اليوم الآخر
شاعر وقلم مميز
[align=center]عاشق المستحيل...
غابت الشمس,و أرخى الليل سُدُولَه...
عاد الصيادون من رحلاتهم...
كان القمر بدراً...
وطُرِزَت صفحه السماء بنجومٍ متلألأه...
لا اسمع سوى أصوات بعض الصيادين وهم يربطون مراكبهم ويغادرون...
اختلطت أصواتهم بأصوات محركات المراكب القادمه من بعيد...
وهي تشق سطح الماء في رقه...
بعض الرجال أخذوا مراكزهم في المقهى الوحيد على شاطئ النهر...
يحتسون الشاي ويتسامرون...
الرياح تلعب بكل هذه الأصوات...
تخلطها... تعجنها...
تقربها تارة و تبعدها أخرى...
كان هذا اول يوم لي في هذا المرسى...
فقد كنت اعمل على مركب للصيد... أجيراً... نجوب البحار...
أما ألان فقد أكرمني الله و اشتريتُ مركباً...
وان بدى متهالكاً إلا انه يفي بالغرض...
كانت رحلتي اليوم لاكتشاف النهر... فقط
رافقني نوخذه من أهل المنطقه في رحلتي...
على أن ابدأ رحلات الصيد في الغد...
كنت استنشق هذا الجمال الأخاذ ...
هدوء... سكينه ... (رتابه)
شعره... هي ما يفصل بينهما...
مشاعل صغيره تضيء المقهى... بشعلاتها المتراقصه إستجابه لحركات الريح...
وربما إستجابه للموج... رقصات شيطانيه... غاية في الدلال... والرقه...
صوت متواتر هو صوت محرك مركبي... يشق السكون, بصوت متوافق مع ما حوله...
يُقال أن كل ما في الكون يسبح لله...
فسبحان الله...
كذلك بدا صوت موج البحر... وهو يمسح على جبهة اليابسه...
يخيل إلي إنني اسمع تسبيح الرياح وهي تداعب أخشاب مراكبنا المتداعيه...
فتستجيب لها مُسَبِِحه...
اقترب مني رجل... فاجأني...
سلََّم, فرددت السلام...
طلب مني أن انقله إلى الضفه الثانيه...
وقال إن البحاره يرفضون إيصاله...
ألحّ علي... فوافقته...
قفز إلى المركب برشاقه...
دفع لي الأجره مقدماً وبسخاء...
انطلقنا...
ومن الوهلة الأولى!!! لاحظت ذلك الحزن العميق والمطبق على محياه...
وسمٌ حزينٌ على جبينه...
عيناه نافذتان تحكيان قصصاً من الحزن و الألم...
سألته لأكسر جمود الموقف: مالي أراك حزيناً؟!!
وهل لك أحد في الضفه الثانيه؟
أجابني وهو ينظر إلى القمر: ذاهب إلى محبوبتي...
بادرته: وهل هي في الضفه الثانيه؟
نظر إلي مطولاً وقال: لا اعلم ...
نقل نظره إلى القمر...
استغربت إجابته... شعرت أنني أتدخل فيما لا يعنيني...
لم يطل الصمت طويلاً حتى قال: هي البدر في العلياْ... جميله...
كأنها حوريه بحر... رقيقه...
سكَتَ عن باقي الكلام, وأنا استحثه بنظري ليكمل...
وصلنا منتصف النهر...
عند التقاء صوره القمر مع صفحه الماء, طلب مني إيقاف المركب...
حتى إذا سكنت حركه الماء...
انتصب واقفاً وهو يحدق في صوره البدر المعكوسه على سطح الماء...
تحت نور القمر رأيت دمعته...
أطال النظر...
ثم!!!
رمى بنفسه في النهر... وغاب!!!
أردت مساعدته , لكنه لم يظهر...
لا أرى سوى حلقات على سطح الماء...
بدأت صغيره... كبُرت... ثم تلاشت...
استعذت بالله...
عُدتُ أدراجي خائفاً وجِلاً...
حتى إذا وصلت الشاطئ...
انطلقت إلى المقهى... وعلامات الرعب بادية عليّ...
أخبرت من بالمقهى بما حدث...
انفضوا من حولي, بينما وقف أحدهم وقال: عادي!!!
سألته عن قصده بكلمه( عادي )
أجاب: هذا نسميه ( ساكن النهر)...
وهناك من يطلق عليه ( عاشق المستحيل)!!!
كل ما نعرفه عنه, انه غريب عن هنا...
وكان حديث عهد بزواج...
جاء في رحله مع زوجته...
إلا أنها غرقت في هذا النهر, ودُفِنَت في مقابر البلده...
وهذا حاله منذ ذلك الوقت...
منتصف الشهر, والقمر بدر, يظهر...
يطلب من أحدنا إيصاله...
حتى إذا وصلنا منتصف النهر, قذف بنفسه...
ويقال انه يختفي في النهر أياماً...
ولا يظهر إلا والقمر هلالاً...
يخرج سابحاً!!!
مبللاً!!!
ويغادر...
منقول
سلامي[/align]
غابت الشمس,و أرخى الليل سُدُولَه...
عاد الصيادون من رحلاتهم...
كان القمر بدراً...
وطُرِزَت صفحه السماء بنجومٍ متلألأه...
لا اسمع سوى أصوات بعض الصيادين وهم يربطون مراكبهم ويغادرون...
اختلطت أصواتهم بأصوات محركات المراكب القادمه من بعيد...
وهي تشق سطح الماء في رقه...
بعض الرجال أخذوا مراكزهم في المقهى الوحيد على شاطئ النهر...
يحتسون الشاي ويتسامرون...
الرياح تلعب بكل هذه الأصوات...
تخلطها... تعجنها...
تقربها تارة و تبعدها أخرى...
كان هذا اول يوم لي في هذا المرسى...
فقد كنت اعمل على مركب للصيد... أجيراً... نجوب البحار...
أما ألان فقد أكرمني الله و اشتريتُ مركباً...
وان بدى متهالكاً إلا انه يفي بالغرض...
كانت رحلتي اليوم لاكتشاف النهر... فقط
رافقني نوخذه من أهل المنطقه في رحلتي...
على أن ابدأ رحلات الصيد في الغد...
كنت استنشق هذا الجمال الأخاذ ...
هدوء... سكينه ... (رتابه)
شعره... هي ما يفصل بينهما...
مشاعل صغيره تضيء المقهى... بشعلاتها المتراقصه إستجابه لحركات الريح...
وربما إستجابه للموج... رقصات شيطانيه... غاية في الدلال... والرقه...
صوت متواتر هو صوت محرك مركبي... يشق السكون, بصوت متوافق مع ما حوله...
يُقال أن كل ما في الكون يسبح لله...
فسبحان الله...
كذلك بدا صوت موج البحر... وهو يمسح على جبهة اليابسه...
يخيل إلي إنني اسمع تسبيح الرياح وهي تداعب أخشاب مراكبنا المتداعيه...
فتستجيب لها مُسَبِِحه...
اقترب مني رجل... فاجأني...
سلََّم, فرددت السلام...
طلب مني أن انقله إلى الضفه الثانيه...
وقال إن البحاره يرفضون إيصاله...
ألحّ علي... فوافقته...
قفز إلى المركب برشاقه...
دفع لي الأجره مقدماً وبسخاء...
انطلقنا...
ومن الوهلة الأولى!!! لاحظت ذلك الحزن العميق والمطبق على محياه...
وسمٌ حزينٌ على جبينه...
عيناه نافذتان تحكيان قصصاً من الحزن و الألم...
سألته لأكسر جمود الموقف: مالي أراك حزيناً؟!!
وهل لك أحد في الضفه الثانيه؟
أجابني وهو ينظر إلى القمر: ذاهب إلى محبوبتي...
بادرته: وهل هي في الضفه الثانيه؟
نظر إلي مطولاً وقال: لا اعلم ...
نقل نظره إلى القمر...
استغربت إجابته... شعرت أنني أتدخل فيما لا يعنيني...
لم يطل الصمت طويلاً حتى قال: هي البدر في العلياْ... جميله...
كأنها حوريه بحر... رقيقه...
سكَتَ عن باقي الكلام, وأنا استحثه بنظري ليكمل...
وصلنا منتصف النهر...
عند التقاء صوره القمر مع صفحه الماء, طلب مني إيقاف المركب...
حتى إذا سكنت حركه الماء...
انتصب واقفاً وهو يحدق في صوره البدر المعكوسه على سطح الماء...
تحت نور القمر رأيت دمعته...
أطال النظر...
ثم!!!
رمى بنفسه في النهر... وغاب!!!
أردت مساعدته , لكنه لم يظهر...
لا أرى سوى حلقات على سطح الماء...
بدأت صغيره... كبُرت... ثم تلاشت...
استعذت بالله...
عُدتُ أدراجي خائفاً وجِلاً...
حتى إذا وصلت الشاطئ...
انطلقت إلى المقهى... وعلامات الرعب بادية عليّ...
أخبرت من بالمقهى بما حدث...
انفضوا من حولي, بينما وقف أحدهم وقال: عادي!!!
سألته عن قصده بكلمه( عادي )
أجاب: هذا نسميه ( ساكن النهر)...
وهناك من يطلق عليه ( عاشق المستحيل)!!!
كل ما نعرفه عنه, انه غريب عن هنا...
وكان حديث عهد بزواج...
جاء في رحله مع زوجته...
إلا أنها غرقت في هذا النهر, ودُفِنَت في مقابر البلده...
وهذا حاله منذ ذلك الوقت...
منتصف الشهر, والقمر بدر, يظهر...
يطلب من أحدنا إيصاله...
حتى إذا وصلنا منتصف النهر, قذف بنفسه...
ويقال انه يختفي في النهر أياماً...
ولا يظهر إلا والقمر هلالاً...
يخرج سابحاً!!!
مبللاً!!!
ويغادر...
منقول
سلامي[/align]