والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ..
في الثالث من يونيو عام 1989 ,, رحل النور عن الكرة الأرضية واهتزت قلوب المؤمنين بذاك المصاب الجلل الذي فقدنا فيه إماماً ونهجاً ونبراساً يحتذى بِه إلى الآن لكن شمسه لم تغيب عن قلوبنا وعقولنا وإلى الآن ها نحن نحيي هذه الذكرى الأليمه ذكرى رحيل السيد الإمام روح الله مصطفى احمد الموسوي الخميني ..
///
حياة الإمام الخميني في صور
هو السيد الإمام روح الله مصطفى احمد الموسوي الخميني
طفولته وشبابه
[
ولد الإمام الخميني (قده) عام 1320 للهجرة (21/9/1902 م) بمدينة "خُمين" في بيت عُرف بالعلم والفضل والتقوى.. ولم تمضِ على ولادته ستة أشهر حتى استُشهد والده آية الله السيد مصطفى الموسوي على أيدي قطّاع الطرق، المدعومين من قِبل الحكومة آنذاك.
أمضى الإمام فترة طفولته وصباه تحت رعاية والدته المؤمنة السيدة "هاجر"، التي تنتسب لأسرة اشتُهرت بالعلم والتقوى، وكفالة عمّته الفاضلة "صاحبةهانم"
درس سماحة الإمام في مدينة خُمين حتي سن التاسعة عشر مقدّمات العلوم، بما فيها اللغة العربية والمنطق والأصول والفقه، لدي أساتذة معروفين. وفي عام 1339 للهجرة (1921 م) إلتحق بالحوزة العلمية في مدينة آراك، وبعد أن مكث فيها عاماً، هاجر الي مدينة قم لمواصلة الدراسة في حوزتها.
إقترن سماحةالإمام الخميني (قده) عام 1929 م بكريمة المرحوم آية الله الحاج الميرزا محمد الثقفي الطهراني، وكانت ثمرة هذا الإقتران ثمانية أبناء
ومع أنّ سماحة الإمام (قده) كان يعتمد طوال حياته السياسية وجهاده علي الله، ويتوكل عليه فحسب، ويستمد العون منه وحده، ويواصل خطواته بوحي من ثقته بإيمانه، إلاّ أنّ الدورالفعال والمؤثر لولده السيد مصطفي - الي جواره - طوال مراحل النهضة الإسلامية، لم يكن خائفاً من أحد.
وبعد استشهاد نجله ألقت المشيئة الإلهية المسؤولية التي كانت ملقاة حتي ذلك التاريخ على عاتق السيد مصطفي الخميني، علي كاهل شاب لا يقلّ عن أخيه حنكة وتدبيراً، ألا وهو السيد أحمد الخميني.
2) مرحلة النضال
إبتدأ الإمام الخميني (قده) جهاده في عنفوان شبابه، وواصله طوال فترة الدراسة بأساليب مختلفة، بما فيهما مقارعته للمفاسد الإجتماعية والإنحرافات الفكرية والأخلاقية.
وانطلق الإمام الخميني (قده) في نضاله العلني ضد الشاه عام 1962 م، وذلك حينما وقف بقوة ضد لائحة مجالس الأقاليم والمدن، والتي كان محورها محاربة الإسلام، فالمصادقة علي هذه اللائحة من قِبل الحكومة آنذاك كانت تعني حذف الإسلام كشرط في المرشحين والناخبين ،وكذلك القبول باستبدال اليمين الدستورية بالكتاب السماوي بدلاً من القرآن المجيد.
ودفعت مواصلة النضال الشاه لارتكاب إحدي حماقاته التي تمثّلت في مهاجمة المدرسة الفيضية بمدينة قم في الحادي والعشرين من آذار عام 1963 م، وما هي إلاّ فترة وجيزة حتى انتشر خطاب سماحة الإمام وبياناته حول هذه الفاجعة في مختلف أنحاء إيران. وفي عصرالعاشر من محرّم الحرام عام 1383 للهجرة (3/6/1993 م) فضح الإمام الخميني (قده) عبر خطاب حماسي غاضب، العلاقات السرّية القائمة بين الشاه وإسرائيل ومصالحهما المشتركة.
وفي الساعة الثالثة من بعد منتصف ليل اليوم التالي، حاصرت القوات الحكومية الخاصة بيت الإمام (قدس)، وتم اعتقاله وإرساله مكبّلاً الي طهران.
إنتشر خبرالإعتقال بسرعة خاطفة في مختلف أنحاء إيران. وبمجرّد أن سمعت الجماهير نبأ اعتقالالإمام (قده) نزلت الي الشوارع منذ الساعات الأولي لفجر الخامس من حزيران 1963،وراحت تعبّر عن استنكارها لعمل الحكومة في تظاهرات حاشدة، أعظمها تظاهرة قم المقدسة، التي شهدت أكبر هذه الإستنكارات، والتي هاجمتها قوات النظام بالأسلحة الثقيلة، وكان نتيجتها سقوط العديد من المتظاهرين مضرّجين بدمائهم.
واضطرت حكومة الشاه الى اطلاق سراحه مرغمة
فواصل الإمام جهاده عبر خطاباته الفاضحة للنظام، وبياناته المثيرة للوعي. وفي هذه الأثناء، تأتي مصادقة الحكومة علي لائحة الحصانة القضائية التي تنص علي منح المستشارين العسكريين والسياسيين الأميركيين الحصانة القضائية، لتثير غضب قائد الثورة وسخطه. فما أن يطّلع الإمام الخميني علي هذه الخيانة حتي يبدأ تحركاته الواسعة، ويقوم بإرسال مبعوثيه الي مختلف أنحاء إيران، ويعلن لأبناء الشعب عن عزمه بإلقاء خطاب في العشرين من جمادي الآخرة عام 1383 هـ.
ألقي سماحة الإمام خطابه الشهير في اليوم المعلن، دون أن يعبأ بتهديد النظام ووعيده. فانتقد لائحة الحصانة القضائية، وحمل بشدة علي الرئيس الأميركي وقتئذ
أما نظام الشاه، فقد رأي أنّ الحل الأمثل يكمن في نفي الإمام الي خارج إيران. ومرة أخري حاصرت المئات من القوات الخاصة والمظليين بيت الإمام، وذلك في سَحَر يوم الثالث منتشرين الثاني عام 1964 م.
وبعد اعتقال سماحته، اقتيد مباشرة الي مطار مهر آباد بطهران، ومن هناك، وطبقاً للإتفاق المسبّق،تم نفيه أولاً الي مدينة أنقرة (تركيا)، ومن ثم الي مدينة بورساي التركية. وقامت قوات الأمن الإيراني والتركي المكلّفة بمراقبة سماحة الإمام، بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي.
3) مرحلة الإبعاد والنفي
IMG]http://www.tahawolat.com/cms/IMG/arton1165.jpg[/IMG]
إستغرقت إقامة الإمام بتركيا أحد عشر شهراً، و في يوم 5/10/1965 م يُنقَل سماحة الإمام برفقة ابنه السيد مصطفي، من تركيا الي منفاه الثاني بالعراق، ليقيم في مدينة النجف الأشرف.
الامام الخميني مع الشهيدالصدر محمد باقر الصدر
وأصرّ الإمام علي مواصلة نضاله، ولم يركن للضغوطات البعثية، مما دفعه الي ترك النجف الأشرف في 24/10/1978 م، بعد ثلاثة عشر عاماً من النفي، متوجهاً الي الكويت. إلاّ أنّ الحكومة الكويتية، وبطلب من نظام الشاه، منعت الإمام الخميني (قده) من دخول أراضيها. وبعد أن تشاور الإمام مع ابنه المرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني (رضوان الله عليه) قرّر الهجرة الي باريس.
الإمام الخميني في فرنسا