- إنضم
- 5 يوليو 2006
- المشاركات
- 2,171
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله لطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله لطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أتصورُ متحدثاً أو كاتباً أو باحثاً أو دارساً يحاولُ أن يتناول شخصية في مستوى"الإمام روح الله الخميني رضوان الله عليه" إلاَّ وأخذته "الرهبة والهيبة والخشوع" لماذا؟
كون هذا الرجل العظيم قد ارتقى وارتقى حتى أصبح في مصاف " الأولياء والربانيين".
إنّ محاولة الاقتراب من هؤلاء الأولياء والربانيين في حاجة إلى درجة عالية من الاستعداد الروحي، ومن صفاء القلب وإلاّ كانت المحاولات فاشلة ويائسة.
إننا لا نستطيع أن نفهم هؤلاء العظماء الربانيين إلاّ بمقدار استعداداتنا الروحية، وبمقدار إمكاناتنا الذهنية، فأول خطوة لكي نقترب من إنسان رباني في مستوى "الإمام الخميني رضوان الله عليه" أن نحرر أرواحنا من المكبلات الشيطانية، وأن نطهّر قلوبنا من التلوثات والأوساخ.
إنّه من فيوضات هذا الرجل الكبير ومن إشراقاته الربانية، ونحن نعيش الأنفاق الروحية المظلمة، وفي الدروب المعتمة الحالكة..
صحيح إننّا نعيش الظمأ إلى هذا النبع الذي نرتوي منه، ماءً روحياً صافياً..
صحيح أنّنا المرضى الباحثين عن لمسات ربانية تشفى كل أدوائنا وأمراضنا الروحية والنفسية والوجدانية..
ولكن لن نصل إلى "النبع الرباني" ولن نتمكن من الدخول في "المستشفى الروحي" إلاّ إذا بدأنا الإنعتاق من الكوابح التي تثقل انطلاقتنا وحركتنا وعروجنا.
ألا ترون أنّ الصلاة (معراج روحي) للمؤمن
وأنّ الدعاء معراج روحي..
وأنّ الذكر معراج روحي..
وأنّ التلاوة معراج روحي..
وأن الصيام معراج روحي..
وان الحج معراج روحي..
ولكن متى تبدأ رحلة العروج الروحي؟ هل بمجرد أن ندخل في الصلاة أو الدعاء أو الذكر أو التلاوة أو الصيام أو الحج؟
الأمر ليس كذلك، تبدأ رحلة العروج الروحي:
•حينما نملك درجة مقبولة من طهارة القلب
•وحينما نملك درجة مقبولة من الخلوص لله
•وحينما نملك درجة مقبولة من طهارة البطن
•وحينما نملك درجة مقبولة من طهارة الجوارح
وهكذا:
فإن الانفتاح على عالم الأنبياء والأولياء والأصفياء والربانيين يمثل عروجاً روحيا كبيراً، ولكن بنفس الشروط ونفس الاستعدادات والتهيئات.
لماذا سلمان الفارسي، وعمار، والمقداد، وأبوذر، ومالك الأشتر، وميثم التمار استطاعوا أن ينفتحوا على روحانية رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى روحانية أمير المؤمنين عليه السّلام ، ولماذا الإمام الخميني رضوان الله عليه استطاع أن ينفتح على روحانية رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى روحانية الأئمة الطاهرين عليهم السلام بدرجة متميزة جداً؟ ولماذا الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه استطاع أن يملك هذا الانفتاح وبمستويات عالية جدا؟
كل ذلك نتيجة "الاستعدادات والتهيؤات"
أيها الأحبة:إننا يجب أن نفكر جدياً وبصدق وإخلاص أن ندخل في دنيا "الإمام الخميني رضوان الله عليه" وهي دنيا ربانية خالصة لله تعالى وحده.
لا قيمة لاحتفالات لا تملك إلاّ الضجيج..
لا قيمة لاحتفالات لا تملك إلا العواطف..
لا قيمة لاحتفالات لا تملك إلا الشعارات..
الخطوة الأولى – أيّها الأحبة في الله – أن نهيأ أرواحنا وقلوبنا وعقولنا، وأن نتوفر على كلّ الاستعدادات حتى يدخل الإمام الخميني رضوان الله عليه في قلوبنا، وفي وجداننا، وفي ضمائرنا دخولا حقيقيا لا دخولا شكليا، وشتان بين الدخولين.
ثم تأتي الخطوة الثانية الأهم:أن نُدخِل الإمام في حياتنا، في واقعنا، وفي أخلاقنا، وفي ممارساتنا، وفي كلّ امتدادات وجودنا. إذا استطاعتا أن نعطي للإمام الخميني رضوان الله عليه هذا الحضور نكون قد عشقنا ذكراه.
دعونا نتساءل صادقين:• كم من فكر الإمام الخميني رضوان الله عليه يتحرك في فكرنا؟
• كم من روحانية الإمام الخميني رضوان الله عليه تتحرك في أرواحنا؟
• كم من أخلاقية الإمام الخميني رضوان الله عليه تتحرك في أخلاقنا؟
• كم من تقوى الإمام الخميني رضوان الله عليه، وكم ورعه الإمام الخميني رضوان الله عليه يتحرك في سلوكنا؟
• كم من جهاد الإمام الخميني رضوان الله عليه ومن كم ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه يتحرك في جهادنا وثوريتنا؟
• وكم من صمود الإمام الخميني رضوان الله عليه ومن ثباته ومواقفه يتحرك في صمودنا وثباتنا ومواقفنا؟
ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه:كان الإمام الخميني رضوان الله عليه ثوريا صلبا، إلاّ أنّ ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه تحكمها مجموعة ركائز مهمة، أذكر منها:
• القراءة الموضوعية الواعية
• البصيرة الفقهية الناضجة
• الروحانية الربانية الصادقة
نعطي توضيحا سريعا لهذه الركائز:الركيزة الأولى: القراءة الموضوعية الواعية:
لم تكن حركة الإمام الخميني رضوان الله عليه الثورية حركة مرتجلة، وحركة مجازفة، وحركة غبية، إنّما كانت حركة مدروسة، ومحسوبة، قد استوعبت كلّ الواقع الموضوعي، والواقع السياسي، وأقرأت بوعي كلّ الظروف، وكلّ المعطيات.
كانت بعض القيادات الدينية والسياسية في إيران متخوفة كل الخوف، وهلعة كلّ الهلع وخاصة عندما سالت الدماء في شوارع طهران، أمّا الإمام الخميني رضوان الله عليه فكان يقول: أعطوا مزيدا من الدماء، لأنه يملك رؤية واضحة جدا لثورته ولحركته، ولكل نتائجها ومعطياتها، ويملك – كما سنذكر في الركيزة الثانية – وضوحا في الموقف الشرعي.
وكل حركة ثورية لا تملك هذه الرؤية ولا تملك هذا الوضوح، فهي حركة طائشة منفلتة مغامرة، وهي حركة زائفة وتائهة وفاشلة.
ليس البطولة والشجاعة أن نتحرك، أن نثور ولكن البطولة والشجاعة أن نتحرك حينما يفرض الموقف الحركة، وأن نثور حينما يفرض الموقف أن نثور، وإلا كانت الحركة تهورا، وكانت الثورة مغامرة.
كثيرا ما نردد مقولة: الحسين علمنا أن نثور، صحيح الحسين علّمنا أن نثور، حينما تكون الثورة هي الخيار، وربّما يكون الخيار أن نسالم على حساب المبادئ والقيم والأهداف.
البعض يقول: إنّنا يجب أن نكون حسينيين لاحسنيين، هذا كلام ليس صحيحا،إنّنا يجب أن نكون حسينيين وحسنيين، نسالم حينما يفرض الموقف المسالمة، ونواجه حينما يفرض الموقف المواجهة.
فالإمام الخميني رضوان الله عليه ثار عندما وجد أنّ خيار الثورة هو الخيار وفق كل الحسابات الموضوعية والحسابات السّياسية.
لقد قرأ الإمام الأوضاع جيداً، قرأ الأوضاع في إيران وفي المنطقة، وفي كلّ العالم، وشخّص بدقة طبيعة المواجهة مع القوى الكبرى في العالم كما حدّد بوعي وإدراك أولويات حركته الثورية، فمن المرتكزات المهمة لثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه هذا الفهم الّسياسي لحركة الواقع، وهذا القراءة الموضوعية القادرة على رصد كلّ المؤثرات، وكلّ المعطيات.
كون هذا الرجل العظيم قد ارتقى وارتقى حتى أصبح في مصاف " الأولياء والربانيين".
إنّ محاولة الاقتراب من هؤلاء الأولياء والربانيين في حاجة إلى درجة عالية من الاستعداد الروحي، ومن صفاء القلب وإلاّ كانت المحاولات فاشلة ويائسة.
إننا لا نستطيع أن نفهم هؤلاء العظماء الربانيين إلاّ بمقدار استعداداتنا الروحية، وبمقدار إمكاناتنا الذهنية، فأول خطوة لكي نقترب من إنسان رباني في مستوى "الإمام الخميني رضوان الله عليه" أن نحرر أرواحنا من المكبلات الشيطانية، وأن نطهّر قلوبنا من التلوثات والأوساخ.
إنّه من فيوضات هذا الرجل الكبير ومن إشراقاته الربانية، ونحن نعيش الأنفاق الروحية المظلمة، وفي الدروب المعتمة الحالكة..
صحيح إننّا نعيش الظمأ إلى هذا النبع الذي نرتوي منه، ماءً روحياً صافياً..
صحيح أنّنا المرضى الباحثين عن لمسات ربانية تشفى كل أدوائنا وأمراضنا الروحية والنفسية والوجدانية..
ولكن لن نصل إلى "النبع الرباني" ولن نتمكن من الدخول في "المستشفى الروحي" إلاّ إذا بدأنا الإنعتاق من الكوابح التي تثقل انطلاقتنا وحركتنا وعروجنا.
ألا ترون أنّ الصلاة (معراج روحي) للمؤمن
وأنّ الدعاء معراج روحي..
وأنّ الذكر معراج روحي..
وأنّ التلاوة معراج روحي..
وأن الصيام معراج روحي..
وان الحج معراج روحي..
ولكن متى تبدأ رحلة العروج الروحي؟ هل بمجرد أن ندخل في الصلاة أو الدعاء أو الذكر أو التلاوة أو الصيام أو الحج؟
الأمر ليس كذلك، تبدأ رحلة العروج الروحي:
•حينما نملك درجة مقبولة من طهارة القلب
•وحينما نملك درجة مقبولة من الخلوص لله
•وحينما نملك درجة مقبولة من طهارة البطن
•وحينما نملك درجة مقبولة من طهارة الجوارح
وهكذا:
فإن الانفتاح على عالم الأنبياء والأولياء والأصفياء والربانيين يمثل عروجاً روحيا كبيراً، ولكن بنفس الشروط ونفس الاستعدادات والتهيئات.
لماذا سلمان الفارسي، وعمار، والمقداد، وأبوذر، ومالك الأشتر، وميثم التمار استطاعوا أن ينفتحوا على روحانية رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى روحانية أمير المؤمنين عليه السّلام ، ولماذا الإمام الخميني رضوان الله عليه استطاع أن ينفتح على روحانية رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى روحانية الأئمة الطاهرين عليهم السلام بدرجة متميزة جداً؟ ولماذا الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه استطاع أن يملك هذا الانفتاح وبمستويات عالية جدا؟
كل ذلك نتيجة "الاستعدادات والتهيؤات"
أيها الأحبة:إننا يجب أن نفكر جدياً وبصدق وإخلاص أن ندخل في دنيا "الإمام الخميني رضوان الله عليه" وهي دنيا ربانية خالصة لله تعالى وحده.
لا قيمة لاحتفالات لا تملك إلاّ الضجيج..
لا قيمة لاحتفالات لا تملك إلا العواطف..
لا قيمة لاحتفالات لا تملك إلا الشعارات..
الخطوة الأولى – أيّها الأحبة في الله – أن نهيأ أرواحنا وقلوبنا وعقولنا، وأن نتوفر على كلّ الاستعدادات حتى يدخل الإمام الخميني رضوان الله عليه في قلوبنا، وفي وجداننا، وفي ضمائرنا دخولا حقيقيا لا دخولا شكليا، وشتان بين الدخولين.
ثم تأتي الخطوة الثانية الأهم:أن نُدخِل الإمام في حياتنا، في واقعنا، وفي أخلاقنا، وفي ممارساتنا، وفي كلّ امتدادات وجودنا. إذا استطاعتا أن نعطي للإمام الخميني رضوان الله عليه هذا الحضور نكون قد عشقنا ذكراه.
دعونا نتساءل صادقين:• كم من فكر الإمام الخميني رضوان الله عليه يتحرك في فكرنا؟
• كم من روحانية الإمام الخميني رضوان الله عليه تتحرك في أرواحنا؟
• كم من أخلاقية الإمام الخميني رضوان الله عليه تتحرك في أخلاقنا؟
• كم من تقوى الإمام الخميني رضوان الله عليه، وكم ورعه الإمام الخميني رضوان الله عليه يتحرك في سلوكنا؟
• كم من جهاد الإمام الخميني رضوان الله عليه ومن كم ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه يتحرك في جهادنا وثوريتنا؟
• وكم من صمود الإمام الخميني رضوان الله عليه ومن ثباته ومواقفه يتحرك في صمودنا وثباتنا ومواقفنا؟
ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه:كان الإمام الخميني رضوان الله عليه ثوريا صلبا، إلاّ أنّ ثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه تحكمها مجموعة ركائز مهمة، أذكر منها:
• القراءة الموضوعية الواعية
• البصيرة الفقهية الناضجة
• الروحانية الربانية الصادقة
نعطي توضيحا سريعا لهذه الركائز:الركيزة الأولى: القراءة الموضوعية الواعية:
لم تكن حركة الإمام الخميني رضوان الله عليه الثورية حركة مرتجلة، وحركة مجازفة، وحركة غبية، إنّما كانت حركة مدروسة، ومحسوبة، قد استوعبت كلّ الواقع الموضوعي، والواقع السياسي، وأقرأت بوعي كلّ الظروف، وكلّ المعطيات.
كانت بعض القيادات الدينية والسياسية في إيران متخوفة كل الخوف، وهلعة كلّ الهلع وخاصة عندما سالت الدماء في شوارع طهران، أمّا الإمام الخميني رضوان الله عليه فكان يقول: أعطوا مزيدا من الدماء، لأنه يملك رؤية واضحة جدا لثورته ولحركته، ولكل نتائجها ومعطياتها، ويملك – كما سنذكر في الركيزة الثانية – وضوحا في الموقف الشرعي.
وكل حركة ثورية لا تملك هذه الرؤية ولا تملك هذا الوضوح، فهي حركة طائشة منفلتة مغامرة، وهي حركة زائفة وتائهة وفاشلة.
ليس البطولة والشجاعة أن نتحرك، أن نثور ولكن البطولة والشجاعة أن نتحرك حينما يفرض الموقف الحركة، وأن نثور حينما يفرض الموقف أن نثور، وإلا كانت الحركة تهورا، وكانت الثورة مغامرة.
كثيرا ما نردد مقولة: الحسين علمنا أن نثور، صحيح الحسين علّمنا أن نثور، حينما تكون الثورة هي الخيار، وربّما يكون الخيار أن نسالم على حساب المبادئ والقيم والأهداف.
البعض يقول: إنّنا يجب أن نكون حسينيين لاحسنيين، هذا كلام ليس صحيحا،إنّنا يجب أن نكون حسينيين وحسنيين، نسالم حينما يفرض الموقف المسالمة، ونواجه حينما يفرض الموقف المواجهة.
فالإمام الخميني رضوان الله عليه ثار عندما وجد أنّ خيار الثورة هو الخيار وفق كل الحسابات الموضوعية والحسابات السّياسية.
لقد قرأ الإمام الأوضاع جيداً، قرأ الأوضاع في إيران وفي المنطقة، وفي كلّ العالم، وشخّص بدقة طبيعة المواجهة مع القوى الكبرى في العالم كما حدّد بوعي وإدراك أولويات حركته الثورية، فمن المرتكزات المهمة لثورية الإمام الخميني رضوان الله عليه هذا الفهم الّسياسي لحركة الواقع، وهذا القراءة الموضوعية القادرة على رصد كلّ المؤثرات، وكلّ المعطيات.
ملاحظة هامة: التكملة في الجزء الثاني من هذا الموضوع>>>