[align=right]بسم الله الرحمن الرحيم
أجل هي دعوة لك أخي / أختي .. يامن تقرأ هذه الكلمات..
لنكون جميعا من الأخفياء !
لنكون من أصحاب القلوب المتجردة..
تلك التي لم يكن يهمها على لسان من تكون كلمة الحق مادامت تقال..
تلك القلوب التي لا تنظر الى المنصب ولا تتمناه..
تلك القلوب التي لا يهمها أين تقف في طريق الدعوة..
في المؤخرة أم المقدمة..
مادامت ثابتة في الطريق تدعو الى الله تعالى..
تلك القلوب التي لا تعرف الراحة أو الملل أو الضجر..
وتدعو كلما انغمست في أعمال الدعوة..
القلوب التي لا تعرف وقتا محددا تعمل فيه للدعوة وآخر لا تعمل فيه ..
بل جعلت كل لحظة في حياتها للدعوة.. وكانت وقفا على الدعوة..
هي القلوب التي لا تعمل من أجل فلان وعلان.. ولا من أجل جماعة..
ولا من أجل عرض من أعراض الدنيا..
إنما تعمل لارضاء الله فحسب..
تلك القلوب المتجردة التي تقدم عندما يحجم الاخرون..
وتثبت حينما يزل الآخرون .. وتحلم عندما يحمق الآخرون..
وتغفر عندما يخطئ بحقها الآخرون..
تلك التي لا توجد فيها مساحة أو موضع ابرة من حقد على مسلم..
والتي لا تعرف الثأر لنفسها.. ولا تجد للنوم طعما ألما على ما يصيب الاسلام..
ولكن ما هي أهمية هذا الدعوة ؟
* ان مسلك الأخفياء وطريقتهم هو منهج شرعي لا نراه كثيرا في واقع حياتنا.. وهذا المنهج واضح من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وآثار السلف الصالح ..
* قد مات قوم وما ماتت مكارمهم ****** وعاش قوم وهم في الناس أموات
فالكثير من المخلصين والدعاة والصادقين لهم المآثر الحسنة التي لم تظهر في حياتهم..
وسمعنا بها عنهم وهم تحت الثرى.. وبقيت سيرتهم وذكراهم وأعمالهم تفوح عطرا عبق الآفاق وذلك الاخلاصهم وصدقهم مع الله.. وحرصهم على اخفائها..
فأظهرها الله لهم بعد موتهم..
* قد يحتقر بعض المسلمين الآخرين .. أو يحتقر المسلم أخاه المسلم وهو يجهل مقدار أخيه عند الله فقد يؤذي أو يحتقر وليا من أولياء الله عز وجل وهو لا يدري..
فليحذر من ذلك .. وليتواضع لله عز وجل..
* في الموضوع تأكيد على جانب الاخلاص في الأعمال مع الحرص على اخفائها..
والقاء الضوء على جانب من حياة أولئك الأخفياء والتعرف على جزء من سيرتهم.. ومعرفة الطريقة التي سلكوها للسير على مثلها..
* تفنى الأعمار وتتطاير الأعمال وقد لا يقبل منها الا تلك التي كانت سرا بين العبد وربه..فاثارة مثل هذا الموضوع قد تبعث النفوس على أن تحرص أن تجعل بينها وبين الله أسرارا من عمل صالح لا يطلع عليه أحد غير الله..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم..
" ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي"
ويبرز هنا التساؤل..
فمن هو هذا العبد الخفي الذي أحبه الله ؟
ومن هم الأخفياء الذين يحبهم الله؟
هل هم الذين يتخفون عن الناس وينعزلون عنهم ؟
أم هم الساجدون الراكعون المسبحون في الخلوات ؟
أم هم الخائفون من فساد أعمالهم بالعجب والرياء ؟
أم هم الدعاة المجهولون الناصحون العاملون لهذا الدين ؟
أم هم الذين يسعون في ظلمة الليل ليتحسسوا أحوال المساكين والضعفاء والأرامل والأيتام لإطعام الطعام وبذل المال ليفرجوا هم أرملة ومكروب ومهموم ؟
ام هم ..... قل ما شئت من الأعمال الصالحة الصادقة والخالصة لله عز وجل.
فالأخفياء .. هم الذين علموا أن أحد شرطي قبول الأعمال " الاخلاص لله" وهو ابتغاء وجه الله في كل عمل يقوم به الانسان .. فلما علموا ذلك حرصوا على اخفاء أعمالهم .. طمعا في القبول وهروبا من خطورة الرياء ..
وكان بينهم وبين الله عز وجل أسرار من عمل صالح لا يطلع عليها أحد من الناس..
ويقول أحد الأئمة..
( ينبغي أن يكون بين الله والعبد سر من عمل صالح.. فاذا تمكن هذا السر زاده سر آخر .. حتي يكون بينه وبين الله أسرارا.. فاذا وقع في ضيق سأل الله بتلك الأسرار..)
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى..
( والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك..
ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته ..
فتدبرت السبب فوجدته السريرة..
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله .. وعبقت القلوب بنشر طيبه ..
فالله الله في السرائر .. فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر .. )
------------------------------------------
المصدر: كتاب الأخفـــــــــياء المنهج والسلوك.. ( بتصرف )
للكاتب.. وليد بن سعيد باحكم [/align]
أجل هي دعوة لك أخي / أختي .. يامن تقرأ هذه الكلمات..
لنكون جميعا من الأخفياء !
لنكون من أصحاب القلوب المتجردة..
تلك التي لم يكن يهمها على لسان من تكون كلمة الحق مادامت تقال..
تلك القلوب التي لا تنظر الى المنصب ولا تتمناه..
تلك القلوب التي لا يهمها أين تقف في طريق الدعوة..
في المؤخرة أم المقدمة..
مادامت ثابتة في الطريق تدعو الى الله تعالى..
تلك القلوب التي لا تعرف الراحة أو الملل أو الضجر..
وتدعو كلما انغمست في أعمال الدعوة..
القلوب التي لا تعرف وقتا محددا تعمل فيه للدعوة وآخر لا تعمل فيه ..
بل جعلت كل لحظة في حياتها للدعوة.. وكانت وقفا على الدعوة..
هي القلوب التي لا تعمل من أجل فلان وعلان.. ولا من أجل جماعة..
ولا من أجل عرض من أعراض الدنيا..
إنما تعمل لارضاء الله فحسب..
تلك القلوب المتجردة التي تقدم عندما يحجم الاخرون..
وتثبت حينما يزل الآخرون .. وتحلم عندما يحمق الآخرون..
وتغفر عندما يخطئ بحقها الآخرون..
تلك التي لا توجد فيها مساحة أو موضع ابرة من حقد على مسلم..
والتي لا تعرف الثأر لنفسها.. ولا تجد للنوم طعما ألما على ما يصيب الاسلام..
ولكن ما هي أهمية هذا الدعوة ؟
* ان مسلك الأخفياء وطريقتهم هو منهج شرعي لا نراه كثيرا في واقع حياتنا.. وهذا المنهج واضح من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وآثار السلف الصالح ..
* قد مات قوم وما ماتت مكارمهم ****** وعاش قوم وهم في الناس أموات
فالكثير من المخلصين والدعاة والصادقين لهم المآثر الحسنة التي لم تظهر في حياتهم..
وسمعنا بها عنهم وهم تحت الثرى.. وبقيت سيرتهم وذكراهم وأعمالهم تفوح عطرا عبق الآفاق وذلك الاخلاصهم وصدقهم مع الله.. وحرصهم على اخفائها..
فأظهرها الله لهم بعد موتهم..
* قد يحتقر بعض المسلمين الآخرين .. أو يحتقر المسلم أخاه المسلم وهو يجهل مقدار أخيه عند الله فقد يؤذي أو يحتقر وليا من أولياء الله عز وجل وهو لا يدري..
فليحذر من ذلك .. وليتواضع لله عز وجل..
* في الموضوع تأكيد على جانب الاخلاص في الأعمال مع الحرص على اخفائها..
والقاء الضوء على جانب من حياة أولئك الأخفياء والتعرف على جزء من سيرتهم.. ومعرفة الطريقة التي سلكوها للسير على مثلها..
* تفنى الأعمار وتتطاير الأعمال وقد لا يقبل منها الا تلك التي كانت سرا بين العبد وربه..فاثارة مثل هذا الموضوع قد تبعث النفوس على أن تحرص أن تجعل بينها وبين الله أسرارا من عمل صالح لا يطلع عليه أحد غير الله..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم..
" ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي"
ويبرز هنا التساؤل..
فمن هو هذا العبد الخفي الذي أحبه الله ؟
ومن هم الأخفياء الذين يحبهم الله؟
هل هم الذين يتخفون عن الناس وينعزلون عنهم ؟
أم هم الساجدون الراكعون المسبحون في الخلوات ؟
أم هم الخائفون من فساد أعمالهم بالعجب والرياء ؟
أم هم الدعاة المجهولون الناصحون العاملون لهذا الدين ؟
أم هم الذين يسعون في ظلمة الليل ليتحسسوا أحوال المساكين والضعفاء والأرامل والأيتام لإطعام الطعام وبذل المال ليفرجوا هم أرملة ومكروب ومهموم ؟
ام هم ..... قل ما شئت من الأعمال الصالحة الصادقة والخالصة لله عز وجل.
فالأخفياء .. هم الذين علموا أن أحد شرطي قبول الأعمال " الاخلاص لله" وهو ابتغاء وجه الله في كل عمل يقوم به الانسان .. فلما علموا ذلك حرصوا على اخفاء أعمالهم .. طمعا في القبول وهروبا من خطورة الرياء ..
وكان بينهم وبين الله عز وجل أسرار من عمل صالح لا يطلع عليها أحد من الناس..
ويقول أحد الأئمة..
( ينبغي أن يكون بين الله والعبد سر من عمل صالح.. فاذا تمكن هذا السر زاده سر آخر .. حتي يكون بينه وبين الله أسرارا.. فاذا وقع في ضيق سأل الله بتلك الأسرار..)
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى..
( والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك..
ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته ..
فتدبرت السبب فوجدته السريرة..
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله .. وعبقت القلوب بنشر طيبه ..
فالله الله في السرائر .. فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر .. )
------------------------------------------
المصدر: كتاب الأخفـــــــــياء المنهج والسلوك.. ( بتصرف )
للكاتب.. وليد بن سعيد باحكم [/align]