منتهى محسن
New member
- إنضم
- 8 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 199
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
شعَّت فلا الشمس تحكيها ولا القمرُ....زهراءُ من نورها الأكوانُ تزدهرُ
بنتُ الخلود لها الأجيال خاشعةٌ..........أُمّ الزمان إليها تنتمي العُصُرُ
تفتح شذى الوردة وارتمى عبيرها يزف للوجود الطاف الله وهي تتجسد للعيان في شخص البتول الزهراء فيغدق الله نعمائه فاذا بسجاياها تغمر الكون عطرا والوان بنتُ الخلود لها الأجيال خاشعةٌ..........أُمّ الزمان إليها تنتمي العُصُرُ
فينتشر في الكون عبق هداها ويفوح شديد الايمان ويحمل في متونه شذرات من التقى والهدى وايات من النور والبيان
ظلت عينا الرسول الاعظم صلوات الله عليه ترقب محيا صغيرته وتلاحقها انفاسه المؤمنة وتسابقها في خطواتها ليغتمرها حنو وحنان
فراحت نسمات الهواء تفعل فعلتها وتلامس اطهر مخلوقة على الارض انها بضعة ابيها الامين وقرة عينه روحه التي بين جنبيه والكوثر المعطاء .
لم يتسنى لتلك المخلوقة العظيمة ان تحيا حياة الصغار تشاطرهم اللعب وتركض بنزق الاطفال لا ..فقد كانت اكبرمن كل ذاك وهي تلمس جفاء القوم عند اول بواكير الاسلام .
لم تشارك اقرانها اللعب في الدمى ولم تقضي ايام صغرها تساير صحبتها العدو والجري بل انهاحملت هموم الرسالة والتاعت تعصف بها الالام والاحزان
ولم تلامس يداها حبات التراب وجمع الاطفال يبنون قصورا من الاحلام ويهيلون الرمال على بعضهم البعض في العاب الصغار بل انها راحت ترمي ظلال انظارها صوب ابيها الرسول المفدى وقد احترق قلبها الشريف لوعة والم والقوم يتمادون في ايذاءه حتى راح احدهم يلقي الدم والاوساخ على ظهره الشريف
فيطيل من سجوده لتتسابق خطا الابنة البارة ودموعها تسبق قدميها وهي تسرع في نزع الاوساخ وابعاد تلك الاقذار
هكذا كانت مولاتنا الزهراء تعيش ايام صغرها وهي تبصر وتلمس حقد الجهال والكفار فتتصدى اليهم وتانبهم على افعالهم الشنيعة وتزداد عزيمة واصرارا
ومثلما كان ابيها الرسول (ص) يشاطرها الحب الدفين تبادله نفس المشاعر والاحاسيس وتصبو اليه بواعز من الشوق والحنين ولغة مشتركة تعترش تلك القلوب الصافية النبيلة
فصارا يتبادلان الحب الفريد ويتجانسان في الروح فكان من فعاله عليه واله افضل الصلاة والسلام اذا اقبلت نحوه بضعته الزهراء (ع) فانه سرعان ما ياخذ بيدها ويجلسها في مكانها
ونفس الشيء تفعله روحي لها الفداء اذا تهم من مكانها حالما تشعر بخطا والدها المفدى تقترب منها فلا تتركه الا بعد ان تجلسه في مكانها وتسعد برؤياه وتهنا بمحياه
فاي حب عظيم اصيل جمع قلبيهما الشريفين واي مشاعر من الالفة والفداء ضمت جوارحهما الكريمة ...فظل الرسول حتى ايامه الاخيرة يهيم بحبها ويفديها بنفسه ويقبلها ويقول : فداك أبوك، كما كنت فكوني
فاذا بمداد القلم يركن جانبا ويجف حبر الورق ويئن الزمان للوعة البتول وهي تعصر وتضطهد وتسلب ...فيال غرو الحياة ويال حب الدنيا وهو يتوغل في النفوس الاثمة ليجردها عن رشدها ويخرجها عن جادة الطريق