- إنضم
- 5 يوليو 2006
- المشاركات
- 2,171
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
جهاد النفس
نص الحديث
قال الإمام الصادق(عليه السلام): احذروا أهوائكم كما تحذرون أعدائكم فليس شيء أعدى للرجال من اتّباع أهوائهم
و حصائد ألسنتهم»(1)
شرح الحديث
هناك برامج كثيرة في شهر رمضان المبارك، من بينها و أهمها صيام الشهر، فالبعض يتصور أنه إذا كان مريضاً أو على سفر، تسقط عنه الأعمال الأخرى، في حين أن في شهر رمضان هناك برامج و أعمال أُخرى غير الصيام، و من بينها عمل مهم جداً و هو جهاد النفس، و هو من أكثر الأعمال نورانية.
و الحديث الشريف أعلاه و الوارد عن الإمام الصادق يحذر الإنسان من هوى نفسه و يوصي بالحذر منه كالحذر من العدو، حيث أعدى أعداء الإنسان، هو إتباع هوى النفس و حصاد اللسان و طغيان الميولات و الغرائز.
إن هوى النفس، يعني النزول عند الرغبات الغير مشروعة و الاستجابة لطغيان القلب لدى الإنسان، و إذا ما سيطر العقل على هوى النفس، فعندها سيزول الخطر، و بالعكس، فلو أطاع هوى نفسه من غير قيد أو شرط و طبقاً لرغبات قلبه و نفسه، عندها سيتعطل دور القانون الإلهي و نداء الضمير، و يطلق على هذه الحالة، طغيان هوى النفس و هو من ألد الأعداء.
ان الإنسان إذا أحس بوجود العدو، فيبذل كل ما في وسعه لكي يبتعد عنه ولا يكون هدفاً لسهامه، أو الوقوع في شباكه. ولكن مع الأسف، نرى الكثير يقفون مكتوفي الأيدي إمام هذا العدو القاسي، لابل أن بعضهم يصبحون أصدقاءاً لهذا العدو، و يتفاقم الأمر لدى البعض حتى يصل إلى حد أن يكون هوى نفسه سيده و أميره و قائده، و الكثير من الناس يكون هوى نفسه معبوده، قال تعالى: «أرأيت من اتّخذ الهه هواه»، فأحيانا نرى الإنسان يسجد طاعة لهوى نفسه.
إن أحد أقسام التوحيد، هو توحيد الطاعة، و الإنسان الموحد هو الذي لايطيع شيئاً في هذا الكون إلا الله سبحانه و تعالى، «إن طاعة الرسول و الإمام، و طاعة الأب و الأم و مرجع التقليد كل ذلك يكون بأمر من الله سبحانه و تعالى».
ولو كان المطاع شيئاً آخراً، و جعلناه شريكا لله سبحانه فان عملنا هذا سيكون شركاً في العبادة.
ان طاعة هوى النفس يجعل من القلب أحيانا معبداً للأوثان.
إن القلب يجب أن يكون عرشاً لله، لكن في بعض الأحيان نرى سيطرة الأصنام، مثل صنم حب المال أو المنزلة و السلطة أوحب الولد، على القلب فتجعله خاضعاً و مطيعاً لهذه الأصنام.
إننا نجلس في بعض الأحيان و ننتقد و نذم عبدة الأصنام، في حين لو نظرنا إلى قلوبنا لوجدنا فيها معابد للأصنام، في كل قلب أنواع من الأصنام و الأوثان.
«من أصغى إلى ناطق فقد عبده». فإذا ما أصغيت و صبوت إلى هوى نفسك، ففي الواقع أصبحت عبداً لهوى نفسك. و إذا كان المتكلم يتحدث بكلام الله سبحانه و تعالى فان الاستماع له يمثل طاعة لله سبحانه و تعالى، و إذا كان المتكلم يتحدث بحديث الشيطان فان المستمع له يكون مطيعاً للشيطان.
من خلال أعمال شهر رمضان المبارك يمكن التعرف على هذا العدو، فيتخلص المجتمع من شر هذا العدو، و من هنا نرى أن نسبة الجرائم في شهر رمضان تنخفض انخفاضاً شديداً، و على هذا الأساس يكون صيام شهر رمضان وسيلة لجهاد النفس.
و هناك نقاط مهمة في هذا الحديث، من بينها:
1- لقد عبرت الرواية بكلمة «احذروا» ولم تقل «أطيعوا»، و الحذر يعني، أن الإنسان يجب أن يكون دائماً في حالة ترقب من أجل أن لايقع في شباك هوى النفس، و هذا التعبير أشد و أدق من قول «لاتتبعوا».
2- ورد في الرواية تعبير «اعدى للرجال»، و من هذا التعبير نستنتج أن هدف الخطاب الأشخاص من ذوي الشخصيات و الإيمان، فهم أعدى أعداء هوى النفس، و عليهم أن يحذروا بشدة من هذا العدو، و لعل هذا الحديث له شبهاً بالحديث الذي يقول: «الناس كلهم هالكون إلا العالمون و العالمون كلهم هالكون إلا العاملون و العاملون كلهم هالكون إلا المخلصون و المخلصون في خطر عظيم» و هذا الخطر هو خطر هوى النفس.
3- المقصود بالحصائد هو جمع حصيدة، و هو الناتج الذي يأتي من الحصاد، و لقد شُبه اللسان بالمنجل، و هو وسيلة الحصاد و الجني، و ذنوب اللسان تدخل في اطار هوى النفس، لكن لماذا تذكر هذه الذنوب بشكل مستقل؟
إن الذنوب التي يحصدها اللسان هي من قبيل هوى النفس، و قد فصلت في حديث الإمام(عليه السلام) و ذلك لاهميتها، و ذلك لان الذنوب التي يرتكبها اللسان لاتحتاج إلى وسائل و آلات خاصة، و اللسان في الليل و النهار و في كل الأحوال هو تحت سلطة الإنسان، و خطر ذنوب اللسان اكبر بكثير من غيرها، حيث ان الذنوب التي تصدر عن اللسان تصل إلى الثلاثين ذنباً من الذنوب الكبيرة. و لا توجد ذنوب مثل ذنوب اللسان، و لا يوجد ذنب في تصور الناس أقل أهمية من ذنب اللسان، و لا أخطر منه لان اللسان دائماً تحت تصرف الإنسان، و من هنا ندرك علة تأكيد الإمام الصادق(عليه السلام) على اللسان، و قد ورد في إحدى الروايات بان الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) كان يتحدث حول أخطار اللسان، فقال له أعرابي: أفنؤاحذ بما نقول؟ فأجابه الرسول الكريم: و هل تكب الناس على مناخرهم في النار الاحصائد النستهم».
و من هنا نستنتج أن أدلة أهمية ذنوب اللسان تتلخص بثلاثة أشياء:
1- إن عدد ذنوب هذا العضو أكثر من غيره من الأعضاء، و ان ذنوب اللسان تبلغ ثلاثين ذنباً.
2- إن اللسان وسيلة سهلة للذنب و هي دائماً في تصرف الإنسان.
3- إن قبح ذنوب اللسان يأتي من خطورة ما تسببه هذه الذنوب من ضرر و أذى.
مع ارق التحايا - انين الطفوف
نص الحديث
قال الإمام الصادق(عليه السلام): احذروا أهوائكم كما تحذرون أعدائكم فليس شيء أعدى للرجال من اتّباع أهوائهم
و حصائد ألسنتهم»(1)
شرح الحديث
هناك برامج كثيرة في شهر رمضان المبارك، من بينها و أهمها صيام الشهر، فالبعض يتصور أنه إذا كان مريضاً أو على سفر، تسقط عنه الأعمال الأخرى، في حين أن في شهر رمضان هناك برامج و أعمال أُخرى غير الصيام، و من بينها عمل مهم جداً و هو جهاد النفس، و هو من أكثر الأعمال نورانية.
و الحديث الشريف أعلاه و الوارد عن الإمام الصادق يحذر الإنسان من هوى نفسه و يوصي بالحذر منه كالحذر من العدو، حيث أعدى أعداء الإنسان، هو إتباع هوى النفس و حصاد اللسان و طغيان الميولات و الغرائز.
إن هوى النفس، يعني النزول عند الرغبات الغير مشروعة و الاستجابة لطغيان القلب لدى الإنسان، و إذا ما سيطر العقل على هوى النفس، فعندها سيزول الخطر، و بالعكس، فلو أطاع هوى نفسه من غير قيد أو شرط و طبقاً لرغبات قلبه و نفسه، عندها سيتعطل دور القانون الإلهي و نداء الضمير، و يطلق على هذه الحالة، طغيان هوى النفس و هو من ألد الأعداء.
ان الإنسان إذا أحس بوجود العدو، فيبذل كل ما في وسعه لكي يبتعد عنه ولا يكون هدفاً لسهامه، أو الوقوع في شباكه. ولكن مع الأسف، نرى الكثير يقفون مكتوفي الأيدي إمام هذا العدو القاسي، لابل أن بعضهم يصبحون أصدقاءاً لهذا العدو، و يتفاقم الأمر لدى البعض حتى يصل إلى حد أن يكون هوى نفسه سيده و أميره و قائده، و الكثير من الناس يكون هوى نفسه معبوده، قال تعالى: «أرأيت من اتّخذ الهه هواه»، فأحيانا نرى الإنسان يسجد طاعة لهوى نفسه.
إن أحد أقسام التوحيد، هو توحيد الطاعة، و الإنسان الموحد هو الذي لايطيع شيئاً في هذا الكون إلا الله سبحانه و تعالى، «إن طاعة الرسول و الإمام، و طاعة الأب و الأم و مرجع التقليد كل ذلك يكون بأمر من الله سبحانه و تعالى».
ولو كان المطاع شيئاً آخراً، و جعلناه شريكا لله سبحانه فان عملنا هذا سيكون شركاً في العبادة.
ان طاعة هوى النفس يجعل من القلب أحيانا معبداً للأوثان.
إن القلب يجب أن يكون عرشاً لله، لكن في بعض الأحيان نرى سيطرة الأصنام، مثل صنم حب المال أو المنزلة و السلطة أوحب الولد، على القلب فتجعله خاضعاً و مطيعاً لهذه الأصنام.
إننا نجلس في بعض الأحيان و ننتقد و نذم عبدة الأصنام، في حين لو نظرنا إلى قلوبنا لوجدنا فيها معابد للأصنام، في كل قلب أنواع من الأصنام و الأوثان.
«من أصغى إلى ناطق فقد عبده». فإذا ما أصغيت و صبوت إلى هوى نفسك، ففي الواقع أصبحت عبداً لهوى نفسك. و إذا كان المتكلم يتحدث بكلام الله سبحانه و تعالى فان الاستماع له يمثل طاعة لله سبحانه و تعالى، و إذا كان المتكلم يتحدث بحديث الشيطان فان المستمع له يكون مطيعاً للشيطان.
من خلال أعمال شهر رمضان المبارك يمكن التعرف على هذا العدو، فيتخلص المجتمع من شر هذا العدو، و من هنا نرى أن نسبة الجرائم في شهر رمضان تنخفض انخفاضاً شديداً، و على هذا الأساس يكون صيام شهر رمضان وسيلة لجهاد النفس.
و هناك نقاط مهمة في هذا الحديث، من بينها:
1- لقد عبرت الرواية بكلمة «احذروا» ولم تقل «أطيعوا»، و الحذر يعني، أن الإنسان يجب أن يكون دائماً في حالة ترقب من أجل أن لايقع في شباك هوى النفس، و هذا التعبير أشد و أدق من قول «لاتتبعوا».
2- ورد في الرواية تعبير «اعدى للرجال»، و من هذا التعبير نستنتج أن هدف الخطاب الأشخاص من ذوي الشخصيات و الإيمان، فهم أعدى أعداء هوى النفس، و عليهم أن يحذروا بشدة من هذا العدو، و لعل هذا الحديث له شبهاً بالحديث الذي يقول: «الناس كلهم هالكون إلا العالمون و العالمون كلهم هالكون إلا العاملون و العاملون كلهم هالكون إلا المخلصون و المخلصون في خطر عظيم» و هذا الخطر هو خطر هوى النفس.
3- المقصود بالحصائد هو جمع حصيدة، و هو الناتج الذي يأتي من الحصاد، و لقد شُبه اللسان بالمنجل، و هو وسيلة الحصاد و الجني، و ذنوب اللسان تدخل في اطار هوى النفس، لكن لماذا تذكر هذه الذنوب بشكل مستقل؟
إن الذنوب التي يحصدها اللسان هي من قبيل هوى النفس، و قد فصلت في حديث الإمام(عليه السلام) و ذلك لاهميتها، و ذلك لان الذنوب التي يرتكبها اللسان لاتحتاج إلى وسائل و آلات خاصة، و اللسان في الليل و النهار و في كل الأحوال هو تحت سلطة الإنسان، و خطر ذنوب اللسان اكبر بكثير من غيرها، حيث ان الذنوب التي تصدر عن اللسان تصل إلى الثلاثين ذنباً من الذنوب الكبيرة. و لا توجد ذنوب مثل ذنوب اللسان، و لا يوجد ذنب في تصور الناس أقل أهمية من ذنب اللسان، و لا أخطر منه لان اللسان دائماً تحت تصرف الإنسان، و من هنا ندرك علة تأكيد الإمام الصادق(عليه السلام) على اللسان، و قد ورد في إحدى الروايات بان الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) كان يتحدث حول أخطار اللسان، فقال له أعرابي: أفنؤاحذ بما نقول؟ فأجابه الرسول الكريم: و هل تكب الناس على مناخرهم في النار الاحصائد النستهم».
و من هنا نستنتج أن أدلة أهمية ذنوب اللسان تتلخص بثلاثة أشياء:
1- إن عدد ذنوب هذا العضو أكثر من غيره من الأعضاء، و ان ذنوب اللسان تبلغ ثلاثين ذنباً.
2- إن اللسان وسيلة سهلة للذنب و هي دائماً في تصرف الإنسان.
3- إن قبح ذنوب اللسان يأتي من خطورة ما تسببه هذه الذنوب من ضرر و أذى.
مع ارق التحايا - انين الطفوف