كرزة
New member
السلام عليكم والرحمة
الخاطرة التالية عبارة عن موقف حقيقي مررت به ..
فجسدته بهذه الطريقة ..
بإنتظآآر آرائـكـم ..
إلهي أنقذ أخي
اتوسد تلك الوسادة الحمراء
تنزف عيناي سيلاً من الدموع
ارجوك إلهي انقذ اخي
ابكي وانا بإنتظار اتصال
قلبي يتوالى في الخفقان
والافكار تجتاح عقلي فتعصف به
ترى ماذا يحصل عندهم هناك
في غرفة طوارىء المشفى الكبير
حيث اخي مسلتقٍ على سرير المرضى
وامي تجلس بجنبه تمسك يديه
ووجناتاها غارقة بالدموع
وابي يقرأ القرآن وهو يبكي بهدوء
لم استطع المقاومة
تغلي في قلبي نار الفضول
هل اخرجوه من غرفة العمليات
وماذا حصل ؟
هل استعاد وعيه ؟
وهل ؟ .. وهل اخرى ؟
امسك بالهاتف اطلب ابي
ارى ان هاتفه مقفل وكذلك والدتي
افكار وافكار تدور في عقلي الآن
هل اخي بخير ؟
هل سيرجع لنا سالماً ؟
يأتي خالي ليصطحبني الى المشفى
ارى زحمة المصاعد
استقل السلالم
اصعد بخطوات سريعة
وكأني ارتقب رؤية مولود جديد
اصل الى حيث يرقد اخي
اجري الى الغرفة
افتح الباب بهدوء
اجول بنظري يميناً ويساراً
فلا ارى الا مجموعة من الناحبين
يخيل الي اني في مجلس عزاء
لا غرفة مريض
طفل يبلغ من العمر سبع سنوات
فاقد لوعيه والجميع يحيطون به
وصوت بكاؤهم يخيم على الأجواء
اقتربت فأفسحوا لي المجال
امسكت بيديه
رفعت كفه وقبلته
اطلقت دمعاتي
فكفاها حبساً .. ااخدع نفسي
اخي بين الموت والحياة
اقرب رأسي من نحره
اتنفسه حتى .. تتزود به رئتي
احضنه بقوة
وكأني أراه منذ غياب طويل
اجلس بجنبه
دقائق وإذا هو يفتح عينيه
اخي .. احمد الله على سلامتك
بماذا تشعر ؟
أانت بخير ؟
تناشده امي :
يا فلذة كبدي
ماذا حصل لك ؟
استجمع قواك لأجلي
لأجل اباك واخوتك
لتعود الى مدرستك واصدقائك
الامتحانات على الابواب
قاوم لترفع رأسنا عالياً
وارتفع صوت بكاؤها شيئاً فشيئا
يمسك بيديها
يخاطبها : اماه لماذا كل هذه الدموع
سأكون بخير
لا تبكين يا جنتي
كفي دموعك .. لا تزيدي جروحي جرحاً آخر
تعذبيني بدموعك فأحبسيها
أرجوكِ غاليتي
ما ان اكمل كلامه حتى
توقف نبض قلبه
ارتفع الصراخ
انجدونا .. سنفقده
يأتي الاطباء بسرعة
يطلبوا منا مغادرة المكان
الجميع في الممر
ما بين باكٍ .. وصامت
ما بين واقفٍ .. وجالس
وأنا اقف عند باب الغرفة
اغمض عيناي .. فأرى نفسي غارقة في دوامة
لا استطيع الخروج منها .. ولا يسعني الا الصراخ
بعد مضي ربع ساعة
تخرج ملاك الرحمة بملابسها البيضاء
فيركض الجميع اليها
استطعنا انقاذه
كلماتها رسمت ابتسامة على شفاه الحاضرين
تستطيعون الدخول اليه بعد قليل
مضت مدة الانتظار
دخلنا الغرفة مرة اخرى
تعود امي لمكانها
تمسك بكفيه
واقفة عند باب الغرفة
اراقبه من بعيد
يناديني .. اختاه اقتربي
ادنو منه
امسك بيديه
ما ان همس ببنت شفة
حتى صعب عليه التنفس
تطلب امي منه السكوت
قرة عيني .. الزم الصمت لأجل صحتك
لتعود لنا كما كنت
يسأل عن ابي
تبادره امي بأنه في مكتب الدكتور
للأطمئنان على صحته
يدخل ابي
ويطلب امي على انفراد
يخبرها بأنه يعاني من ضعف في قلبه
ويرجو منها الاستعداد لأسوء النتائج
تغادر الغرفة
لم تستطع رؤية فلذة كبدها
ينازع الموت
يلحقها ابي ليهدأ من روعها
اظل انا واخي في الغرفة
اختاه .. سأموت
عزيزي لماذا هذا الكلام ؟
انت اقوى من ان تستسلم بسهولة
اذا فارقت روحي جسدي .. اختاه
وأمي ليست هنا
ابلغيها مني السلام
لماذا تستلم بسهولة ؟
اين كلامك لي .. وعدتني ان ترجع لنا سالماً
لماذا لا تحارب
اعلمي انه .. خط الموت على ولد آدم محط القلادة على جيد الفتاة
ارفع راسي انظر اليه
اكلمه .. ولا من مجيب
اهزه .. اناديه
لا يستفيق
اجري خارج الغرفة
ارى ابي
اركد رأسي بصدره
تتعالى صيحاتي
مات اخي
اماه لقد مات .. طلب مني تبليغك السلام
تركض امي كلبؤة .. مات شبلها
تدخل الغرفة
تهزه .. تكلمه
تصرخ فيه .. تصرخ بقوة
يمسكها ابي
يخاطبها .. لا فائدة .. فقدناه
تكذب علي .. انه ابني
كيف لي ان افقده بهذه السهولة ؟
لا فتى عندي غيره
بين هذه الاجواء
يفتح عيناه مرة اخرى
يستدعي ابي الممرضات
يخاطب الطبيب امي
اطمئني سيدتي
ابنك بخير ولقد تجاوز مرحلة الخطر
نظرت اليها
لم اراها هكذا قط
لا تدري
اهي تبكي من الحزن ام الفرح ؟
لا تعرف سبباً لبكائها
ولكنها متيقنة
ان الدموع هي خير سبيل لتعبر عما بقلبها
وتوالت الايام
وخرج اخي من المشفى
واستعاد صحته
وها هو الآن يبلغ من العمر الحادية العشر
ولكن هذا الموقف
تأبى ذاكرتي نسيانه !
كتبتها : كرزة