نصري حجازي
New member
- إنضم
- 4 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 1
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
- العمر
- 60
أنا قدري
أنا قَدَرِي
وما في العمر من حُفَرِ.
فراعنةٌ وصدِّيقون!
وأشرارٌ وأخيار.
ولا ضوء سنا ليلاً
ولا ليلٌ يفي وعدا..
أنا أَمْسِي!
ضبابُ الغابر الأزليْ،
وما أخفيت من زَلَلِي،
وما أصلحتُ من لوحات جدراني،
أزيّنُ قبحَها العلنيّ،
"أُرَوتِشَهُ" بفرشاةٍ وكحلٍ من طحين الصَّخر،
من أصلاب مرجاني،
أنا ما سوف يكتبني،
وذا يومي، وذاك غدي.
أراني أُحْسِنُ الرؤيهْ،
وأُتقِن حِرفَةَ التنجيم والرؤيا...
وأمضي نحو خاتمتي وفي عجل،
ولن أحتاج نجماً هادياً سُبُلِي،
فإنِّي قد خَبِرْتُ الملحَ في البحرِ،
وإنِّي أعرِف الأعراف في العنب،
سأحمل مِلْئ كَفِّي من شذىً عَطِرِ،
عَصَرْتُ ورودَهُ برحى القلبِ والمقلِ.
سأكتبث كلَّ ما أوصى به المعشوقُ من عتبِ
وأعصرُ خمرةً من كر،مةِ الأرواحِ تَرشفها
شفاهُ العشقِ من ظمأِ.
أنا قدري...
أنا المزروعُ بين الناس مثل الشوكِ
في حقل من الزَهَرَ،
فلا تسألْ عن السببِ،
سيقتلني غداً سببُ،
ويطردنِي غداً سببُ،
ويذبحني بريشةِ طائرٍ قدرٌ،
تَقَاطَرَ نزفُهُ مطرا..
وترحل كلُّ أجوبتي..
على نعشٍ تفاوت لونه صبغاً،
فبنيٌّ وخمريّ، وفجريٌّ وليليّ،
ومن رشحاتِ أغصانٍ لأعنابي...
أنا قَدَري .. جِدالُ اليأسِ والأملِ،
وئامُ السلم والنُصُلِ،
وأضدادٌ، وتردادٌ لِذَاتِ النَّصِ والجُمَلِ..
أراني أتَّقِي البَرْدَ بمخزونٍ من الذكرى،
لِيَسْرِي في شراييني نسيمُ الدفء،
جِسْمِي مَحْضُ مصباحٍ،
وشِعرِي زيتًهُ النَضْبُ.
أنا حزني، أنا فرحي.
رماديُ الهوى، والدمعِ، والنجوى،
أتيه مُغَفَّلاً في زحمةِ الألحانِ في الوَتَرِ.
أنا مُذْ كنت في غَيْهَبِ في الجُبِّ مُنتظِراً
رذاذُ الماءِ يَقطرُ من حوافي البِئْرِ كالعطرِ،
وكان الموتَ لا موتٌ به يبدو،
ولا عشبٌ يُعرِّشُ فوق تربة البئر،
وصمتٌ يَقرعُ الآذانَ بالصمتِ،
فذا يأتي وذا يغدو،
وذا يجتاح أوردتي بريحٍ صرصرٍ تَعوِي..
وحيدٌ في شِراكِ الليلِ يأسرني
غواءُ النورِ والأصداءِ والأسرارِ في الموت.
أنا قدري فلن أخشى - أَقَاتِلَتِي - من القدر...
بيروت 23/8/2009
أنا قَدَرِي
وما في العمر من حُفَرِ.
فراعنةٌ وصدِّيقون!
وأشرارٌ وأخيار.
ولا ضوء سنا ليلاً
ولا ليلٌ يفي وعدا..
أنا أَمْسِي!
ضبابُ الغابر الأزليْ،
وما أخفيت من زَلَلِي،
وما أصلحتُ من لوحات جدراني،
أزيّنُ قبحَها العلنيّ،
"أُرَوتِشَهُ" بفرشاةٍ وكحلٍ من طحين الصَّخر،
من أصلاب مرجاني،
أنا ما سوف يكتبني،
وذا يومي، وذاك غدي.
أراني أُحْسِنُ الرؤيهْ،
وأُتقِن حِرفَةَ التنجيم والرؤيا...
وأمضي نحو خاتمتي وفي عجل،
ولن أحتاج نجماً هادياً سُبُلِي،
فإنِّي قد خَبِرْتُ الملحَ في البحرِ،
وإنِّي أعرِف الأعراف في العنب،
سأحمل مِلْئ كَفِّي من شذىً عَطِرِ،
عَصَرْتُ ورودَهُ برحى القلبِ والمقلِ.
سأكتبث كلَّ ما أوصى به المعشوقُ من عتبِ
وأعصرُ خمرةً من كر،مةِ الأرواحِ تَرشفها
شفاهُ العشقِ من ظمأِ.
أنا قدري...
أنا المزروعُ بين الناس مثل الشوكِ
في حقل من الزَهَرَ،
فلا تسألْ عن السببِ،
سيقتلني غداً سببُ،
ويطردنِي غداً سببُ،
ويذبحني بريشةِ طائرٍ قدرٌ،
تَقَاطَرَ نزفُهُ مطرا..
وترحل كلُّ أجوبتي..
على نعشٍ تفاوت لونه صبغاً،
فبنيٌّ وخمريّ، وفجريٌّ وليليّ،
ومن رشحاتِ أغصانٍ لأعنابي...
أنا قَدَري .. جِدالُ اليأسِ والأملِ،
وئامُ السلم والنُصُلِ،
وأضدادٌ، وتردادٌ لِذَاتِ النَّصِ والجُمَلِ..
أراني أتَّقِي البَرْدَ بمخزونٍ من الذكرى،
لِيَسْرِي في شراييني نسيمُ الدفء،
جِسْمِي مَحْضُ مصباحٍ،
وشِعرِي زيتًهُ النَضْبُ.
أنا حزني، أنا فرحي.
رماديُ الهوى، والدمعِ، والنجوى،
أتيه مُغَفَّلاً في زحمةِ الألحانِ في الوَتَرِ.
أنا مُذْ كنت في غَيْهَبِ في الجُبِّ مُنتظِراً
رذاذُ الماءِ يَقطرُ من حوافي البِئْرِ كالعطرِ،
وكان الموتَ لا موتٌ به يبدو،
ولا عشبٌ يُعرِّشُ فوق تربة البئر،
وصمتٌ يَقرعُ الآذانَ بالصمتِ،
فذا يأتي وذا يغدو،
وذا يجتاح أوردتي بريحٍ صرصرٍ تَعوِي..
وحيدٌ في شِراكِ الليلِ يأسرني
غواءُ النورِ والأصداءِ والأسرارِ في الموت.
أنا قدري فلن أخشى - أَقَاتِلَتِي - من القدر...
بيروت 23/8/2009