أسير الأحساس
New member
في أقل من شهر ونصف
«السبت» البلاد القديم يطيح بثالث ضحية
الوسط - محرر الشئون المحلية
خلد أحمد ابن العشرين عاماً للنوم، طالباً من والدته أن توقظه ليتناول سحوره قبل الفجر، فيما كان والده للتو قادماً من المملكة العربية السعودية بعد شرائه بعض الحاجيات من هناك، لم يدر في باله ولا بال أمه أن هذا سيكون طلبه الأخير، وأنه لن يستيقظ لتناول لقمة واحدة من سحوره، وأنه في الغد ستحمله الأكف والأعناق في موكب مهيب، غير أن أمه التي لم تكن تدري أن كف القدر قررت أن تختار فلذة كبدها، عملت بوصيته وجاءت له باكراً، منادية إياه بالنهوض، لكنه لم يجب نداءها، فحركته مراراً: استيقظ يا أحمد... قم يا بني، هنا شعرت الأم أن ابنها لا يستجيب لأية حركة، تفحصت أنفاسه فإذا لا وجود لها، وكأي أم كان خيار فقدها لابنها خياراً غائباً عن حساباتها، رغم كل ما وجدته من حال ابنها، سارعت لوالده وأخوته تخبرهم بما وجدته وجلة قلقة، وعندما جاءوا إليه وجدوه على فراشه بلا حراك، حينها فقط قال أبوه: لقد مات أحمد!
قصة أحمد عبدعلي القصاب الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى أمس السبت، تبدو كحلقة في مسلسل بدأته قرية البلاد القديم من حوالي الشهر، أبطاله أو «ضحاياه» أربعة من أبناء القرية، منهم ثلاثة شباب لا يتجاوزون العشرينات من العمر، وطفل واحد مات أمام والدته في إحدى برك السباحة قبل 10 أيام فقط.
اللافت في الأمر أن القرية بدأت تتوجس من قدوم يوم السبت عليها، فأحمد القصاب هو ثالث شاب تفقده منذ شهر تقريباً، إذ فجعت البلاد القديم يوم السبت 26 يوليو/ تموز بفقد الشاب أحمد حسن جاسم في حادث سير أليم وقع فجراً، ثم ما لبثت أن فقدت شاباً ثانياً هو المرحوم فاضل الكتات في يوم السبت أيضاً بتاريخ 2 أغسطس/ آب بسكتةٍ قلبية، لتصعق أخيراً برحيل أحمد عبدعلي القصاب يوم أمس 6 سبتمبر/ أيلول بعد أن عاش سنوات لا تزيد عن العشرين بسكتةٍ قلبية.
ويبدو أن سبت البلاد يأبى أن يحصد إلا أرواح الشباب، فكل كبار السن خلال هذه الفترة توفوا في غير هذا اليوم، وحتى الطفل محمد يونس السماك الذي مات غرقاً كان في يوم آخر هو يوم الأربعاء.
هذا وقد احتشد أهالي البلاد القديم في موكب مهيب حضره المئات منهم لتشييع الشاب إلى مثواه الأخير، وقام بعض أقاربه بنثر الحلويات على جنازته دلالة على فقده في ريعان شبابه.
أخيراً فهل ينهي السبت حصاده في البلاد القديم بعد أن أفجع الأهالي مراراً؟! .. نسأل الله ذلك
تحياتي ،،
«السبت» البلاد القديم يطيح بثالث ضحية
الوسط - محرر الشئون المحلية
خلد أحمد ابن العشرين عاماً للنوم، طالباً من والدته أن توقظه ليتناول سحوره قبل الفجر، فيما كان والده للتو قادماً من المملكة العربية السعودية بعد شرائه بعض الحاجيات من هناك، لم يدر في باله ولا بال أمه أن هذا سيكون طلبه الأخير، وأنه لن يستيقظ لتناول لقمة واحدة من سحوره، وأنه في الغد ستحمله الأكف والأعناق في موكب مهيب، غير أن أمه التي لم تكن تدري أن كف القدر قررت أن تختار فلذة كبدها، عملت بوصيته وجاءت له باكراً، منادية إياه بالنهوض، لكنه لم يجب نداءها، فحركته مراراً: استيقظ يا أحمد... قم يا بني، هنا شعرت الأم أن ابنها لا يستجيب لأية حركة، تفحصت أنفاسه فإذا لا وجود لها، وكأي أم كان خيار فقدها لابنها خياراً غائباً عن حساباتها، رغم كل ما وجدته من حال ابنها، سارعت لوالده وأخوته تخبرهم بما وجدته وجلة قلقة، وعندما جاءوا إليه وجدوه على فراشه بلا حراك، حينها فقط قال أبوه: لقد مات أحمد!
قصة أحمد عبدعلي القصاب الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى أمس السبت، تبدو كحلقة في مسلسل بدأته قرية البلاد القديم من حوالي الشهر، أبطاله أو «ضحاياه» أربعة من أبناء القرية، منهم ثلاثة شباب لا يتجاوزون العشرينات من العمر، وطفل واحد مات أمام والدته في إحدى برك السباحة قبل 10 أيام فقط.
اللافت في الأمر أن القرية بدأت تتوجس من قدوم يوم السبت عليها، فأحمد القصاب هو ثالث شاب تفقده منذ شهر تقريباً، إذ فجعت البلاد القديم يوم السبت 26 يوليو/ تموز بفقد الشاب أحمد حسن جاسم في حادث سير أليم وقع فجراً، ثم ما لبثت أن فقدت شاباً ثانياً هو المرحوم فاضل الكتات في يوم السبت أيضاً بتاريخ 2 أغسطس/ آب بسكتةٍ قلبية، لتصعق أخيراً برحيل أحمد عبدعلي القصاب يوم أمس 6 سبتمبر/ أيلول بعد أن عاش سنوات لا تزيد عن العشرين بسكتةٍ قلبية.
ويبدو أن سبت البلاد يأبى أن يحصد إلا أرواح الشباب، فكل كبار السن خلال هذه الفترة توفوا في غير هذا اليوم، وحتى الطفل محمد يونس السماك الذي مات غرقاً كان في يوم آخر هو يوم الأربعاء.
هذا وقد احتشد أهالي البلاد القديم في موكب مهيب حضره المئات منهم لتشييع الشاب إلى مثواه الأخير، وقام بعض أقاربه بنثر الحلويات على جنازته دلالة على فقده في ريعان شبابه.
أخيراً فهل ينهي السبت حصاده في البلاد القديم بعد أن أفجع الأهالي مراراً؟! .. نسأل الله ذلك
تحياتي ،،