وِلـآدة وَطنْ
أحيانٌ كَثيرَة أشرَعُ في تَرويضْ الذُكرياتْ بداخليْ، لأسْتعيدُ أجَلَّ اللحَظاتِ
التِيْ أمَضيتُها مع ذاتِيْ، وَ أستَعينُ بِفلواتِ العُشقِ لأُعيشَ وَطنيْ بخيرْ ،
أبحثُ طَويلاً عنْ بُقعةْ أملٍ تُدلَني علىْ الجَنةِ ، بُقعة خَيرٍ ، شَهادةٍ و
إيمَانْ ! – تأخُذنيْ إلَى حَيثُ الخُلود و البَقاءِ الأزلِيْ – إلَى مَوطنِ الفِردَوسِ
الضَائِع بَينَ أروقِةِ المَاضِي و الحَاضِر .. و رُبما المُستقبلْ .
كم هُو مُؤلمٌ حينمَا نعِيشُ مُهمشين الجَوانحِ في وَطن ، و وُضع علينَا خَطينْ
أحمرانْ ، و وُصم على جُبهتُنا ببَصمة " المحظوُر " لأننا خَطرينْ ! ، و
أدَعى بأننا المُشردينْ من الفُرس ، و اغتالَ بَرآئتُنا في عالَم الديكتاتورِية
الحمقَاء .
كَم هُو صَعبٌ إنْ نقتاتُ علَى قُرص شَعير يابْس قَبل أن نتوسَد أحلامُنا الورديةْ كل ليلَة أو تنهيدَاتنا الحارَة ، و بعدَها ننَامُ خَميصيْ الحَشى فِي فُلاةْ جَوفنا المضُنى .
و كَم هُو مُحزنٌ عِندما نَرانا نَتصدَر كُل المَيادَينْ فِي أوطَاننا ، و عِندما نُطلبُ مُكافأة نُحرمُ مِنها لأننا " دَخيلينْ " و " لا نَستحق " !
أن نَعيشُ يَعنيْ أن نَشعُر بأن رَغد عَيشُنا كرامةْ ، و أن نَحيا يَعني أن نَلتمِسُ حُقوقنا كَامِلةً ، و أن نَكونْ بَشر يَعني أن نَشعرُ بِأن هُنالكَ من يَأخذُ بأيدينا عِندما نَسقطْ ! ، و لكنْ .. أي كرآمةٍ تِلكَ التِيْ قَتلتْ زَهوراً لم تَتفتحْ أوراقَها على مَصراعيْها و أنتَجتْ سُنبلةُ غِياب ، و أيْ حَقوقُ تِلكَ التيْ مَنعتنا أن نَقول يَوماً " لا " و أغلَقتْ أفواهُنا قَسراً ، و أيةَ يَدٍ حَملتْ هَمنا عَلى عَاتِقْ تيهَانٍ فِي قُعر الظلام ، و جَعلتنا نَتوسَدُ على رآحةٍ كُنفَها عِندما نُضنَى و نتَعثر .
و لَكنْ أتى حُلم الرابِعة عَشر من فبراير .. لِيأخِذنا لحيَاةِ الرَغدْ ثانِيةً / و يَجعلنا نَترقَبُ وِلادَة وطنْ على شُرفات اللؤلُؤ ، و طنٌ بنقاءِ الورُود ، و طَنٌ بِإنكسار القُيود .
وِلادة وَطنٍ .. عَلى مَضاجِعِ أحلامُنا ، و فِي مَهاجعِ أسرانَا .. سَيولِدُ قَريباً
فِي مَركَزِ اللؤلؤُ بميَدانِ الشُهداءْ .. دَعوةُ عامَة لأستقبالَ مِيلادُنا المُباركْ .
كُل عامِ و البَحرينَ كُليْ / و كُلَي البَحرينْ
تِحنانِ هَدايةٍ لكمْ شُهدائُنا الأحرارْ
أبَوَيْ الحَاج عيسَى عبد الحَسنْ ،و الحَاج عليْ خضيرْ
أخوانِيْ فِي الله .. علِي المشيمعْ ، فاضِل المترُوك ، عليْ المُؤمنْ ، محموُد أبو تَاكِي ، رِضا حسنْ .. و إلَى الأرواحِ التِي عَشقتْ الشهَادةِ و لمْ تَحظىْ بِوسامِ شَرفها
لَكم يا منْ جَعلتمونا نستسيُغ مذاقِ الشهادةُ الحُلو ، و زنَتُم شَوقنَا لنتنَفسُ رِيح الجَنة عن قُرب
صرخة حقْ ~
14 – فبراير – 2011
ذاتَ يومٍ عندما كُنا صِغاراً ..
علمونا نتكلم ..
علمونا الأبجدية ..
فهمونا العربية ..
رسمونا صورةٌ حُرة أبية ..
صفقوا فرحاً - لأنا قد تقنَا الحَكيَ- و أهدونا هدية ..
و كبرنا .. و كبرنا ..
و ترعرعنا على أُفقِ السماء ..
وتَلَونَا نون .. يس و الرحمنِ
و سُقينا من كوثر- التطهير - رشفتنا ..
و لونا بلون الدم وجنتنا ..
و كان الله ملهمنا ..
أتخذنا البيت قبلتنا ..
و القرآن مرجعنا ..
الجعفرية هويتنا ..
و كبرنَا بعدها عامَين لا أكَثر ..
و صُرنا نسألُ التاريخَ حرية ..
حقوق لا ننَال بها ..
سوى المتبقي على الهامشية ..
و شُبنا .. و أستمدينا قوانا
من جبابرة الخلود
و حينما نحن نطقنا .. و تحدثنا ..
سألنا الحق في أعرافنا : أعرابه ماذا يكون !
فأجابونا: مفعولٌ به مبني على كسر القلوب
فتعجبنا و قلنا أي مفعولِ به يُكسر !
قالوا : أن في البَحرين يُكسر ..
غيَروا القانون فِيها .. و النظام
أبداً لم يسمعونا
أبداً لم ينصفونا
عندما نطلبُ سكناً .. عملاً .. أو قرص خُبزٍ
و بعدها لما نطقنا و رفعنا صوتنا حدَ الفضاء
هددونا .. قيدونا بالسلاسل .. شردونا ..
ليعيدونا إلى قعر السكوت !
رغم أنف المعتدين ..
قد بقينا نصهل للكونِ.. نستنجد ..
نستقصي .. نعيد حساب أعمار ..
و نفني في سبيل الحب مُهجتنا .
لنثبت أنا في سبيل أوال نفني يُفع زهرتنا
لنحصد ثمر بذرتنا .. غداً ..
و بلون الدم و الكفن ..
نبث اليوم غايتنا ..
لنحفر للتاريخ تأريخٌ .. و مجدٌ شامخ .. نورّثَه لأجيالٍ
نعَلّمهم بأننا قد مكثنا يومنا ذاكَ بلا وطنٍ
و سمونا الأغارب .. و الدخيلينَ
و صرنا نشتري الوطنَ.. بالدمِ .. و بالروح ِ..
نُسلم نفسنا للموت عمداً ..
بينما الأغراب صاروا يشترون الوطنية
و يدوسون على حفنة موطننا .. و يبتاعوا الهوية
أي يا بنيَّ أما علمت ..
أن الوطنية عندنا في موسم التخفيض تُعرَضُ في أسواقنا المركزية !
ممـآا رآق لــٍي ْ
أحيانٌ كَثيرَة أشرَعُ في تَرويضْ الذُكرياتْ بداخليْ، لأسْتعيدُ أجَلَّ اللحَظاتِ
التِيْ أمَضيتُها مع ذاتِيْ، وَ أستَعينُ بِفلواتِ العُشقِ لأُعيشَ وَطنيْ بخيرْ ،
أبحثُ طَويلاً عنْ بُقعةْ أملٍ تُدلَني علىْ الجَنةِ ، بُقعة خَيرٍ ، شَهادةٍ و
إيمَانْ ! – تأخُذنيْ إلَى حَيثُ الخُلود و البَقاءِ الأزلِيْ – إلَى مَوطنِ الفِردَوسِ
الضَائِع بَينَ أروقِةِ المَاضِي و الحَاضِر .. و رُبما المُستقبلْ .
كم هُو مُؤلمٌ حينمَا نعِيشُ مُهمشين الجَوانحِ في وَطن ، و وُضع علينَا خَطينْ
أحمرانْ ، و وُصم على جُبهتُنا ببَصمة " المحظوُر " لأننا خَطرينْ ! ، و
أدَعى بأننا المُشردينْ من الفُرس ، و اغتالَ بَرآئتُنا في عالَم الديكتاتورِية
الحمقَاء .
كَم هُو صَعبٌ إنْ نقتاتُ علَى قُرص شَعير يابْس قَبل أن نتوسَد أحلامُنا الورديةْ كل ليلَة أو تنهيدَاتنا الحارَة ، و بعدَها ننَامُ خَميصيْ الحَشى فِي فُلاةْ جَوفنا المضُنى .
و كَم هُو مُحزنٌ عِندما نَرانا نَتصدَر كُل المَيادَينْ فِي أوطَاننا ، و عِندما نُطلبُ مُكافأة نُحرمُ مِنها لأننا " دَخيلينْ " و " لا نَستحق " !
أن نَعيشُ يَعنيْ أن نَشعُر بأن رَغد عَيشُنا كرامةْ ، و أن نَحيا يَعني أن نَلتمِسُ حُقوقنا كَامِلةً ، و أن نَكونْ بَشر يَعني أن نَشعرُ بِأن هُنالكَ من يَأخذُ بأيدينا عِندما نَسقطْ ! ، و لكنْ .. أي كرآمةٍ تِلكَ التِيْ قَتلتْ زَهوراً لم تَتفتحْ أوراقَها على مَصراعيْها و أنتَجتْ سُنبلةُ غِياب ، و أيْ حَقوقُ تِلكَ التيْ مَنعتنا أن نَقول يَوماً " لا " و أغلَقتْ أفواهُنا قَسراً ، و أيةَ يَدٍ حَملتْ هَمنا عَلى عَاتِقْ تيهَانٍ فِي قُعر الظلام ، و جَعلتنا نَتوسَدُ على رآحةٍ كُنفَها عِندما نُضنَى و نتَعثر .
و لَكنْ أتى حُلم الرابِعة عَشر من فبراير .. لِيأخِذنا لحيَاةِ الرَغدْ ثانِيةً / و يَجعلنا نَترقَبُ وِلادَة وطنْ على شُرفات اللؤلُؤ ، و طنٌ بنقاءِ الورُود ، و طَنٌ بِإنكسار القُيود .
وِلادة وَطنٍ .. عَلى مَضاجِعِ أحلامُنا ، و فِي مَهاجعِ أسرانَا .. سَيولِدُ قَريباً
فِي مَركَزِ اللؤلؤُ بميَدانِ الشُهداءْ .. دَعوةُ عامَة لأستقبالَ مِيلادُنا المُباركْ .
كُل عامِ و البَحرينَ كُليْ / و كُلَي البَحرينْ
تِحنانِ هَدايةٍ لكمْ شُهدائُنا الأحرارْ
أبَوَيْ الحَاج عيسَى عبد الحَسنْ ،و الحَاج عليْ خضيرْ
أخوانِيْ فِي الله .. علِي المشيمعْ ، فاضِل المترُوك ، عليْ المُؤمنْ ، محموُد أبو تَاكِي ، رِضا حسنْ .. و إلَى الأرواحِ التِي عَشقتْ الشهَادةِ و لمْ تَحظىْ بِوسامِ شَرفها
لَكم يا منْ جَعلتمونا نستسيُغ مذاقِ الشهادةُ الحُلو ، و زنَتُم شَوقنَا لنتنَفسُ رِيح الجَنة عن قُرب
صرخة حقْ ~
14 – فبراير – 2011
ذاتَ يومٍ عندما كُنا صِغاراً ..
علمونا نتكلم ..
علمونا الأبجدية ..
فهمونا العربية ..
رسمونا صورةٌ حُرة أبية ..
صفقوا فرحاً - لأنا قد تقنَا الحَكيَ- و أهدونا هدية ..
و كبرنا .. و كبرنا ..
و ترعرعنا على أُفقِ السماء ..
وتَلَونَا نون .. يس و الرحمنِ
و سُقينا من كوثر- التطهير - رشفتنا ..
و لونا بلون الدم وجنتنا ..
و كان الله ملهمنا ..
أتخذنا البيت قبلتنا ..
و القرآن مرجعنا ..
الجعفرية هويتنا ..
و كبرنَا بعدها عامَين لا أكَثر ..
و صُرنا نسألُ التاريخَ حرية ..
حقوق لا ننَال بها ..
سوى المتبقي على الهامشية ..
و شُبنا .. و أستمدينا قوانا
من جبابرة الخلود
و حينما نحن نطقنا .. و تحدثنا ..
سألنا الحق في أعرافنا : أعرابه ماذا يكون !
فأجابونا: مفعولٌ به مبني على كسر القلوب
فتعجبنا و قلنا أي مفعولِ به يُكسر !
قالوا : أن في البَحرين يُكسر ..
غيَروا القانون فِيها .. و النظام
أبداً لم يسمعونا
أبداً لم ينصفونا
عندما نطلبُ سكناً .. عملاً .. أو قرص خُبزٍ
و بعدها لما نطقنا و رفعنا صوتنا حدَ الفضاء
هددونا .. قيدونا بالسلاسل .. شردونا ..
ليعيدونا إلى قعر السكوت !
رغم أنف المعتدين ..
قد بقينا نصهل للكونِ.. نستنجد ..
نستقصي .. نعيد حساب أعمار ..
و نفني في سبيل الحب مُهجتنا .
لنثبت أنا في سبيل أوال نفني يُفع زهرتنا
لنحصد ثمر بذرتنا .. غداً ..
و بلون الدم و الكفن ..
نبث اليوم غايتنا ..
لنحفر للتاريخ تأريخٌ .. و مجدٌ شامخ .. نورّثَه لأجيالٍ
نعَلّمهم بأننا قد مكثنا يومنا ذاكَ بلا وطنٍ
و سمونا الأغارب .. و الدخيلينَ
و صرنا نشتري الوطنَ.. بالدمِ .. و بالروح ِ..
نُسلم نفسنا للموت عمداً ..
بينما الأغراب صاروا يشترون الوطنية
و يدوسون على حفنة موطننا .. و يبتاعوا الهوية
أي يا بنيَّ أما علمت ..
أن الوطنية عندنا في موسم التخفيض تُعرَضُ في أسواقنا المركزية !
ممـآا رآق لــٍي ْ