بحر الدموع
New member
- إنضم
- 1 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 474
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
كان يراها وهي تذهب وتعود.... تبعها مرات عدة لكن خجله منعه من الحديث معها
سأل عنها وعن أهلها .... أُعجب بأخلاقها
كان هو شابا عاديا ولم يكن ملفتا للانتباه
تقدم إليها وخطبها من والديها..... طار قلبه من الفرح فهو على وشك أن يكون له بيت وأسرة
خرج ذات مرة هو وإياها بعد أن دعاها إلى فنجان قهوة
جلسوا في مطعم في مكان منعزل جميل
كان مضطربا جدا ولم يستطع الحديث وهي بدورها شعرت بذلك
لكنها كانت رقيقة ولطيفة فلم تسأله عن سبب اضطرابه
خشيت أن تحرجه فصارت تبتسم له كلما وقعت عيناهما على بعض
وفجأة أشار للجرسون قائلا :
(( رجاءا ... أريد بعض الملح لقهوتي )) !!
نظرت إليه وعلى وجهها ابتسامة فيها استغراب
احمر وجهه خجلاً ومع هذا وضع الملح في قهوته وشربها
سألته لم أسمع بملح مع القهوة
رد عليها قائلاً :
عندما كنت فتى صغيرا، كنت أعيش بالقرب من البحر، كنت أحب البحر واشعر بملوحته، تماما مثل القهوة المالحة، الآن كل مره اشرب القهوة المالحة أتذكر طفولتي، بلدتي، واشتاق لأبواي اللذان علماني وربياني وتحملا لأجلي الكثير... رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
امتلأت عيناه الدموع.... تأثر كثيرا
كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
تأثرت بحديثه العذب ووفاءه لوالديه فترقرقت الدموع في عينيها.... فرحاً بزوج حنون ووفي أهداها الله إياه
حمدت الله أنه جعل نصيبها على شاب حنون رقيق القلب
لطالما طلبت ذلك من الله بصدق في صلاتها
لطالما سألته في سجودها أن لا يجعل حياتها هماً ونكداً مع رجل لا يخاف الله
حقق الله لها أمنيتها .... اكتشفت انه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها
كان ذكيا، طيب القلب، حنون، حريص,,, كان رجلا جيدا وكانت تشتاق إلى رؤيته كلما أخرج رأسه الأصلع من خلف باب بيتها وهو يودعها
لكن قهوته المالحة شيء غريب فعلاً
إلى هنا، القصة كأي قصة لخطيبين
...
كانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيها ملحاً لأنه يحبها هكذا..... مالحة
بعد أربعين عاما من زواجهما وإنجابهما ستة أطفال ، توفاه الله
مات الرجل الحبيب إلى قلبها بعد أن تحمل كأبيه أعباء كثيرة
لكن بيتهما وعشهما الدافئ أهدى للمجتمع ستة أطفال اثنان: أطباء جراحة والثالث: مهندس رفيع المستوى
والرابع: محامي شريف يقف مع الحق إلى أن يرده لأصحابه، يقصده الفقراء قبل الأغنياء
يحبه القضاة لنزاهته... معروف في الحي أنه النزيه ذي اليد التي لا تنضب
والخامسة طبيبة نسائية وتوليد
والسادسة لا تزال تكمل مشوارها الدراسي
مات هذا الأب العظيم، بعد أربعين عاماً من حياة الحب والود مع رفيقة دربه
لكنه قبيل موته ترك لزوجته رسالة هذا نصها :
(( أم فلان، سامحيني، لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط ))
القهوة المالحة !
أتذكرين أول لقاء في المقهى بيننا ؟ كنت مضطربا وقتها وأردت طلب سكر لقهوتي ولكن نتيجة لاضطرابي قلت ملح بدل سكر !!
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت!!
أردت إخبارك بالحقيقة بعد هذه الحادثة
ولكني خفت أن أطلعك عليها كي لا تظني أنني ماهر في الكذب!! فقررت ألا اكذب عليك أبدا مره أخرى
لكني الآن أعلم أن أيامي باتت معدودة فقررت أن أطلعك على الحقيقة
أنا لا أحب القهوة المالحة !! طعمها غريب!
لكني شربت القهوة المالحة طوال حياتي معك ولم اشعر بالأسف على شربي لها لان وجودي معك وقلبك الحنون طغى على أي شيء
لو أن لي حياه أخرى في هذه الدنيا أعيشها لعشتها معك حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحة في هذه الحياة الثانية
لكن ما عند الله خير وأبقى وإني لأرجو أن يجمعني الله بك في جنات ونعيم
دموعها أغرقت الرسالة... وصارت تبكي كالأطفال
يوما ما سألها ابنها: أمي ما طعم القهوة المالحة ؟
فأجابت: إنها على قلبي أطيب من السكر، إنها ذكرى عمري الذي مضى، وفاضت عيناها بالدموع.
سأل عنها وعن أهلها .... أُعجب بأخلاقها
كان هو شابا عاديا ولم يكن ملفتا للانتباه
تقدم إليها وخطبها من والديها..... طار قلبه من الفرح فهو على وشك أن يكون له بيت وأسرة
خرج ذات مرة هو وإياها بعد أن دعاها إلى فنجان قهوة
جلسوا في مطعم في مكان منعزل جميل
كان مضطربا جدا ولم يستطع الحديث وهي بدورها شعرت بذلك
لكنها كانت رقيقة ولطيفة فلم تسأله عن سبب اضطرابه
خشيت أن تحرجه فصارت تبتسم له كلما وقعت عيناهما على بعض
وفجأة أشار للجرسون قائلا :
(( رجاءا ... أريد بعض الملح لقهوتي )) !!
نظرت إليه وعلى وجهها ابتسامة فيها استغراب
احمر وجهه خجلاً ومع هذا وضع الملح في قهوته وشربها
سألته لم أسمع بملح مع القهوة
رد عليها قائلاً :
عندما كنت فتى صغيرا، كنت أعيش بالقرب من البحر، كنت أحب البحر واشعر بملوحته، تماما مثل القهوة المالحة، الآن كل مره اشرب القهوة المالحة أتذكر طفولتي، بلدتي، واشتاق لأبواي اللذان علماني وربياني وتحملا لأجلي الكثير... رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
امتلأت عيناه الدموع.... تأثر كثيرا
كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
تأثرت بحديثه العذب ووفاءه لوالديه فترقرقت الدموع في عينيها.... فرحاً بزوج حنون ووفي أهداها الله إياه
حمدت الله أنه جعل نصيبها على شاب حنون رقيق القلب
لطالما طلبت ذلك من الله بصدق في صلاتها
لطالما سألته في سجودها أن لا يجعل حياتها هماً ونكداً مع رجل لا يخاف الله
حقق الله لها أمنيتها .... اكتشفت انه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها
كان ذكيا، طيب القلب، حنون، حريص,,, كان رجلا جيدا وكانت تشتاق إلى رؤيته كلما أخرج رأسه الأصلع من خلف باب بيتها وهو يودعها
لكن قهوته المالحة شيء غريب فعلاً
إلى هنا، القصة كأي قصة لخطيبين
...
كانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيها ملحاً لأنه يحبها هكذا..... مالحة
بعد أربعين عاما من زواجهما وإنجابهما ستة أطفال ، توفاه الله
مات الرجل الحبيب إلى قلبها بعد أن تحمل كأبيه أعباء كثيرة
لكن بيتهما وعشهما الدافئ أهدى للمجتمع ستة أطفال اثنان: أطباء جراحة والثالث: مهندس رفيع المستوى
والرابع: محامي شريف يقف مع الحق إلى أن يرده لأصحابه، يقصده الفقراء قبل الأغنياء
يحبه القضاة لنزاهته... معروف في الحي أنه النزيه ذي اليد التي لا تنضب
والخامسة طبيبة نسائية وتوليد
والسادسة لا تزال تكمل مشوارها الدراسي
مات هذا الأب العظيم، بعد أربعين عاماً من حياة الحب والود مع رفيقة دربه
لكنه قبيل موته ترك لزوجته رسالة هذا نصها :
(( أم فلان، سامحيني، لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط ))
القهوة المالحة !
أتذكرين أول لقاء في المقهى بيننا ؟ كنت مضطربا وقتها وأردت طلب سكر لقهوتي ولكن نتيجة لاضطرابي قلت ملح بدل سكر !!
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت!!
أردت إخبارك بالحقيقة بعد هذه الحادثة
ولكني خفت أن أطلعك عليها كي لا تظني أنني ماهر في الكذب!! فقررت ألا اكذب عليك أبدا مره أخرى
لكني الآن أعلم أن أيامي باتت معدودة فقررت أن أطلعك على الحقيقة
أنا لا أحب القهوة المالحة !! طعمها غريب!
لكني شربت القهوة المالحة طوال حياتي معك ولم اشعر بالأسف على شربي لها لان وجودي معك وقلبك الحنون طغى على أي شيء
لو أن لي حياه أخرى في هذه الدنيا أعيشها لعشتها معك حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحة في هذه الحياة الثانية
لكن ما عند الله خير وأبقى وإني لأرجو أن يجمعني الله بك في جنات ونعيم
دموعها أغرقت الرسالة... وصارت تبكي كالأطفال
يوما ما سألها ابنها: أمي ما طعم القهوة المالحة ؟
فأجابت: إنها على قلبي أطيب من السكر، إنها ذكرى عمري الذي مضى، وفاضت عيناها بالدموع.