بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة الجمعة من ذاك الأسبوع جلست حزينة لا أدري من أين أتى لي هذا الحزن؟
لربما من درجاتي التي كنت أطمح أن تكون أعلى بكثير من هذه النتائج، طموحي كبير ولكن حظي العاثر في الامتحانات.
نعم حظي، أرى الناس في ارتفاع إلا أنا في هبوط؟؟؟ هذا الكلام، كلام الحظ والارتفاع والهبوط لا يتقول به إلا الفاشلون، لا يا نور لا تتفوهي بكلمة منه، هذا ما قاله قلبي لي، وبالفعل كانت كلمات قلبي دقيقة أكثر من عقلي؟
لربما وصلت لمرحلة الخرف من هذه الصدمة، أيعقل قلب أصح من عقل؟ يجوز
لكن أساتذتي يشهدون لي بأني نعم الطالبة ليس في الأخلاق فحسب بل يتعداه إلى مستواي في الفصل فطلاقتي ومناقشتي الفعالة في الفصل واهتمامي بالدراسة يعني أني طالبة متفوقة ولكن الدرجات بينت العكس؟
لكن كيف وصلت درجاتي لهذا الدنو؟ هل من حاسد حسدني؟ أم أنني أدرس وأحشو عقلي وأحفظ من دون فهم؟؟
وأنا غارقة، ساهمة في تفكيري أتتني أمي تقول لي: بنيتي أهل أكلت عشاءك؟
كنت منزعجة، لكن رددت عليها بامتعاض وقلت لها: لا
قالت: أعلم أنك لا تحبين ما أعددته لأخواتك لذا أعددت لك طبخة تحبينها، بنيتي كلي عشاءك.
وقفت على الباب كأنها تنتظر أن أقوم للعشاء. رأتني لا أحرك ساكناً من كثر حزني، إنها تعلم أنني حزينة لكنها لا تريد أن تحسسني بأنها تعرف، كما لا تريدني أن أنغلق على نفسي .
لذا ظلت تكرر إلحاحها وهي تقول:
كلي يا ابنتي، صار وجهك شاحب وصرت هزيلة ، أين وجهك الوردي يا صغيرتي؟ ،لا أراك تفتحين حتى الثلاجة، إذا لم تأكلي ستمرضين ولم يبقى إلا القليل على أيام امتحاناتك النهائية، هيا يا ابنتي قومي وكلي مع أخواتك.
عندها ارتفعت حرارة أعصابي ولم أتمالك نفسي، فقمت وانهرت أمي بأمطار من الكلام الجارح
وقلت: أليس فيكم ذرة من الرحمة، لم تحشرون نفسكم في كل صغيرة وكبيرة، دعوني وحدي؟
أطرقت أمي برأسها كأن دمعة ستسيل على خدها، ولكنها خوفاً علي من أن أرى دمعتها ولمعة عينيها؟ أوطاءت برأسها للأرض وهي تتمتم يهديك الباري يا ابنتي.
بعد خطوات من رحيل أمي ، أسرعت لباب حجرتي لأقفله كي أستريح و أصل لحل يرجى.
ولكنني حسبت حينما أفكر سأستريح ولكنه كان على العكس، وجدت هموم الدنيا علي كثيرة يستحضرني تفكير يتلوه تفكير.
ما اعتدت هذا الحزن، بالأمس كان بيتنا صاخب من ثرثرتي وضحكاتي واليوم أمسى حزيناً كئيباً.
ما لهذا الحزن وما لي؟؟
سالت دموعي على وسادتي البيضاء. استغربت لهذه الدموع؟، شهور لا بل سنين لم تنزف عيني دمعاً، ويقولون بأن المرأة عاطفية يعني هناك دموع وحنان، وأنا لست من يحق أن يقال عليها عاطفية، امرأة لا تبكي، لا تبكي لموقف تذكرته، لا تبكي حتى لمنظر مأساوي رأته في تلك الشاشة الصغيرة؟ يا لك من امرأة متحجرة القلب.
أتذكر آخر يوم بكيت فيه.. كان يوم وفاة جدتي حينما كنت في الثالث الإعدادي، يا لها من سنين طويلة
أحداث وأحداث تدور في ذلك العقل الصغير، وأحداث تجر أحداث وما لها من نهاية.
تذكرت بأن صار لي أكثر من ساعة وأنا مغلقة باب حجرتي على نفسي. أما آن له أن ينفتح، خطوات.. خطوات ثقيلة على رجلي حتى صارت أثقل من همي فهي لا تكاد تسعفني للوصول للباب، وصلت للباب وفتحته بصعوبة، ثم عدت لسريري وأنا باكية العينين، ارتميت في فراشي ولكــــــــــــــــــــــــن.... سرعان ما غفت عيناي وأنا لا أدري، لعل غفوتي هذه هي رحمة الجبار ليسكن نفساً روعتها الهموم.
جدتي؟
هذا ما شاهدته في عالم الأحلام
لم تبكين؟ ومن أين أتيتي، ألم تكوني في شقة خالي؟
انهلت على جدتي بوابل من الأسئلة؟
لكني أكلمها وهي لا ترد
بحركات بسيطة قامت بها، أخذت قلماً وكان هنالك على تلفاز الحجرة الصغيرة التي تجلس فيها جدتي مع جاراتها ورقة سحبتها من تحت كوبة الشاي .
وكتبت فيها: ابنتي أمانة في رقبتك يا نور
وتلاه السطر الثاني الذي سطرت فيه كلمات أخرى
دمعتي هي دمعة ابنتي، دموع ابنتي غالية
وفي السطر الثالث وهو الأخير كتبت:
كل دمعة من عينيها تجرحني في جسمي
وهي تريني الجروح، كانت الجروح كثيرة، وكنت أحاول عدها، إلا أن هنالك جرحاً كبيراً شدني فتوقفت عنده فهو أكبر هذي الجروح على الإطلاق وأكثر الأماكن حساسية هو جرح بقرب عين جدتي
قلت لها لا تصمتي جدتي أريدك أن تجيبيني على هذه التساؤلات
قلت لها: جدتي ما هذا الجرح الغزير القريب من عينك اليمنى؟
تكلمت وقالت: هذه دمعة ابنتي التي سالت في هذا المكان.
قلت: لكن هناك جروحاً كثيرة وأنت كتبتي على الورقة بأن كل دمعة من أمي هي جرح في جسمك.
قالت: بلى، لكن هذا الجرح هو أقوى الجروح تأثيراً على أمك لذا صار الجرح في مكان خطر. وهو جرح ليس بقديم أنه جرح جديد
ألا ترين بأنه طري ولازال ينزف؟ هذا ما قالته جدتي
رفعت إصبعي لا لمسح نزف الدم إنما للمسه ومعاينة حقيقة هذا الدم النازف
وإذ بي............
أصحو من النوم وأنا فزعة، وأقول جدتي متوفية، رحمة الله عليها
لطالما تمنيت أن أراها في المنام حتى يأست واكتشفت بأن الذي ينقطع من أحلام الإنسان الحي قد تحرر من حب الدنيا لذا لا نستطيع رؤيته مجدداً
والآن جاءت........ ولكن بم جاءت؟ بكابوس
يا ليتك لم تأتين لي جدتي؟ هذا ما قلته
بكيت لشدة رهبة الموقف في الحلم ، ولا يعرف مقدار الحلم إلا الذي رآه.
تذكرت مصداقية الأحلام بعد استحضار ذهني لهذه الآية المباركة في سورة يوسف
" يا أبت أني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "
فقلت لك الحمد والشكر رباه على هذه النعم . هي أجراس فهل من يقظ لهذه الأجراس؟
ذهبت لأمي، أبحث عنها في مكانها المعتاد، غرفة التلفاز ولكني لم أجدها ولكنها اعتادت أن تتابع هذا الدعاءالذي يعرض في هذه الليلة المباركة؟
من المؤكد أنها في غرفتها، لم تستمع لباقي الدعاء والسبب هو أنا بالطبع، إذا من المؤكد أنها في غرفتها لأنها بعد انتهاء هذا الدعاء تذهب لغرفتها.
قلت في نفسي لا تنفع الحسرة إذا حدث ما حدث، والجرح كان غزيراً والدم لا زال ينزف سأسبق الوقت قبل أن يسبقني.
طرقت الباب وإذ بها تقول بصوت حزين، ادخلي صغيرتي نور -وكأنها تعلم أني أنا الطارقة-
دخلت وما تمالكت نفسي برؤيتها انكببت على رأسها تقبيلاً ورجوتها أن تغفر لي زلتي، وتعرفون قلب الأم الذي لا يحمل شيئاً، احتضنتها ووضعت رأسي في حجرها لأحكي لها سبب حزني وانزعاجي، كأني الطفل الذي يضربه أخوته الكبار فيرتمي مسرعاً في ذلك الحضن الحنون.
قالت لي: بنيتي عندما تلقي الحياة بهدمها عليك، والحزن خلف قضبان، والألم يأسرك وتشعري بأن الدنيا ضيقة جداً عليك، وأنه لا أمل، لا فرحة تبشرك، تذكري يا حبيبتي ويا صغيرتي و قرة عيني بأن الله قربك ومن خلق الكون معك واللجوء إليه نجاتك.
لكم أسعدتني هذه الكلمات وحولتني من بائسة إلى فرحة، قلت لما لم أفصح لها بدءاً لتفيض علي بعضاً من ما نورها به رب العزة.
تذكروا أخوتي دائماً هذه الكلمات: ما قاله رسول الله (ص): الجنة تحت أقدام الأمهات
وتذكروا بأن الأم شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة للجميع، وهي أقدس الأحياء
وبأن صلوات الأم الصامتة الرقيقة لا يمكن أن تضل الطريق إلى ينبوع الخير
وبأنه ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم ولا وردة أجمل من ثغرها
و أنني لمدينة بكل ما وصلت إليه وما أرجو أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي
وأخيراً تذكروا " أمك، أمك، أمك
في ليلة الجمعة من ذاك الأسبوع جلست حزينة لا أدري من أين أتى لي هذا الحزن؟
لربما من درجاتي التي كنت أطمح أن تكون أعلى بكثير من هذه النتائج، طموحي كبير ولكن حظي العاثر في الامتحانات.
نعم حظي، أرى الناس في ارتفاع إلا أنا في هبوط؟؟؟ هذا الكلام، كلام الحظ والارتفاع والهبوط لا يتقول به إلا الفاشلون، لا يا نور لا تتفوهي بكلمة منه، هذا ما قاله قلبي لي، وبالفعل كانت كلمات قلبي دقيقة أكثر من عقلي؟
لربما وصلت لمرحلة الخرف من هذه الصدمة، أيعقل قلب أصح من عقل؟ يجوز
لكن أساتذتي يشهدون لي بأني نعم الطالبة ليس في الأخلاق فحسب بل يتعداه إلى مستواي في الفصل فطلاقتي ومناقشتي الفعالة في الفصل واهتمامي بالدراسة يعني أني طالبة متفوقة ولكن الدرجات بينت العكس؟
لكن كيف وصلت درجاتي لهذا الدنو؟ هل من حاسد حسدني؟ أم أنني أدرس وأحشو عقلي وأحفظ من دون فهم؟؟
وأنا غارقة، ساهمة في تفكيري أتتني أمي تقول لي: بنيتي أهل أكلت عشاءك؟
كنت منزعجة، لكن رددت عليها بامتعاض وقلت لها: لا
قالت: أعلم أنك لا تحبين ما أعددته لأخواتك لذا أعددت لك طبخة تحبينها، بنيتي كلي عشاءك.
وقفت على الباب كأنها تنتظر أن أقوم للعشاء. رأتني لا أحرك ساكناً من كثر حزني، إنها تعلم أنني حزينة لكنها لا تريد أن تحسسني بأنها تعرف، كما لا تريدني أن أنغلق على نفسي .
لذا ظلت تكرر إلحاحها وهي تقول:
كلي يا ابنتي، صار وجهك شاحب وصرت هزيلة ، أين وجهك الوردي يا صغيرتي؟ ،لا أراك تفتحين حتى الثلاجة، إذا لم تأكلي ستمرضين ولم يبقى إلا القليل على أيام امتحاناتك النهائية، هيا يا ابنتي قومي وكلي مع أخواتك.
عندها ارتفعت حرارة أعصابي ولم أتمالك نفسي، فقمت وانهرت أمي بأمطار من الكلام الجارح
وقلت: أليس فيكم ذرة من الرحمة، لم تحشرون نفسكم في كل صغيرة وكبيرة، دعوني وحدي؟
أطرقت أمي برأسها كأن دمعة ستسيل على خدها، ولكنها خوفاً علي من أن أرى دمعتها ولمعة عينيها؟ أوطاءت برأسها للأرض وهي تتمتم يهديك الباري يا ابنتي.
بعد خطوات من رحيل أمي ، أسرعت لباب حجرتي لأقفله كي أستريح و أصل لحل يرجى.
ولكنني حسبت حينما أفكر سأستريح ولكنه كان على العكس، وجدت هموم الدنيا علي كثيرة يستحضرني تفكير يتلوه تفكير.
ما اعتدت هذا الحزن، بالأمس كان بيتنا صاخب من ثرثرتي وضحكاتي واليوم أمسى حزيناً كئيباً.
ما لهذا الحزن وما لي؟؟
سالت دموعي على وسادتي البيضاء. استغربت لهذه الدموع؟، شهور لا بل سنين لم تنزف عيني دمعاً، ويقولون بأن المرأة عاطفية يعني هناك دموع وحنان، وأنا لست من يحق أن يقال عليها عاطفية، امرأة لا تبكي، لا تبكي لموقف تذكرته، لا تبكي حتى لمنظر مأساوي رأته في تلك الشاشة الصغيرة؟ يا لك من امرأة متحجرة القلب.
أتذكر آخر يوم بكيت فيه.. كان يوم وفاة جدتي حينما كنت في الثالث الإعدادي، يا لها من سنين طويلة
أحداث وأحداث تدور في ذلك العقل الصغير، وأحداث تجر أحداث وما لها من نهاية.
تذكرت بأن صار لي أكثر من ساعة وأنا مغلقة باب حجرتي على نفسي. أما آن له أن ينفتح، خطوات.. خطوات ثقيلة على رجلي حتى صارت أثقل من همي فهي لا تكاد تسعفني للوصول للباب، وصلت للباب وفتحته بصعوبة، ثم عدت لسريري وأنا باكية العينين، ارتميت في فراشي ولكــــــــــــــــــــــــن.... سرعان ما غفت عيناي وأنا لا أدري، لعل غفوتي هذه هي رحمة الجبار ليسكن نفساً روعتها الهموم.
جدتي؟
هذا ما شاهدته في عالم الأحلام
لم تبكين؟ ومن أين أتيتي، ألم تكوني في شقة خالي؟
انهلت على جدتي بوابل من الأسئلة؟
لكني أكلمها وهي لا ترد
بحركات بسيطة قامت بها، أخذت قلماً وكان هنالك على تلفاز الحجرة الصغيرة التي تجلس فيها جدتي مع جاراتها ورقة سحبتها من تحت كوبة الشاي .
وكتبت فيها: ابنتي أمانة في رقبتك يا نور
وتلاه السطر الثاني الذي سطرت فيه كلمات أخرى
دمعتي هي دمعة ابنتي، دموع ابنتي غالية
وفي السطر الثالث وهو الأخير كتبت:
كل دمعة من عينيها تجرحني في جسمي
وهي تريني الجروح، كانت الجروح كثيرة، وكنت أحاول عدها، إلا أن هنالك جرحاً كبيراً شدني فتوقفت عنده فهو أكبر هذي الجروح على الإطلاق وأكثر الأماكن حساسية هو جرح بقرب عين جدتي
قلت لها لا تصمتي جدتي أريدك أن تجيبيني على هذه التساؤلات
قلت لها: جدتي ما هذا الجرح الغزير القريب من عينك اليمنى؟
تكلمت وقالت: هذه دمعة ابنتي التي سالت في هذا المكان.
قلت: لكن هناك جروحاً كثيرة وأنت كتبتي على الورقة بأن كل دمعة من أمي هي جرح في جسمك.
قالت: بلى، لكن هذا الجرح هو أقوى الجروح تأثيراً على أمك لذا صار الجرح في مكان خطر. وهو جرح ليس بقديم أنه جرح جديد
ألا ترين بأنه طري ولازال ينزف؟ هذا ما قالته جدتي
رفعت إصبعي لا لمسح نزف الدم إنما للمسه ومعاينة حقيقة هذا الدم النازف
وإذ بي............
أصحو من النوم وأنا فزعة، وأقول جدتي متوفية، رحمة الله عليها
لطالما تمنيت أن أراها في المنام حتى يأست واكتشفت بأن الذي ينقطع من أحلام الإنسان الحي قد تحرر من حب الدنيا لذا لا نستطيع رؤيته مجدداً
والآن جاءت........ ولكن بم جاءت؟ بكابوس
يا ليتك لم تأتين لي جدتي؟ هذا ما قلته
بكيت لشدة رهبة الموقف في الحلم ، ولا يعرف مقدار الحلم إلا الذي رآه.
تذكرت مصداقية الأحلام بعد استحضار ذهني لهذه الآية المباركة في سورة يوسف
" يا أبت أني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "
فقلت لك الحمد والشكر رباه على هذه النعم . هي أجراس فهل من يقظ لهذه الأجراس؟
ذهبت لأمي، أبحث عنها في مكانها المعتاد، غرفة التلفاز ولكني لم أجدها ولكنها اعتادت أن تتابع هذا الدعاءالذي يعرض في هذه الليلة المباركة؟
من المؤكد أنها في غرفتها، لم تستمع لباقي الدعاء والسبب هو أنا بالطبع، إذا من المؤكد أنها في غرفتها لأنها بعد انتهاء هذا الدعاء تذهب لغرفتها.
قلت في نفسي لا تنفع الحسرة إذا حدث ما حدث، والجرح كان غزيراً والدم لا زال ينزف سأسبق الوقت قبل أن يسبقني.
طرقت الباب وإذ بها تقول بصوت حزين، ادخلي صغيرتي نور -وكأنها تعلم أني أنا الطارقة-
دخلت وما تمالكت نفسي برؤيتها انكببت على رأسها تقبيلاً ورجوتها أن تغفر لي زلتي، وتعرفون قلب الأم الذي لا يحمل شيئاً، احتضنتها ووضعت رأسي في حجرها لأحكي لها سبب حزني وانزعاجي، كأني الطفل الذي يضربه أخوته الكبار فيرتمي مسرعاً في ذلك الحضن الحنون.
قالت لي: بنيتي عندما تلقي الحياة بهدمها عليك، والحزن خلف قضبان، والألم يأسرك وتشعري بأن الدنيا ضيقة جداً عليك، وأنه لا أمل، لا فرحة تبشرك، تذكري يا حبيبتي ويا صغيرتي و قرة عيني بأن الله قربك ومن خلق الكون معك واللجوء إليه نجاتك.
لكم أسعدتني هذه الكلمات وحولتني من بائسة إلى فرحة، قلت لما لم أفصح لها بدءاً لتفيض علي بعضاً من ما نورها به رب العزة.
تذكروا أخوتي دائماً هذه الكلمات: ما قاله رسول الله (ص): الجنة تحت أقدام الأمهات
وتذكروا بأن الأم شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة للجميع، وهي أقدس الأحياء
وبأن صلوات الأم الصامتة الرقيقة لا يمكن أن تضل الطريق إلى ينبوع الخير
وبأنه ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم ولا وردة أجمل من ثغرها
و أنني لمدينة بكل ما وصلت إليه وما أرجو أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي
وأخيراً تذكروا " أمك، أمك، أمك