ابن الخامنئي
New member
t[align=center]في تأبين الفقيدة المؤمنة الحاجة أم جعفر (فاطمة) التي وافتها المنية عشية أربعينية الإمام الحسين وهي تسعى بين مآتمه
بسم الله الرحمن الرحيم
وسَّدَتْها راحَةُ العُمْرِ على
ضِفَّةِ الموتِ فنادَتها الحياةْ
اعبُري مَجرى الرَدى ما بَينَنا
واستفيقي لم يَحِنْ وَقتُ السُباتْ
بَعدُ مازِلـْنَ بجَنبَيكِ الرؤى
تستثيرُ الدَمعَ في خَدِّ البُكاةْ
خبِّريني أينَ غيَّبتِ السُرى
ضاعَ من بَعدِكِ منهاجُ السُراةْ
أينَ ألـْحَدتِ تراتيلَ المُنى
بُحَّتِ الزَفرةُ في ثَغرِ الحـُداةْ
أيقظي أنفاسَكِ التَعبى فقد
غارَت البسمةُ في صَمْتِ الرِئاتْ
لا تقولي لن تعودي، وارقَبي
دَمْعَةَ الفَجرِ على خَدِّ الحَصاةْ
لم تزل تكتُبُ غابتْ فاطِمٌ
أولن يُرْجِعَها رَحْمُ المماتْ؟
أوَلن تأتي وترنو جعفراً
وعلياً وأباهُم والبنات
رَحَلتْ عن ثابِتٍ لمَّا مَضَتْ
زلزَلتْ في قلبِهِ صرحَ الثَباتْ
لا تلوموه إذا ما أرسَلَتْ
عينُهُ نزفاً تَجَارَى كالفُراتْ
كُلَّما عاد رآها لملَمتْ
طيفَها عنهُ وأعطَتهُ الشَتاتْ
يسمَعُ الدارَ تُناغي صَمتَها
كُلَّما حَرَّكَ للبوحِ اللُهاةْ
رَحَلتْ عنِّي وتدري فاطِمٌ
يُقْتَلُ الخِلُّ إذا ما الخِلُّ ماتْ
رَحلت طيِّبَةُ القلبِ التي
الهَمَتني كيف أعتادُ الأناةْ
رَحَلَتْ عاطِرَةُ الذِكرِ التي
ضَوَّعَتْ طِيبَ الوَفا بين الجِهاتْ
رَحَلتْ من أيقَظَتْ في صدْرِها
حُبَّها للناسِ حتى في السِناتْ
رَحلَتْ عَنَّا وتَدري أنَّها
أيتَمَتْ أبنائَها والأَخَواتْ
كانت الكهفَ الذي قد ضَمَّنا
فمضى الكهفُ وضِعنا في الفَلاةْ
سوفَ نبكيكِ وننعى كُلَّما
ناحَكِ المأتَمُ أو وِرْدُ الصَلاةْ
***
يا أبا جَعفرَ لا تَجزَعْ فذي
سُنَّةُ الدَهرِ وعاداتُ السِنين
يُصبِحُ السائِرُ فيها هانِئاً
ثمَّ يمضي بين طَيَّاتِ المنونْ
لو بَقى الصَفْوُ لـِزَاكٍ في الوَرى
كانَ سِبطُ المصطفى الزاكي القمينْ
ضُمَّ أولادي ونَشِّفْ دَمعَهُمْ
وتَسَلَّوا بإمامِ الثاكِلينْ
قُلْ لَهُمْ ماتتَ وفي أحداقِها
دَمْعَةُ الحُزنِ لِخَطبِ الأربَعيِنْ
لم تُطِقْ صَبراً وفي أسماعِها
بَعَثَ النادِبُ أصواتَ الأنينْ
لِسباياً أعوَلَتْ لمَّا رأتْ
جَدَثَ المفرودِ بين الذابِحينْ
صرَختْ جئنا وفي راحاتِنا
رأسُكَ المقطوعُ يا دامي الوَتينْ
أيُّها الزوَّارُ مُدُّوا ظِلَّكُمْ
فعفيرُ الشمسِ في الغَبرا دفينْ
أفْرِجوا التُرْبَ وحُلُّوا أُزْرَهُ
عن تريبِ الخَدِّ والعاري الطعينْ
سوفَ نسقيهِ جواري دَمْعِنا
فلقَدْ ماتَ وما ذاقَ المَعينْ
سنشُدُّ الجُرحَ بالخـُمـْرِ التي
سُلِّبَتْ بينَ دَعيٍّ ولَعينْ
أيُّ جُرْحَيكَ سيشفيهِ الدَوا
جُرحُ أوداجِكَ أم جُرحُ الجبينْ؟
أيُّ شِبلَيكَ سيُحْيـيِـهِ البُكا
شِبْلُكَ الأكبرُ أم ذاكَ الجنينْ
أيُّ أحبابِكَ نُعطيهِ السِقا
قاسِمُ العِرِّيْسُ أم ليثُ العَرينْ
إيـْهِ يا عَبَّاسُ أينَ العَزمُ من
كاشِفِ الكربِ وكهفِ اللاجئين؟
ضَرَبُونا، هتَّكونا، أدخلوا
حُرَم اللهِ بيوتَ الماجِنينْ
عُذرُكَ السَهمُ فما عَتبٌ على
هامةٍ قُدَّتْ وراحاتٍ بُرِينْ
مُدَّ زَندَيكَ وكفكِفْ دَمعَنا
وابعثِ الصَبرَ بِقلبِ الفاقِدين
قُل لَهُمْ جاءت إلينا فاطِمٌ
لا تُراعوا، وفَدَتْ للأكرَمينْ
وفَدَتْ عَبرى ولكنْ ما رأتْ
كَسْرَةَ الضِلعِِ وكَفَّ اللاطَمينْ
لم ترَ المِسمارَ أو نزفَ الدِما
لم تَلُذ بالبابِ دونَ الداخِلينْ
فاطِمٌ حَلَّتْ على ساحاتِنا
وسنُرضيها ونُرضي النادِبين
سوف تحيى في مقام خالِدٍ
في حِمى المولى إمامِ الواهِبينْ
قُلِّ لمن والى حسيناً لا تَخَفْ
فهو للعاشِقِ مَرْسَىً وسَفِينْ
أُلقيت في مجلس الفاتحة الختامي
تاروت22/2/1426هـ [/align]
أتمنى من كل من يقرأ هذه المرثية المتواضعة أن يهدي الفاتحة للمرحومة السعيدة
بسم الله الرحمن الرحيم
وسَّدَتْها راحَةُ العُمْرِ على
ضِفَّةِ الموتِ فنادَتها الحياةْ
اعبُري مَجرى الرَدى ما بَينَنا
واستفيقي لم يَحِنْ وَقتُ السُباتْ
بَعدُ مازِلـْنَ بجَنبَيكِ الرؤى
تستثيرُ الدَمعَ في خَدِّ البُكاةْ
خبِّريني أينَ غيَّبتِ السُرى
ضاعَ من بَعدِكِ منهاجُ السُراةْ
أينَ ألـْحَدتِ تراتيلَ المُنى
بُحَّتِ الزَفرةُ في ثَغرِ الحـُداةْ
أيقظي أنفاسَكِ التَعبى فقد
غارَت البسمةُ في صَمْتِ الرِئاتْ
لا تقولي لن تعودي، وارقَبي
دَمْعَةَ الفَجرِ على خَدِّ الحَصاةْ
لم تزل تكتُبُ غابتْ فاطِمٌ
أولن يُرْجِعَها رَحْمُ المماتْ؟
أوَلن تأتي وترنو جعفراً
وعلياً وأباهُم والبنات
رَحَلتْ عن ثابِتٍ لمَّا مَضَتْ
زلزَلتْ في قلبِهِ صرحَ الثَباتْ
لا تلوموه إذا ما أرسَلَتْ
عينُهُ نزفاً تَجَارَى كالفُراتْ
كُلَّما عاد رآها لملَمتْ
طيفَها عنهُ وأعطَتهُ الشَتاتْ
يسمَعُ الدارَ تُناغي صَمتَها
كُلَّما حَرَّكَ للبوحِ اللُهاةْ
رَحَلتْ عنِّي وتدري فاطِمٌ
يُقْتَلُ الخِلُّ إذا ما الخِلُّ ماتْ
رَحلت طيِّبَةُ القلبِ التي
الهَمَتني كيف أعتادُ الأناةْ
رَحَلَتْ عاطِرَةُ الذِكرِ التي
ضَوَّعَتْ طِيبَ الوَفا بين الجِهاتْ
رَحَلتْ من أيقَظَتْ في صدْرِها
حُبَّها للناسِ حتى في السِناتْ
رَحلَتْ عَنَّا وتَدري أنَّها
أيتَمَتْ أبنائَها والأَخَواتْ
كانت الكهفَ الذي قد ضَمَّنا
فمضى الكهفُ وضِعنا في الفَلاةْ
سوفَ نبكيكِ وننعى كُلَّما
ناحَكِ المأتَمُ أو وِرْدُ الصَلاةْ
***
يا أبا جَعفرَ لا تَجزَعْ فذي
سُنَّةُ الدَهرِ وعاداتُ السِنين
يُصبِحُ السائِرُ فيها هانِئاً
ثمَّ يمضي بين طَيَّاتِ المنونْ
لو بَقى الصَفْوُ لـِزَاكٍ في الوَرى
كانَ سِبطُ المصطفى الزاكي القمينْ
ضُمَّ أولادي ونَشِّفْ دَمعَهُمْ
وتَسَلَّوا بإمامِ الثاكِلينْ
قُلْ لَهُمْ ماتتَ وفي أحداقِها
دَمْعَةُ الحُزنِ لِخَطبِ الأربَعيِنْ
لم تُطِقْ صَبراً وفي أسماعِها
بَعَثَ النادِبُ أصواتَ الأنينْ
لِسباياً أعوَلَتْ لمَّا رأتْ
جَدَثَ المفرودِ بين الذابِحينْ
صرَختْ جئنا وفي راحاتِنا
رأسُكَ المقطوعُ يا دامي الوَتينْ
أيُّها الزوَّارُ مُدُّوا ظِلَّكُمْ
فعفيرُ الشمسِ في الغَبرا دفينْ
أفْرِجوا التُرْبَ وحُلُّوا أُزْرَهُ
عن تريبِ الخَدِّ والعاري الطعينْ
سوفَ نسقيهِ جواري دَمْعِنا
فلقَدْ ماتَ وما ذاقَ المَعينْ
سنشُدُّ الجُرحَ بالخـُمـْرِ التي
سُلِّبَتْ بينَ دَعيٍّ ولَعينْ
أيُّ جُرْحَيكَ سيشفيهِ الدَوا
جُرحُ أوداجِكَ أم جُرحُ الجبينْ؟
أيُّ شِبلَيكَ سيُحْيـيِـهِ البُكا
شِبْلُكَ الأكبرُ أم ذاكَ الجنينْ
أيُّ أحبابِكَ نُعطيهِ السِقا
قاسِمُ العِرِّيْسُ أم ليثُ العَرينْ
إيـْهِ يا عَبَّاسُ أينَ العَزمُ من
كاشِفِ الكربِ وكهفِ اللاجئين؟
ضَرَبُونا، هتَّكونا، أدخلوا
حُرَم اللهِ بيوتَ الماجِنينْ
عُذرُكَ السَهمُ فما عَتبٌ على
هامةٍ قُدَّتْ وراحاتٍ بُرِينْ
مُدَّ زَندَيكَ وكفكِفْ دَمعَنا
وابعثِ الصَبرَ بِقلبِ الفاقِدين
قُل لَهُمْ جاءت إلينا فاطِمٌ
لا تُراعوا، وفَدَتْ للأكرَمينْ
وفَدَتْ عَبرى ولكنْ ما رأتْ
كَسْرَةَ الضِلعِِ وكَفَّ اللاطَمينْ
لم ترَ المِسمارَ أو نزفَ الدِما
لم تَلُذ بالبابِ دونَ الداخِلينْ
فاطِمٌ حَلَّتْ على ساحاتِنا
وسنُرضيها ونُرضي النادِبين
سوف تحيى في مقام خالِدٍ
في حِمى المولى إمامِ الواهِبينْ
قُلِّ لمن والى حسيناً لا تَخَفْ
فهو للعاشِقِ مَرْسَىً وسَفِينْ
أُلقيت في مجلس الفاتحة الختامي
تاروت22/2/1426هـ [/align]
أتمنى من كل من يقرأ هذه المرثية المتواضعة أن يهدي الفاتحة للمرحومة السعيدة