• أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.

الارتقاء العلمي

عباس انا

New member
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
اندنوسيا
الارتقاء العلمي
بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 5 ت 8 خ 2 س 4 ) حقوق النشر محفوظة

إن ما يرتكز عليه الدين الإسلامي في إطار المذهب الشيعي يقول بنظرية التطور العلمي و الابتكار في النظريات العلمية و هذا مما يمكن أن يكون اقرب إلى جميع الأديان السماوية القائلة بالتطور في الأصول الكلية فإذا أقرت المسيحية بوجود تطور علمي في النظريات و القواعد العلمية الأصولية كانت اقرب و لا سيما إذا أقرت نظرية الاجتهاد و التزمت بالاستنباط الاجتهادي دون الاجتهاد الاستقرائي كانت اقرب إلى المذهب الشيعي بخلاف الوقوف على المبادئ التقليدية كما يتمسك به القراءون من اليهود أو المحدثون من المسلمين أو الظاهريون من علماء الشيعة الامامية الذين ينطلقون من خلال التمسك بالأحاديث و الآيات القرآنية بحسب فهمها الأولي فان كل ذلك يؤدي إلى الوقوف و عدم الحركة العلمية بخلاف من يرى القول بنظرية التحرك العلمي و الابتكار في المبنى الأصولي.
و عليه فاليهودية المتطورة و المسيحية المتطورة بحسب الأسس العلمية الواقعية سوف تلائم تلك الحركة العلمية كما عليه الموكب العلمي المتطور عند المذهب الشيعي القائل بالحركة العلمية، بخلاف من يرى القول بنظرية التحرك العلمي و الابتكار في المبنى الأصولي.
و عليه يكون نقطة التقاء بين الأديان عن طريق الارتقاء العلمي المتطور فاذا كانت المذاهب الاسلامية تسير على وفق ذلك التطور العلمي يكون ايضا مورد التقاء الجميع.
فإذا كان هناك نقطة التقاء في مقام التطور العلمي و كان التقاء في القواعد الشرعية و التقاء في القيم و الإنسانية و في الجهات الأخلاقية و التقاء في المثل و الفضيلة و التقاء في المصالح المشتركة كان مورد صفاء فيما بين القلوب مع إلغاء الأنانية و الجهات العصبية و الجهة الإقليمية و عدم الركون إلى الأمور السياسية التي تبعدنا عن الحقيقة المشتركة فسوف يكون الالتقاء دائما.
ـ الرمزية و الوحدوية
يراد بالرمزية بما أشارت إليه الآية القرآنية في قوله تعالى: «قولوا لا اله إلا اللّه‏ تفلحوا». فإنها رمز للوحدة الآلهية التي هي شعار الموحدين التي تضم جميع رسالات السماء من غير أن يحدد بدين معين و إنما هي شعار الموحدين الذين نبذوا الشركة و قالوا بالوحدانية فاليهودية وحدوية و المسيحية و حدوية عندما يلتزمون بالاسس العلمية و الإسلام وحدوي.
إلا أن ما تشير إليه الآية في قوله تعالى: «لا تقولوا ثلاثة انتهوا» بيان لحالة من يقول بالأقانيم الثلاثة سواء كان على الصعيد المسيحي المتشدد أم لغيرهم ممن يلتزم بهدا الاتجاه حتى ما قبل المسيحية من الثنوية أيضا و ما يمثل هذا الاتجاه لايكون رمزا. للمسيحية المنكرة لهذا المبدأ حيث ان من المسيحية ما يكون بعض مجتمعها من الأصوليين المتشددين.
كما أن بعض اليهود ممن يلتزم بالأصولية المتشددة فلا تكون اليهودية واجهة للجميع.
و هكذا الحال بالنسبة إلى بعض المسلمين الذين خرجوا عن القواعد الشرعية لا يكون واجهة و اسما عاما لجميع المسلمين و إن لم يخرجوا عن مقام التسمية.
فعليه إن نداء الوحدة و شعار الوحدوية لمن رفع يد السلم و الإخاء و أعلن بيده نحو التسامح و الصفاء دون اخذ الدين شعارا مجردا و إن استلزم في تمسكه و تشدده سحق كرامة الدين الواقعي و إعطاء الفرصة للآخرين النقد اللامشروع كما نلاحظ في التوراة و الإنجيل في مادة السلم و السلام قد اعتبر فيها الاخوة و الإخلاص و المحبة و الصدق و الأمانة فذاك يكون مورد الالتقاء و التقارب.
و من الملاحظ أن موضوع الرمزية كما تحدثنا عنها في كتابنا نقد المذهب التجريبي اصبح لها الأثر في جميع الأصعدة العلمية و السياسية و لم تكن منحصرة في موضوع محدد.

نتيجة البحث
بعد بيان مقدمة البحث و استعراض أسس التقريب بين الأديان نصل إلى نتيجة البحث و هي أن الأديان جميعا سواء أخذت بالمفهوم العام بمعنى الإسلام أم بالمفهوم الخاص و هي رعاية الأسس و الضوابط التي يمكن التقاء الأديان كلها تحت معايير تلك الضوابط و الأسس.
و عليه فالإسلام و اليهودية و النصرانية اخوة على نحو ذلك المفهوم الكلي و ذلك عند الدخول في إطار القيم و الإنسانية فيكونون عندئذ قلبا واحدا في مجال الأخلاق الفاضلة و يكونوا فكراً واحدا في مقام التطور العلمي كما يكونون جسدا واحدا في مقام التحدي ضد رسالات السماء.
كما نوجه خطابنا للمسيحية خاصة حيث نظر القرآن اليهم نظر العطف و المحبة و أشار إليهم بقوله تعالى: «و اذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق»[10] كناية عن أن إفاضة الدمع من أعينهم دلالة على ما يحملونه من المحبة و العطف و الأخلاق و الرجوع إلى الواقعية دون الالتزام بالتعنت و الأنانية.
كما نوجه خطابنا لليهودية عندما تتجرد عن العصبية و التزمت بالمنطقية و الإنسانية و حكّمت منطق الضمير دون منطق النطق اللفظي فسوف يكون مورد التقاء في الفكر و الإنسانية و لندرك أن العالم مقيد على التقاء العقول و تلاقح الأفكار و احتضان كل إنسان مع أخيه الإنسان.
و أن ننبذ الكلمات المستوردة لتفتيت الإنسانية كالإرهابية و الطبقية و الإقليمية و الأصولية (المتشددة) و الشعوبية و الحزبية و نحوهما فيما يخترعه العالم السياسي لتمزيق الشعوب فان العالم البشري سوف يدرك أن هذه الكلمات قصد بها تمزيق الوحدة البشرية فعلى العالم اليقظة و الانتباه و فتح أبواب التعارف فيما بين الشعوب فانه أولى من الانغلاق.
التقريب بين المذاهب الاسلامية
نبتدأ الحديث أولاً: عن التقريب بين المذاهب الاسلامية.
ثانيا: مع الحفاظ على حرية الرأي و الدفاع عن وحدة الصف و لكن ذلك يحتاج إلى البحث عن طبيعة الإطار العام في الدخول تحت مظلة الوحدة الاسلامية تحت رابطة الأعتصام بحبل اللّه‏ والاجتماع الموحد الذي يربط الجميع تحت الدعوة إلى اللّه‏ و الإيمان بالرسالة وألغاء الفوارق، الذي يمثل هذا المفهوم في الآية الكريمة بقوله تعالى: « واعتصموا بحبل اللّه‏ جميعا و لا تقرقوا »[11] و من الملاحظ أن القرآن الكريم يكرر موضوع الوحدة كما يؤكد عدم التفرق بعد أن تكون أمة واحدة قد اعتصمت بحبل اللّه‏ جميعاً فيقول القرآن في بيان الوحدة بقوله تعالى: « ان هذه امتكم امة واحدة و انا ربكم فاعبدون »[12] فاستعمل القرآن لفظ الأمة لعدة معاني منها مطلق الجماعة وللامام والقدوة كما في قوله تعالى: « ان ابراهيم كان امة قانتا »[13]، و بمعنى الثبات على الدين و الدنيا أو للدين نفسه[14] ، و بعد ما تطرق الطوسي رحمه‏الله إلى هذه المعاني بعد ذكرها قال معقبا: «و لأمة أهل الملّة الواحدة كقولهم أمة موسى و أمة عيسى و أمة محمد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.»
كما أن القرآن يتطرق إلى كثير من معاني الوحدة أيضا مثل الوحدة البشرية كقوله تعالى: « يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند اللّه‏ اتقاكم »[15]. و يقصد إلغاء جميع الفوارق القومية والرجوع إلى الوحدة التي تجمع سمات الإيمان والتقوى و عدم القبيلة كما أن القرآن يرشد إلى معنى الالتفاف و التعارف.
كما أن القرآن يرشد إلى الوحدة بمنظار الأديان والعلاقة المترابطة تحت ظلة التوحيد كما في قوله تعالى: « ان الدين عند اللّه‏ الاسلام »[16]، أو قوله تعالى: « فمن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه »[17]، فكل الأديان تخضع تحت سماء التوحيد كما في قوله تعالى: « قال يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمةسواء بيننا و بينكم ان لا نعبد الا اللّه‏ و لا نشرك به شيئا »[18]، و أن تقع الوحدة في مفهوم التوحيد بما يوجب الإخلاص له في الدين كما في قوله تعالى: « و ما امروا الا ليعبدوا اللّه‏ مخلصين له الدين »[19].
إن قانون الوحدة في التوحيد تشترك فيه جميع الأنبياء كما في قوله تعالى: « انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده و اوحينا الى ابراهيم واسماعيل »[20].
و عليه فمنطق القرآن يرشد إلى الوحدة في مسيرة العقل البشري كما يرشد وحدة الأديان و سير سنن الأنبياء.
كما أن من الأمور المتفق عليها في المذاهب الاسلامية مما هي متحدة عند الجميع التوحيد و النبوة و المعاد و عند بعض المذاهب الالتزام بالعدل بإضافة الإمامة عند الامامية.
كما انه في نظر المعتزلة يرون الأصول خمسة التوحيد الذي به نفي الصفات الزائدة على ذاته المقدسة العدل و الوعد و الوعيد و هو معنى وجوب وفاء اللّه‏ بما أوعد به والقول بالمنزلة بين المنزلتين و هي عبارة أن مرتكب الكبيرة ليس مؤمنا ولا كافرا و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و عليه أن ما يرتكز عليه وجود التقريب أن يستقر على الأصول من التوحيد و النبوة والمعاد أما بإضافة العدل كما عليه المتعزلة و الامامية بأضافة الإمامة كما عليه الامامية.
ثم أن هناك نقطة مهمة توجب التقارب أيضاً ما ورد عن النبى صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهفي قوله: «من اصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»[21].
و دلالته على أن الأمة الإسلامية واحدة فلا بد أن يشعر المسلم ما يقع على أخيه المسلم من الاضطهاد و سلب الكرمة و التعدي على حقه فيشاركه في مأساته و محنه و لا يتركه وحده من غير ان يدافع عنه بكل ما لديه من طاقة.
ان ما ينطلق إليه الاسلام في الصدر الأول تجده يجعل علاقات اجتماعية كعقد الاخوة بين المهاجرين و الأنصار و بين علي عليه‏السلام و رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و عقد الاخوة بين حمزة بن عبد المطلب و زيد بن حارثة و بين جعفر بن أبي طالب و معاذ بن جبل[22] كل ذلك يعطي الانطباعة عن هوية الإسلام الاجتماعية و بعين ذلك يكشف عن الحالة في التحرر القومي و رفع الطبقية و لكن هذا لا يمنع الاسلام أن يلتزم بالاخوة في النسب سواء كان من الأبوين أم من ألام و يعقد على ذلك ترتب آثار الميراث أو يلتزم بالاخوة في الرضاع كما يشير إليه القرآن الكريم « وإمائكم اللاتي ارضعنكم و اخواتكم في الرضاعة »[23]، أو يلتزم بالاخوة في الجانب القومي كما في قوله تعالى: « واذكر اخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف »[24] أو في قوله تعالى: « إذ قال اخوهم نو ح ألا تتقون »[25]، أو قوله تعالى: « لقد ارسلنا الى ثمود أخاهم صالحا »[26]، و قوله تعالى: « و الى مدين أخاهم شعيبا »[27]، كل ذلك يثبث الاخوة و بعين ذلك ينظر إلى التحرر القومي الذي ينفي الجانب التديني و إنما التحرر الذى يربط بين المولى و السيد في ظل نورانية الاسلام و يحرض على أن الاخوة الحقيقة ان تكون تحت شعار الاخوة في الايمان كما في قوله تعالى: « انما المؤمنون اخوه فاصلحوا بين اخويكم »[28]، و قوله تعالى: « واعتصموا بحبل اللّه‏ جميعا و لا تفرقوا واذكروا نعمة اللّه‏ عليكم اذا كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا »[29].
و هذة الآية تشير إلى ما وقع بين الأوس و الخزرج من عام (120) بوجود عداء مرير كما انه لم يعدم المشاعر القومية كما في قوله تعالى: « يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند اللّه‏ اتقاكم »[30]. إلا أن الشعور القومي في نظر القرآن جعله تحت ضوابط إيمانية.
ثم أن آية الألفة تشير إلى التقارب و خلق الصفاء والمودة و عدم إظهار البغضاء كما أن القرآن أطلق الاخوة بين اليتيم والمقيم عليه و جوز له أن يخالط مال القيم مع اليتيم لاجل المصلحة والدفاع عن حقوقه فقال سبحانه: « و ان تخالطوهم فاخوانكم »[31].


المصدر بحث رقم ( 143 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري

[9] . الموسوعة العربية الميسرة ج 1 ص 138 ـ مادة استاطيقا. [10] . المائدة / 82. [11] . آل عمران / 103 [12] . الأنبياء / 92 [13] . النحل / 120 [14] . تفسير البيان للشيخ الطوسي [15] . الحجرات / 13 [16] . المجادلة / 19 [17] . آل عمران / 85[18] . آل عمران / 64[19] . البينة / 5 [20] . النساء / 163 [21] . الكافي ـ الكليني ـ كتاب الايمان والكفر الباب. 7 حديث 1 ـ 5 [22] . سيرة ابن هشام ج 2 ص 146 ـ 168 [23] . النساء / 235 [24] . الأحقاف / 21 [25] . الشعراء / 106 [26] . النمل / 45 [27] . العنكبوت / 36 [28] . الحجرات / 10 [29] . آل عمران / 103 [30] . الحجرات / 3 [31] . البقرة / 22
 
عودة
أعلى