دموع القلب
New member
- إنضم
- 9 فبراير 2010
- المشاركات
- 1,491
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 0
ـ 1 ـ
الصحيفة السجادية
من المحقق أن أول من ألَّف ودون في دنيا الإسلام هم أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، والعلماء العظام من شيعتهم(1)، فهم الرواد الأوائل الذين خططوا مسيرة الأمة الثقافية وفجروا ينابيع العلم والحكمة في الأرض.
ومن الجدير بالذكر أن مؤلفاتهم، وسائر بحوثهم لم تقتصر على علم خاص، وإنما تناولت جميع أنواع العلوم كعلم الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول، وعلم النحو، والكلام، والفلسفة، بالإضافة إلى وضعهم لقواعد الأخلاق، وآداب السلوك، وأصول التربية.. وكان أول من سبق في هذا المضمار عملاق هذه الأمة، وروائد نهضتها الفكرية والعلمية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهو الذي فتق أبواب العلوم العقلية والنقلية وأسس أصولها، وقواعدها، يقول العقاد: إن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد فتق أبواب اثنين وثلاثين علماً، فوضع قواعدها، وأرسى أصولها(2) ويقول ابن شهر آشوب: الصحيح أن أول من صنف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم سلمان، ثم أبو ذر، ثم الأصبغ بن نباتة، ثم عبيد الله بن أبي رافع، ثم صنفت الصحيفة الكاملة(3).
وممن ألف من الأئمة الطاهرين الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فقد كانت مؤلفاته نموذجاً رائعاً لتطور الفكر الإسلامي، وتقدم الحركة الثقافية والعلمية، ومن مؤلفاته القيمة ما يلي: الصحيفة السجادية.
أما الصحيفة السجادية فهي من ذخائر التراث الإسلامي، ومن مناجم كتب البلاغة والتربية والأخلاق، والأدب في الإسلام، ونظراً لأهميتها البالغة فقد سماها كبار رجال الفكر والعلم، بأخت القرآن، وإنجيل أهل البيت، وزبور آل محمد.
ومما زاد في أهميتها أنها جاءت في عصر طغت فيه الأحداث الرهيبة، والمشاكل السياسية القائمة على حياة المسلمين فاحالتها إلى سحب مظلمة ليس فيها أي بصيص من نور الإسلام وهديه وإشراقه، فقد انشغل المسلمون بالتكتل الحزبي والسياسي، سعياً وراء مصالحهم واطماعهم،ولم يعد هناك أي ظل لروحانية الإسلام وتعاليمه، وآدابه، وحكمه.
لقد فتحت الصحيفة السجادية آفاقاً جديدة للوعي الديني، لم يكن المسلمون يعرفونه من ذي قبل، فقد دعت إلى التبتل وصفاء الروح، وطهارة النفس والتجرد من الأنانية، والجشع، والطمع، وغير ذلك من النزعات الشريرة، كما دعت إلى الاتصال بالله تعالى خالق الكون، وواهب الحياة الذي هومصدر الفيض والخير لجميع الكائنات.
ـ 2 ـ
المناجات الخمس عشرة
من المؤلفات القيمة للإمام زين العابدين (عليه السلام) (المناجات الخمس عشرة وهي من الأرصدة الروحية في دنيا الإسلام، فقد عالج بها الإمام الكثير من القضايا النفسية، كما فتح بها آفاقاً مشرقة للاتصال بالله تعالى، فقد ناجاه بقلب مفعم بالأمل والرجاء، وتضرع إليه بتذلل وخشوع، وذاب أمام عظمته؛ ورجاه رجاء المخلصين والمنيبين، واتجه بقلبه ومشاعره، فلم يبصر غيره، فوقف يناجيه صاغراً، ذليلاً، منكسراً، يرجو العفو، ويطلب منه الغفران، وقد غمرت مناجاته قلوب المتقين والصالحين من شيعة أهل البيت عليهم السلام فراحوا يناجون بها الله في غلس الليل البهيم، وفي الأماكن المقدسة راجين منه تعالى أن تشملهم عنايته والطافه.
لقد شاعت نسبة هذه المناجات للإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقد دونها المحقق المجلسي في بحاره، وعدها العلماء الذين ألفوا في ملحقات الصحيفة السجادية من بنودها، كما ذكرها المحقق الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان، وقد نظر إليها العلماء باهتمام بالغ، فقد ترجمت إلى بعض اللغات منها اللغة الفارسية، ترجمها سرتيب رشدية، وطبعت في طهران، وقد خطت بخطوط أثرية مذهبة ومزخرفة، تعد من ذخائر الخط العربي وقد حفلت بها خزائن المخطوطات في مكتبات العالم الإسلامي.
ـ 3 ـ
رسالة الحقوق
من المؤلفات المهمة في دنيا الإسلام (رسالة الحقوق) للإمام الأعظم زين العابدين (عليه السلام)، فقد وضعت المناهج الحية لسلوك الإنسان، وتطوير حياته، وبناء حضارته، على أسس تتوفر فيها جميع عوامل الاستقرار النفسي، ووقايته من الإصابة بأي لون من ألوان القلق والاضطراب، وغيرهما مما يوجب تعقيد الحياة. لقد نظر الإمام الحكيم بعمق وشمول للإنسان، ودرس جميع أبعاد حياته وعلاقاته مع خالقه، ونفسه، وأسرته، ومجتمعه، وحكومته، ومعلمه وغير ذلك، فوضع له هذه الحقوق، والواجبات، وجعله مسؤولاً عن رعايتها وصيانتها ليتم بذلك إنشاء مجتمع إسلامي تسوده العدالة الاجتماعية والعلاقات الوثيقة بين أبنائه من الثقة والمحبة، وغيرهما من وسائل التطور والتقدم الاجتماعي.
وفيما اعتقد أنه لم يسبق نظير لمثل هذه الحقوق التي شرعها الإمام العظيم، سواء في ذلك ما شرعه العلماء في عالم الفكر السياسي أم الاجتماعي وغيرهما مما قننوه لحقوق الإنسان، وروابطه الاجتماعية، وأصوله الأخلاقية، وأسسه التربوية.
وعلى أي حال فإن الإمام (عليه السلام)، قد كتب هذه الرسالة الذهبية أو اتحف بها بعض أصحابه(4) وقد رواها العالم الكبير ثقة الإسلام ثابت بن أبي صفية، المعروف بأبي حمزة الثمالي(5) تلميذ الإمام (عليه السلام)، وقد رواها عنه بسنده المحدث الصدوق(6) وحجة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني(7) والحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني في (تحف العقول) وننقلها عنه، وفي ما يلي النص الكامل لها:
عرض موجز للحقوق:
وقبل أن يدلي الإمام (عليه السلام) ببيان هذه الحقوق قدم عرضاً موجزاً لها قال:
(اعلم رحمك الله، إن لله عليك حقوقاً محيطة بك، في كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، وآلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض.
وأكبر حقوق الله عليك، ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى من حقه الذي هو أصل الحقوق، ومنه تفرع، ثم أوجبه عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك، على اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك عليك حقاً، ولسمعك عليك حقاً، وللسانك عليك حقاً، وليدك عليك حقاً، ولرجلك عليك حقاً، ولبطنك عليك حقاً، ولفرجك عليك حقاً، فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الأفعال، ثم جعل عز وجل لافعالك عليك حقوقاً، فجعل لصلاتك عليك حقاً، ولصومك عليك حقاً، ولصدقتك عليك حقاً، ولهديك عليك حقاً، ولأفعالك عليك حقاً، ثم تخرج الحقوق منك، إلى غير ذلك من ذوي(8) الحقوق الواجبة عليك، وأوجبها عليك حقاً أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك، فهذه حقوق يتشعب منها حقوق، فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك: حق سائسك(9) بالسلطان ثم سائسك بالعلم، ثم حق سائسك بالملك، وكل سائس أمام، وحقوق رعيتك ثلاثة: أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم، فإن الجاهل رعية العالم، وحق رعيتك بالملك من الأزواج، وما ملكت من الإيمان، وحقوق رحمك متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة، فأوجبها عليك حق أمك، ثم حق أبيك، ثم حق ولدك، ثم حق أخيك ثم الأقرب فالأقرب، والأول فالأول، ثم حق مولاك، المنعم عليك، ثم حق مولاك الجاري نعمته عليك، ثم حق ذوي المعروف لديك، ثم حق مؤذنك بالصلاة، ثم حق إمامك في صلاتك، ثم حق جليسك ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه، ثم حق غريمك الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك، المدعي عليك، ثم حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق مستنصحك ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل أو مسرة بذلك بقول أو فعل، عن تعمد منه أو غير تعمد منه، ثم حق أهل ملتك عامة، ثم حق أهل الذمة، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال، وتصرف الأسباب فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه، ووفقه وسدده...).
لقد احتوت هذه الفقرات المشرقة من كلام الإمام (عليه السلام) على عرض موجز للحقوق الأصيلة التي قننها (عليه السلام) للإنسان المسلم.
تفاصيلها:
أما تفاصيل هذه الحقوق الرائعة فلنستمع إلى الإمام (عليه السلام) يحدثنا عنها.
الصحيفة السجادية
من المحقق أن أول من ألَّف ودون في دنيا الإسلام هم أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، والعلماء العظام من شيعتهم(1)، فهم الرواد الأوائل الذين خططوا مسيرة الأمة الثقافية وفجروا ينابيع العلم والحكمة في الأرض.
ومن الجدير بالذكر أن مؤلفاتهم، وسائر بحوثهم لم تقتصر على علم خاص، وإنما تناولت جميع أنواع العلوم كعلم الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول، وعلم النحو، والكلام، والفلسفة، بالإضافة إلى وضعهم لقواعد الأخلاق، وآداب السلوك، وأصول التربية.. وكان أول من سبق في هذا المضمار عملاق هذه الأمة، وروائد نهضتها الفكرية والعلمية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهو الذي فتق أبواب العلوم العقلية والنقلية وأسس أصولها، وقواعدها، يقول العقاد: إن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد فتق أبواب اثنين وثلاثين علماً، فوضع قواعدها، وأرسى أصولها(2) ويقول ابن شهر آشوب: الصحيح أن أول من صنف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم سلمان، ثم أبو ذر، ثم الأصبغ بن نباتة، ثم عبيد الله بن أبي رافع، ثم صنفت الصحيفة الكاملة(3).
وممن ألف من الأئمة الطاهرين الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فقد كانت مؤلفاته نموذجاً رائعاً لتطور الفكر الإسلامي، وتقدم الحركة الثقافية والعلمية، ومن مؤلفاته القيمة ما يلي: الصحيفة السجادية.
أما الصحيفة السجادية فهي من ذخائر التراث الإسلامي، ومن مناجم كتب البلاغة والتربية والأخلاق، والأدب في الإسلام، ونظراً لأهميتها البالغة فقد سماها كبار رجال الفكر والعلم، بأخت القرآن، وإنجيل أهل البيت، وزبور آل محمد.
ومما زاد في أهميتها أنها جاءت في عصر طغت فيه الأحداث الرهيبة، والمشاكل السياسية القائمة على حياة المسلمين فاحالتها إلى سحب مظلمة ليس فيها أي بصيص من نور الإسلام وهديه وإشراقه، فقد انشغل المسلمون بالتكتل الحزبي والسياسي، سعياً وراء مصالحهم واطماعهم،ولم يعد هناك أي ظل لروحانية الإسلام وتعاليمه، وآدابه، وحكمه.
لقد فتحت الصحيفة السجادية آفاقاً جديدة للوعي الديني، لم يكن المسلمون يعرفونه من ذي قبل، فقد دعت إلى التبتل وصفاء الروح، وطهارة النفس والتجرد من الأنانية، والجشع، والطمع، وغير ذلك من النزعات الشريرة، كما دعت إلى الاتصال بالله تعالى خالق الكون، وواهب الحياة الذي هومصدر الفيض والخير لجميع الكائنات.
ـ 2 ـ
المناجات الخمس عشرة
من المؤلفات القيمة للإمام زين العابدين (عليه السلام) (المناجات الخمس عشرة وهي من الأرصدة الروحية في دنيا الإسلام، فقد عالج بها الإمام الكثير من القضايا النفسية، كما فتح بها آفاقاً مشرقة للاتصال بالله تعالى، فقد ناجاه بقلب مفعم بالأمل والرجاء، وتضرع إليه بتذلل وخشوع، وذاب أمام عظمته؛ ورجاه رجاء المخلصين والمنيبين، واتجه بقلبه ومشاعره، فلم يبصر غيره، فوقف يناجيه صاغراً، ذليلاً، منكسراً، يرجو العفو، ويطلب منه الغفران، وقد غمرت مناجاته قلوب المتقين والصالحين من شيعة أهل البيت عليهم السلام فراحوا يناجون بها الله في غلس الليل البهيم، وفي الأماكن المقدسة راجين منه تعالى أن تشملهم عنايته والطافه.
لقد شاعت نسبة هذه المناجات للإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقد دونها المحقق المجلسي في بحاره، وعدها العلماء الذين ألفوا في ملحقات الصحيفة السجادية من بنودها، كما ذكرها المحقق الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان، وقد نظر إليها العلماء باهتمام بالغ، فقد ترجمت إلى بعض اللغات منها اللغة الفارسية، ترجمها سرتيب رشدية، وطبعت في طهران، وقد خطت بخطوط أثرية مذهبة ومزخرفة، تعد من ذخائر الخط العربي وقد حفلت بها خزائن المخطوطات في مكتبات العالم الإسلامي.
ـ 3 ـ
رسالة الحقوق
من المؤلفات المهمة في دنيا الإسلام (رسالة الحقوق) للإمام الأعظم زين العابدين (عليه السلام)، فقد وضعت المناهج الحية لسلوك الإنسان، وتطوير حياته، وبناء حضارته، على أسس تتوفر فيها جميع عوامل الاستقرار النفسي، ووقايته من الإصابة بأي لون من ألوان القلق والاضطراب، وغيرهما مما يوجب تعقيد الحياة. لقد نظر الإمام الحكيم بعمق وشمول للإنسان، ودرس جميع أبعاد حياته وعلاقاته مع خالقه، ونفسه، وأسرته، ومجتمعه، وحكومته، ومعلمه وغير ذلك، فوضع له هذه الحقوق، والواجبات، وجعله مسؤولاً عن رعايتها وصيانتها ليتم بذلك إنشاء مجتمع إسلامي تسوده العدالة الاجتماعية والعلاقات الوثيقة بين أبنائه من الثقة والمحبة، وغيرهما من وسائل التطور والتقدم الاجتماعي.
وفيما اعتقد أنه لم يسبق نظير لمثل هذه الحقوق التي شرعها الإمام العظيم، سواء في ذلك ما شرعه العلماء في عالم الفكر السياسي أم الاجتماعي وغيرهما مما قننوه لحقوق الإنسان، وروابطه الاجتماعية، وأصوله الأخلاقية، وأسسه التربوية.
وعلى أي حال فإن الإمام (عليه السلام)، قد كتب هذه الرسالة الذهبية أو اتحف بها بعض أصحابه(4) وقد رواها العالم الكبير ثقة الإسلام ثابت بن أبي صفية، المعروف بأبي حمزة الثمالي(5) تلميذ الإمام (عليه السلام)، وقد رواها عنه بسنده المحدث الصدوق(6) وحجة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني(7) والحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني في (تحف العقول) وننقلها عنه، وفي ما يلي النص الكامل لها:
عرض موجز للحقوق:
وقبل أن يدلي الإمام (عليه السلام) ببيان هذه الحقوق قدم عرضاً موجزاً لها قال:
(اعلم رحمك الله، إن لله عليك حقوقاً محيطة بك، في كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، وآلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض.
وأكبر حقوق الله عليك، ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى من حقه الذي هو أصل الحقوق، ومنه تفرع، ثم أوجبه عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك، على اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك عليك حقاً، ولسمعك عليك حقاً، وللسانك عليك حقاً، وليدك عليك حقاً، ولرجلك عليك حقاً، ولبطنك عليك حقاً، ولفرجك عليك حقاً، فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الأفعال، ثم جعل عز وجل لافعالك عليك حقوقاً، فجعل لصلاتك عليك حقاً، ولصومك عليك حقاً، ولصدقتك عليك حقاً، ولهديك عليك حقاً، ولأفعالك عليك حقاً، ثم تخرج الحقوق منك، إلى غير ذلك من ذوي(8) الحقوق الواجبة عليك، وأوجبها عليك حقاً أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك، فهذه حقوق يتشعب منها حقوق، فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك: حق سائسك(9) بالسلطان ثم سائسك بالعلم، ثم حق سائسك بالملك، وكل سائس أمام، وحقوق رعيتك ثلاثة: أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم، فإن الجاهل رعية العالم، وحق رعيتك بالملك من الأزواج، وما ملكت من الإيمان، وحقوق رحمك متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة، فأوجبها عليك حق أمك، ثم حق أبيك، ثم حق ولدك، ثم حق أخيك ثم الأقرب فالأقرب، والأول فالأول، ثم حق مولاك، المنعم عليك، ثم حق مولاك الجاري نعمته عليك، ثم حق ذوي المعروف لديك، ثم حق مؤذنك بالصلاة، ثم حق إمامك في صلاتك، ثم حق جليسك ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه، ثم حق غريمك الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك، المدعي عليك، ثم حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق مستنصحك ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل أو مسرة بذلك بقول أو فعل، عن تعمد منه أو غير تعمد منه، ثم حق أهل ملتك عامة، ثم حق أهل الذمة، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال، وتصرف الأسباب فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه، ووفقه وسدده...).
لقد احتوت هذه الفقرات المشرقة من كلام الإمام (عليه السلام) على عرض موجز للحقوق الأصيلة التي قننها (عليه السلام) للإنسان المسلم.
تفاصيلها:
أما تفاصيل هذه الحقوق الرائعة فلنستمع إلى الإمام (عليه السلام) يحدثنا عنها.