حوارات قرانية ... بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 5 ن 6 ي 43 س) حقوق النشر محفوظة
الحضارة في المجال النفسي
تتخذ النفس مورد انطلاق للأبحاث النفسية من عدة جوانب:
1 ـ التجريد النفسي.
2 ـ السلوك النفسي.
3 ـ قوة النفس و أثرها على مسيرة حركة البدن.
4 ـ قوة النفس و طريق استخدامها على الكائنات الأخرى.
5 ـ النفس و علاقتها بالمجال السحري.
أ ـ التجريد النفسي
أما البحث عن التجريد النفسي فيتعلق في طبيعة ذاتها من حيث هي و قد ذكر في تعريفها كما عليه مسلك الحكماء النفس كمال أوّل لجسم طبيعي و لا كل جسم طبيعي لأن مثل النار و الأرض لا تكون كمالاً لهما و أنها هي كمال لجسم طبيعي يصدر عنه كمالاته الثانية بواسطة الآلات التي يستعين بها على أفعال الحياة كالإحساس و الحركة الإرادية[10].
ثم أن لوجود النفس حيثيات متعددة و تطلق على كل حيثية باسم مخصوص فيقال لها القوة و الكمال و الصورة فإن كان التعلق قد لوحظ فيه جهة التقوي على الفعل الذي هو الادراك تسمى قوة و بالنظر إلى تعلقها بالمادة التي تحلها ليجتمع من جوهر نباتي أو حيواني يسمى بالصورة و إن لوحظ بالقياس إلى طبيعة الجنس تقع ناقصة قبل اقتران الفصل بها فإذا انضاف إليها كمل بها النوع كمالاً و لذا ذهب الحكماء إلى أن تحديد النفس بالكمال أولى من تحديدها بالصورة[11].
و الذي عليه مسلك الفلاسفة القدماء كأفلاطون (427 ـ347 ق.م) عدم العنصرية للنفس و إنما هي مجردة و منفصلة عن الجسد و إنما موقعها تحل في الجسد خلال الحياة.
كما أن هناك اتجاها آخر معاكس للنفس التجريدية و هو النفس التجريبية و قد بدأ في أوائل القرن التاسع عشر و أنشأ أول معمل لعلم النفس التجريبي في عام ـ 1879 ـ في مدينة ليبزغ و قد استعاد علم النفس التجريبي بنتائج علم الطبيعة و علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا) و لم يخرج موضوع الشعور و أساس الادراك يحل مركزه في علم النفس و أخذ في مجال التأمل الباطني.
إلا أنه بعد ذلك نظر علماء النفس أنهم في حاجة إلى دراسة السلوك كالكلام و الضحك و الأفعال الخارجية من سائر الحركات كالمشي و نحوه.
ب ـ السلوك النفسي
ذكر في تعريف علم النفس السلوكي هو العلم الذي يدرس سلوك الأفراد و ما وراءه من دوافع و عمليات عقلية[12] التي تتولد من خلالها القدرة على التنبوء.
والمراد من السلوك كل عمل يوجده الفرد بحيث يحدث من خلاله أوجه النشاط و الاستجابات الأخرى إذ السلوك النفسي قد يكون له عوامل توجب انعكاسا على سلوكه كما هو الحال بالنسبة إلى العامل البيئي إما لجهة مادية كما في المثير الطبيعي من الهواء و الماء و التراب أو الصوت أو الحرارة أو الضوء و إما لجهة نفسية معنوية كما في الأمور الاجتماعية (وهي الصادرة عن الأفراد الآخرين رموز منتجات حضارية...)
و إذا تتبعنا ما سار عليه علم النفس السلوكي العملي دون علم النفس النظري لوجدت في العصور المتأخرة قد تفرع إلى عدة فروع:
1 ـ علم النفس العام و يراد به النظر إلى دراسة السلوك الفردي بغض النظر عن الأدوار التي يمر بها في ناحية البيئة الاجتماعية و إنما غايته الوصول إلى القوانين في معرفة الأمور الأساسية في الإدراك و التعلم و الذاكرة و الانفعال و هكذا.
2 ـ علم النفس الارتقائي و هو النظر إلى سير الفرد في ناحية سلوكه من الطفولة إلى الشيخوخة و النظر إلى تلك المراحل و أثر البيئة في هذه الأنماط البيئية و الوراثية.
3 ـ علم النفس الفيزيولوجي و هو الذي يتحدد في ناحية العوامل العضوية مثل (الاضطراب النفسي الجسمي كقرحة المعدة و ربو الشعب الرئوية) و هكذا مثل إفراز الغدد و نحوها.
4 ـ علم النفس الاجتماعي و هو الذي يتكفل السلوك الاجتماعي من جهة الأفراد و الجماعات أو يقال أنه يدرس التفاعل الاجتماعي (التأثير المتبادل) بين الأفراد و الجماعات أو بين الجماعات و الجماعات.
5 ـ علم النفس الفارق و هو الذي يتصدى في معرفة الفوارق بين الأفراد و الجماعات سواء كان النظر إلى الفروق الشخصية أم الفعلية أم المزاجية الانفعالية كما يتكفل دراسة أسباب هذه المميزات و الفوارق.
6 ـ علم النفس المرضي (الاكلينيكي) وهو الذي يقوم بدراسة الأمراض النفسية العقلي (الذهاني) و العصابي (النفسي) كما يقوم بدور البحث أيضا عن الأسباب و الوصول إلى طرق المعالجة لأجل الوقاية منها كالانحرافات السلوكية المختلفة و عصاب الهستريا و الوسواس.
كما أن هناك اتجاه في النظر إلى علم النفس التطبيقي كعلم النفس التربوي و الصناعي و الاداري و التجاري و العسكري و الجنائي.
فإن مثل علم النفس التربوي كمعرفة الطرق في اكتساب الطفل المقومة لسلوكه كما في اكتساب العادات و الاتجاهات و القيم و الشخصية و مراحل النمو و ما يمرّ به من مشاكل في تلك المراحل.
أو أن مثل علم النفس الصناعي و هو الذي يقوم بدراسة رفع مستوى الكفاية الانتاجية للعامل فيبحث عن مشاكل العمال و الطرق لتدريب العمال على المهن المختلفة و التوجيه المهني و نحوه.
كما أن مثل علم الانفس الاداري يدرس السلوك الذي يؤثر في ناحية النشاط الجمعي للجماعة المنظمة و يوجهها إلى نحو هدف معين و يكون الخط الأساسي في هذا الاتجاه هو الاهتمام نحو الادارة المختلفة و آثارها في العلاقات في العلم و كيفية الوصول إلى ناحية الإنتاج.
أو أن من موارد علم النفس التطبيقي في مثل علم النفس التجاري الذي يقوم بدراسة سلوك المستهلك و مقدار حاجاته و طرق اتجاهاته نحو السلع و نحو البائع و يقوم بدور الإعلام و كيفية تصميمه و عرضه كما يقوم بدور دراسة سلوك البائع و استجابة المشتري و كيفية خلق الميراث الدافعة نحو الاستجابة.
كما أن دور علم النفس العسكري هو قيام القائد في استخدام الطاقات على طبق المؤهلات و صرف قدرات الجنود على طبق اختصاصهم و إنشاء المصانع العسكرية لأجل تقوية نفوسهم فإنه متى ما وجد الجندي السلاح في وضع تقليدي لم يندفع نحو الأمام و يصبح في حالة التردد و الاضطراب في الاقدام و ربما يكون إلى التقهقر أولى من التقدم في الهجوم كما يحسن من القائد أن يقوى معنويات الجنود.
و هكذا مما ينطبق على موارد علم النفس التطبيقي علم النفس الجنائي و هو دراسة الجريمة و النظر إلى دور العلاقة بين الفرد الذي قام بها و بين الحادثة و النظر إلى نفسية المجرم كما عليه دراسة أسباب اقدام المجرم للجريمة و ما هي الدوافع لذلك.
و نكتفي بهذا العرض الموجز عن المدرسة النفسية السلوكية و إنما غرضنا بيان التقدم الحضاري و تقديم المدارس النفسية الحديثة و تطوره على مسرح المجتمع المعاصر.
تتخذ النفس مورد انطلاق للأبحاث النفسية من عدة جوانب:
1 ـ التجريد النفسي.
2 ـ السلوك النفسي.
3 ـ قوة النفس و أثرها على مسيرة حركة البدن.
4 ـ قوة النفس و طريق استخدامها على الكائنات الأخرى.
5 ـ النفس و علاقتها بالمجال السحري.
أ ـ التجريد النفسي
أما البحث عن التجريد النفسي فيتعلق في طبيعة ذاتها من حيث هي و قد ذكر في تعريفها كما عليه مسلك الحكماء النفس كمال أوّل لجسم طبيعي و لا كل جسم طبيعي لأن مثل النار و الأرض لا تكون كمالاً لهما و أنها هي كمال لجسم طبيعي يصدر عنه كمالاته الثانية بواسطة الآلات التي يستعين بها على أفعال الحياة كالإحساس و الحركة الإرادية[10].
ثم أن لوجود النفس حيثيات متعددة و تطلق على كل حيثية باسم مخصوص فيقال لها القوة و الكمال و الصورة فإن كان التعلق قد لوحظ فيه جهة التقوي على الفعل الذي هو الادراك تسمى قوة و بالنظر إلى تعلقها بالمادة التي تحلها ليجتمع من جوهر نباتي أو حيواني يسمى بالصورة و إن لوحظ بالقياس إلى طبيعة الجنس تقع ناقصة قبل اقتران الفصل بها فإذا انضاف إليها كمل بها النوع كمالاً و لذا ذهب الحكماء إلى أن تحديد النفس بالكمال أولى من تحديدها بالصورة[11].
و الذي عليه مسلك الفلاسفة القدماء كأفلاطون (427 ـ347 ق.م) عدم العنصرية للنفس و إنما هي مجردة و منفصلة عن الجسد و إنما موقعها تحل في الجسد خلال الحياة.
كما أن هناك اتجاها آخر معاكس للنفس التجريدية و هو النفس التجريبية و قد بدأ في أوائل القرن التاسع عشر و أنشأ أول معمل لعلم النفس التجريبي في عام ـ 1879 ـ في مدينة ليبزغ و قد استعاد علم النفس التجريبي بنتائج علم الطبيعة و علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا) و لم يخرج موضوع الشعور و أساس الادراك يحل مركزه في علم النفس و أخذ في مجال التأمل الباطني.
إلا أنه بعد ذلك نظر علماء النفس أنهم في حاجة إلى دراسة السلوك كالكلام و الضحك و الأفعال الخارجية من سائر الحركات كالمشي و نحوه.
ب ـ السلوك النفسي
ذكر في تعريف علم النفس السلوكي هو العلم الذي يدرس سلوك الأفراد و ما وراءه من دوافع و عمليات عقلية[12] التي تتولد من خلالها القدرة على التنبوء.
والمراد من السلوك كل عمل يوجده الفرد بحيث يحدث من خلاله أوجه النشاط و الاستجابات الأخرى إذ السلوك النفسي قد يكون له عوامل توجب انعكاسا على سلوكه كما هو الحال بالنسبة إلى العامل البيئي إما لجهة مادية كما في المثير الطبيعي من الهواء و الماء و التراب أو الصوت أو الحرارة أو الضوء و إما لجهة نفسية معنوية كما في الأمور الاجتماعية (وهي الصادرة عن الأفراد الآخرين رموز منتجات حضارية...)
و إذا تتبعنا ما سار عليه علم النفس السلوكي العملي دون علم النفس النظري لوجدت في العصور المتأخرة قد تفرع إلى عدة فروع:
1 ـ علم النفس العام و يراد به النظر إلى دراسة السلوك الفردي بغض النظر عن الأدوار التي يمر بها في ناحية البيئة الاجتماعية و إنما غايته الوصول إلى القوانين في معرفة الأمور الأساسية في الإدراك و التعلم و الذاكرة و الانفعال و هكذا.
2 ـ علم النفس الارتقائي و هو النظر إلى سير الفرد في ناحية سلوكه من الطفولة إلى الشيخوخة و النظر إلى تلك المراحل و أثر البيئة في هذه الأنماط البيئية و الوراثية.
3 ـ علم النفس الفيزيولوجي و هو الذي يتحدد في ناحية العوامل العضوية مثل (الاضطراب النفسي الجسمي كقرحة المعدة و ربو الشعب الرئوية) و هكذا مثل إفراز الغدد و نحوها.
4 ـ علم النفس الاجتماعي و هو الذي يتكفل السلوك الاجتماعي من جهة الأفراد و الجماعات أو يقال أنه يدرس التفاعل الاجتماعي (التأثير المتبادل) بين الأفراد و الجماعات أو بين الجماعات و الجماعات.
5 ـ علم النفس الفارق و هو الذي يتصدى في معرفة الفوارق بين الأفراد و الجماعات سواء كان النظر إلى الفروق الشخصية أم الفعلية أم المزاجية الانفعالية كما يتكفل دراسة أسباب هذه المميزات و الفوارق.
6 ـ علم النفس المرضي (الاكلينيكي) وهو الذي يقوم بدراسة الأمراض النفسية العقلي (الذهاني) و العصابي (النفسي) كما يقوم بدور البحث أيضا عن الأسباب و الوصول إلى طرق المعالجة لأجل الوقاية منها كالانحرافات السلوكية المختلفة و عصاب الهستريا و الوسواس.
كما أن هناك اتجاه في النظر إلى علم النفس التطبيقي كعلم النفس التربوي و الصناعي و الاداري و التجاري و العسكري و الجنائي.
فإن مثل علم النفس التربوي كمعرفة الطرق في اكتساب الطفل المقومة لسلوكه كما في اكتساب العادات و الاتجاهات و القيم و الشخصية و مراحل النمو و ما يمرّ به من مشاكل في تلك المراحل.
أو أن مثل علم النفس الصناعي و هو الذي يقوم بدراسة رفع مستوى الكفاية الانتاجية للعامل فيبحث عن مشاكل العمال و الطرق لتدريب العمال على المهن المختلفة و التوجيه المهني و نحوه.
كما أن مثل علم الانفس الاداري يدرس السلوك الذي يؤثر في ناحية النشاط الجمعي للجماعة المنظمة و يوجهها إلى نحو هدف معين و يكون الخط الأساسي في هذا الاتجاه هو الاهتمام نحو الادارة المختلفة و آثارها في العلاقات في العلم و كيفية الوصول إلى ناحية الإنتاج.
أو أن من موارد علم النفس التطبيقي في مثل علم النفس التجاري الذي يقوم بدراسة سلوك المستهلك و مقدار حاجاته و طرق اتجاهاته نحو السلع و نحو البائع و يقوم بدور الإعلام و كيفية تصميمه و عرضه كما يقوم بدور دراسة سلوك البائع و استجابة المشتري و كيفية خلق الميراث الدافعة نحو الاستجابة.
كما أن دور علم النفس العسكري هو قيام القائد في استخدام الطاقات على طبق المؤهلات و صرف قدرات الجنود على طبق اختصاصهم و إنشاء المصانع العسكرية لأجل تقوية نفوسهم فإنه متى ما وجد الجندي السلاح في وضع تقليدي لم يندفع نحو الأمام و يصبح في حالة التردد و الاضطراب في الاقدام و ربما يكون إلى التقهقر أولى من التقدم في الهجوم كما يحسن من القائد أن يقوى معنويات الجنود.
و هكذا مما ينطبق على موارد علم النفس التطبيقي علم النفس الجنائي و هو دراسة الجريمة و النظر إلى دور العلاقة بين الفرد الذي قام بها و بين الحادثة و النظر إلى نفسية المجرم كما عليه دراسة أسباب اقدام المجرم للجريمة و ما هي الدوافع لذلك.
و نكتفي بهذا العرض الموجز عن المدرسة النفسية السلوكية و إنما غرضنا بيان التقدم الحضاري و تقديم المدارس النفسية الحديثة و تطوره على مسرح المجتمع المعاصر.
المصدر بحث رقم ( 211 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري
........................[10] . الحكمة المتعالية ج 8 ص 16.
[11] . نفس المصدر ج 8 ص 7.
[12] . علم لنفس العام ص 18 ـ للدكتورة ليلى داود ط ه.
[11] . نفس المصدر ج 8 ص 7.
[12] . علم لنفس العام ص 18 ـ للدكتورة ليلى داود ط ه.