[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
على ألَقِ الإيمانِ تسنو المآذِنُ=وتسمو على نورِ العلومِ المدائنُ
فبالعلمِ والإيمانِ تُبْنى حضارةٌ=وبالخُلُقِ السامي يُصاغُ المُواطِنُ
وللهِ ترقى حيثما العدلُ قائمٌ=وتهْوى لِقاعٍ أينما الظُّلْمُ كائنُ
تمدُّنُنا زيْفٌ وبِاسْمِ تحضُّرٍ=فَعُهْرهُ فنٌّ والتَّعرِّيْ محاسِنُ
تفشَّتْ بعلمانيَّةِ الغربِ نهضةٌ=مفاخِرُها بالعالمِ اليومَ بائنُ
تفوُّقُها العلميُّ فاق تصوُّراً=بمُعْجزةِ العقلِ التقدُّمُ دائنُ
فقدْ قطعتْ شوطاً كبيراً لرُفعةٍ=رستْ برعاياها لِما هُوَ آمِنُ
كما فتحتْ في الكونِ عن بشريَّةٍ=مِنَ البِدْعِ آفاقاً لها الغيْبُ ذاعِنُ
بنهضتِها للمجدِ يُحكى تطوُّرٌ=تغذّيْ النُّهى بالجاهليّةِ لكِنُ
فلا يخْدعنَّ المرْءَ حُسْنُ شُعوبِها=بظاهرِ هذا الحُسْنِ لَلْقُبْحُ باطِنُ
طغى الجانبُ المادِّيُّ فيهم مع الأنا=على الجانبِ الروحيِّ ما الشّرُّ كامِنُ
علاقاتُهم مبنيَّةٌ كُلُّها على=مصالحَ دُنيا والتداني كوامنُ
إذِ الحُبُّ طُعْمٌ عندَهُمْ في شعورِهم=سَواءٌ لِجنْسٍ كانَ أمْ مالَ طاعِنُ
فأمّا أنا فالحُبُّ عندي مبادئٌ=سماوِيَّةٌ للذَّوْبِ في البعضِ ضامِنُ
تولَّعَ قلبي شغفاً بجميلةٍ=وأجْملُ مِن طلعتِها الخُمْرُ زائنُ
أأروعُ منها الحورُ أم هِيَ أروعٌ؟=لقد حار فيها العقلُ واللحظُ ساجِنُ
فمُذْ وقعتْ نفسي عليها كأنني=ولم أرَ من أنثى سوى هيَ كائنُ
هِيَهْ قدري مهما يكُن من قضائها=لها أنذا بالوُدِّ وجديَ شُاحِنُ
لَئنْ بَعُدتْ فالقلبُ عينٌ أرى به=هوى بالهوى فيما هُوَ الشوقُ ساخِنُ
سقى الشوقُ أنفاسي حياةً بذكْرِها=ونفسي بدفءِ القلبِ للحبِّ حاضِنُ
هِيَهْ أولٌ عندي وثانٍ وثالثٌ=مدى العُمْرِ حتى سابعٌ أنا ثامِنُ
زُمُرُّدةٌ في جوهرٍ وزَبَرْجَدٌ=ولؤلؤةٌ محّارُها السِّتْرُ حاصنُ
بَهِيٌّ مُحيّاها بِرَوْنَقِ زَنْبَقٍ=زَكَتْ بشذا الجنّاتِ والرِّيقُ رادنُ
تقاسيمُ خَوْدٍ أم تقاطيعُ غادةٍ=لَتَأْخُذُ بالألبابِ والوصْفُ خائنُ
كما البدرِ في روعتِه قمريَّةٌ=لَتَنْطِقُ من حُسْنِ رَواها المفاتِنُ
تَجَلَّتْ لإبداعِ الطبيعةِ لوحةً=ربيعيّةً تهفو إليها المحاسِنُ
ملاكٌ بوجْهِ الشمسِ يَنْدرُ مثلُها=وإن وُجِدَ المِثْلُ اعْتَرَتْه الضغائنُ
فمِنْ خُلُقٍ والخِلْقَةُ اكْتَمَلَتْ بها=إلهيَّةٌ في بِدْعِها الرَّوْعُ داجنُ
لآلهةُ الحُسْنِ الإلهيِّ كُلُّها=تَخُرُّ لديها بانْبِهارٍ هَوازِنُ
تَعُجُّ صِباً والجاذبيَّةُ مذ صبتْ=خياليّةٌ من سحرِها القِدُّ لاسنُ
كأن القوامَ اليافعَ الغَضَّ تُحفةٌ=عَصِيٌّ على التوصيفِ بالعجْزِ راجنُ
برائعةِ التشكيلِ والشكلُ روعةٌ=روائعُ فنِّ العبقريَّةِ وازنُ
ملامحُ أسطوريَّةٌ بل ملاحمٌ=خُرافيّةٌ قُبِّحْنَ منها القرائنُ
مُنَمْنَمَةٌ - تاجُ الفُنونِ – ترصَّعتْ=تصاويرُها بالدُّرِّ والرَّسمُ فاتِنُ
جمالٌ بديعٌ صقلتْه عفافةٌ=بأرْوعَ مما أبدعَتْه الجنائنُ
لَيَحْنيْ بإجلالٍ لها القمرُ القَفا=ومن خجلٍ مُنْخَسِفٌ فهْوَ ساكِنُ
هُلامِيَّةٌ في مشيِها فتراقصت=مِنَ اللينِ تُفَّاحٌ لها الوقْعُ لاحِنُ
ربا أَبْنَجٌ في الرّوْضِ، زاهٍ تأرْجحاً=سماءً فأرْضاً، شَيِّقُ اللُّبِّ لادِنُ
على مرْمرِيِّ الصّحْنِ زهْرٌ تَفَرْوَلَتْ=إذا ابْتَسمَتْ شقَّتْ عليْها المَواطِنُ
غزاليَّةُ الخِصْرِ ظِبائيَّةُ الطُّلا=مهائيَّةُ اللحْظِ وبالقِدِّ شادِنُ
تغارُ عليها نفْسُها مِنْ عُيونِها=ويَحْسِدْنَها مِنْ سِحْرِ هذا الشَّوادِنُ
هِيَهْ فَرَسٌ لا تَمْتَطِيهِ فوارِسٌ=لها فارِسٌ فَرْدٌ ودودٌ مخادِنُ
تُحِبُّهُ حُبًّا وهْو حُبًّا يُحِبُّها=حقيقٌ بِطرْقِ السّطحِ تجْلو المعادِنُ
يكادُ يطيرُ القلبُ مِن فرحٍ بها=ومِن مرحٍ في ساحِها الوجهُ مازِنُ
يُخامِرُني مِنْها شُعورٌ مُماثِلٌ=بأنَّ الهوى تَضْحِيَةٌ وتَعاوُنُ
تُبادِلُنيْ عَذْبَ الغَرامِ وإنّنيْ=إزاءَ اللِّقاءِ الشّاعِريِّ مُلاسِنُ
أُغازِلُها فيما يُثيرُ بِلاهبٍ=ولَيْسَ بِقاموسِ المُحبِّين ماجِنُ
أُقَبِّلُ ثغْراً مثلما لَثَمَتْ فَما=تَغَنّى ابْتهاجاً باسْمِها لا يُداهِنُ
على رغم وُدٍّ يُسْتَشَفُّ تبايُنٌ=ألا حبّذا لمّا يسودُ التّضامُنُ
لِيَهْ ذِكْرِياتٌ حُلْوَةٌ معَها بِما=حيا بيْننا لمَّا المَودَّةَ صائنُ
رَسَمْتُ لها في باطِني حينُ صورةً=ولا أرْوَعٌ منها سِوى الوَصْلُ راهِنُ
يُمَزِّقُني الهُجْرانُ أيَّ مُمَزَّقٍ=كمُسْتَضْعفٍ ضاقتْ عليْه المَواطِنُ
فَمِنْ حيثُ لا أدري على حين غَرَّةٍ=رمتني بِهجْرٍ بِئسما العبدُ خائنُ
فلم أكْترثْ صِدْقاً لِما صنعَتْ بِيَهْ=متى يسْتحِقُّ الحُبَّ مَنْ له دافِنُ
مع الوقْتِ والحقُّ يُقالُ مُحَطَّمٌ=دمِي جامِدٌ للْعِرْقِ والقلْبُ واهِنُ
رفَعْتُ يدي للهِ بِالعوْنِ والنّدى=يُغِنِّي لِلَمِّ الشَّمْلِ والبُغْضَ لاعِنُ
شُغِفْتُ بها حُبّا بكلِّ جوارحي=فأنّى بِلحْظٍ يَقْلِعُ العِشْقَ شائنُ
تكشَّفَ لي بالحبِّ ما في ضميرِها=كأني وهذا الحالُ بِالنّفْسِ كاهِنُ
قفي عندكِ للهِ دونَ مُنَفّرٍ=كفى طالما مُسْتنقعُ الكُرْهِ آسِنُ
كفرْتُ بأحقادٍ وآمنتُ بالهوى=وترتيلةُ الإيثارِ للِّذّات خاتِنُ
حنيناً لِماضينا وذِكرى محبّةٍ=عطايا التفاني بالأحاسيسِ قاطِنُ
أُذَكِّرُ وجداني بعشقٍ مُطهّرٍ=لِتَحْتَفِلَ الأزمانُ لي والأماكِنُ
تجيشُ اشْتِياقاً لِِلِّقاءِ عواطِفٌ=وللشّوقِ حيناً بالهُيامِ تزامُنُ
هُنا الشوقُ نورٌ من جلالِ صبابةٍ=كما لاعِجِ الوجدانِ في المَسِّ راكِنُ
أفي اللهِ شكٌّ بعد معرفةٍ به=أمِن بدَلٍ أرضى لها أو أهادِنُ
عَلِمْتُ بِما لا يَقْبَلُ الشَّكَّ أنّها=بِقَبْضَةِ داءٍ قيلَ للرّوحِ كافِنُ
تَمَنَّيْتُ فيما بعْدُ لو مُتُّ قبلما=شُكوكٍ بمَن لي في حشاياهُ خازِنُ
فمعْذِرَةً للهِ سيّدتي ألا=غَفرْتِ ذنوبي والخطايا عواهِنُ
لَيُطْرِبُني مِن وِجْدِها الثّغرُ باسماً=أُحِبُّكَ والنّجْوى بِذكْراكَ لاسِنُ
تقطَّعَ قلبي حسْرةً مِن فِراقِها=فمَن بعْدها لي في المُلِمَّاتِ خادِنُ
لََكمْ يَدْفَعُ العُشاقُ مِن ثمنٍ له=لِيبْقَ الهوى حيًّا ولِلْهجْرِ ساحِنُ
متى يجمعُ المعشوقُ شملَ أحبّةٍ=بدارِ سلامٍ إذ يزولُ التّبايُنُ
أَيَقْتُلُني البيْنُ الذي قد فرى الجوى=وهل موعدُ اللُّقيا مع الشوقِ حائنُ
أُرَصِّعُ فُلاًّ قبرَها وقُرُنْفُلاً=مُنَدًّى بماءِ الوردِ والذِّكرُ عاهِنُ
أُفاتِحُها توْقاً بفاتحةِ الهوى=لَعلِّي وإيّاها لدى اللهِ يامِنُ
وفِيٌّ أنا باقٍ إليها ومُخلِصٌ=هِيَهْ كعبةٌ عنديٌ وإني لَسادِنُ
ولِلْهجرِ مهما يَعْسُرُ الوصْلُ مُنتهىً=إلى المُلتقى في الخالدين التحاضُنُ
حياةٌ بِلوْنِ الوُدِّ وردِيَّةٌ فلا=تشاحُنُ فيما بيننا أو تطاحُنُ[/poem]
على ألَقِ الإيمانِ تسنو المآذِنُ=وتسمو على نورِ العلومِ المدائنُ
فبالعلمِ والإيمانِ تُبْنى حضارةٌ=وبالخُلُقِ السامي يُصاغُ المُواطِنُ
وللهِ ترقى حيثما العدلُ قائمٌ=وتهْوى لِقاعٍ أينما الظُّلْمُ كائنُ
تمدُّنُنا زيْفٌ وبِاسْمِ تحضُّرٍ=فَعُهْرهُ فنٌّ والتَّعرِّيْ محاسِنُ
تفشَّتْ بعلمانيَّةِ الغربِ نهضةٌ=مفاخِرُها بالعالمِ اليومَ بائنُ
تفوُّقُها العلميُّ فاق تصوُّراً=بمُعْجزةِ العقلِ التقدُّمُ دائنُ
فقدْ قطعتْ شوطاً كبيراً لرُفعةٍ=رستْ برعاياها لِما هُوَ آمِنُ
كما فتحتْ في الكونِ عن بشريَّةٍ=مِنَ البِدْعِ آفاقاً لها الغيْبُ ذاعِنُ
بنهضتِها للمجدِ يُحكى تطوُّرٌ=تغذّيْ النُّهى بالجاهليّةِ لكِنُ
فلا يخْدعنَّ المرْءَ حُسْنُ شُعوبِها=بظاهرِ هذا الحُسْنِ لَلْقُبْحُ باطِنُ
طغى الجانبُ المادِّيُّ فيهم مع الأنا=على الجانبِ الروحيِّ ما الشّرُّ كامِنُ
علاقاتُهم مبنيَّةٌ كُلُّها على=مصالحَ دُنيا والتداني كوامنُ
إذِ الحُبُّ طُعْمٌ عندَهُمْ في شعورِهم=سَواءٌ لِجنْسٍ كانَ أمْ مالَ طاعِنُ
فأمّا أنا فالحُبُّ عندي مبادئٌ=سماوِيَّةٌ للذَّوْبِ في البعضِ ضامِنُ
تولَّعَ قلبي شغفاً بجميلةٍ=وأجْملُ مِن طلعتِها الخُمْرُ زائنُ
أأروعُ منها الحورُ أم هِيَ أروعٌ؟=لقد حار فيها العقلُ واللحظُ ساجِنُ
فمُذْ وقعتْ نفسي عليها كأنني=ولم أرَ من أنثى سوى هيَ كائنُ
هِيَهْ قدري مهما يكُن من قضائها=لها أنذا بالوُدِّ وجديَ شُاحِنُ
لَئنْ بَعُدتْ فالقلبُ عينٌ أرى به=هوى بالهوى فيما هُوَ الشوقُ ساخِنُ
سقى الشوقُ أنفاسي حياةً بذكْرِها=ونفسي بدفءِ القلبِ للحبِّ حاضِنُ
هِيَهْ أولٌ عندي وثانٍ وثالثٌ=مدى العُمْرِ حتى سابعٌ أنا ثامِنُ
زُمُرُّدةٌ في جوهرٍ وزَبَرْجَدٌ=ولؤلؤةٌ محّارُها السِّتْرُ حاصنُ
بَهِيٌّ مُحيّاها بِرَوْنَقِ زَنْبَقٍ=زَكَتْ بشذا الجنّاتِ والرِّيقُ رادنُ
تقاسيمُ خَوْدٍ أم تقاطيعُ غادةٍ=لَتَأْخُذُ بالألبابِ والوصْفُ خائنُ
كما البدرِ في روعتِه قمريَّةٌ=لَتَنْطِقُ من حُسْنِ رَواها المفاتِنُ
تَجَلَّتْ لإبداعِ الطبيعةِ لوحةً=ربيعيّةً تهفو إليها المحاسِنُ
ملاكٌ بوجْهِ الشمسِ يَنْدرُ مثلُها=وإن وُجِدَ المِثْلُ اعْتَرَتْه الضغائنُ
فمِنْ خُلُقٍ والخِلْقَةُ اكْتَمَلَتْ بها=إلهيَّةٌ في بِدْعِها الرَّوْعُ داجنُ
لآلهةُ الحُسْنِ الإلهيِّ كُلُّها=تَخُرُّ لديها بانْبِهارٍ هَوازِنُ
تَعُجُّ صِباً والجاذبيَّةُ مذ صبتْ=خياليّةٌ من سحرِها القِدُّ لاسنُ
كأن القوامَ اليافعَ الغَضَّ تُحفةٌ=عَصِيٌّ على التوصيفِ بالعجْزِ راجنُ
برائعةِ التشكيلِ والشكلُ روعةٌ=روائعُ فنِّ العبقريَّةِ وازنُ
ملامحُ أسطوريَّةٌ بل ملاحمٌ=خُرافيّةٌ قُبِّحْنَ منها القرائنُ
مُنَمْنَمَةٌ - تاجُ الفُنونِ – ترصَّعتْ=تصاويرُها بالدُّرِّ والرَّسمُ فاتِنُ
جمالٌ بديعٌ صقلتْه عفافةٌ=بأرْوعَ مما أبدعَتْه الجنائنُ
لَيَحْنيْ بإجلالٍ لها القمرُ القَفا=ومن خجلٍ مُنْخَسِفٌ فهْوَ ساكِنُ
هُلامِيَّةٌ في مشيِها فتراقصت=مِنَ اللينِ تُفَّاحٌ لها الوقْعُ لاحِنُ
ربا أَبْنَجٌ في الرّوْضِ، زاهٍ تأرْجحاً=سماءً فأرْضاً، شَيِّقُ اللُّبِّ لادِنُ
على مرْمرِيِّ الصّحْنِ زهْرٌ تَفَرْوَلَتْ=إذا ابْتَسمَتْ شقَّتْ عليْها المَواطِنُ
غزاليَّةُ الخِصْرِ ظِبائيَّةُ الطُّلا=مهائيَّةُ اللحْظِ وبالقِدِّ شادِنُ
تغارُ عليها نفْسُها مِنْ عُيونِها=ويَحْسِدْنَها مِنْ سِحْرِ هذا الشَّوادِنُ
هِيَهْ فَرَسٌ لا تَمْتَطِيهِ فوارِسٌ=لها فارِسٌ فَرْدٌ ودودٌ مخادِنُ
تُحِبُّهُ حُبًّا وهْو حُبًّا يُحِبُّها=حقيقٌ بِطرْقِ السّطحِ تجْلو المعادِنُ
يكادُ يطيرُ القلبُ مِن فرحٍ بها=ومِن مرحٍ في ساحِها الوجهُ مازِنُ
يُخامِرُني مِنْها شُعورٌ مُماثِلٌ=بأنَّ الهوى تَضْحِيَةٌ وتَعاوُنُ
تُبادِلُنيْ عَذْبَ الغَرامِ وإنّنيْ=إزاءَ اللِّقاءِ الشّاعِريِّ مُلاسِنُ
أُغازِلُها فيما يُثيرُ بِلاهبٍ=ولَيْسَ بِقاموسِ المُحبِّين ماجِنُ
أُقَبِّلُ ثغْراً مثلما لَثَمَتْ فَما=تَغَنّى ابْتهاجاً باسْمِها لا يُداهِنُ
على رغم وُدٍّ يُسْتَشَفُّ تبايُنٌ=ألا حبّذا لمّا يسودُ التّضامُنُ
لِيَهْ ذِكْرِياتٌ حُلْوَةٌ معَها بِما=حيا بيْننا لمَّا المَودَّةَ صائنُ
رَسَمْتُ لها في باطِني حينُ صورةً=ولا أرْوَعٌ منها سِوى الوَصْلُ راهِنُ
يُمَزِّقُني الهُجْرانُ أيَّ مُمَزَّقٍ=كمُسْتَضْعفٍ ضاقتْ عليْه المَواطِنُ
فَمِنْ حيثُ لا أدري على حين غَرَّةٍ=رمتني بِهجْرٍ بِئسما العبدُ خائنُ
فلم أكْترثْ صِدْقاً لِما صنعَتْ بِيَهْ=متى يسْتحِقُّ الحُبَّ مَنْ له دافِنُ
مع الوقْتِ والحقُّ يُقالُ مُحَطَّمٌ=دمِي جامِدٌ للْعِرْقِ والقلْبُ واهِنُ
رفَعْتُ يدي للهِ بِالعوْنِ والنّدى=يُغِنِّي لِلَمِّ الشَّمْلِ والبُغْضَ لاعِنُ
شُغِفْتُ بها حُبّا بكلِّ جوارحي=فأنّى بِلحْظٍ يَقْلِعُ العِشْقَ شائنُ
تكشَّفَ لي بالحبِّ ما في ضميرِها=كأني وهذا الحالُ بِالنّفْسِ كاهِنُ
قفي عندكِ للهِ دونَ مُنَفّرٍ=كفى طالما مُسْتنقعُ الكُرْهِ آسِنُ
كفرْتُ بأحقادٍ وآمنتُ بالهوى=وترتيلةُ الإيثارِ للِّذّات خاتِنُ
حنيناً لِماضينا وذِكرى محبّةٍ=عطايا التفاني بالأحاسيسِ قاطِنُ
أُذَكِّرُ وجداني بعشقٍ مُطهّرٍ=لِتَحْتَفِلَ الأزمانُ لي والأماكِنُ
تجيشُ اشْتِياقاً لِِلِّقاءِ عواطِفٌ=وللشّوقِ حيناً بالهُيامِ تزامُنُ
هُنا الشوقُ نورٌ من جلالِ صبابةٍ=كما لاعِجِ الوجدانِ في المَسِّ راكِنُ
أفي اللهِ شكٌّ بعد معرفةٍ به=أمِن بدَلٍ أرضى لها أو أهادِنُ
عَلِمْتُ بِما لا يَقْبَلُ الشَّكَّ أنّها=بِقَبْضَةِ داءٍ قيلَ للرّوحِ كافِنُ
تَمَنَّيْتُ فيما بعْدُ لو مُتُّ قبلما=شُكوكٍ بمَن لي في حشاياهُ خازِنُ
فمعْذِرَةً للهِ سيّدتي ألا=غَفرْتِ ذنوبي والخطايا عواهِنُ
لَيُطْرِبُني مِن وِجْدِها الثّغرُ باسماً=أُحِبُّكَ والنّجْوى بِذكْراكَ لاسِنُ
تقطَّعَ قلبي حسْرةً مِن فِراقِها=فمَن بعْدها لي في المُلِمَّاتِ خادِنُ
لََكمْ يَدْفَعُ العُشاقُ مِن ثمنٍ له=لِيبْقَ الهوى حيًّا ولِلْهجْرِ ساحِنُ
متى يجمعُ المعشوقُ شملَ أحبّةٍ=بدارِ سلامٍ إذ يزولُ التّبايُنُ
أَيَقْتُلُني البيْنُ الذي قد فرى الجوى=وهل موعدُ اللُّقيا مع الشوقِ حائنُ
أُرَصِّعُ فُلاًّ قبرَها وقُرُنْفُلاً=مُنَدًّى بماءِ الوردِ والذِّكرُ عاهِنُ
أُفاتِحُها توْقاً بفاتحةِ الهوى=لَعلِّي وإيّاها لدى اللهِ يامِنُ
وفِيٌّ أنا باقٍ إليها ومُخلِصٌ=هِيَهْ كعبةٌ عنديٌ وإني لَسادِنُ
ولِلْهجرِ مهما يَعْسُرُ الوصْلُ مُنتهىً=إلى المُلتقى في الخالدين التحاضُنُ
حياةٌ بِلوْنِ الوُدِّ وردِيَّةٌ فلا=تشاحُنُ فيما بيننا أو تطاحُنُ[/poem]