• أعضاء ملتقى الشعراء الذين لا يمكنهم تسجيل الدخول او لا يمكنهم تذكر كلمة المرور الخاصة بهم يمكنهم التواصل معنا من خلال خاصية اتصل بنا الموجودة في أسفل الملتقى، وتقديم ما يثبت لاستعادة كلمة المرور.

الأصمعي والإمام علي بن الحسين عليهما السلام

مخاوي سهيل

New member
إنضم
22 أغسطس 2004
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
49
قال الأصمعي: بينما أنا أطوف بالبيت الحرام ذات ليلة إذ رأيت شاباً معلقاً بأستار الكعبة وهو يقول:

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم • يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا • وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
أدعوك ربِّ حزيناً هائماً قلقاً • فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه • فمن يجود على العاصين بالكرم

ثم بكى بكاءً شديداً وسقط على الأرض مغشياً عليه فدنوت منه فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن ابي طالب (ع) فرفعت رأسه في حجري وبكيت فقطرت دمعة من دموعي على خده ففتح عينيه وقال: من هذا الذي يهجم علينا؟ قلت: عُبيدك الأصمعي سيدي، ما هذا البكاء والجزع وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أليس الله تعالى يقول {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فقال: هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان حراً قرشياً أليس الله سبحانه وتعالى يقول {فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون}.

الإمام الحسين عليه السلام وقيس بن ذريح

قيل: مرّ قيس بخيام بني كعب بن خزاعة، فوقف على خيمة منها والحي خلوف، والخيمة خيمة لبنى بنت الحباب الكعبية، فاستسقى ماءً فسقته وخرجت إليه به، وكانت امرأة مديدة القامة شهلاء حلوة المنظر والكلام، فلما رآها وقعت في نفسهِ، وشرب الماء. فقالت له: أتنزل فتتبرد عندنا؟ قال: نعم فنزل بهم. وجاء أبوها فنحر له وأكرمه. فانصرف قيس وفي قلبه من لبنى حرٌّ لا يطفأ، فجعل ينطق بالشعر فيها حتى شاع وروي. ثم أتاها يوماً آخر وقد اشتد وجده بها، فسلَّم فظهرت له وردَّت سلامه وتحفَّت به، فشكا إليها ما يجد بها، وما يلقى من حبها، وشكت إليه مثل ذلك فأطالت، وعرف كل واحد منهما ما له عند صاحبه فانصرف إلى أبيه وأعلمه حاله وسأله أن يزوجه إياها. فأبى عليه وقال: يا بني عليك بإحدى بنات عمك فهن أحق بك. وكان ذَرِيح كثير المال موسراً، فأحب ألا يخرج ابنه إلى غريبةٍ. فانصرف قيس وقد ساءه ما خاطبه أبوه به، فأتى أمه فشكا ذلك إليها واستعان بها على أبيه، فلم يجد عندها ما يحب.
فأتى قيس الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فشكا إليه ما به وما رد عليه أبوه فقال له الحسين (ع): أنا أكفيك. فمشى معه إلى أبي لبنى. فلما بصر به أعظمه ووثب إليه وقال له: يابن رسول الله ما جاء بك؟ ألا بعثت إلي فأتيتك. قال الحسين (ع): إن الذي جئت فيه يوجب قصدك، وقد جئت خاطباً لبنى لقيس. فقال أبو لبنى: يابن رسول الله ما كنا لنعصي لك أمراً، وما بنا عن الفتى رغبة، ولكن أَحبَّ الأمر إلينا أن يخطبها ذَرِيح أبوه وأن يكون ذلك عن أمره، فإنا نخاف إن لم يسمع أبوه في هذا أن يكون عاراً وسبة علينا. فأتى الحسين (ع) ذَرِيحاً وقومه وهم مجتمعون، فقاموا إليه إعظاماً له، وقال له مثل قولوا الخزاعيين: فقال (ع) لذَرِيح: أقسمت عليك إلاَّ خطبت لبنى لأبنك قيس. قال: السمع والطاعة لأمرك. فخرج معه في وجوه من قومه حتى أتوا لبنى فخطبها ذَرِيح على ابنه إلى أبيها فزوجه إياها، وزفت إليه بعد ذلك.

فأقامت معه مدة لا ينكر أحدٌ من صاحبه شيئاً. وكان أبرَّ الناس بأمهِ فألهته لبنى وعكوفه عليها عن بعض ذلك، فوجدت أمه في نفسها وقالت: لقد شغلت هذه المرأة ابني عن بِرِّي، ولم ترَ للكلام في ذلك موضعاً حتى مرض مرضاً شديداً. فلما برأ من عليه قالت أمه لأبيه: لقد خشيت أن يموت قيسٌ وما يترك خلفاً وقد حرم الولد من هذه المرأة، وأنت ذو مالٍ فيصير مالك إلى الكلالة فزوِّجه بغيرها لعل الله أن يرزقه ولداً، وألحت عليه في ذلك، فأمهل قيساً حتى إذا اجتمع قومه دعاه فقال: يا قيس، إنك اعتللت هذه العلة فخفت عليك ولا ولد لك ولا لي سواك. وهذه المرأة ليست بولود فتزوج إحدى بنات عمك لعل الله أن يهب لك ولداً تقر به عينك وأعيننا.

فقال قيس: لست متزوجاً غيرها أبداً. فقال له أبوه: فإن مالي سعةً فتسر بالاماء. قال: ولا أسوءها بشيء أبداً والله. قال أبوه فإني أقسم عليك إلا طلقتها. فأبى وقال: الموت والله عليَّ أسهل من ذلك. ولكني أخيرك خصلة من ثلاث خصال. قال: وما هي؟ قال تتزوج أنت فلعل الله أن يرزقك ولداً غيري، قال فما فيَّ فضلة لذلك. قال: فدعني أرتحل عنك بأهلي واصنع ما كنت صانعاً لو متُّ في علتي هذه. قال: ولا هذه. قال: فأدع لبنى عندك وأرتحل عنك فلعلي أسلوها فإني ما أحب بعد أن تكون نفسي طيبة أنها في خيالي. قال لا أرضى أو تطلقها، وحلف لا يكنُّه سقف بيت أبداً حتى يطلق لبنى، فكان يخرج فيقف في حر الشمس، ويجيء قيس فيقف إلى جانبه فيظله بردائه ويصلى هو بحر الشمس حتى يفيء الفيء فينصرف عنه، ويدخل إلى لبنى فيعانقها وتعانقه ويبكي وتبكي معه وتقول له: يا قيس لا تطع أباك فتهلك وتهلكني. فيقول: ما كنت لأطيع أحداً فيك أبداً.

منقول
 
مشاركة: الأصمعي والإمام علي بن الحسين عليهما السلام

شكرا على الموضوع الرائع

الى الامام دائما
 
مشاركة: الأصمعي والإمام علي بن الحسين عليهما السلام

تسلمين يادلوعه
 
مشاركة: الأصمعي والإمام علي بن الحسين عليهما السلام

السلام عليكم.....
شكرا لك اخي (مخاوي سهيل)
على هده القصص
والله يعطيك العافية

تحياتي:clap:
مشرف الصوتيات
[blink]....ابن الخامنئي....[/blink]
 
عودة
أعلى