أبو سيد عدنان
New member
- إنضم
- 3 نوفمبر 2008
- المشاركات
- 890
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
إعصار فتى مكافح بدأ حياته محروماً من عطف الأب وحنان الأم، شق حياته معتمداً على صبره وتعبه للحصول على لقمة العيش.
وعندما شب عوده ورزقه الله من فضله الحلال الطيب، راودته الرغبة في السفر إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج أو العمرة.
ولك أن تتصور كم هي الآلام التي يشعرها المرء عندما تتوفر له أشباه الفرص في الرحيل إلى الديار المقدسة ولكن تقف أمامه حائلاً بعض الصعوبات والحواجز التي يرفضها الروتين من إجراءات معقدة.
هي الآلام التي عاشها إعصار سنيناً عديدة، حتى جاء اليوم المنتظر، وأتيحت له الفرصة للذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة.
فأخذ ينتظر السفر بشغف الطفل الرضيع إلى ثدي أمه، ولازمه إلى أن وصل إلى البيت العتيق، شعور غريب لا يمكن وصفه عندما يكون المرء أمام بيت الله الحرام، أمام الكعبة التي يؤمها الناس من كل أقطار العالم ساعين إلى نيل المغفرة والرضوان من رب العالمين.
حاول إعصار وصف شعوره وهو يقدم رجله اليمنى عند الدخول محرماً إلى صحن الكعبة المشرفة، ولكن يعجز اللسان وترتعد الفرائص وتدور الأحاسيس في فلك الحيرة واللهفة.
بعد الطواف والسعي جلس إعصار خلف مقام إبراهيم مناجياً متضرعاً متوسلاً داعياً ربه أن يفرج عن المؤمنين كروبهم.
أياماً قليلة مرت كلمح البصر، بعدها غادر إعصار مكة مودعاً لها بالدموع، متجهاً لمدينة الرسول (ص) لزيارته وزيارة أهل بيته عليهم السلام في البقيع.
لدى وصول إعصار المدينة، صلى في مسجد قباء – أول مسجد في الإسلام – ركعتين قربة لله تعالى، ثم توجه لقبر الحمزة عم النبي (ص) وبعد ذلك أستقر إلى جانب المسجد النبوي يومان لا غير انتهت بعدها رحلة الزيارة.
وفي طريق العودة للوطن، تعرضت الحافلة التي تقل إعصار لحادث أليم ذهب ضحيته جميع من كانوا فيه، وهكذا رحل إعصار إلى الرفيق الأعلى بعد أن تحقق حلمه في رؤية الكعبة وزيارة النبي الكريم (ص).