كرزة
New member
[align=center]
السلام عليكم والرحمة
ان شاء الله عائدة وبقوة
..
انتظر آرائكم
من سلسلة " أحلام مراهقة "
رحلة في المدينة المهجورة
أسير وسط مدينة مهجورة ، ثيابي رثة ، دموعي تتساقط كالجمر فتحرق وجنتي ، أسير بخطوات بطيئة فألارض ما عادت تحمل قدماي ، احس بدوار ، أرى نفسي أختنق ، افتح عيناي ، اواصل المسير ، اسير وانا جاهلة إلى اين اتوجه ؟ وماذا سأصادف ..؟
أجلس على الارض ، استند الى بيت قديم ، أغمض عيناي ، أرى جماعة تحمل نعش والدي ، يسيرون به وانا الحقهم ، اتعثر بهمومي وغصاتي ، اقف مرة اخرى ، وأجري خلف الناس السائرون ، أطلب منهم انزال النعش ، اريد ان اقر العين برؤية من رباني على الاسلام ، اريد ان اشم منحر من كان لي نور الحياة ، اريد ان اقبل من كان لي خيمة وظلال، يرفضون ذلك ، اجثو على ركبتي ، اصرخ فيهم ، وهم لا يستجيبون ، استجمع قواي تدعمني نبضات قلبي ، اصل الى المقبرة أشاهد جثة والدي بكفن أبيض ، دقائق واتموا الصلاة ، وها هم ينزلوه بالحفرة العميقة ، اراقبهم من بعيد ، دفنوا والدي بقبره ، أهالوا عليه التراب وغادروا ، توجهت للقبر ، أخذت بيدي حفنة من التراب شممتها ، لطمت على وجهي ، أفارق ابي الحياة حقاً ، كيف أكبر وقد مات من يرويني ؟ وكيف للزهرة أن تحيا بدون ماء ؟؟
يُغمى علي من كثر البكاء ، أرى والدي يخاطبني ، شدي بكفيكِ كفي ولا تبكين وإن شق دمع الحزن درباً بخديكِ ..
أفتح عيناي وأجد نفسي بوسط المدينة المهجورة مرة أخرى ، أقف وأواصل المسير أرى أناسٌ مجتمعون ، أسرع بخطواتي ، أصل اليهم ، أشاهدهم يحيطون بجثة شاب ، أشق طريقي بينهم ، اتوجه الى الجثة ، أطيل النظر اليها ، واذا بي ارى اخي مغطى بالدماء ، جثه هامدة لا يقوى على النهوض أو الحراك ، أخاطبه : هيا عُد الحياة ، تباً لقلبك الضعيف ، خانك مرة أخرى كما في السابق ، اضرب صدره بقوة ، بئس تلك العضلة الحمراء لماذا لا تعود الى التقلب مرة أخرى ؟
أخي حبيبي .. تتذكر همساتننا ، ضحكاتنا ، شجارنا ، لعبنا في الممرات ، تذكر كيف كنا نتقاذف تلك الكرات المطاطية ، تذكر الغرفة التي تقاسمناها معاً ..
كيف لقلب صبية الثغر ان يقوى على حمل كل هذه المصائب ، فقدٌ يتلوه آخر ، ضيمٌ يتلوه آخر ، سِرت وانا اليتيمة ، فاقدة العزيزين ، الأب والأخ ، فمي كصحراء قاحلة من شدة العطش ، أبحث عن ماء لأرتوي ولكن ما من شيء ، أتقدم وأتقدم ، ولا أرى الى اين يأخذني الطريق ؟
تلاحقني مجموعة ذئاب ، أجري لاهثة ، أزيد في سرعتي ،أصل الى طريق مسدود ، يقتربون مني ، يريدون استباحة جسدي ، يقترب مني احدهم ، اعنفه اقاوم واقاوم ، ولكنه يفترسني رغم محاولاتي ، يتقدم الآخرون ويتناوبون على افتراسي ، ينتهون فينطلقون بعيداً ، اتمنى لو ان الارض تتزلزل فتبلعني ، أتمنى ان يثور بركان فيصهرني ، اتمنى لو ان عزرائيل يأتي والى الموت يأخذني ، رغم ما حصل ، أشد رحالي مرة أخرى ، وأواصل المسير ، أرى امي تفتح ذراعيها لي ، تضمني الى صدرها ، ابكي على حجرها ، تمسح على شعري بيديها ، تُنشف دموعي بمنديلها ، فجأة أراها تبتعد هي الأخرى ، لقد كانت مجرد سراب ، مجرد حلم عابر ، ما لها لا تجيب .
أبكي حظي العاثر ، واواصل المسير ، ارى شجرة ضخمة أمامي استلقي تحت ظلالها ، أغط في النوم ، أسمع صوت المؤذن ، الله أكبر .. الله اكبر ، أفتح عيناي ، أرى نفسي على فراشي ، أحمد الله كثيراً ، أنهض للصلاة وانا اتساءل ، لماذا تلاحقني هذه الكوابيس المزعجة ، ولماذا يحدث لي هذا ؟
كتبتها كرزة ..
<< انتقاداتكم لقلمي .. تدفعني الى الامام
يُرجى ذكر المصدر عند النقل
بأنتظار زيارتكم لصفحتي
موفقين
:bye1::bye1:[/align]
السلام عليكم والرحمة
ان شاء الله عائدة وبقوة
..
انتظر آرائكم
من سلسلة " أحلام مراهقة "
رحلة في المدينة المهجورة
أسير وسط مدينة مهجورة ، ثيابي رثة ، دموعي تتساقط كالجمر فتحرق وجنتي ، أسير بخطوات بطيئة فألارض ما عادت تحمل قدماي ، احس بدوار ، أرى نفسي أختنق ، افتح عيناي ، اواصل المسير ، اسير وانا جاهلة إلى اين اتوجه ؟ وماذا سأصادف ..؟
أجلس على الارض ، استند الى بيت قديم ، أغمض عيناي ، أرى جماعة تحمل نعش والدي ، يسيرون به وانا الحقهم ، اتعثر بهمومي وغصاتي ، اقف مرة اخرى ، وأجري خلف الناس السائرون ، أطلب منهم انزال النعش ، اريد ان اقر العين برؤية من رباني على الاسلام ، اريد ان اشم منحر من كان لي نور الحياة ، اريد ان اقبل من كان لي خيمة وظلال، يرفضون ذلك ، اجثو على ركبتي ، اصرخ فيهم ، وهم لا يستجيبون ، استجمع قواي تدعمني نبضات قلبي ، اصل الى المقبرة أشاهد جثة والدي بكفن أبيض ، دقائق واتموا الصلاة ، وها هم ينزلوه بالحفرة العميقة ، اراقبهم من بعيد ، دفنوا والدي بقبره ، أهالوا عليه التراب وغادروا ، توجهت للقبر ، أخذت بيدي حفنة من التراب شممتها ، لطمت على وجهي ، أفارق ابي الحياة حقاً ، كيف أكبر وقد مات من يرويني ؟ وكيف للزهرة أن تحيا بدون ماء ؟؟
يُغمى علي من كثر البكاء ، أرى والدي يخاطبني ، شدي بكفيكِ كفي ولا تبكين وإن شق دمع الحزن درباً بخديكِ ..
أفتح عيناي وأجد نفسي بوسط المدينة المهجورة مرة أخرى ، أقف وأواصل المسير أرى أناسٌ مجتمعون ، أسرع بخطواتي ، أصل اليهم ، أشاهدهم يحيطون بجثة شاب ، أشق طريقي بينهم ، اتوجه الى الجثة ، أطيل النظر اليها ، واذا بي ارى اخي مغطى بالدماء ، جثه هامدة لا يقوى على النهوض أو الحراك ، أخاطبه : هيا عُد الحياة ، تباً لقلبك الضعيف ، خانك مرة أخرى كما في السابق ، اضرب صدره بقوة ، بئس تلك العضلة الحمراء لماذا لا تعود الى التقلب مرة أخرى ؟
أخي حبيبي .. تتذكر همساتننا ، ضحكاتنا ، شجارنا ، لعبنا في الممرات ، تذكر كيف كنا نتقاذف تلك الكرات المطاطية ، تذكر الغرفة التي تقاسمناها معاً ..
كيف لقلب صبية الثغر ان يقوى على حمل كل هذه المصائب ، فقدٌ يتلوه آخر ، ضيمٌ يتلوه آخر ، سِرت وانا اليتيمة ، فاقدة العزيزين ، الأب والأخ ، فمي كصحراء قاحلة من شدة العطش ، أبحث عن ماء لأرتوي ولكن ما من شيء ، أتقدم وأتقدم ، ولا أرى الى اين يأخذني الطريق ؟
تلاحقني مجموعة ذئاب ، أجري لاهثة ، أزيد في سرعتي ،أصل الى طريق مسدود ، يقتربون مني ، يريدون استباحة جسدي ، يقترب مني احدهم ، اعنفه اقاوم واقاوم ، ولكنه يفترسني رغم محاولاتي ، يتقدم الآخرون ويتناوبون على افتراسي ، ينتهون فينطلقون بعيداً ، اتمنى لو ان الارض تتزلزل فتبلعني ، أتمنى ان يثور بركان فيصهرني ، اتمنى لو ان عزرائيل يأتي والى الموت يأخذني ، رغم ما حصل ، أشد رحالي مرة أخرى ، وأواصل المسير ، أرى امي تفتح ذراعيها لي ، تضمني الى صدرها ، ابكي على حجرها ، تمسح على شعري بيديها ، تُنشف دموعي بمنديلها ، فجأة أراها تبتعد هي الأخرى ، لقد كانت مجرد سراب ، مجرد حلم عابر ، ما لها لا تجيب .
أبكي حظي العاثر ، واواصل المسير ، ارى شجرة ضخمة أمامي استلقي تحت ظلالها ، أغط في النوم ، أسمع صوت المؤذن ، الله أكبر .. الله اكبر ، أفتح عيناي ، أرى نفسي على فراشي ، أحمد الله كثيراً ، أنهض للصلاة وانا اتساءل ، لماذا تلاحقني هذه الكوابيس المزعجة ، ولماذا يحدث لي هذا ؟
كتبتها كرزة ..
<< انتقاداتكم لقلمي .. تدفعني الى الامام
يُرجى ذكر المصدر عند النقل
بأنتظار زيارتكم لصفحتي
موفقين
:bye1::bye1:[/align]