منتهى محسن
New member
- إنضم
- 8 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 199
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
قصة قصيرة بعنوان ( فرح مغيب )
(من لي غيرك ).. زفر بهذه الكلمات وألقاها في نهار اصطبغ بسماء حمراء وخطواته الثقيلة يلقيها على شارع أشباح وأرواح تتطاير نحو السماء ، وما زال يجرجر خطواته بين أنقاض بناية انهار الجزء الأكبر منها ولم يتبقى منها سوى حطام ، تلفت وسحب الدخان تحتويه فلم يجد إلا وجوه باهتة وباردة ، وانين يتخلل السكون ويفترش المدى بعذابات الإنسان في مدارات الكون الحزين .
سحب قدميه العاريتين وحاول الابتعاد عن حدود المكان لكن عارضا الم به وأراد أن يزفر شيئا من جوفه فجلس هنيئة حتى استعاد أنفاسه وما زال لوجع الأنين لغة تتصاعد مع سخونة الأحداث وتخترق ذلك الجو المشحون بالأهات ، لملم أجزاءه التي تبعثرت فجأة وراح يطلق العنان لترانيم داعبت الوجدان في كلمات يناجي بها رب العباد وهو يردد بمكامن نفسه الولهى : ((من !من لي غيرك يارب ..يارب الصحارى والشجر ..ورب الدواب والبشر ..يا من يعلم ما في الأرض وما في البحر ..وما تسقط من ورقة ولا رطب إلا في كتاب عند مليك مقتدر ..))
شعر بقوة خفية تدفعه للنهوض وسرعان ما شتت أفكاره وشحذ عزيمته فراح يتخطى بحر الدماء ويخوض في أهات الأبرياء وأصواتهم المغيبة قسرا ...وعند أول خطوات الخلاص من الموت والابتعاد من موقع الحدث الرهيب اخترق السكون زعيق سيارات الإسعاف وهمهمة الرجال الذين أسرعوا يفتشون عن نبضاة لم تفارق حدود هذه الحياة ، ومع شديد الألم الذي لحق به أيقن بعد أن سكنت الأتربة وخمدت النيران بان ذلك الأسلوب الرخيص بالفتك حصيلة غسل الدماغ ومخلفات أحقاد واضعان وانه بعيدا عن أي انتماء للدين أو لمرضاة الله الجبار !!
فشعر وهو يتخطى ما بين الأشلاء بان روحه تكاد تفارقه من هول ما يرى وشدة الأسى وظل يرمق أطراف السماء ويتمتم
أي رب يا رحمن السماوات والأرض إليك رب المشتكى وعليك التكلان والمعول في كل نائبة وبلوى ) صمت هنيئة ولفته حيرة كبيرة ظل واجما إثرها ، حتى ربتت يد على ظهره وقبل أن يتكلم ببنت شفه جثم احدهم عليه باكيا ونائحا وهو يردد: ( أأنت حي ..الحمد لله ..الشكر لك يارب العالمين ) وترك لأحضانه تمارس طقوس الإخوة ..ودلفا بطريق محفوف بالدماء وفي قلبيهما أمنية مغتالة في أن يكون الغد أكثر راحة وأمان !!
(من لي غيرك ).. زفر بهذه الكلمات وألقاها في نهار اصطبغ بسماء حمراء وخطواته الثقيلة يلقيها على شارع أشباح وأرواح تتطاير نحو السماء ، وما زال يجرجر خطواته بين أنقاض بناية انهار الجزء الأكبر منها ولم يتبقى منها سوى حطام ، تلفت وسحب الدخان تحتويه فلم يجد إلا وجوه باهتة وباردة ، وانين يتخلل السكون ويفترش المدى بعذابات الإنسان في مدارات الكون الحزين .
سحب قدميه العاريتين وحاول الابتعاد عن حدود المكان لكن عارضا الم به وأراد أن يزفر شيئا من جوفه فجلس هنيئة حتى استعاد أنفاسه وما زال لوجع الأنين لغة تتصاعد مع سخونة الأحداث وتخترق ذلك الجو المشحون بالأهات ، لملم أجزاءه التي تبعثرت فجأة وراح يطلق العنان لترانيم داعبت الوجدان في كلمات يناجي بها رب العباد وهو يردد بمكامن نفسه الولهى : ((من !من لي غيرك يارب ..يارب الصحارى والشجر ..ورب الدواب والبشر ..يا من يعلم ما في الأرض وما في البحر ..وما تسقط من ورقة ولا رطب إلا في كتاب عند مليك مقتدر ..))
شعر بقوة خفية تدفعه للنهوض وسرعان ما شتت أفكاره وشحذ عزيمته فراح يتخطى بحر الدماء ويخوض في أهات الأبرياء وأصواتهم المغيبة قسرا ...وعند أول خطوات الخلاص من الموت والابتعاد من موقع الحدث الرهيب اخترق السكون زعيق سيارات الإسعاف وهمهمة الرجال الذين أسرعوا يفتشون عن نبضاة لم تفارق حدود هذه الحياة ، ومع شديد الألم الذي لحق به أيقن بعد أن سكنت الأتربة وخمدت النيران بان ذلك الأسلوب الرخيص بالفتك حصيلة غسل الدماغ ومخلفات أحقاد واضعان وانه بعيدا عن أي انتماء للدين أو لمرضاة الله الجبار !!
فشعر وهو يتخطى ما بين الأشلاء بان روحه تكاد تفارقه من هول ما يرى وشدة الأسى وظل يرمق أطراف السماء ويتمتم
أي رب يا رحمن السماوات والأرض إليك رب المشتكى وعليك التكلان والمعول في كل نائبة وبلوى ) صمت هنيئة ولفته حيرة كبيرة ظل واجما إثرها ، حتى ربتت يد على ظهره وقبل أن يتكلم ببنت شفه جثم احدهم عليه باكيا ونائحا وهو يردد: ( أأنت حي ..الحمد لله ..الشكر لك يارب العالمين ) وترك لأحضانه تمارس طقوس الإخوة ..ودلفا بطريق محفوف بالدماء وفي قلبيهما أمنية مغتالة في أن يكون الغد أكثر راحة وأمان !!