- إنضم
- 5 يوليو 2006
- المشاركات
- 2,171
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
الركيزة الثانية: البصيرة الفقهية الناضجة:
حينما توفرّ الإمام الخميني على قراءة موضوعية واعية لحركة الواقع عاد إلى رصيده(الفقهي) وهو الفقيه البصير المتمرس في عملية الفقاهة والاجتهاد، ليستنطق فهمه الاجتهادي وبصيرته الفقهية، من أجل إنتاج الموقف الشرعي في الحركة والثورة والانطلاق.
(الثورة – المواجهة – التصدي) في حاجة إلى توفر "المبررات"، وفي حاجة إلى توفرّ "الظروف والمناخات الموضوعية " وفي حاجة إلى توفرّ "الشرعية".
إذا قرأنا (مواقف الأئمة) من الثورات التي تحركت في عصرهم من قبل "ثّوار علويين وغير علويين" واجهوا أنظمة الحكم الجائر والسياسات الظالمة، نجد أن هذه المواقف متعددة ومتغايرة، ففي الوقت الذي يدم ويبارك الأئمة عليهم السلام – بشكل أو آخر – ثورات من قبيل ( ثورة زيد بن علي) و (ثورة الحسين صاحب فخ) حسب ما جاء في بعض الكلمات الصادرة عنهم عليه السّلام.
• فعن الإمام الصادق عليه السّلام انه قال:لا تقولوا خرج زيد- يعني زيد بن علي بن الحسين الذي تحرك سنة 122هـ ضد الحكم الأموي- فإن زيدا كان عالما، وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله، ولو ظهر لوفى بما دعا إليه".
• وفي كلمة أخرى له عليه السّلام:
"مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه"
• وجاء في كلمة للإمام الرضا عليه السلام وهو يتحّدث عن زيد بن عليك"أنه كان من علماء آل محمد(صلى الله عليه وآله) غضب لله فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله.."
•وفي كلمة للإمام الكاظم عليه السّلام بعد ما قتل الحسين صاحب فخ الذي ثار ضد العباسيين سنة 169هـ:"إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله مسلما صالحا، صوّاما قوّاما، آمراً بالمعروف ناهيا عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله" .
في الوقت الذي بارك وأيد الأئمة عليهم السلام هذه الثوارات، فإنهمّ نددّوا بثورات أخرى قامت ضد الأنظمة الحاكمة أيضا، كما في (ثورة زيد النار في الصرة) هذه الثورة شجبها الأئمة ونددّوا بقادتها، وكذلك ثورات أخرى.
قد يقال: إنّ الأئمة إنما نددّوا بهذه الثورات لأنهم يعلمون بكونها ثورات فاشلة لن تحقق نجاحا.
الجواب: إنّ ثورة زيد بن علي وثورة الحسين صاحب فخ كانتا من الثورات التي لم تحقق انتصاراّ أيضا، رغم – كما يقول الشهيد محمد باقر الصدر – استطاعت أن تحافظ على ضمير الأمة، وان تحصن إرادتها ضد التنازل المطلق للأنظمة الحاكمة الجائرة، وهذا ما يمكن أن تحققه كلّ الثورات التي تنطلق في مواجهة الأنظمة الظالمة.
فلماذا هذا الاختلاف في المواقف عند الأئمة؟
في فهمي أنّ الثورات المرتبطة بالقيادة الشرعية – قيادة الأئمة في ذلك - هي ثورات قد حظيت بالتأييد والمباركة من قبل الأئمة، وإن لم يكن واضحا أنها انطلقت بتوجيه الأئمة مباشرة – كون الظرف السياسي لا يسمح بذلك – وأما الثورات التي ندّد بها الأئمة عليهم السلام فهي ثورات لا علاقة لها بالقيادة الشرعية.
نخلص إلى القول أنّ أي شكل من أشكال الثورة والمواجهة يحتاج إلى غطاء فقهي شرعي.
إنّ ثورة الإمام الخميني رضوان الله عليه تملك هذا الغطاء، كون القائد لها وهو الإمام الخميني رضوان الله عليه من كبار الفقهاء المتميزين البارزين المعروفين.
الركيزة الثالثة: الروحانية الربانية الصادقة:قد تجد روحانية جامدة راكدة، ويوجد روحانيون لا يعيشون الحركية والثورية، وقد توجد حركية وثورية بلا روحانية، ويوجد حركيون وثوريون إلا أنّهم غير روحانيين، أما إذا نظرنا إلى الإمام الخميني رضوان الله عليه:
فهو يملك درجة عالية جداً من الثورية، ويملك درجة عالية جداً من الروحانية.
إن ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه واضحة كل الوضوح، وكذلك روحانيته.
لا يتسع المقام للحديث عن ثورية الإمام، وعن روحانيته، إلا أننا تيمنا وتبركا نذكر بعض قبسات من روحانية الإمام الخميني رضوان الله عليه:
1.كان رضوان الله تعالى عليه من العبّاد المتهجدين بالأسحار وما عرف عنه أنه ترك صلاة الليل قط في أصعب الظروف وأحرجها، أقام صلاة الليل على متن الطائرة التي أقلته من باريس إلى طهران، قال السيد أحمد الخميني رضوان الله عليه:"كانت حالة السكينة تطفح على ملامح الإمام وهو داخل الطائرة التي عادت به من باريس إلى طهران فلم يظهر عليه أدنى إطراب، وقد قام في تلك الليلة أيضا بكل طمأنينة نافلة الليل وصلاة الفجر ضمن برنامجه المعتاد". ويتحدث عنه القريبون منه أنّه إذا انقطع إلى الله في جوف الليل يرتجف من خوف الله، ويذوب خشوعا وتذللا بين يديه تعالى، وتنهمر الدموع الغزيرة من عينيه، مصداقا لقوله تعالى:" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ " ومصداقاً لقوله تعالى " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " هذا هو الإنسان العظيم الذي ترتجف لنداءاته أمريكا وقوى الاستكبار في العالم، إذا وقف بين يدي ربه في صلاة أو دعاء أو تلاوة يرتجف من خوف الله، هذا الخوف الرباني هو الذي يصنع الصمود والتحّدي والعنفوان والقوة والإرادة والثبات، لا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تهزم الإنسان المؤمن المرتبط ارتباطا حقيقيا بالله سبحانه.
•وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
•دخلت امرأة على الحجاج، وكانت هذه المرأة تحمل الولاء لأمير المؤمنين، تحدّثت مع الحجاج بلغة أغاظته،ذكّرها الحجاج بأنها تتحدث مع الحجاج وفي مجلس الحجاج، فكيف تتحدث بهذه اللغة، ألا تخشى بطش الحجاج وسطوته،أجابته هذه المرأة المؤمنة وبكل عنفوان وصمود (إني خفت الله خوفاً صيّرك عندي أحقر من ذبابة)
•أبن السكيت يتحدى جبروت المتوكل العباسي
ابن السكيّت جسّد بكل صدق هذا الشعار، وضحى من أجله، قال له المتوكل (وكان ابن السكيت معلماً لأولاده): أيَّهما أحب إليك ولداي هذان أم الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب؟
كانت دنيا المتوكل أمام عينيه، وكان الذهب بكل بريقه يخاطبه، وكان السيف والجلاد والنطع في انتظار الكلمة التي تخرج من فم ابن السكيت، مرت في داخله الأسئلة والخواطر ما قيمة دنيا المتوكل؟
ما قيمة ذهب المتوكل؟
ما قيمة السيف، الجلاد، كل وسائل القمع والإرهاب؟
وقالها كلمة صامدة شامخة عملاقة تتحدى كلَّ الإغراءات والمساومات، وتتحدى كلَّ الطغيان والجبروت، قالها ابن السكيت كلمة جريئة: «والله أن نعل قنمبر خادم الحسن والحسين (عليهما السلام) خير منك ومن ولديك، صدر الأمر بقطع لسانه، وأمتد السيف الظالم ليقطع رأسه، وسقط شهيداً في خط الولاء والعقيدة
• الإمام الخميني رضوان الله عليه تحدى طغيان أمريكا
2.كان رضوان الله عليه شديد الارتباط بالقرآن، على مستوى التلاوة والتدبر والعمل.
فما أكثر التالين للقرآن، وأقل المتدبرين..
وما أكثر التالين المتدبرين، وأقل العاملين..
الإمام الخميني رضوان الله عليه كان شديد الأنس بالقرآن، كثير التلاوة له، وحسب المقربين منه أنه رضوان الله عليه له سبعة أوقات يوميا يتلو فيها ماتيسّر من القرآن:
1. قبل الفجر
2. بعد صلاة الفجر
3. في الساعة التاسعة صباحا
4. قبل صلاة الظهر
5. عصرا بعد قيامه بممارسة رياضة المشي
6. قبل صلاة المغرب
7. بعد صلاة العشاء
وكان يقرأ أربعة أجزاء يوميا، أما في شهر رمضان فكان يقرأ عشر أجزاء يوميا.
3. روحانيته كلامه رضوان الله تعالى عليه:
كم يسمع كلامه تأسره(روحانية) واضحة، كثيرون يتحدثون، وفي حديثهم علم وفكر ومعرفة وثقافة إلا أن كلامهم جاف من (الروحانية).
كلمات الإمام الخميني رضوان الله عليه مشحونة باشرا قات روحانية يستشعرها كلّ من يصغي إلى حديث الإمام، حتى الذين لا يفهمون لغة الإمام تأسرهم روحانيته.
تحدّث احد المرافقين للغمام حينما كان في فرنسا:"انتبهنا مرة إلى أن عدداً من الجامعيين الفرنسيين يحضرون كل ليلة للاستماع إلى خطابات الإمام فسألناهم – بواسطة احد الأخوة وكان يجيد اللغة الفرنسية – هل تعرفون اللغة الفارسية وتفهمون ما يقول الإمام؟
فأجابوا: نحن لا نعرف الفارسية ولا نفهم شيئاً مما يقول الإمام.
فسألناهم: لماذا تحضرون إذن كل ليلة إلى هنا وتستمعون إلى كلامه؟
فقالوا: إننا نشعر بحالة روحانية خاصة عندما نحضر ونسمع لكلامه...".
حينما توفرّ الإمام الخميني على قراءة موضوعية واعية لحركة الواقع عاد إلى رصيده(الفقهي) وهو الفقيه البصير المتمرس في عملية الفقاهة والاجتهاد، ليستنطق فهمه الاجتهادي وبصيرته الفقهية، من أجل إنتاج الموقف الشرعي في الحركة والثورة والانطلاق.
(الثورة – المواجهة – التصدي) في حاجة إلى توفر "المبررات"، وفي حاجة إلى توفرّ "الظروف والمناخات الموضوعية " وفي حاجة إلى توفرّ "الشرعية".
إذا قرأنا (مواقف الأئمة) من الثورات التي تحركت في عصرهم من قبل "ثّوار علويين وغير علويين" واجهوا أنظمة الحكم الجائر والسياسات الظالمة، نجد أن هذه المواقف متعددة ومتغايرة، ففي الوقت الذي يدم ويبارك الأئمة عليهم السلام – بشكل أو آخر – ثورات من قبيل ( ثورة زيد بن علي) و (ثورة الحسين صاحب فخ) حسب ما جاء في بعض الكلمات الصادرة عنهم عليه السّلام.
• فعن الإمام الصادق عليه السّلام انه قال:لا تقولوا خرج زيد- يعني زيد بن علي بن الحسين الذي تحرك سنة 122هـ ضد الحكم الأموي- فإن زيدا كان عالما، وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله، ولو ظهر لوفى بما دعا إليه".
• وفي كلمة أخرى له عليه السّلام:
"مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه"
• وجاء في كلمة للإمام الرضا عليه السلام وهو يتحّدث عن زيد بن عليك"أنه كان من علماء آل محمد(صلى الله عليه وآله) غضب لله فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله.."
•وفي كلمة للإمام الكاظم عليه السّلام بعد ما قتل الحسين صاحب فخ الذي ثار ضد العباسيين سنة 169هـ:"إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله مسلما صالحا، صوّاما قوّاما، آمراً بالمعروف ناهيا عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله" .
في الوقت الذي بارك وأيد الأئمة عليهم السلام هذه الثوارات، فإنهمّ نددّوا بثورات أخرى قامت ضد الأنظمة الحاكمة أيضا، كما في (ثورة زيد النار في الصرة) هذه الثورة شجبها الأئمة ونددّوا بقادتها، وكذلك ثورات أخرى.
قد يقال: إنّ الأئمة إنما نددّوا بهذه الثورات لأنهم يعلمون بكونها ثورات فاشلة لن تحقق نجاحا.
الجواب: إنّ ثورة زيد بن علي وثورة الحسين صاحب فخ كانتا من الثورات التي لم تحقق انتصاراّ أيضا، رغم – كما يقول الشهيد محمد باقر الصدر – استطاعت أن تحافظ على ضمير الأمة، وان تحصن إرادتها ضد التنازل المطلق للأنظمة الحاكمة الجائرة، وهذا ما يمكن أن تحققه كلّ الثورات التي تنطلق في مواجهة الأنظمة الظالمة.
فلماذا هذا الاختلاف في المواقف عند الأئمة؟
في فهمي أنّ الثورات المرتبطة بالقيادة الشرعية – قيادة الأئمة في ذلك - هي ثورات قد حظيت بالتأييد والمباركة من قبل الأئمة، وإن لم يكن واضحا أنها انطلقت بتوجيه الأئمة مباشرة – كون الظرف السياسي لا يسمح بذلك – وأما الثورات التي ندّد بها الأئمة عليهم السلام فهي ثورات لا علاقة لها بالقيادة الشرعية.
نخلص إلى القول أنّ أي شكل من أشكال الثورة والمواجهة يحتاج إلى غطاء فقهي شرعي.
إنّ ثورة الإمام الخميني رضوان الله عليه تملك هذا الغطاء، كون القائد لها وهو الإمام الخميني رضوان الله عليه من كبار الفقهاء المتميزين البارزين المعروفين.
الركيزة الثالثة: الروحانية الربانية الصادقة:قد تجد روحانية جامدة راكدة، ويوجد روحانيون لا يعيشون الحركية والثورية، وقد توجد حركية وثورية بلا روحانية، ويوجد حركيون وثوريون إلا أنّهم غير روحانيين، أما إذا نظرنا إلى الإمام الخميني رضوان الله عليه:
فهو يملك درجة عالية جداً من الثورية، ويملك درجة عالية جداً من الروحانية.
إن ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه واضحة كل الوضوح، وكذلك روحانيته.
لا يتسع المقام للحديث عن ثورية الإمام، وعن روحانيته، إلا أننا تيمنا وتبركا نذكر بعض قبسات من روحانية الإمام الخميني رضوان الله عليه:
1.كان رضوان الله تعالى عليه من العبّاد المتهجدين بالأسحار وما عرف عنه أنه ترك صلاة الليل قط في أصعب الظروف وأحرجها، أقام صلاة الليل على متن الطائرة التي أقلته من باريس إلى طهران، قال السيد أحمد الخميني رضوان الله عليه:"كانت حالة السكينة تطفح على ملامح الإمام وهو داخل الطائرة التي عادت به من باريس إلى طهران فلم يظهر عليه أدنى إطراب، وقد قام في تلك الليلة أيضا بكل طمأنينة نافلة الليل وصلاة الفجر ضمن برنامجه المعتاد". ويتحدث عنه القريبون منه أنّه إذا انقطع إلى الله في جوف الليل يرتجف من خوف الله، ويذوب خشوعا وتذللا بين يديه تعالى، وتنهمر الدموع الغزيرة من عينيه، مصداقا لقوله تعالى:" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ " ومصداقاً لقوله تعالى " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " هذا هو الإنسان العظيم الذي ترتجف لنداءاته أمريكا وقوى الاستكبار في العالم، إذا وقف بين يدي ربه في صلاة أو دعاء أو تلاوة يرتجف من خوف الله، هذا الخوف الرباني هو الذي يصنع الصمود والتحّدي والعنفوان والقوة والإرادة والثبات، لا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تهزم الإنسان المؤمن المرتبط ارتباطا حقيقيا بالله سبحانه.
•وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
•دخلت امرأة على الحجاج، وكانت هذه المرأة تحمل الولاء لأمير المؤمنين، تحدّثت مع الحجاج بلغة أغاظته،ذكّرها الحجاج بأنها تتحدث مع الحجاج وفي مجلس الحجاج، فكيف تتحدث بهذه اللغة، ألا تخشى بطش الحجاج وسطوته،أجابته هذه المرأة المؤمنة وبكل عنفوان وصمود (إني خفت الله خوفاً صيّرك عندي أحقر من ذبابة)
•أبن السكيت يتحدى جبروت المتوكل العباسي
ابن السكيّت جسّد بكل صدق هذا الشعار، وضحى من أجله، قال له المتوكل (وكان ابن السكيت معلماً لأولاده): أيَّهما أحب إليك ولداي هذان أم الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب؟
كانت دنيا المتوكل أمام عينيه، وكان الذهب بكل بريقه يخاطبه، وكان السيف والجلاد والنطع في انتظار الكلمة التي تخرج من فم ابن السكيت، مرت في داخله الأسئلة والخواطر ما قيمة دنيا المتوكل؟
ما قيمة ذهب المتوكل؟
ما قيمة السيف، الجلاد، كل وسائل القمع والإرهاب؟
وقالها كلمة صامدة شامخة عملاقة تتحدى كلَّ الإغراءات والمساومات، وتتحدى كلَّ الطغيان والجبروت، قالها ابن السكيت كلمة جريئة: «والله أن نعل قنمبر خادم الحسن والحسين (عليهما السلام) خير منك ومن ولديك، صدر الأمر بقطع لسانه، وأمتد السيف الظالم ليقطع رأسه، وسقط شهيداً في خط الولاء والعقيدة
• الإمام الخميني رضوان الله عليه تحدى طغيان أمريكا
2.كان رضوان الله عليه شديد الارتباط بالقرآن، على مستوى التلاوة والتدبر والعمل.
فما أكثر التالين للقرآن، وأقل المتدبرين..
وما أكثر التالين المتدبرين، وأقل العاملين..
الإمام الخميني رضوان الله عليه كان شديد الأنس بالقرآن، كثير التلاوة له، وحسب المقربين منه أنه رضوان الله عليه له سبعة أوقات يوميا يتلو فيها ماتيسّر من القرآن:
1. قبل الفجر
2. بعد صلاة الفجر
3. في الساعة التاسعة صباحا
4. قبل صلاة الظهر
5. عصرا بعد قيامه بممارسة رياضة المشي
6. قبل صلاة المغرب
7. بعد صلاة العشاء
وكان يقرأ أربعة أجزاء يوميا، أما في شهر رمضان فكان يقرأ عشر أجزاء يوميا.
3. روحانيته كلامه رضوان الله تعالى عليه:
كم يسمع كلامه تأسره(روحانية) واضحة، كثيرون يتحدثون، وفي حديثهم علم وفكر ومعرفة وثقافة إلا أن كلامهم جاف من (الروحانية).
كلمات الإمام الخميني رضوان الله عليه مشحونة باشرا قات روحانية يستشعرها كلّ من يصغي إلى حديث الإمام، حتى الذين لا يفهمون لغة الإمام تأسرهم روحانيته.
تحدّث احد المرافقين للغمام حينما كان في فرنسا:"انتبهنا مرة إلى أن عدداً من الجامعيين الفرنسيين يحضرون كل ليلة للاستماع إلى خطابات الإمام فسألناهم – بواسطة احد الأخوة وكان يجيد اللغة الفرنسية – هل تعرفون اللغة الفارسية وتفهمون ما يقول الإمام؟
فأجابوا: نحن لا نعرف الفارسية ولا نفهم شيئاً مما يقول الإمام.
فسألناهم: لماذا تحضرون إذن كل ليلة إلى هنا وتستمعون إلى كلامه؟
فقالوا: إننا نشعر بحالة روحانية خاصة عندما نحضر ونسمع لكلامه...".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
في ذكرى رحيل روح الله الإمام الخميني رضوان الله تعالى.. | سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي | تاريخ: 2008-06-01 م |
الموافق: 2007-06-01 | المناسبة: الذكرى الثامنة عشر لرحيل روح الله الإمام الخميني | المكان: مسجد مؤمن بالمنامة..
الموافق: 2007-06-01 | المناسبة: الذكرى الثامنة عشر لرحيل روح الله الإمام الخميني | المكان: مسجد مؤمن بالمنامة..