انظر يا أميرالمؤمنين ما يوافقك و ما يوافق معدتك، و يقوى عليه بدنك و يستمرئه من الطعام و الشراب، فقدره لنفسك، واجعله غذاك.
واعلم يا أميرالمؤمنين ان كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها، فاتخذ ما يشاكل جسدك. و من اخذ الطعام زيادة الاّ بان لم يفده، و من اخذ بقدر لا زيادة عليه و لا نقص، غذاه و نفعه. و كذلك الماء.
فسبيلك، ان تأخذ من الطعام من كل صنف منه فى ابانه ، و ارفع يدك من الطعام و بك اليه بعض القرم ، فانه اصح لبدنك و اذكى لعقلك، و اخف على نفسك ان شاءالله.
ثم كل يا أميرالمؤمنين البارد في الصيف، و الحار في الشتاء، و المعتدل في الفصلين، على قدر قوتك و شهوتك و ابدأ في اول طعامك بأخف الاغذية الذي تغذى بها بدنك، بقدر عادتك و بحسب وطنك، و نشاطك، و زمانك.
والذي يجب ان يكون اكلك في كل يوم عندما يمضى من النهار ثمان ساعات اكلة واحدة، او ثلاث اكلات في يومين . تتغذي باكرا في اول يوم ثم تتعشى، فاذا كان في اليوم الثاني عند مضى ثمان ساعات من النهار اكلت اكلة واحدة، و لم تحتج الى العشاء.
و ليكن ذلك بقدر، لا يزيد و لا ينقص. و تكف عن الطعام و انت مشتهى له . وليكن شرابك على اثر طعامك من هذا الشراب الصافي المعتق مما يحل شربه.