[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة جميلة جداً أرجو قرائتها كاملة بعد قطع الاتصال
وأرجو منكم التعليق عليها
رسالة ضائعة في الصحراء
الزمان: أثناء حرب الخليج يوم الثامن والعشرين من يناير من عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعون
المكان: إحدى الكتائب العسكرية السعودية في الحدود الشمالية للمملكة
الساعة: 5:00 فجرا
أعلن في الكتيبة أمر التعبئة السريعة لتغيير المكان وهو إجراء روتيني يتم فعله كل بضعة أيام, وأحيانا يكون إجراء تكتيكي لأسباب عسكريه بحته.
استيقظ الرقيب خالد على صياح بعض زملائه وهم يفككون شراع الخيمة من فوقه, فعرف أنهم مغادرون..
وكان خالد طويل القامة, ويميل إلى البياض, تقاسيم وجهه متناسقة, ويدل على الطيبة..
قام ورتب أغراضه بسرعة, وجرى إلى ساحة العلم حيث كان يؤخذ التمام(إجراء العد), وبينما هو يجري سقطت منه رسالة, ولم يلاحظ سقوطها..
الساعة: 7:00 مساءا
بينما كان الرقيب خالد يرتب أغراضه في الموقع الجديد, تذكر الرسالة, فأراد أن يطمئن لوجودها, تحسس جيوب بدلته, وصعق حين لم يحس بوجودها, وبحركة سريعة لا ينافسها في السرعة إلا نبضات قلبه ادخل يديه في كل جيوب البدله, ولكن محاولاته للبحث عن الرسالة باءت بالفشل!!
خرج خالد مسرعا من الخيمة ذهب إلى كل مكان وطئته رجليه في الموقع الجديد بحثا عن تلك الرسالة, ولكن أيضا لم يجد شيئا, فأيقن انه فقد الرسالة في الموقع القديم, فذهب مسرعا إلى خيمة أخرى مخصصه لنوم الجنود, وكانت تعج بالجنود والصياح, فدار بعينيه المكان, حتى وقع نظره على العريف أحمد, فذهب إليه وربت على كتفه طالبا منه اللحاق به
إلى خارج الخيمة..ففعل.
كان أحمد أعز أصدقاء خالد, وعلى الرغم من أحمد ليس لديه الكثير من الأصدقاء, لخشونة طبعه, إلا أن خالد يعرف الإنسان الذي خلف هذا الجسد, ويحبه, وكان أحمد اقصر من خالد, وأصغر منه, ولكن الذقن الذي يتزين به, تزيده عمرا..
أحمد: هلا أبو خلود.
خالد: هلا احمد, أبيك بخدمه.
أحمد: آمر؟؟
خالد: ما يآمر عليك عدو, بس فيه غرض نسيته في محلنا القديم, وأبيك تساعدني نروح نجيبه.
أحمد: أنت انهبلت؟؟, دام انك نسيته, رأيي انك تنساه على طول.
خالد: تكفى والي يرحم والديك, أنا مالظاهر يبي يجيني نوم ولا راح ارتاح الين القاه.
أحمد: والله ودي أساعدك, بس ياخوي حنا بحالة حرب, وأنت عارف وشي
عقوبة الخروج من المعسكر, وبعدين وعلى ايش تبينا نروح؟؟, ولا أنت ولا أنا نعرف وين كنا فيه, ولا وين حنا فيه الحين؟؟.. وبعدين وشو هالشي الي ما تقدر تعيش بدونه؟؟
خالد وعلى وجهه أثار الأسى: ضيعت رسالة ميسون.
تغير وجه أحمد, فقد كان يعرف قيمة هذه الرسالة عند خالد.
أحمد: طيب وشلون تبينا نروح ندور عليها؟؟
خالد: أخوك محمد.
أحمد: محمد؟؟.. أنت أكثر واحد عارف أني ما كلمت محمد من يوم وفاة الوالد, وأنت عارف نوعية العلاقة بيني وبينه!!!
خالد: أنا عارف, بس محمد هو الوحيد إلي نعرفه في الفصيل الأول, وهو
إلي يعرف موقعنا القديم, وموقعنا الجديد, وبعدين لو المسألة ميب
خطيرة, ما كان طلبت منك هالطلب, ولا حطيتك بهالموقف.
أحمد: طيب... بس... كيف تبينا نروح هناك؟؟
خالد: أبروح اكلم يوسف في التموين, وابشوف إذا كان ممكن يدبر لنا
سيارة. وأنت رح جب محمد.
أحمد: طيب وين ألقاك؟
خالد: تبي تلقاني عند خيمة التموين.
وراح كل في طريقه..
وصل أحمد لم خيمة الفصيل الأول, وأول ما دخل الخيمة, وقع نظره على
محمد, فأشار له بأن يخرج إلى خارج الخيمة.
كان محمد أصغر من أخيه أحمد, ولكنه قريب من ملامحه كثيرا, ويهتم
كثيرا بهندامه, فالذي يراه لا يعتقد أنه جندي في حالة حرب, ولكنه
محبوب من الجميع.... إلا أخيه..
محمد(وهو يحاول أن يخفي علامات الإستغراب عن محياه): هلا أحمد.. كيف
الحال؟
أحمد: شف.. لو ان المسألة لي كان ما جيتك, ولكن خالد في مشكله, ويبي
مساعدتك.
محمد: طيب رد السلام.
أحمد: هذا إلي عندي.. وش قلت؟؟
محمد(بعد أن ارتفعت نبرة صوته): إلى متى تبي تصير حاقد علي؟؟.. أبوك
إلي مات هو أبوي بعد..إلى متى تبي تعاملني كني أنا إلي ذبحته؟؟
أحمد: ممتاز أنك تذكرت أنه أبوك, لأنك ما كنت تتصرف على هالأساس!!
محمد(خفت صوته حتى صار أشبه إلى الهمس): ياخي ما يكفي العذاب إلي أنا فيه؟؟.. يعني تتوقع أني ما أعرف غلطتي؟؟, يعني تتوقع أني ذقت لذيذ النوم من ذاك اليوم؟.. يا شيخ صعودي على ذيك الرحلة قبل وفاة الوالد كان أكبر خطأ سويته في حياتي, ومنيب محتاجك علشان تذكرني.
أحمد(بصوت رقيق): طيب الحين تبي تساعدنا ولا لا؟؟
محمد: وشي المشكلة؟؟
أحمد: تعال وأنت تعرف.
وراحوا متجهين لم خيمة التموين..
وفي هذه الأثناء..وعند خيمة التموين..
خالد: تكفى.. الشي إلي فقدته شي عزيز علي مره.
يوسف: والله ودي أساعدك, بس ما عندي ولا سيارة جاهزة, أنت عارف إننا
تونا منتقلين, وتجهيز السيارات يصير باليوم الثاني.. بس..
كان يوسف مثال الشخص الذي يعلم كل شئ عن أي شي في محيطه, أما بالنسبة
لشكله, فهو يعطيك الانطباع بالقوة, فهو ضخم الجثة, ولكن بشكل متناسق,
ويعرفه كل من في الكتيبه.
خالد: بس ايش؟؟.. تكفى..
يوسف: تعرف عبدالمحسن من مكتب رئيس الكتيبة؟؟
خالد: ايه عرفته.. الولد الصغير..اظنه توه داخل الجيش قبل شهر.
يوسف: ايه هذا هو.. هذا يا طويل العمر معه سيارة الميجور الأمريكي,
علشان ينظفها ويعبيها ديزل.. وهو دايم يجي يتلزق فيني أنا والشباب,
بس حنا ما نعطيه وجه علشانه صغير.. أظنه ما كمل 16 سنه... وأنا ممكن
اكلمه يعطينا السيارة الليلة..
خالد: تكفى.. ما فيه إلا هالحل.
وفي هذا الوقت جا أحمد ومحمد, وانضموا لخالد ويوسف.. وشرحوا القصة للجميع..بدون أن يبينوا ماهية الشي المفقود..وذهبوا جميعا إلى مخيم رئيس الكتيبة, بحثا عن عبدالمحسن..
وصلوا إلى المخيم, وأشار يوسف إلى السيارة, فذهبوا جميعا إليها..
وكانت سيارة من الدفع الرباعي, ومن إنتاج السنة..
وجدوا عبدالمحسن نائما داخل السيارة..
وكان عبدالمحسن ضئيل البنية, أبيض الوجه, حتى أن شاربه لا يكاد يبان, ولكنه دائما يحاول أن يتصرف مثل باقي الجنود, ويخفي خوفه من الجميع.. فتح يوسف الباب وأستيقظ عبدالمحسن بسرعة ورفع مسدسه على يوسف..
يوسف: هدئ أعصابك.. هذا أنا يوسف من التموين ومعي بعض الزملاء.
عبدالمحسن بعد ان انزل المسدس: أنا آسف, منيب متعود أنام في السيارة.
يوسف : ميب مشكله.. نبيك بخدمه..
عبدالمحسن(بعد ان ارتسمت ابتسامه على محياه): خدمه؟؟.. آمر وش دعوى..
وش ممكن أخدمكم فيه.
يوسف: نبي الموتر.
عبدالمحسن: هااااه... الموتر.. ما اقدر أعطيك اياه.. هذا عهده علي من
الميجور.. ممكن يفصلوني إذا ضيعت المفتاح.. عاد كيف الموتر بكبره؟؟..
يوسف: حنا ما راح نسرقه.. حنا نبيه بس ساعتين, ونرجعه على طول..
عبدالمحسن بعد تفكير.. والحاح من يوسف: طيب بس أجي معكم.
يوسف ألقى نظره على خالد, فأومأ خالد برأسه بالموافقة..
يوسف: ميب مشكله.
ركبوا جميعا السيارة متوجهين إلى الموقع القديم, دليلهم محمد,
ويقودهم عبدالمحسن..
مرت ساعة, قبل أن يصلوا إلى المكان المطلوب..
يوسف: طيب وش أنت فاقد؟؟ علشان ندور معك؟؟
خالد(بعد تردد): رسالة من شخص عزيز.
يوسف: ايش؟؟.. جايبنا هنا.. وتحط مستقبلنا في خطر علشان قطعة ورق؟؟..
أنت انهبلت؟؟
محمد(عاتبا): ما هقيتها منك يا خالد!!!
خالد: أنا آسف يا شباب, هاذي رسالة كتبتها لي زوجتي قبل ما أجي هنا,
وأنا كتبت عليها في الجهة الثانية رسالة لها في حالة صابني شي لا سمح
الله, والرسالة غالية علي بالحيل, ولا ما كان حطيتكم بهالموقف.
عبدالمحسن: طيب يالله بسرعة خلونا ندورها علشان نرجع, أنا قلبي بدا
يعورني.
وبدأوا بالبحث على أنوار السيارة.. وبعد مده ليست بالقصيرة, صرخ
أحمد: أظني لقيت شي؟
وذهبوا جميعا إلى حيث أشار أحمد, فنظر خالد, ثم سقط على ركبتيه وحمل
الرسالة, وشمها.. وانفرجت أساريره.. وضم الرسالة إلى قلبه.
وقال: هذا عبير الغالية ميسون.
الفصل الثاني
(من هي ميسون؟)
ركبوا جميعا السيارة عائدين إلى المخيم..
قطع عبدالمحسن السكون بقوله: أقول خالد, أنا عارف انه ما بيننا معرفه, بس أبقولك
الصراحة, أنا أول مره أشوف علاقة زوجيه مثل علاقتك بزوجتك, وأنا الي اعرفه انك توك معرس, يعني ما دخلت, أكيد إنها من الجماعة ولا؟؟
يوسف(بعد أن ضرب عبدالمحسن على رأسه): أقول ورا ما تستحي على وجهك وتناظر طريقك, ما بقى إلا البزران يتكلمون عن العرس!!
خالد وهو مبتسم: والله انتم يا شباب ما قصرتوا معي, وراح أقولكم قصتي مع ميسون من
الألف إلى الياء, بس إلي ينقال بهالسياره ما يطلع.. اوكيه؟؟
عبدالمحسن متحمس: اوكيه..
يوسف ومحمد: اسلم.
خالد: سلمتوا.. أحمد يعرف القصة كلها.. القصة بدت في سوق العويس في يوم خميس
رائع..كان دوري إني افتح محل الوالد في ذاك اليوم, لأنه كان يوم إجازة الوالد, وكنت
أنا واخواني نتناوب على الخميسات, وكان ذاك اليوم دوري..وكان محلنا عبارة عن محل
ملابس نسائيه جاهزة..
جيت متأخر لم المحل, حوالي الساعة 10 الصبح, ولقيت عند المحل بنت في بداية
العشرينات, ومعها وحده اكبر منها بكثير, تبين بعدين إنها أمها, أول ما شافتني افتح
المحل, دخلت هي وأمها بدون احم ولا دستور, وقبل ما انتهي من فتح البوابة والأنوار..
مشيتها, وقلت يمكن مستعجلين, دخلت المحل, ونطيت ورا الماصه, وثمن جتني وسألتني
البنت: أنت خالد؟؟
أنا: ايه أنا خالد, إذا كنتي تبين تسألين عن البضاعة الجديدة ترى ما عندي بها علم..
قاطعتني وقالت: ليش تأخرت؟؟
أنا: عفوا يا خاله, المحل محلي, واجي متى ما بغيت.
قاطعتني مره ثانيه وقالت: أنا زبونه دايمه هنا.
أنا: تشرفنا المحل محلك, شوفي إلي يجوز لك, وادفعي سعره , ولا توكلي على الله.
ميسون: أنت وش فيك جفس؟؟, أنا ما جيتك اشحذ..
قاطعتها أمها: ميسون؟؟.. انهبلتي؟؟
والتفتت على (الأم) وقالت: هذا بكم يا شيخ؟؟
أنا: هذا ب70, ونعطيك اياه ب65.
ميسون: 65, تبي تلعب علينا أنت؟؟..
أنا: والله هذا مكسبه 5 ريال.. يعني ما يرضيك أبيعك إياه بخسارة..
ميسون: اجل لاعبين عليك, أنا شايفته بمحل ثاني ب50..
أنا: جيبيه لي واشتريه منك ب55.
ميسون: أنا منيب فاضيه أجيبه لك.. المهم.. طيب هذا قماشه زين ولا خرابيط؟؟
أنا: هذا يا خاله أزين من إلي أشين منه.
ميسون: ماش أنت ما عندك علم, الله يهدي صالح إلي دلنا على محلك..
قالتها وهي تسحب أمها وتطلع برا المحل..
وأنا تذكرت إن صديقي صالح قالي إن أخته وأمه يبون يجون لم المحل, وكان يبيني أتوصى بهم.. وأنا نسيت المسألة كلها.. فرحت ادورهم في المحلات القريبة, ما لقيتهم.. فقررت أني اتصل على صالح بالعصر علشان اعتذر منه.... بس الصراحة.. الاعتذار ما كان هو السبب الرئيسي..[/align]
هذه قصة جميلة جداً أرجو قرائتها كاملة بعد قطع الاتصال
وأرجو منكم التعليق عليها
رسالة ضائعة في الصحراء
الزمان: أثناء حرب الخليج يوم الثامن والعشرين من يناير من عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعون
المكان: إحدى الكتائب العسكرية السعودية في الحدود الشمالية للمملكة
الساعة: 5:00 فجرا
أعلن في الكتيبة أمر التعبئة السريعة لتغيير المكان وهو إجراء روتيني يتم فعله كل بضعة أيام, وأحيانا يكون إجراء تكتيكي لأسباب عسكريه بحته.
استيقظ الرقيب خالد على صياح بعض زملائه وهم يفككون شراع الخيمة من فوقه, فعرف أنهم مغادرون..
وكان خالد طويل القامة, ويميل إلى البياض, تقاسيم وجهه متناسقة, ويدل على الطيبة..
قام ورتب أغراضه بسرعة, وجرى إلى ساحة العلم حيث كان يؤخذ التمام(إجراء العد), وبينما هو يجري سقطت منه رسالة, ولم يلاحظ سقوطها..
الساعة: 7:00 مساءا
بينما كان الرقيب خالد يرتب أغراضه في الموقع الجديد, تذكر الرسالة, فأراد أن يطمئن لوجودها, تحسس جيوب بدلته, وصعق حين لم يحس بوجودها, وبحركة سريعة لا ينافسها في السرعة إلا نبضات قلبه ادخل يديه في كل جيوب البدله, ولكن محاولاته للبحث عن الرسالة باءت بالفشل!!
خرج خالد مسرعا من الخيمة ذهب إلى كل مكان وطئته رجليه في الموقع الجديد بحثا عن تلك الرسالة, ولكن أيضا لم يجد شيئا, فأيقن انه فقد الرسالة في الموقع القديم, فذهب مسرعا إلى خيمة أخرى مخصصه لنوم الجنود, وكانت تعج بالجنود والصياح, فدار بعينيه المكان, حتى وقع نظره على العريف أحمد, فذهب إليه وربت على كتفه طالبا منه اللحاق به
إلى خارج الخيمة..ففعل.
كان أحمد أعز أصدقاء خالد, وعلى الرغم من أحمد ليس لديه الكثير من الأصدقاء, لخشونة طبعه, إلا أن خالد يعرف الإنسان الذي خلف هذا الجسد, ويحبه, وكان أحمد اقصر من خالد, وأصغر منه, ولكن الذقن الذي يتزين به, تزيده عمرا..
أحمد: هلا أبو خلود.
خالد: هلا احمد, أبيك بخدمه.
أحمد: آمر؟؟
خالد: ما يآمر عليك عدو, بس فيه غرض نسيته في محلنا القديم, وأبيك تساعدني نروح نجيبه.
أحمد: أنت انهبلت؟؟, دام انك نسيته, رأيي انك تنساه على طول.
خالد: تكفى والي يرحم والديك, أنا مالظاهر يبي يجيني نوم ولا راح ارتاح الين القاه.
أحمد: والله ودي أساعدك, بس ياخوي حنا بحالة حرب, وأنت عارف وشي
عقوبة الخروج من المعسكر, وبعدين وعلى ايش تبينا نروح؟؟, ولا أنت ولا أنا نعرف وين كنا فيه, ولا وين حنا فيه الحين؟؟.. وبعدين وشو هالشي الي ما تقدر تعيش بدونه؟؟
خالد وعلى وجهه أثار الأسى: ضيعت رسالة ميسون.
تغير وجه أحمد, فقد كان يعرف قيمة هذه الرسالة عند خالد.
أحمد: طيب وشلون تبينا نروح ندور عليها؟؟
خالد: أخوك محمد.
أحمد: محمد؟؟.. أنت أكثر واحد عارف أني ما كلمت محمد من يوم وفاة الوالد, وأنت عارف نوعية العلاقة بيني وبينه!!!
خالد: أنا عارف, بس محمد هو الوحيد إلي نعرفه في الفصيل الأول, وهو
إلي يعرف موقعنا القديم, وموقعنا الجديد, وبعدين لو المسألة ميب
خطيرة, ما كان طلبت منك هالطلب, ولا حطيتك بهالموقف.
أحمد: طيب... بس... كيف تبينا نروح هناك؟؟
خالد: أبروح اكلم يوسف في التموين, وابشوف إذا كان ممكن يدبر لنا
سيارة. وأنت رح جب محمد.
أحمد: طيب وين ألقاك؟
خالد: تبي تلقاني عند خيمة التموين.
وراح كل في طريقه..
وصل أحمد لم خيمة الفصيل الأول, وأول ما دخل الخيمة, وقع نظره على
محمد, فأشار له بأن يخرج إلى خارج الخيمة.
كان محمد أصغر من أخيه أحمد, ولكنه قريب من ملامحه كثيرا, ويهتم
كثيرا بهندامه, فالذي يراه لا يعتقد أنه جندي في حالة حرب, ولكنه
محبوب من الجميع.... إلا أخيه..
محمد(وهو يحاول أن يخفي علامات الإستغراب عن محياه): هلا أحمد.. كيف
الحال؟
أحمد: شف.. لو ان المسألة لي كان ما جيتك, ولكن خالد في مشكله, ويبي
مساعدتك.
محمد: طيب رد السلام.
أحمد: هذا إلي عندي.. وش قلت؟؟
محمد(بعد أن ارتفعت نبرة صوته): إلى متى تبي تصير حاقد علي؟؟.. أبوك
إلي مات هو أبوي بعد..إلى متى تبي تعاملني كني أنا إلي ذبحته؟؟
أحمد: ممتاز أنك تذكرت أنه أبوك, لأنك ما كنت تتصرف على هالأساس!!
محمد(خفت صوته حتى صار أشبه إلى الهمس): ياخي ما يكفي العذاب إلي أنا فيه؟؟.. يعني تتوقع أني ما أعرف غلطتي؟؟, يعني تتوقع أني ذقت لذيذ النوم من ذاك اليوم؟.. يا شيخ صعودي على ذيك الرحلة قبل وفاة الوالد كان أكبر خطأ سويته في حياتي, ومنيب محتاجك علشان تذكرني.
أحمد(بصوت رقيق): طيب الحين تبي تساعدنا ولا لا؟؟
محمد: وشي المشكلة؟؟
أحمد: تعال وأنت تعرف.
وراحوا متجهين لم خيمة التموين..
وفي هذه الأثناء..وعند خيمة التموين..
خالد: تكفى.. الشي إلي فقدته شي عزيز علي مره.
يوسف: والله ودي أساعدك, بس ما عندي ولا سيارة جاهزة, أنت عارف إننا
تونا منتقلين, وتجهيز السيارات يصير باليوم الثاني.. بس..
كان يوسف مثال الشخص الذي يعلم كل شئ عن أي شي في محيطه, أما بالنسبة
لشكله, فهو يعطيك الانطباع بالقوة, فهو ضخم الجثة, ولكن بشكل متناسق,
ويعرفه كل من في الكتيبه.
خالد: بس ايش؟؟.. تكفى..
يوسف: تعرف عبدالمحسن من مكتب رئيس الكتيبة؟؟
خالد: ايه عرفته.. الولد الصغير..اظنه توه داخل الجيش قبل شهر.
يوسف: ايه هذا هو.. هذا يا طويل العمر معه سيارة الميجور الأمريكي,
علشان ينظفها ويعبيها ديزل.. وهو دايم يجي يتلزق فيني أنا والشباب,
بس حنا ما نعطيه وجه علشانه صغير.. أظنه ما كمل 16 سنه... وأنا ممكن
اكلمه يعطينا السيارة الليلة..
خالد: تكفى.. ما فيه إلا هالحل.
وفي هذا الوقت جا أحمد ومحمد, وانضموا لخالد ويوسف.. وشرحوا القصة للجميع..بدون أن يبينوا ماهية الشي المفقود..وذهبوا جميعا إلى مخيم رئيس الكتيبة, بحثا عن عبدالمحسن..
وصلوا إلى المخيم, وأشار يوسف إلى السيارة, فذهبوا جميعا إليها..
وكانت سيارة من الدفع الرباعي, ومن إنتاج السنة..
وجدوا عبدالمحسن نائما داخل السيارة..
وكان عبدالمحسن ضئيل البنية, أبيض الوجه, حتى أن شاربه لا يكاد يبان, ولكنه دائما يحاول أن يتصرف مثل باقي الجنود, ويخفي خوفه من الجميع.. فتح يوسف الباب وأستيقظ عبدالمحسن بسرعة ورفع مسدسه على يوسف..
يوسف: هدئ أعصابك.. هذا أنا يوسف من التموين ومعي بعض الزملاء.
عبدالمحسن بعد ان انزل المسدس: أنا آسف, منيب متعود أنام في السيارة.
يوسف : ميب مشكله.. نبيك بخدمه..
عبدالمحسن(بعد ان ارتسمت ابتسامه على محياه): خدمه؟؟.. آمر وش دعوى..
وش ممكن أخدمكم فيه.
يوسف: نبي الموتر.
عبدالمحسن: هااااه... الموتر.. ما اقدر أعطيك اياه.. هذا عهده علي من
الميجور.. ممكن يفصلوني إذا ضيعت المفتاح.. عاد كيف الموتر بكبره؟؟..
يوسف: حنا ما راح نسرقه.. حنا نبيه بس ساعتين, ونرجعه على طول..
عبدالمحسن بعد تفكير.. والحاح من يوسف: طيب بس أجي معكم.
يوسف ألقى نظره على خالد, فأومأ خالد برأسه بالموافقة..
يوسف: ميب مشكله.
ركبوا جميعا السيارة متوجهين إلى الموقع القديم, دليلهم محمد,
ويقودهم عبدالمحسن..
مرت ساعة, قبل أن يصلوا إلى المكان المطلوب..
يوسف: طيب وش أنت فاقد؟؟ علشان ندور معك؟؟
خالد(بعد تردد): رسالة من شخص عزيز.
يوسف: ايش؟؟.. جايبنا هنا.. وتحط مستقبلنا في خطر علشان قطعة ورق؟؟..
أنت انهبلت؟؟
محمد(عاتبا): ما هقيتها منك يا خالد!!!
خالد: أنا آسف يا شباب, هاذي رسالة كتبتها لي زوجتي قبل ما أجي هنا,
وأنا كتبت عليها في الجهة الثانية رسالة لها في حالة صابني شي لا سمح
الله, والرسالة غالية علي بالحيل, ولا ما كان حطيتكم بهالموقف.
عبدالمحسن: طيب يالله بسرعة خلونا ندورها علشان نرجع, أنا قلبي بدا
يعورني.
وبدأوا بالبحث على أنوار السيارة.. وبعد مده ليست بالقصيرة, صرخ
أحمد: أظني لقيت شي؟
وذهبوا جميعا إلى حيث أشار أحمد, فنظر خالد, ثم سقط على ركبتيه وحمل
الرسالة, وشمها.. وانفرجت أساريره.. وضم الرسالة إلى قلبه.
وقال: هذا عبير الغالية ميسون.
الفصل الثاني
(من هي ميسون؟)
ركبوا جميعا السيارة عائدين إلى المخيم..
قطع عبدالمحسن السكون بقوله: أقول خالد, أنا عارف انه ما بيننا معرفه, بس أبقولك
الصراحة, أنا أول مره أشوف علاقة زوجيه مثل علاقتك بزوجتك, وأنا الي اعرفه انك توك معرس, يعني ما دخلت, أكيد إنها من الجماعة ولا؟؟
يوسف(بعد أن ضرب عبدالمحسن على رأسه): أقول ورا ما تستحي على وجهك وتناظر طريقك, ما بقى إلا البزران يتكلمون عن العرس!!
خالد وهو مبتسم: والله انتم يا شباب ما قصرتوا معي, وراح أقولكم قصتي مع ميسون من
الألف إلى الياء, بس إلي ينقال بهالسياره ما يطلع.. اوكيه؟؟
عبدالمحسن متحمس: اوكيه..
يوسف ومحمد: اسلم.
خالد: سلمتوا.. أحمد يعرف القصة كلها.. القصة بدت في سوق العويس في يوم خميس
رائع..كان دوري إني افتح محل الوالد في ذاك اليوم, لأنه كان يوم إجازة الوالد, وكنت
أنا واخواني نتناوب على الخميسات, وكان ذاك اليوم دوري..وكان محلنا عبارة عن محل
ملابس نسائيه جاهزة..
جيت متأخر لم المحل, حوالي الساعة 10 الصبح, ولقيت عند المحل بنت في بداية
العشرينات, ومعها وحده اكبر منها بكثير, تبين بعدين إنها أمها, أول ما شافتني افتح
المحل, دخلت هي وأمها بدون احم ولا دستور, وقبل ما انتهي من فتح البوابة والأنوار..
مشيتها, وقلت يمكن مستعجلين, دخلت المحل, ونطيت ورا الماصه, وثمن جتني وسألتني
البنت: أنت خالد؟؟
أنا: ايه أنا خالد, إذا كنتي تبين تسألين عن البضاعة الجديدة ترى ما عندي بها علم..
قاطعتني وقالت: ليش تأخرت؟؟
أنا: عفوا يا خاله, المحل محلي, واجي متى ما بغيت.
قاطعتني مره ثانيه وقالت: أنا زبونه دايمه هنا.
أنا: تشرفنا المحل محلك, شوفي إلي يجوز لك, وادفعي سعره , ولا توكلي على الله.
ميسون: أنت وش فيك جفس؟؟, أنا ما جيتك اشحذ..
قاطعتها أمها: ميسون؟؟.. انهبلتي؟؟
والتفتت على (الأم) وقالت: هذا بكم يا شيخ؟؟
أنا: هذا ب70, ونعطيك اياه ب65.
ميسون: 65, تبي تلعب علينا أنت؟؟..
أنا: والله هذا مكسبه 5 ريال.. يعني ما يرضيك أبيعك إياه بخسارة..
ميسون: اجل لاعبين عليك, أنا شايفته بمحل ثاني ب50..
أنا: جيبيه لي واشتريه منك ب55.
ميسون: أنا منيب فاضيه أجيبه لك.. المهم.. طيب هذا قماشه زين ولا خرابيط؟؟
أنا: هذا يا خاله أزين من إلي أشين منه.
ميسون: ماش أنت ما عندك علم, الله يهدي صالح إلي دلنا على محلك..
قالتها وهي تسحب أمها وتطلع برا المحل..
وأنا تذكرت إن صديقي صالح قالي إن أخته وأمه يبون يجون لم المحل, وكان يبيني أتوصى بهم.. وأنا نسيت المسألة كلها.. فرحت ادورهم في المحلات القريبة, ما لقيتهم.. فقررت أني اتصل على صالح بالعصر علشان اعتذر منه.... بس الصراحة.. الاعتذار ما كان هو السبب الرئيسي..[/align]