منتهى محسن
New member
- إنضم
- 8 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 199
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
اهدي هذه القصة القصيرة الى كل اعضاء الملتقى ارجو ان تعجبكم
على سنيني العشرة كانت تخترقني نظراته التي يصوبها نحوي من خلف نظاراته الطبية والتي لم تخف شدة خضرة عيونه ، وكأنها واحة خضراء تتخللها المروج والأعشاب .ولطالما شعرت بساقي تتجمدان خجلا وحياء وأنا إزاءها ، وهالة تحوي في جوفها لماذا كبيرة ! اكبر بكثير من مدى مخيلتي الصغيرة.
إذ عجزت وقتها من معرفة كنه تلك النظرات المصوبة نحوي !
الساعة عند الضياء والتجمع عند الكروان ، وهكذا كانوا يمثلون حلقة أقصى أمالهم الحرية وابعد أحلامهم الحق ، يشع من عيونهم صفاء الروح ويدر من ثناياهم الصدق والأيمان .
ويزيد من بهائهم ذلك النور الذي أغدق من ضياء محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
قال قائد المجموعة محدثا إياهم : (أخوتي ..يجب أن نتوخى الحذر فالمهمة صعبة واهم أركانها السرية وأشار بيديه نحوه :وأنت يا دكتور حسن ستكون الرئيس بهذه المهمة ثم أردف قائلا :وكما تعلمون إن الطريق الذي نعتنقه محفوف بالمخاطر ولكن أهلا بالموت إن جاء محررا من القيود والأغلال ولنمضي معا كما مضى سيد الشهداء (ع) فما مات الحسين بل مات الموت أمام خلوده الدائم
هيا يا رجال لنمزق وكر الشيطان ونحطم ازلامه في كل مكان وزمان )
وبعد إن استهل القائد لخطته ارتجل مودعا إياهم بقلوب تخفق لنيل الشهادة وبانتظار ساعة الصفر ، كان هادئا كعادته فزاحمته أفكاره حتى استعاد صدى كلماته الأخيرة قبل هنيهة من مغادرته المنزل : (ها يا زوجتي العزيزة ...أوصيك خيرا بنفسك ..كم أتمنى أن أكون إلى جانبك وأنت تضعين مولودنا الأول ، فلا تنسي إن كان المولود ذكر فسميه (اباذر) وان كانت أنثى فسميها (أٍسلام ) استرسل في كلامه وهي واجمة تحدق مليا في ضفاف عينيه وقبل أن تنطق ببنت شفه داهمها وامسك كتفيها وهو يقول بشجن : (أنت شريكتي في المشوار والمشوار مليء بالأشواك فكوني لهم ، تماسكي ..واصبري والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين ).
وبعدما ارتدى الجميع الحزن وتوشحوا بالصبر أنصتت جيدا لتوصيات الجدة وهي تنصحها : خذي نفسا عميق ..اجل أحسنت ..هيا استمري وحالما صدح صوتها عاليا : (يا فاطمة البتول ) تعالى صراخ الصغيرة ذلك الصراخ المشوب بالحزن ، وكم كانت دهشة الجميع كبيرة بمجرد أن أبصرت النور كانت قد أثلجت قلوبهم بعينيها الخضراوين فقد سرقت عينا والدها بالقهما وبريقهما الذي لا ينطفيء ... نعم نفس تلك الواحة الغناء ..كان عينيها تروي قصصا وحكايات طوال .
بدقات متتالية ...عنيفة ...متوحشة كوحشة الليل في البراري طرقت باب المنزل ..وفي ليلة شتاء جاءت إسلام بسمة حيرى وأغنية حزينة وفراشة تدور دونما فضاء وتحلق بلا جناح .
اليوم ...وبعد ثلاثين عاما خلت استطعت الوقوف على مغزى نظراته التي لشد ما أرقت مضجعي واعتصرتني حد البكاء ، فما كانت إلا توصية نقلها عبر عينيه حتى نفذت طوايا روحي مفادها ديمومة حب فياض تجاه طفلته ذات العينين الخضراوين
على سنيني العشرة كانت تخترقني نظراته التي يصوبها نحوي من خلف نظاراته الطبية والتي لم تخف شدة خضرة عيونه ، وكأنها واحة خضراء تتخللها المروج والأعشاب .ولطالما شعرت بساقي تتجمدان خجلا وحياء وأنا إزاءها ، وهالة تحوي في جوفها لماذا كبيرة ! اكبر بكثير من مدى مخيلتي الصغيرة.
إذ عجزت وقتها من معرفة كنه تلك النظرات المصوبة نحوي !
الساعة عند الضياء والتجمع عند الكروان ، وهكذا كانوا يمثلون حلقة أقصى أمالهم الحرية وابعد أحلامهم الحق ، يشع من عيونهم صفاء الروح ويدر من ثناياهم الصدق والأيمان .
ويزيد من بهائهم ذلك النور الذي أغدق من ضياء محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
قال قائد المجموعة محدثا إياهم : (أخوتي ..يجب أن نتوخى الحذر فالمهمة صعبة واهم أركانها السرية وأشار بيديه نحوه :وأنت يا دكتور حسن ستكون الرئيس بهذه المهمة ثم أردف قائلا :وكما تعلمون إن الطريق الذي نعتنقه محفوف بالمخاطر ولكن أهلا بالموت إن جاء محررا من القيود والأغلال ولنمضي معا كما مضى سيد الشهداء (ع) فما مات الحسين بل مات الموت أمام خلوده الدائم
هيا يا رجال لنمزق وكر الشيطان ونحطم ازلامه في كل مكان وزمان )
وبعد إن استهل القائد لخطته ارتجل مودعا إياهم بقلوب تخفق لنيل الشهادة وبانتظار ساعة الصفر ، كان هادئا كعادته فزاحمته أفكاره حتى استعاد صدى كلماته الأخيرة قبل هنيهة من مغادرته المنزل : (ها يا زوجتي العزيزة ...أوصيك خيرا بنفسك ..كم أتمنى أن أكون إلى جانبك وأنت تضعين مولودنا الأول ، فلا تنسي إن كان المولود ذكر فسميه (اباذر) وان كانت أنثى فسميها (أٍسلام ) استرسل في كلامه وهي واجمة تحدق مليا في ضفاف عينيه وقبل أن تنطق ببنت شفه داهمها وامسك كتفيها وهو يقول بشجن : (أنت شريكتي في المشوار والمشوار مليء بالأشواك فكوني لهم ، تماسكي ..واصبري والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين ).
وبعدما ارتدى الجميع الحزن وتوشحوا بالصبر أنصتت جيدا لتوصيات الجدة وهي تنصحها : خذي نفسا عميق ..اجل أحسنت ..هيا استمري وحالما صدح صوتها عاليا : (يا فاطمة البتول ) تعالى صراخ الصغيرة ذلك الصراخ المشوب بالحزن ، وكم كانت دهشة الجميع كبيرة بمجرد أن أبصرت النور كانت قد أثلجت قلوبهم بعينيها الخضراوين فقد سرقت عينا والدها بالقهما وبريقهما الذي لا ينطفيء ... نعم نفس تلك الواحة الغناء ..كان عينيها تروي قصصا وحكايات طوال .
بدقات متتالية ...عنيفة ...متوحشة كوحشة الليل في البراري طرقت باب المنزل ..وفي ليلة شتاء جاءت إسلام بسمة حيرى وأغنية حزينة وفراشة تدور دونما فضاء وتحلق بلا جناح .
اليوم ...وبعد ثلاثين عاما خلت استطعت الوقوف على مغزى نظراته التي لشد ما أرقت مضجعي واعتصرتني حد البكاء ، فما كانت إلا توصية نقلها عبر عينيه حتى نفذت طوايا روحي مفادها ديمومة حب فياض تجاه طفلته ذات العينين الخضراوين