عاشقة نصر الله
New member
[align=center]سلام قول من رب رحيم ،،
عندما رحل أبي..
اذكر ذلك اليوم جيدا .. وكيف لا .. وقد انحرمت من أبي فترة نبوغ زهرتي للحياة .. صحيح كنت آنذاك صغيرة ... ولكن قلبي يعرف أبي ... يعرف حنانه .. يعرف الحب نحوه ...
اقتحمت رجال آل خليفة الذين لا يرحمون الصغير ولا الكبير بيتنا الصغير .. صرخوا في وجه أمي لتنادي على أبي ... أبي كان نائماً .. أوضحت أمي ذلك لهم ولكن قساوة قلوبهم لم يتركوا أبي .. سحبوه من السرير بكل قسوة وهجميه ... كم كانت تلك اللحظات لا تزال باقية .. في ذاكرتي إلى الآن ...
اذكر كيف سحبوه نحوهم بكل قسوة ووضعوا القيود على معصم يديه .. بعدما وضعوا يديه خلف ظهره .. (كما هو المعروف) ... رحلوا بابي .. رحلوا بحناني .. رحلوا بحبي له .. رحلوا وتركوا بكائي .. لم يرحموا حالنا وغربتنا في الحياة .. لم يرحموا أمي .. لم يرحموا الصراخ ..
انحرمت من حنانه ... في أوقات كنت في أمس الحاجة إليه .. انحرمت من أبي .. فعشت الظلم والقسوة .. وزرعت الحقد في نفسي تجاه هؤلاء الأوغاد ... انحرمت من أبي أوان افتتاح زهرة شبابي على الحياة .. انحرمت منه فتهت في صحراء الحياة .. ضعت في هذا الوجود ...
لم يعد هناك من أناديه بابتاه .. لم يعد هناك من احتضنه لدى عودتي من المدرسة .. لم يكن هناك من يقبلني قبل نومي .. لم يكن هناك الشخص الذي طالما ناديته بابا ... لم يعد وجود لهذه الكلمة ...
لم يكن هناك من يقدم لي هديه في عيد ميلادي ... لم يكن هناك من يساعدني على إطفاء شموع كعكعة الميلاد ...
كم كان بكائي عليلا عندما اسمع صديقاتي ينادين بآبائهن ... كم كان بكائي شديدا عندما أرى أمي ودموع الشوق والشفقة علينا تسيل على خدها ... كم كانت دموعي غزيرة في تلك الفترة ... كم كان صراخي يعلو في زاوية الزمن وأنادي: أين أنت يا أبتاه ؟ .. كم كنت ضائعة .. ضائعة .. ضائعة ..
أبي .. ضاعت هذه الكلمة في قاموس حياتي قي ذلك الأوان ... صحيح إن أمي عانت وعانت الكثير من اجل أن تعوضنا عن الحنان الذي فقدناه ولكن مستحيل .. فالأسرة لا تكتمل إلا بوجود الوالدين ..
اذكر جيدا عندما انتقلنا للعيش من منزلنا القديم .. ذلك المنزل الذي لم يترك لنا سوى شبح أبي في كل مكان .. عندما انتقلنا للعيش في غيره .. اذكر بكائي على عتبة الباب .. كم كانت أمنيتي أن يكون من يفتح الباب هو أبي .. هو صاحب الدار .. ولكن هيهات ..
مضت الأربع سنوات كسنين عمري .. تعلمت خلالها الكثير من الدروس والعبر .. تعلمت كيف ازرع في نفسي الحقد تجاه هؤلاء الأنذال .. كما تعلمت كيف ازرع الحب والشوق والحنان ...
رجع أبي .. رجع ولله الحمد ... ولكن بعد أن درست الحقد والقسوة .. بعد أن اشتعلت نيران الأشواق في قلبي ..
رجع أبي منتصرا .. رجع أبي حاملا راية الحرية والحق .. رجع بابتسامته التي تعلن لغة الانتصار على الأعداء ...
اذكر جيدا ذلك اليوم وهو الاثنين الموافق 26/7/1999م ... اذكر جيدا الجرس الذي رن في أذني كجرس الانتصار والفرح .. اذكر جيدا نظراتي نحو الباب لأجد الضيف هو أبي .. هو صاحب البيت الذي يراه لأول مرة .. هو الرجل الذي فارقته أربع سنوات .. هو الرجل الذي طالما سالت دموعي من اجله ..
ركضت نحوه كالضائع في الصحراء وقد وجد السراب .. تركت لدموعي العنان في حجره .. أخذت ابكي بحرقه .. لا ادري أهي دموع الفرح برجوعه أم دموع الحزن بشوقي له أم الاثنان في آن واحد ..
لا زلت اذكر تلك اللحظات التي جمعتني مع أغلى من روحي ... جمعتني مع الحنان .. مع الحب ..
عاد أبي .. وعاد الحنان ينبث من جديد .. والحمد لله .. عاد منتصرا بلواء الحرية والإباء .. عاد مرفوع الرأس .. عاد بعد أن ترك فجوة الغياب كبيرة .. عاد كمن ولدت أنا من جديد ..
نسألكم الدعاء وبراءة الذمة
عاشقة نصر الله[/align]
عندما رحل أبي..
اذكر ذلك اليوم جيدا .. وكيف لا .. وقد انحرمت من أبي فترة نبوغ زهرتي للحياة .. صحيح كنت آنذاك صغيرة ... ولكن قلبي يعرف أبي ... يعرف حنانه .. يعرف الحب نحوه ...
اقتحمت رجال آل خليفة الذين لا يرحمون الصغير ولا الكبير بيتنا الصغير .. صرخوا في وجه أمي لتنادي على أبي ... أبي كان نائماً .. أوضحت أمي ذلك لهم ولكن قساوة قلوبهم لم يتركوا أبي .. سحبوه من السرير بكل قسوة وهجميه ... كم كانت تلك اللحظات لا تزال باقية .. في ذاكرتي إلى الآن ...
اذكر كيف سحبوه نحوهم بكل قسوة ووضعوا القيود على معصم يديه .. بعدما وضعوا يديه خلف ظهره .. (كما هو المعروف) ... رحلوا بابي .. رحلوا بحناني .. رحلوا بحبي له .. رحلوا وتركوا بكائي .. لم يرحموا حالنا وغربتنا في الحياة .. لم يرحموا أمي .. لم يرحموا الصراخ ..
انحرمت من حنانه ... في أوقات كنت في أمس الحاجة إليه .. انحرمت من أبي .. فعشت الظلم والقسوة .. وزرعت الحقد في نفسي تجاه هؤلاء الأوغاد ... انحرمت من أبي أوان افتتاح زهرة شبابي على الحياة .. انحرمت منه فتهت في صحراء الحياة .. ضعت في هذا الوجود ...
لم يعد هناك من أناديه بابتاه .. لم يعد هناك من احتضنه لدى عودتي من المدرسة .. لم يكن هناك من يقبلني قبل نومي .. لم يكن هناك الشخص الذي طالما ناديته بابا ... لم يعد وجود لهذه الكلمة ...
لم يكن هناك من يقدم لي هديه في عيد ميلادي ... لم يكن هناك من يساعدني على إطفاء شموع كعكعة الميلاد ...
كم كان بكائي عليلا عندما اسمع صديقاتي ينادين بآبائهن ... كم كان بكائي شديدا عندما أرى أمي ودموع الشوق والشفقة علينا تسيل على خدها ... كم كانت دموعي غزيرة في تلك الفترة ... كم كان صراخي يعلو في زاوية الزمن وأنادي: أين أنت يا أبتاه ؟ .. كم كنت ضائعة .. ضائعة .. ضائعة ..
أبي .. ضاعت هذه الكلمة في قاموس حياتي قي ذلك الأوان ... صحيح إن أمي عانت وعانت الكثير من اجل أن تعوضنا عن الحنان الذي فقدناه ولكن مستحيل .. فالأسرة لا تكتمل إلا بوجود الوالدين ..
اذكر جيدا عندما انتقلنا للعيش من منزلنا القديم .. ذلك المنزل الذي لم يترك لنا سوى شبح أبي في كل مكان .. عندما انتقلنا للعيش في غيره .. اذكر بكائي على عتبة الباب .. كم كانت أمنيتي أن يكون من يفتح الباب هو أبي .. هو صاحب الدار .. ولكن هيهات ..
مضت الأربع سنوات كسنين عمري .. تعلمت خلالها الكثير من الدروس والعبر .. تعلمت كيف ازرع في نفسي الحقد تجاه هؤلاء الأنذال .. كما تعلمت كيف ازرع الحب والشوق والحنان ...
رجع أبي .. رجع ولله الحمد ... ولكن بعد أن درست الحقد والقسوة .. بعد أن اشتعلت نيران الأشواق في قلبي ..
رجع أبي منتصرا .. رجع أبي حاملا راية الحرية والحق .. رجع بابتسامته التي تعلن لغة الانتصار على الأعداء ...
اذكر جيدا ذلك اليوم وهو الاثنين الموافق 26/7/1999م ... اذكر جيدا الجرس الذي رن في أذني كجرس الانتصار والفرح .. اذكر جيدا نظراتي نحو الباب لأجد الضيف هو أبي .. هو صاحب البيت الذي يراه لأول مرة .. هو الرجل الذي فارقته أربع سنوات .. هو الرجل الذي طالما سالت دموعي من اجله ..
ركضت نحوه كالضائع في الصحراء وقد وجد السراب .. تركت لدموعي العنان في حجره .. أخذت ابكي بحرقه .. لا ادري أهي دموع الفرح برجوعه أم دموع الحزن بشوقي له أم الاثنان في آن واحد ..
لا زلت اذكر تلك اللحظات التي جمعتني مع أغلى من روحي ... جمعتني مع الحنان .. مع الحب ..
عاد أبي .. وعاد الحنان ينبث من جديد .. والحمد لله .. عاد منتصرا بلواء الحرية والإباء .. عاد مرفوع الرأس .. عاد بعد أن ترك فجوة الغياب كبيرة .. عاد كمن ولدت أنا من جديد ..
نسألكم الدعاء وبراءة الذمة
عاشقة نصر الله[/align]