الإبراهيمي
Member
زاد به الشوق وآلمه الأبتعاد وأمضه الفراق وأوهن قلبه الألتياع فقرر الرحيل فأتى يودع أهله وأبناءه ويوصيهم خيرا ويطلب منهم العفو ويخبرهم أنه ذاهب ليجد نفسه من جديد فتعلق به ابنه الصغير راجيا أن يذهب معه فتربع على الأرض وضم أبنه الحبيب وأغدق عليه قبلاته وقام وهو فوق عنقه وزوجته تعاين الموقف فأخذت الطفل بهدوء ومازال الطفل يبكي وقبل أن يهم بالرحيل أخذ يعمق النظر في عيني زوجته الحانيتين الدامعتين فما تمالك حتى أحتظنهما جميعا في صدره المهموم وانسل من بينهما قبل الغروب وارتحل حيث المحبوب ومر في رحلته جنب جبانة القريه وتذكر الأهل والأحبه وتذكر مصير البشر وفرق بين سفره وهذا السفر وقبل أن تغيب آثار قريته عن عينيه وقف متأملا كيف هو الحال بين الحياة والفناء وهل بينهما برزخ لايبغيان، وواصل المسير حتى لاح له نهر صغير وكأن مناديا يناديه أن أقرب فهذا مغتسل بارد وشراب فاقترب منه وأخذ يتصفح صفحة ماءه فيرى إنعكاس الشمس الأصيليه بين حنايا ذلك النهر وكأنها تقول له أن أردت وصول كنهي فهلم إلي فعندها خلع ثياب العجب والتكبر وأردية الشك والتجبر وألبسة الرياء والتبختر واغشية الذنوب والخطايا واغتسل في صفاء ذلك النهر فلامس برد ماء النهر حرارة همومه ولهيب سمومه وبعدها أئتزر بإزار الطهاره وارتدى برداء القداسه وواصل المسير......
نتابع معكم (اللوحه الثانيه)....
نتابع معكم (اللوحه الثانيه)....