خالد طالب عرار
New member
- إنضم
- 19 فبراير 2009
- المشاركات
- 39
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
العصرُ العبوديّ
في بقعةٍ منسيةٍ
في عالَمٍ منسيّ ..
نعيشُ في العصرِ العبوديّ البعيد .
حيث الحياة , لا حياة
وحيث كلّ كائنٍ مهدّدٌ
بأن يموتَ واقفاً
بأن يموتَ جالساً ..
يموت قرب زوجه
أو قربَ أطفالٍ يُحيلونَ الترابَ وطناً
يبنون من رمل البحار أمَلاً
والصدفا
نعيش في العصر العبوديّ الذي
أذلّنا ..
أذاقنا الويلاتِ بالمجّان
نعيش.. لا نعيش ..!
ماشيةً تساق نحو حتفها مسرورةً
وتصعد السلالم الآلية
تسابق الرياح كي تموت
ففي حياة موتنا حياة جيلٍ كاملٍ ..!
نموت حتى لا يموتَ الرمل
فصبيتي يبنون فوق رملهم بلادنا,
بلادنا القريبة البعيدة
يبنون بيتاً ,
قمراً,
شمساً توزّع قُبلةً لفجر يومٍ مزهرٍ
يبنون عشّ طائرٍ أقيمَ فوقَ تلّةٍ ,
يطير قرب كوخنا
ليُبلِغ السلام
... ...
نعيش في العصر العبودي الذي قيّدنا
جوّعنا
فنأكل الأحزان كلّ ليلةٍ
ونشربُ العلقم والمرَّ
في مقابر الأيام
نبعدُ في كلّ يومٍ زمناً
عن حاضرٍ
عن فكرةٍ
عن بسمةٍ لثورةٍ
نهيمُ حول غايةِ العبيد والإماء
ونشتهي حياتَهم
ففي حياة أيّهم طموحهم ,
أفكارهم ,
ونحن يا أميرتي المنسيّة
تُعدُّ أنفاسٌ علينا إن رغِبنا غيرها
فنحن حتى الآن ..
قوارضٌ في غابةٍ مجهولةً
تسكنها الغيلان
... ...
يا سيدي ..
لسنا الذين أحرقوا الحقول
ولوّثوا الهواء والدواء , والفصول
لسنا الذين أعدموا مشرّداً
واغتصبوا سيدةً في خيمة العزاء
وبدلّوا العطورَ بالغاز المُسيلِ للدموع
لسنا الذين أشعلوا التنور
وحرّقوا الأجساد دون رحمةٍ
وحرّقوا البذور
بل نحن جزءٌ يا أخي .. يا أبي
يا سيدي .. يا ........
كنّ أيّ شيٍّ ترتضيه
نحنُ منها .. ولها ..
ورملها مع دمنا يسير إذ نسير
ولوزها , وتينها , زيتونها,
رمّانها , جبالها , سهولها ,
وديانها , صخورها
تكون إذ نكون
يا أيها المذكور قبل برهةٍ ,
ارفقْ قليلاً
علّنا نُعدّ مثل أمّةٍ تموت عند آخر الطريق
ولا تموت سيدي برغبة الحريق
ولا تموت فديةً للزمن الغريق
ولا تموت بين فكيّ ماردٍ
أو تاجر الرقيق
... ...
نعيش في العصر العبوديّ الذي
يريدنا عوناً لكلّ الناس
ونخدم الأقزام والحراس
وننحني حتى يمرّوا فوقنا
لأننا ( المَداس )
ففي فناء بيتنا ساريةٌ
نعرفها بأمّنا
تحضننا بحبلها السُريّ ,
كي نعيش ..!
تُرضِعُنا حليبها
تكفكف الدموع عند سيلها
وما لنا سوى حماها وطنٌ
ندور في مدارها
نعود عند البدء كي ندور
فعلّمونا لغةً جديدةً
ومنهجاً جديداً
فإن أردتم أن يدوم الرزّ والدقيق
قولوا سمعنا سيدي ..
قولوا أطعنا سيدي ..
ولتطلبوا المزيد .. والمزيد .. والثريد ..!
وإن أردتم أن نكفّ عنكمُ
فلتحرقوا زروعكم ..
وتُعدِموا أفكاركم ..
وتقتلوا أنفسكم ..
حتى نتوبَ عنكمُ
ونُخمِد الحريق
ولقد قرأنا سابقاً أنّكمُ زائدةٌ دودية
فلا مكان فوق أرضكم لكم
هيا ارحلوا لكوكبٍ سيّار,
للبحر إن أردتمُ
تنفّسوا في الماء كالأسماك
هيا ارحلوا
لأي تاريخٍ هناك أبكما
شريطةً ..
أن لا يكون ظاهراً معنّوناً
... ...
نعيش في العصر العبودي الذي
بفضله تجمدتْ عقولنا
وأصبح التفكير في الطعام , والشرابِ ,
والمبيتِ , والنساء
وأصبحتْ أيامُنا واحدةً
فيومُنا .. كسالف الأيام
وشِعرنا في الحبّ والغرام
وحول ضوء شمعةٍ ندور للأمام
لكي نلاقي حتفنا
فراشةً .. فراشةً نصارعُ الآلام
... ...
نعيش في العصر العبوديّ الذي قانونه
الموتُ للحمام
ولتذبَحوا السلام
ولتخلعوا من فوق أرضكم هنا
ظاهرة الإقدام
نعيش كي نموت
في عالم الإعدام
نعيش في العصر العبودي الذي
أحالنا أحجار نرد
فمن يدٍ إلى يدٍ ,
إلى رهانِ سيدٍ
تُديرنا أناملٌ كالكرة الفضية
لِنَختَفي إلى الأبد
لأننا بلا وِفاقٍ إخوتي
رغم العدد
لأننا نعوم فوق نهرٍ هادرٍ
مثل الزبد
وصوتنا يخافُ أن يُخيف
ويكره التجديف
رغم انتمائي ,
وانتماء إخوتي إلى البلد
نعيش في العصر العبوديّ الذي
أمدّنا بلا مدد
وساقنا إلى الجحيم تارةً
وتارةً إلى الحياة في كبد
لأننا ( النشازُ ) في المعادلة
وحلمنا بلا وتد
نعيش كي نموت .. وحسبنا الوكيل
والرحيم , والقدير, والصمد
في بقعةٍ منسيةٍ
في عالَمٍ منسيّ ..
نعيشُ في العصرِ العبوديّ البعيد .
حيث الحياة , لا حياة
وحيث كلّ كائنٍ مهدّدٌ
بأن يموتَ واقفاً
بأن يموتَ جالساً ..
يموت قرب زوجه
أو قربَ أطفالٍ يُحيلونَ الترابَ وطناً
يبنون من رمل البحار أمَلاً
والصدفا
نعيش في العصر العبوديّ الذي
أذلّنا ..
أذاقنا الويلاتِ بالمجّان
نعيش.. لا نعيش ..!
ماشيةً تساق نحو حتفها مسرورةً
وتصعد السلالم الآلية
تسابق الرياح كي تموت
ففي حياة موتنا حياة جيلٍ كاملٍ ..!
نموت حتى لا يموتَ الرمل
فصبيتي يبنون فوق رملهم بلادنا,
بلادنا القريبة البعيدة
يبنون بيتاً ,
قمراً,
شمساً توزّع قُبلةً لفجر يومٍ مزهرٍ
يبنون عشّ طائرٍ أقيمَ فوقَ تلّةٍ ,
يطير قرب كوخنا
ليُبلِغ السلام
... ...
نعيش في العصر العبودي الذي قيّدنا
جوّعنا
فنأكل الأحزان كلّ ليلةٍ
ونشربُ العلقم والمرَّ
في مقابر الأيام
نبعدُ في كلّ يومٍ زمناً
عن حاضرٍ
عن فكرةٍ
عن بسمةٍ لثورةٍ
نهيمُ حول غايةِ العبيد والإماء
ونشتهي حياتَهم
ففي حياة أيّهم طموحهم ,
أفكارهم ,
ونحن يا أميرتي المنسيّة
تُعدُّ أنفاسٌ علينا إن رغِبنا غيرها
فنحن حتى الآن ..
قوارضٌ في غابةٍ مجهولةً
تسكنها الغيلان
... ...
يا سيدي ..
لسنا الذين أحرقوا الحقول
ولوّثوا الهواء والدواء , والفصول
لسنا الذين أعدموا مشرّداً
واغتصبوا سيدةً في خيمة العزاء
وبدلّوا العطورَ بالغاز المُسيلِ للدموع
لسنا الذين أشعلوا التنور
وحرّقوا الأجساد دون رحمةٍ
وحرّقوا البذور
بل نحن جزءٌ يا أخي .. يا أبي
يا سيدي .. يا ........
كنّ أيّ شيٍّ ترتضيه
نحنُ منها .. ولها ..
ورملها مع دمنا يسير إذ نسير
ولوزها , وتينها , زيتونها,
رمّانها , جبالها , سهولها ,
وديانها , صخورها
تكون إذ نكون
يا أيها المذكور قبل برهةٍ ,
ارفقْ قليلاً
علّنا نُعدّ مثل أمّةٍ تموت عند آخر الطريق
ولا تموت سيدي برغبة الحريق
ولا تموت فديةً للزمن الغريق
ولا تموت بين فكيّ ماردٍ
أو تاجر الرقيق
... ...
نعيش في العصر العبوديّ الذي
يريدنا عوناً لكلّ الناس
ونخدم الأقزام والحراس
وننحني حتى يمرّوا فوقنا
لأننا ( المَداس )
ففي فناء بيتنا ساريةٌ
نعرفها بأمّنا
تحضننا بحبلها السُريّ ,
كي نعيش ..!
تُرضِعُنا حليبها
تكفكف الدموع عند سيلها
وما لنا سوى حماها وطنٌ
ندور في مدارها
نعود عند البدء كي ندور
فعلّمونا لغةً جديدةً
ومنهجاً جديداً
فإن أردتم أن يدوم الرزّ والدقيق
قولوا سمعنا سيدي ..
قولوا أطعنا سيدي ..
ولتطلبوا المزيد .. والمزيد .. والثريد ..!
وإن أردتم أن نكفّ عنكمُ
فلتحرقوا زروعكم ..
وتُعدِموا أفكاركم ..
وتقتلوا أنفسكم ..
حتى نتوبَ عنكمُ
ونُخمِد الحريق
ولقد قرأنا سابقاً أنّكمُ زائدةٌ دودية
فلا مكان فوق أرضكم لكم
هيا ارحلوا لكوكبٍ سيّار,
للبحر إن أردتمُ
تنفّسوا في الماء كالأسماك
هيا ارحلوا
لأي تاريخٍ هناك أبكما
شريطةً ..
أن لا يكون ظاهراً معنّوناً
... ...
نعيش في العصر العبودي الذي
بفضله تجمدتْ عقولنا
وأصبح التفكير في الطعام , والشرابِ ,
والمبيتِ , والنساء
وأصبحتْ أيامُنا واحدةً
فيومُنا .. كسالف الأيام
وشِعرنا في الحبّ والغرام
وحول ضوء شمعةٍ ندور للأمام
لكي نلاقي حتفنا
فراشةً .. فراشةً نصارعُ الآلام
... ...
نعيش في العصر العبوديّ الذي قانونه
الموتُ للحمام
ولتذبَحوا السلام
ولتخلعوا من فوق أرضكم هنا
ظاهرة الإقدام
نعيش كي نموت
في عالم الإعدام
نعيش في العصر العبودي الذي
أحالنا أحجار نرد
فمن يدٍ إلى يدٍ ,
إلى رهانِ سيدٍ
تُديرنا أناملٌ كالكرة الفضية
لِنَختَفي إلى الأبد
لأننا بلا وِفاقٍ إخوتي
رغم العدد
لأننا نعوم فوق نهرٍ هادرٍ
مثل الزبد
وصوتنا يخافُ أن يُخيف
ويكره التجديف
رغم انتمائي ,
وانتماء إخوتي إلى البلد
نعيش في العصر العبوديّ الذي
أمدّنا بلا مدد
وساقنا إلى الجحيم تارةً
وتارةً إلى الحياة في كبد
لأننا ( النشازُ ) في المعادلة
وحلمنا بلا وتد
نعيش كي نموت .. وحسبنا الوكيل
والرحيم , والقدير, والصمد