَه بما اسْتشرى من الرُّعُبِ
يُخيِّمُ بالظلامِ الأُفْقُ مُؤْتَزِراً *** بأغْشيةٍ قواتمَ رثّةٍ جُنُبِ
بعُتْمتِها السكونُ أشاحَ عن قمرٍ *** سناهُ بآخَرٍ من حالكِ الحُجُبِ
كأنّه والنّجومُ بلا هُدىً حلزو *** نُ في صَدَفٍ حِراكُه شُلَّ من تعبِ
على طَلَلٍ لغُصنٍ رابِضٌ بومٌ *** يَهُزُّ شجاهُ صمتَ الليلِ بالصخبِ
كأنّ الليلَ من كدرٍ عقاربُه *** بسُمِّ الفتكِ تلسَعُني ومن كُرَبٍ
وحيدٌ والدُّجى سِجنٌ عقاربُهُ *** سلاحِفُ تقطَعُ القدمين في حُقَبِ
فأطْلقْتُ العِنانَ إلى مُخيِّلتي *** إلى زمنٍ يفوحُ بنكهةِ الرّطبِ
هُنالك حيث يصفو البالُ مُنشرِحا *** ويحلو العيشُ في جوٍّ من اللّعِبِ
فمن عبقِ التّراثِ أشُمُّ رائحةً *** تضوعُ غِنىً بعطرِ طفولةٍ خَصِبِ
أطيرُ بخاطري أبداً إلى قممٍ *** منَ القيمِ النبيلةِ والجناحُ أبي
أُفتِّشُ عن عوالمَ أرفعَ ازْدهرتْ *** بلونِ الضوءِ وانْكفأ الظلامُ غبي
تلألأَ في السماءِ مُجدِّدا ألقٌ *** أضاءَ له الفضاءُ بخارِقِ الشُّهُبِ
تشُعُّ ضحىً شُذورُ وميضِه وزهى *** بإشْعاعاتِه في الكونِ نورُ نبي
أطلَّ الفجرُ من قُمْرِيَّةِ السّحرِ *** يُبدِّدُ بالضّياءِ اللّيلَ عن كَثَبِ
يخالِطُ ما بقى لهجيعِه غَبَشٌ *** تسَلَّلَ عبْره فجرُ الهدى الرّطِبِ
أفاقَ النّورُ من غيبوبةٍ وصحا *** يُحاكُ به وِشاحُ الصّبحِ بالقُشُبِ
بريقُ سنا الصّباحِ عشى خفافيشا *** غشتْ بيدٍ على بصرٍ لِمُلْتَهَبِ
أزاحَ ببسمةٍ قُزحيَّةٍ ظُلَماً *** لتَرْتَسِمَ ابْتسامتُه على السُّحُبِ
هناك الشّمسُ ترْسلُ من أشعَّتِها *** خيوطاً حيكَ منها المشرِقُ الذّهبِيْ
على هدى اسْتقامتِه سعتْ اُممٌ *** تُرتِّلُ ما تلاهُ الحقُّ من عَذِبِ
مع الأيامِ حيثُ الإنفتاحِ غزى *** تنصّلَ بعضُنا عن منهجِ النُّجُبِ
تعودُ الجاهليّةُ مرّةً أخرى *** ولكنْ في ملامحَ مُسلمٍ عربي
لذا سُرعانَ ما أخذَ التُّقى يخبو *** كما قد يضمحِلُّ الوُدُّ من عتبِ
أُبطِّئُ والإناثُ يثِبنَ من حولي *** هنا وهناك أنغاماً بلا طرَبِ
أسيرُ كأنّما في حقل ألغامٍ *** عسى ألاّ يُفَجِّرَ فِيَّ مِنْ غضبِ
وبينَ أوْلئكَ اسْتظْرَفْتُ فاتنةً *** تُطيحُ بذي النُّهى أرضاً إلى إرَبِ
أُشَدُّ لها، كمُغناطيسَ تجذُبُني *** لِتأْسُرَني بفِتْنتِها بلا نَصَبِ
إذِ اتّشحتْ بجلبابٍ يُجسِّدُ ما *** علا في صدرِها وانْداحَ كالهِضَبِ
تُلَفِّعُ رأسَها بالشّال مُضْطَرِباً *** يكادُ يقولُ لا أُغني مِنَ الرِّيبِ
بِعيْنيْها مِدادُ الكُحْلِ مُكْتَتِبٌ *** بسِحْرِهِ لمْسةَ الإغراءِ بالعُصَبِ
تنقُّلها هنا وهنا بجامعةٍ *** ليُربِكُني لضيقِ مسافةٍ لها بي
صُدِمْتُ بها فهِجْتُ لِما شَعُرْتُ به *** مِنَ اللينِ الوثيرِ سرى إلى عصبِ
رَطَمْتُ مؤخّراً بمُقدَّمي صُدَفاً *** فكادَ الماءُ يقْطُرُها مِنَ اللهبِ
فدُرْتُ تجاوُزاً وإذا أحُطُّ يدي *** على شيءٍ كعُنقودٍ مِنَ العِنبِ
وحكَّ مؤخّري دَعةً مؤخّرَها *** تُثارُ لواعِجي كالنّارِ في الحطبِ
أحارُ من الوُجوهِ إذا بها بَلَقٌ *** أمن صِدقٍ بهذا الطبعِ أم كذِبِ
أغضُّ الطرفَ بل مُتَجَنِّبٌ لَمْساً *** وتِلْكَ صبِيَّةٌ أسفاً تُثيرُ صبي
تُهَنْدِمُ قِدَّها فُرُطاً بِزِبْرِجَةٍ *** وتُنْهِكُه بثوبٍ ضيِّقٍ لَزِبِ
تُخاطبني أتوقُ له - بلا خجلٍ *** فما ضيْرُ اتِّشاحِ الضيِّقِ الرَّحُبِ
تهجُّمُكَ انْتهاكٌ صارخٌ بل قُل *** تعدٍّ - سيّدي- قاسٍ بِلا سببِ
أنا نفسي بهديِ الشَّرعِ مُلْزَمَةٌ *** كذلكَ حضَّني أمي كذا وأبي
أنا عصريّةٌ اهوى مواكبةَ *** جديدِ ردائها وتلمُّسِ القُشُبِ
أنا لا للْرِّجال تجمُّلي، حسبي *** أُمجِّدُ أنعُمَ المولى عليَّ وبي
لماذا لا تُقِرُّ بأنّه عيبٌ *** بكُم. لِيَكُّفَ معشَرُكم عن اللّجُبِ
أجبتُ سؤالَها فَلِمَ اعْتديْتِ على *** فحولتِنا بما افْتُتِنَتْ بِلا طلبِ
زِني إيقاعكِ أختاهُ مُحْتشِماً *** وغنِّ لعِفّةٍ ترنيمةَ الأدبِ[/align]